الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر، كفاح عمالي قوي ، وارث يساري مشوه.

بن حلمي حاليم

2016 / 7 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مصر، ثورة عميقة،ومخنوقة،ومهام الثوار استخلاص دروس معاركها التاريخية التي أدت إلى إخفاق اليوم.

إلى أرواح الشهيدين، خميس والبقري

الشعب المصري تحمل الكثير من المعاناة الشاقة تحت هيمنة الاستعمار والاستغلال الامبريالي، والأنظمة الاستبدادية من لحمه ودمه التي تعاقبت على قهره وتجويعه، لكن كل هؤلاء المجرمين لم يستطيعوا أن ينزلوا به إلى درجة الاستسلام الكامل رغم جبروتهم ، وكان دائما يتحرك من الأعماق ضد الاستغلال والبطش، وقد كانت كل تحركاته تتعرض لهجمات البورجوازية المتنوعة التي تهدف إلى تربية أجيال مصرية متتالية على إخفاء التناحر الاجتماعي الكبير في المجتمع،هذا الصراع الذي لا يمكن طمسه ابدآ.

هنا تحضر إلى ذهني مقابلات لعب الكرة للفريق القومي المصري مع إحدى المجموعات من أوطان مختلفة،التي كانت الشركات العائلية للمجموعات الصغيرة المنغلقة الحاكمة تعمل كل ما في جهدها لاستغلال هذه المناسبات لإخفاء الصراع الطبقي الحاد، صراع يفصل بشكل واسع ما بين بشر معدمون يسكنون المقابر ويبحثون في القمامة والنفايات على ما يسدون به رمقهم-هن وإطعام أبنائهم وبناتهم و بين ناس آخرين يتمتعون مع صغارهم-هن في نعيم القصور بمنتجع شرم الشيخ وغيره، هذه الأماكن ومثيلاتها في باقي العالم التي تكون دائما محروسة بشدة، ومحاطة بالأسوار من كل ناحية ،إنها محميات الأثرياء الرأسماليين الكبار في أوطانهم/هن.

صراع الكادحين المصريين مع أعدائهم الطبقيين، حاد وطويل.

ففي سنة 1919 فجر الكادحين المصريين نضالا جماهيريا شعبيا ضد سيطرة الامبريالية البريطانية وعملائها المحليين،السلطان فؤاد الأول الذي تعلم وتربى في المدرسة الإعدادية الملكية في مدينة تورينو بايطاليا حيث كانت أسرته منفية هناك،وانتقل إلى "تورين الحربية" وحصل على رتبة ملازم في الجيش الايطالي ، والتحق بالفرقة الثالثة عشر(مدفعية الميدان) وقد كان على رأس اللجنة التي أسست ونظمت الجامعة المصرية الوطنية حيث تكونت الحاشية البورجوازية التي ستخدم النظام الملكي وتعمل على قهر فقراء مصر.

منذ العهد البائد والعمال والفلاحين المصريين يناضلون من اجل حريتهم/هن ودائما احتجاجاتهم وانتفاضتهم تتعرض للمناورات السياسية، والقمع والقتل والاعتقال. فؤاد الأول الذي حكم مصر منذ 1917 إلى 1922 باسم السلطان ثم أصبح فيما بعد ملك مصر إلى يوم وفاته في ابريل 1936، وحينما ثار الشعب المصري، ونظمت الطبقة العاملة نفسها وقامت بإنجاح الإضرابات العامة المفتوحة خصوصا في القطاعات الأساسية كالنقل في السكك الحديدية والعصيان ونضال الشوارع من طرف الطلبة بالمدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية وباقي البقع، وعلى اثر ذلك تدخلت القوى الامبريالية الاستعمارية بالسلاح العسكري لسحق الاحتجاجات الشعبية التي تطالب وتكافح من اجل الحرية وتقرير المصير..

كانت حينها البورجوازية الوطنية تبحث عن تفاوض مع السلطات الامبريالية ناهبة ثروات الشعوب ، من اجل إصلاحات سياسية، من خلال وفد ترأسه سعد زغلول الذي تعلم في جامع الأزهر دروس جمال الدين الأفغاني و محمد عبده ، ثم اشتغل متعاون مع وزارة الداخلية أواخر القرن 19 وبداية القر20 ، لكن نشاطه الوطني البورجوازي كان دائما يتسبب له بالمشاكل والخلافات مع حاشية العرش والسلطة الاستعمارية ، خصوصا حينما ولى وجهه اتجاه أنشطة وتحركات احمد عرابي .

إن المصريين لا زالوا يكافحون ضد ارث ثقيل ومخلفات استعمارية كبيرة ، تعمل البورجوازية المصرية على ديمومتهما، فاحمد عرابي كان صاحب رتبة عسكرية وعمل تحت يد القوة الامبريالية البريطانية مع عساكر من قوميات متعددة وشعر بان الفلاحين المصريين الفقراء المجندين في الجيش الأجنبي يعاملون باحتقار،ولا يحصلون على مراتب تسمح لهم بتحسين وضعهم المالي والاجتماعي والاعتباري. فقد شيدت البورجوازية تماثيل في عدة أماكن بمصر لأحمد عرابي ، ويعتبر زعيمها الوطني فهو من مواليد سنة 1841 وتوفى سنة 1911 تعلم القراءة والكتابة في سن مبكر، وكان من بين المصريين الملتحقون بالخدمة العسكرية في عهد سعيد باشا،" باشا" هذه إنها لقب مرتبط بمنصب في جهاز الدولة والإمبراطورية العثمانية يمنح من طرف السلطان إلى الجنرالات والحكام والسياسيين الذين يخدمون النظام ، ويعادل لقب "اللورد" في الإمبراطورية البريطانية .

احمد عرابي قائد عسكري شارك في حروب الخديوي إسماعيل في الجيش واختاره الضباط المصريين ليكون متحدث باسمهم، وشارك في مناورات عسكرية في عهد سعيد باشا، وقاده منصبه العسكري إلى الالتحاق بالحاشية وزمرة الحكم وتصاهر مع محيط النظام الحاكم،وكانت من بين المطالب التي رفعت إلى أعلى سلطة من خلال احمد عرابي، هي زيادة عدد الجيش إلى نحو 18000 جندي مصري، وهذا نتيجة خراب الفلاحين الفقراء واستحواذ الملاكين العقاريين على أراضيهم ، وسيطرت الرأسمال المالي الامبريالي على اقتصاد مصر حيث لم يبقى سوى الالتحاق بالجيش من اجل الحصول على عيش وتحسين الحياة الاجتماعية، .
كانت الأوضاع مأساوية على فقراء مصر بعد إغراق البلد في الديون، وهي أسباب اقتصادية واجتماعية دفعت بالناس إلى التظاهر والاحتجاج الواسع، الشيء الذي ساعد على رضوخ الخديوي توفيق لمطالب الحركة الجماهيرية ، وناور سياسيا بعزل احد خدامه وهو رياض باشا، من رئاسة الجيش وشكل أول وزارة دفاع في تاريخ مصر الحديثة،وهو الزمن الذي قررت فيه الامبريالية، كل من انجلترا وفرنسا في مصير الشعب المصري، بعد أن ازدادت ضغوط الدول الأوروبية الدائنة على مصر التي أصبح مفروض عليها دفع ثلث دخلها الوطني سنويا لتسديد الدين الاستعماري.

أشرفت بريطانيا وفرنسا على إدارة شؤون الخزانة المصرية ، وتم تعيين لهذه المهمة مفتشين ماليين أجنبيين فرنسي وبريطاني على أموال الشعب المصري، في هذه الظروف برز اسم احمد عرابي العسكري البورجوازي الوطني على الساحة السياسية المصرية ،وهو ذو تكوين بسيط ثقافيا وعسكريا، وله تقاليد محافظة وتربية دينية إسلامية، ورغم كل ما قامت به البورجوازية الوطنية من محاولات الإصلاح على رأس السلطة السياسة التي سار على نهجها احمد عرابي الذي تقلد عدة مناصب في نواة جيش وطني مصري الذي التحق به سنة 1854 وعين وزيرا للدفاع سنة 1882، ستهزم هذه النواة شر هزيمة ويدمرها تحالف نظام الحكم المصري وحاشيته مع الامبريالية.

بعد ما يعرف بأحداث الإسكندرية الدموية بين المصريين والأجانب المستوطنين الاستعماريين تطورت الأمور، فقد استغلت القوى الامبريالية حدث المواجهات بين المصريين والمستوطنين الأجانب التي أدت إلى عدد من الوفيات بين الطرفين أغلبيتهم مصريين فقراء كادحين ومعدمين ، تشكلت على اثر تلك الأحداث وزارة جديدة وبقى احمد عرابي في منصب وزارة الدفاع من اجل استتباب الأمن والاستقرار ، وتشكلت لجنة لتقصي الحقائق والبحث في قضية تلك المذبحة

الامبريالية العالمية تتقاسم العالم ،وتسيطر على أهم النقط الإستراتيجية.

الإسكندرية مدينة على ساحل حوض المتوسط يوجد فيها احد أهم الموانئ في مصر والقارة الإفريقية، ومنه تنقل الثروات إلى باقي دول العالم ، ولهذا استغلت الرأسمالية الفرنسية والبريطانية المدعومة من جيوشها وبورجوازيتها الوطنية والشوفينية حدث مجزرة الإسكندرية وتدخلت أساطيل فرنسية وبريطانية للاستيلاء على هذا المكان الاستراتيجي بذريعة حماية رعاياها هناك. وقد دعم نظام الخديوي توفيق الاستبدادي المصري ذلك وتم تنحية احمد عرابي من منصبه على رأس الجيش المصري وتعيين مكانه عمر باشا لطفي محافظ الإسكندرية يوم 20 يونيو1882.

بدأت تتمرد مجموعات من ضباط الجيش ومثقفون بورجوازيين ضد سياسة النظام ومساندة مواقف احمد عرابي على تحديه للأجانب وخوض معارك وحروب عسكرية غير متكافئة ضد العدو الأجنبي ، معارك أدت إلى هزيمته وإلقاء القبض عليه ، وتم الحكم عليه في 3 ديسمبر 1882 بعقوبة الإعدام ، لكن بزوغ حركة جماهيرية شعبية المناصرة لقضيته جعلت النظام والقوة الاستعمارية تفكر في الأمر جيدا، وبعد مداولات بين سلطة الاحتلال والرجعية المحلية من خلال قضاة مصريين ونظام توفيق، تحولت العقوبة إلى نفيه مدى الحياة من وطنه مصر إلى سيريلانكا (سيلان) بعد أن قامت الرجعية بسحق وتصفية اغلب العناصر البورجوازية الوطنية المصرية من أنصار احمد عرابي ، تلك التي كانت تريد إصلاح نظام فاسد متعاون ومرتبط ابا عن جد مع الأجانب الاستعماريين الأعداء فقد جردهم النظام من الأوسمة والنياشين العسكرية، بعضهم التحق بخدمته والرافض مصيره العقاب.

نقل إلى سيرلانكا مع احمد عرابي كل من : عبد لله النديم ومحمود سامي البارودي ، وقد عاد عرابي بعد أن قضى نحو 20 سنة منفيا عن وطنه مصر، وسبب إعادته هو المرض المزمن الذي أصابه وشل بدنه.


وهكذا تريد البورجوازية الوطنية دائما ربط قضية تحرير البلد من الاستعمار، وتحقيق الديمقراطية الجذرية بالالتحام بين الطبقة العاملة والرأسماليين المحليين وطمس الصراع الطبقي من خلال توظيف الأيديولوجية الرجعية، وترويج الألقاب والصفات على الأشخاص الذين برزوا في ظروف معينة من تاريخ مقاومة الشعوب عوض التركيز على بطولات الكادحين الذين لم يبنوا منظماتهم-هن الذاتية وأحزابهم-هن ، الحقيقية والثورية.


.

اليسار والصرع الطبقي في مصر، ارث مشوه، وشبيبة في حاجة لنظرية ماركسية ثورية صحيحة.

نشاء عمل اليسار في بداية القرن العشرين من طرف المثقفين الأجانب العاملين في المؤسسات والشركات الرأسمالية ، وبسبب ظروف الاستغلال ومطالب تحسين شروطه ، بدا العمل في تأسيس النقابات العمالية وكان من ابرز مناضلي هذه الفترة جوزيف روزنتال الذي هجر إلى مصر قادما إليها من فلسطين المحتلة سنة 1899 ، وقد ساهم في تأسيس اتحاد النقابات العامة سنة1919 والتي ضمت عددا من النقابات المصرية ، التي تضم عمال من أجناس مختلفة ، نقابة أممية ، وفي الفترة نفسها تأسست جماعة الدراسات الاجتماعية في مصر من عناصر يسارية أجنبية بالإسكندرية اغلبهم من أصول يونانية ، وقد التحق بهم المناضل روزنتال ، وكانت هذه الجماعة تنشر الأدب الماركسي الثوري، بعد أن أصبحت شيوعية علنا . وقد ساهم روزنتال مع آخرين، أبرزهم الشهيد انطون مارون وحسني العرابي في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري صيف 1921 والتحق بهذا الحزب سلامة موسى العائد من أوروبا حيث كان يدرس متنقل بين باريس ولندن،لكن سلامة موسى سيغادر الحزب ويتفرغ للكتابة حسب ميوله الليبرالية الغارقة في المحلية ، والدفاع على الكتابة بالعامية المصرية ، نفس الفترة ظهرت كتابات مصطفى حسنين المنصوري، خصوصا كتابه تاريخ المذاهب الاشتراكية سنة 1915 كتاب تطبعه مسحة غيبية ، وقد انضم الحزب الاشتراكي إلى الأممية الشيوعية الثالثة ومقرراتها الأولى التي سطرت في عهد لينين وتروتسكي ،وكان روزنتال وأمثاله يشكلون عائقا للإصلاحيين في الحزب بسبب انغراسهم في الطبقة العاملة و ربطها بالمثقفين الثوريين ، وكان روزنتال عضو مستشار لبلدية الإسكندرية مما سمح له بالاطلاع الواسع على الأوضاع بشكل دقيق.، ولهذا كانت العناصر الإصلاحية المسيطرة على الحزب غير راضية على الثوريين المرتبطين بالعمال ،وهذا ما جعل البورجوازية تقوم بالضغط على المجموعة من اجل إبعاد روزنتال ورفاقه من الحزب ، وهذا ما فعلته فقد تم فصل روزنتال ، وفي منتصف العشرينات من القرن الماضي عاش الحزب الشيوعي المصري تدبدب ومتاهات سياسية وفكرية. وكان الحزب الاشتراكي/ الشيوعي مرتبط بالطبقة العاملة في مصر من جميع الأجناس، وجد نشيط في النقابات و عمل على نشر الفكر الماركسي بين صفوف الطبقة العاملة وتعليمها وتدريبها ، رغم الاختلافات الفكرية والسياسة في ما بين مناضلي الحزب ، وقد أدت القيادة ثمن غالي في مواجهتها للنظام والاستعمار والرأسماليين والقوى الرجعية، وتعرضت للاعتقالات حيث توفى انطون مارون احد قيادة الحركة الشيوعية في السجن على اثر إضراب عن الطعام فاق 40 يوما، في 29 أكتوبر 1924، وقد دفع المناضلين اليساريين بأرواحهم دفاعا على الأفكار الماركسية ، وتعرضوا للقمع من طرف البورجوازية والاستعمار معا ، وتفكك الحزب ، وأجهضت تجربة منغرسة في الطبقة العاملة ، وظلت تلك الانوية بلا خط ثوري صحيح ، إلى يوم تشكيل الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني ،ذات الجذور الشيوعية والوطنية وكان من بين أعضائها خالد محي الدين ويوسف صديق وهما من مجموعة ضباط الجيش وأعضاء في مجلس قيادة الانقلاب العسكري وتسيير شؤون الدولة ، وقد تم حل حزب الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني والاندماج في نظام الدولة الجديدة وسياستها بقيادة جمال عبد الناصر في 1952.


ضباط الجيش يقومون بانقلاب في 23 يوليو 1952 ويسقطون النظام الملكي، ويؤسسون نظام جمهوري لقمع العمال والكادحين.

قامت مجموعة من الضباط بتنظيم عملية تستهدف السلطة السياسية وخططوا لذلك ونجحوا في المهمة، وسيطروا على جهاز الدولة، ومن أهمها المؤسسات المسلحة، واجبروا الملك على التنازل من عرشه رمز السلطة والسيادة في أول الأمر يكون التنازل لابنه وولي عهده احمد فؤاد و يغادر مصر في يوم 26 يوليو1952.

بعد ذلك تم تشكيل مجلس مهمته الوصاية على العرش الملكي المصري وولي العهد الرضيع الذي لم يكمل عامه الأول، ومهمة تسيير شؤون البلاد، تكلف بها مجلس تم تشكيله لقيادة السلطة العليا في مصر، مكون من نحو ثلاثة عشر ضابطا عسكريا ترأسه السياسي والعسكري، اللواء أركان حرب محمد نجيب، وفي يوم 18 يونيو 1953 تم إلغاء النظام السياسي الملكي وإعلان نظام جديد جمهوري .

وكانت مبادئ هذا الانقلاب الذي تم وصفه بثورة 23 يوليو 1952 ،هي القضاء على الإقطاع ، وتصفية الاستعمار، وإنهاء سياسة السيطرة الرأسمالية على اقتصاد مصر ونظام الحكم الرجعي القديم وسياسته وأسلوبه ، وإقامة حياة سياسية جديدة وتقدمية مبنية على أسس ديمقراطية،وإنشاء جيش مصري وطني قوي، وتنظيم وتنفيذ سياسة اقتصادية اجتماعية مؤسسة على مبدأ العدالة في الاستفادة من ثروة البلد لكل المصريين والمصريات، وتعليم شعبي عمومي مجاني لأبناء وبنات مصر.
قامت المجموعة العسكرية بحل جميع الأحزاب وإلغاء دستور سنة 1923 بعد ستة أشهر من السيطرة على الأوضاع ، بعد فشل كل المحاولات التي قام بها الملك فاروق وحاشيته المرتبطة بالقوى الأجنبية الامبريالية ،لان الأمر تم حسمه بقوة السيطرة على السلاح ولم تعد تنفع المناورات والمحاولات كما كان في السابق . فقد غادر فاروق الأول وولي عهده احمد فؤاد الثاني الذي لم يتجاوز عمره نحو ستة أشهر تراب مصر، في اتجاه المنفى بايطاليا، ولي عهد لازال رضيعا .

وقد وافق الملك فاروق على المطالب التي طرحت عليه من طرف ضباط الانقلاب العسكري، من بينه تلك التي ستحافظ على العرش حينما تنازل لابنه ومجلس الوصاية، وعملية التنازل وشكلها التي ستحترم وتقدر مقامه العالي والرمزي للهيبة والسلطة ،وان يتم توديعه بأدب وبحضور جميع ممثلي الحكومة وقيادة الجيش، وقد اعد عبد الرزاق السنهوري رئيس مجلس الدولة وثيقة التنازل عن العرش الملكي، وقام الملك فاروق بتوقيعها وتسليمها إلى علي ماهر الذي ترأس أول وزارة مصرية في عهد انقلاب الضباط الأحرار، وفي يوم مغادرة الملك فاروق كان في حضور توديعه عدد كبير من موظفي جهاز الدولة الكبار وبعض من ضباط الجيش، وقد أطلقت البحرية 21 طلقة مرفقة بالتحية الملكية، سياسة احترام المقام نفذتها قيادة الانقلاب باتفاق مع القوى الامبريالية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية .

الانتقال من نظام ملكي استبدادي رجعي إلى نظام جمهوري ديمقراطي عن طريق انقلاب وسلطة عسكرية، مرحلة لم تنتهي بعد.

هكذا انتقلت مصر من ملكية رجعية خادمة مصالح الامبريالية البريطانية إلى نظام جمهوري بواسطة انقلاب نفذته طليعة ضباط عسكريين.

في صيف 1952 أيام شهر غشت الحارة ،اندلعت مظاهرات عارمة ضد شريكة الغزل والنسيج في منطقة كفر الدوار تطالب بحقوق ومستحقات العمال والعاملات، ومع تعنت إدارة الشركة وبشاعة الاستغلال الرأسمالي للعمال، تطور الاحتجاج والتظاهر إلى مواجهات عنيفة بين العمال دو طبقي شرس، وقد اعتدوا على العمال وأطلقوا النيران عليهم مما أدى إلى وأجهزة الدولة الجمهورية الجديدة ، التي دافعت عن الطبقة البورجوازية و الرأسماليين، وأرباب العمل في هذه الحرب ضد مصالح الطبقة العاملة ، وكل الكادحين، وبعد أن وصلت حدة الصراع الطبقي إلى مستوى جد متطور تدخلت قوات العسكر للحسم في أمر المعركة ، وقد أسفرت تلك المواجهات على سقوط عدد من الضحايا وإزهاق أرواح العمال وعناصر الجيش البسطاء، الذين يتم دفعهم للمواجهات مع إخوانهم العمال والكادحين ،وعلى اثر ذلك أصيب عدد كبير من المتظاهرين والمتظاهرات ، وقد نظمت قيادة الجيش حملة واسعة من اجل القبض على الشيوعيين وتشكلت محاكم عسكرية في منطقة كفر الدوار بالمدينة الصناعية التي تعتبر من اكبر مدن محافظة البحيرة بشمال مصر، وتبعد بنحو 30 كلم عن مدينة الإسكندرية، وهي محسوبة على المعاقل العمالية في مصر.

قادة الانقلاب العسكري يشرفون على محاكمة قادة العمال والكادحين المصريين.

ترأس هذه المحاكم الظالمة والجائرة في حق العمال الفقراء التي نظمها الضباط الانقلابيين،عبد المنعم أمين قائد سلاح الفرسان ورئيس حرس الحدود ومحافظ مدينة أسوان، وكان من أعضاء الضبط الأحرار، تعلم في الكتاب، المؤسسة التقليدية المتزمتة، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها سنة 1932 برتبة ملازم.

نظمت المحاكمة بمقر الشركة، وتم النطق بحكم الإعدام في حق عمال الشركة ، مصطفى خميس ومحمد حسن البقري، في ملعب كرة قدم تابع لشركة كفر الدوار، بالإضافة إلى إصدار أحكام قاسية في حق عمال آخرين ،وقبل تنفيذ هذا الحكم الجائر، قامت أجهزة الدولة الجديدة بتحقيق وتفتيش منازل متزعمي التظاهر والاحتجاج.

الكادحان مصطفى خميس ومحمد البقري يعملان بالشركة ، خميس بإدارة مخازن الأقمشة بشركة كفر الدوار للغزل والنسيج منذ عام 1947، وهي شركة في ملك إحدى الأسر المحيطة بالملكية.

وكانت الأحداث تطورت بسبب تعسف إدارة الشركة حينما نقلت مجموعة من العمال من مصنع كفر الدوار إلى كوم حمادة بدون مبرر، وقد تضامن معهم في مطلبهم بالبقاء رفاقهم العمال، وأعلنوا إضرابا عن العمل ونظموا وقفة احتجاجية سلمية، لإعلان مطالبهم التي دافع عنها رفاقهم المتخذ في حقهم النقل التعسفي، أمام باب المصنع، لقد ظن العمال وأهاليهم أن قيادة الجمهورية الجديدة ستساندهم على مطالبهم العادلة، التي تتجلى في السكن المحترم والزيادة في الأجور والحد من بطش وجبروت صاحب المصنع ، لكن الرأسماليين أطلقوا كلابهم المسعورة على العمال والمحتجين حيث تسببت في سقوط قتلى في صفوف المتظاهرين ،وعلى اثر هذه الجريمة النكراء تطورت الأمور إلى احتجاجات كبيرة ، واتخذت مسارا متطورا وصل إلى مسيرات شعبية متضامنة مع العمال في اتجاه مدخل المدينة . ومن اجل إخماد لهيب الاحتجاج العمالي والشعبي على سياسة البورجوازيين والحد من انتشاره في أسرع وقت ممكن، تدخل الجيش لقمع الكادحين،و هكذا اندلعت مواجهات غير متكافئة بين المحتجين، قاوم العمال بالطوب والحجارة وتصدى الجيش بالسلاح والرصاص ، مما جعل قيادة مجلس الانقلاب العسكري يتخذ قرارا يحد من الحركة النضالية العمالية ويصدر حكم الإعدام في حق اثنين من متزعمي الاحتجاج وعلى 12عامل بالأعمال الشاقة المؤبدة، وعلى ثلاثة عمال ب 15 سنة ، ويصادق عليها رئيس الجمهورية.

أحكام بدون أدلاء وبدون دفاع انتهت أطوارها في اقل من أسبوع ، وقد تم نقل العمال إلى ملعب رياضي بالمدينة تابع للمصنع تحت حراسة مشددة، وتم النطق بالحكم بصوت عالي عبر مكبرات الصوت ، وقد نفذ الحكم الظالم في حق العاملان اللذان لم يتجاوز عمر كل منهم 20 سنة ، يوم 7 سبتمبر 1952 بسجن الإسكندرية في ظروف شديدة المراقبة.


هذا جزء بسيط من المحاكمات الصورية التي تبث الخوف والإرهاب وزرع الرعب في قلوب العمال والشباب وكل من يتحرك ضد سياسة أرباب العمل والشركات الخاصة ويشوش على الانقلابيين في سياستهم، وهو كذلك عمل جلي قدمته قيادة الضباط الأحرار للرأسماليين المصريين، وغيرهم.

في 18 يونيو 1953 تم الإعلان عن قيام الجمهورية وإلغاء حكم النظام الملكي الرجعي، وقد تم الاتفاق والاختيار على محمد نجيب لكي يكون رئيسا لأول جمهورية مصرية، الذي احتفظ بمنصبه كرئيس للوزراء وتخليه عن منصب وزير الحربية وقيادة الجيش.


إعدام الطلائع العمالية الذين قادوا تظاهرة ضد الاستغلال الطبقي، من طرف قيادة مجلس الانقلاب، هل حققت البورجوازية أهدافها؟

إلغاء الرتب المدنية صيف 1952، وتطهير الإدارة من الموظفين أنصار الملك فاروق الأول، وإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وإعلان العفو العام السياسي،وإلغاء دستور 1923،والإعلان عن عروبة دولة مصر،وإقامة الوحدة مع الشقيقة سوريا سنة 1958، وجلاء القوات الاستعمارية الأجنبية البريطانية من ارض مصر، وتأميم قناة السويس سنة 1956 وتأميم المصارف ووسائل المواصلات.

سنة 1953 تم إبعاد محمد نجيب وخالد محي الدين عن مجلس قيادة الانقلاب، وإلغاء مجلس القيادة بانتهاء فترة الانتقال، وإصدار دستور 1956 حيث تولى رئاسة الجمهورية جمال عبد الناصر

ازداد عبد الناصر بالإسكندرية، وبسبب ظروف عمل والده انتقل لعدة بقع في مصر، وفي سنة 1937 التحق بالكلية العسكرية، وتخرج منها برتبة ملازم ثاني في سلاح المشاة، وانتقل إلى السودان الشقيق سنة 1941، وسنة 1943 شغل منصب مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة.

تولى رئاسة الجمهورية ( من 1956الى 1970) في يناير 1956 تمت صياغة الدستور الجديد للجمهورية المصرية الذي خرج من رحمه حزب الاتحاد الوطني وترشح عبد الناصر لرئاسة الجمهورية، وتم إنشاء مجلس الأمة الذي ضم نحو 350 عضوا، ومنح حق الاقتراع للنساء المصريات. وقد قام النظام بتأميم قناة السويس،ومن خلال هذه السياسة برز على واجهة الأمة العربية والدول المستعمرة وحديثة الاستقلال، في كل من أمريكا اللاتينية واسيا وإفريقيا، وزاد ذلك بعد إغلاق الملاحة الإسرائيلية بقناة السويس، وفي 29 أكتوبر 1956بدأت الهجمات الجوية من طرف العدوان البريطاني والفرنسي والإسرائيلي على مصر .


وفي مؤتمر باندونغ في 18 ابريل1955 باندونيسيا الذي حضرته 29 دولة من إفريقيا واسيا ، وكل من رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، ورئيس يوغسلافيا المارشال جوزيف تيتو، وقد اتخذت فيه عدة قرارات من بينها مساندة حركات التحرر الوطني وتصفية الاستعمار ، وهذا بعد نهاية الحرب الامبريالية العالمية الثانية، وقد برز الرئيس عبد الناصر في هذا المؤتمر، وتعد أول زيارة له بعد نجاح الانقلاب، و كذلك برزعلى واجهة ممثلي البلدان العربية وقام بزيارة عدة بلدان، وقد لعب ادوار رئيسية بين تيارات فكرية وسياسية تنتمي إلى معسكري الحرب الباردة التي كانت تقودها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كل من جهته ومصالحه ،ويعد مؤتمر باندونغ أول نواة لإنشاء حركة سياسية عرفت ب "حركة عدم الانحياز"وبرز نظام عبد الناصر من خلال مساندته لحركات التحرر الوطني في كل من تونس والمغرب والجزائر الأشقاء ضد الاستعمار الفرنسي ، ودفاعه عن حق عودة الفلسطينيين إلى وطنهم المحتل ، ودعا لتطبيق مقررات الأمم المتحدة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي ، وقد حصل على دعم الصين في مجموعة من المواقف السياسية الدولية ، ومن خلال مؤتمر باندونغ أعلن نظامه اتخاذ سياسة "الحياد الايجابي" بشان الحرب الباردة

في 17 أكتوبر 1957 فشلت محاولة اغتياله وعلى أثرها قامت الدولة بحملة واسعة باعتقال المعارضين وإقالة العديد من مناصبهم من أولئك الذين لم تطمئن لهم الدولة ، وقمع التوجهات السياسية وخنق الصحافة والعمل بضوابط جد صارمة على جميع المنشورات الأدبية والفكرية والسياسية والإعلامية والفنية والثقافية ، بعلة أنها تدعو إلى "الفتنة" وصدرت أحكام الإعدام في حق المعارضين وقامت الدولة بالدعاية الواسعة لنظام عبد الناصر وسياسته ضد الجميع والتشهير بمن خالف ذلك بالخيانة للأمة العربية ومصالحها القومية البورجوازية.

وبعد تشكيل حلف بغداد، مال نظام عبد الناصر في جهة الكتلة الشرقية وابرم عدة اتفاقيات وصفقات لشراء السلاح.

أثناء العدوان الثلاثي على مصر قام النظام بتسليح أهالي المناطق التي كانت ضحية للعدوان مباشرة أثناء الهجوم ، وقد حطت القوات الامبريالية في بورسعيد سنة 1957، وقد برزت في تلك الظروف حركة قومية بورجوازية على الساحة السياسية مدعومة من النظام العسكري وتم إنشاء محطات إذاعية وإعلامية بعدة عواصم عربية للدعاية ، وانطلقت " صوت العرب" من القاهرة التي ساهمت في نشر أفكار تدعو إلى القومية "الناصرية" وإبداع شخصية "الزعيم السياسي للأمة" بدعم من الذين سيطروا على الإعلام .

في يناير 1957 اعتمدت الولايات المتحدة مبدأ الرئيس ازنهاور بمنع انتشار الأفكار الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط ، ومن خلال هذه السياسة ستلعب القومية البورجوازي دورا أساسي لمواجهة الفكر الماركسي في البلدان العربية.

وفي نهاية 1957 قام النظام المصري بتأميم شركات أجنبية بريطانية وفرنسية ، وإنشاء مصانع الصلب في حلوان وتشغيل عدد كبير من الشباب. وفي سنة 1958 قامت البورجوازية بتشكيل الوحدة المصرية – السورية وكانت من إحدى مهامها السياسية هي العمل ضد انتشار الشيوعيين ومنعهم من الوصول إلى استلام السلطة في المنطقة والبلدان العربية ، وقد نظمت حملات ضدهم بدعم من نظام عبد الناصر، وقد تم الإعلان عن دستور مؤقت للوحدة صاغته جمعية وطنية مكونة من 600 عضو (400 عضو مصري ،و200 عضو سوري) واتخذ قرار حل جميع الأحزاب السياسية ، وبدأ الالتحاق من طرف عدد من السياسيين و المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين بسياسة الأنظمة التي شكلت تلك الوحدة طامحة في توسيعها لتشمل أنظمة أخرى حتى ولو كانت بعيدة جغرافيا ومتناقضة إيديولوجيا ،عاملة على تخدير الشعوب بالأوهام البورجوازية أثناء حدة الصراع الطبقي والحروب من اجل التحرير والاستقلال الوطني.
.
سنة 1961 سعى نظام عبد الناصر إلى خلق إيديولوجية تجمع بين أفكار مستمدة من دين الإسلام والاشتراكية، ولتحقيق ذلك بادر بالعديد من التعديلات على برامج جامع الأزهر، احد ابرز سلطات الايدولوجيا الرجعية و الإسلام السني في العالم ، و قام بخلق محاكم شرعية ومدنية . وفي 1962 قام النظام بتنظيم سياسة "الميثاق الوطني" ووضع دستور جديد دعا للرعاية الصحية الشاملة والسكن الاجتماعي بأسعار مناسبة وإنشاء مدارس للتعليم الواسع لأبناء الأغلبية الفقيرة والكادحة ، ومنح النساء حقوق محددة، وقام بتسطير برنامج تنظيم الأسرة.
وفي 15 مارس 1965 بعد السيطرة الكاملة والرئاسة المتجددة وقطع الأنفاس على جميع المعارضين،وقد قام نظام عبد الناصر في 29 غشت 1966 بالحكم على ابرز منظري الإسلام السياسي سيد قطب الذي انتماء لمهنة التعليم والتربية والتحق بحزب الوفد وغادره سنة 1942 وهو أديب وكاتب انضم لجماعة الإخوان المسلمين السياسية سنة 1953و كان من منظريها ، وكان رئيسا لقسم نشر الدعوة بالجماعة ورئيس تحرير جريدتها ، وهي حركة تسعى لاستلام السلطة وتطبيق حكم الدولة الدينية.

وكان سيد قطب يحضر اجتماعات مجلس قيادة انقلاب 23 يوليو1952، وعلى اثر أحداث 1954 تم اعتقاله وحكم عليه، ب 15 سنة ونظرا لحالته الصحية، وتدخلات من عدة جهات تم الإفراج عنه سنة 1964 ، وقال حينها سيد قطب : إن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهود طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجيء عن طريق إحداث انقلاب.." وقد تجدد القبض عليه سنة 1965 وحكم بالإعدام ونفذ عليه يوم 29 غشت 1966، من أفكاره حول استلام السلطة وتطبيق الشريعة والدولة الدينية «.... لابد وان توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص..."

في 1962 بدأ النظام المصري بقيادة عبد الناصر في تطبيق برامج اجتماعية وطنية، وإصلاحات لخدمة الأغلبية ، وفي سنة 1964 اصدر دستور جمهوري جديد. وأصبح جمال رئيس منظمة وحركة عدم الانحياز أثناء حدة الحرب الباردة بين بيروقراطية الاتحاد السوفيتي التي تسلطت على الثورة العمالية، والكتلة التابعة لها، والرأسمالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يدور في فلكها. وفي سنة 1967 بدأت الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تتخذ اتجاه ليبرالي، بعد هزيمة البورجوازية في الحرب مع العدو الصهيوني الرجعي الذي احتل الأراضي العربية الفلسطينية ، عرفت بحرب 1967 ونكسة حزيران 1967 وحرب الأيام الستة في الكتابات السياسية والأدب البورجوازي العربي، وهي حرب اندلعت بين أنظمة كل من مصر وسوريا والأردن ضد الاحتلال الإسرائيلي،وقد سقط الآلاف من القتلى العرب وتم تدمير ما يقارب على 80 في المائة من العتاد الحربي العربي وتشريد الآلاف من المدنيين العرب من المناطق التالية : قناة السويس والقنيطرة واحتلال أراضي عربية في كل من الجولان وقطاع غزة وسيناء والضفة الغربية ، وتهجير الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية ، وتوسيع سياسة الاحتلال والاستيطان ومحو قرى بكامله ، وكان من نتائجها قرار رقم 242.

قيادة مجلس انقلاب 23 يوليو 1952، مسار مختلف ونهايات مأساوية.



المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة من يوم 7 ابريل 1954 إلى 31غشت 1954،ووزير الحربية وقائد عام للقوات المسلحة من 31غشت 1954 إلى 29 سبتمبر 1956، ونائب رئيس الجمهورية ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة من 29سبتمبر 1956 إلى 1960.

عبد الحاكم عامر هذا الذي تقلد كل هذه المناصب العليا في بداية تثبيت الحكم العسكري أعلن رسميا على انه انتحر في يوم 14 سبتمبر 1967، لكن هل فعلا الرجل انتحر ؟ على أي هناك كثير من الغموض حول هذه الحالة .
في يوم 25 فبراير 1954 اصدر مجلس قيادة الانقلاب بيان إقالة محمد نجيب ،وقد تم وضعه في إقامة جبرية وحراسة مشددة في المسكن الراقي في المرج ، أصله لزينب الوكيل زوجة مصطفى النحاس احد ابرز قيادات حزب الوفد الذي سبق له أن شغل منصب رئيس وزراء مصر. وعاش محمد نجيب في عزلة إلى عهد الرئيس أنور السادات سنة 1971 حيث تم السماح له بالخروج من تحت الإقامة الجبرية والعزلة المفروضة .

لكنه عاش على الهامش ، ،وقد قضى أيامه بعد ذلك في رفقة القطط والكلاب الأليفة، والتهام الكتب الدينية والنصوص الصفراء الرجعية ، وفي يوم 21 ابريل 1983 أمر الرئيس حسني مبارك بتخصيص سكن راقي في حي القبة بمنطقة قصر القبة بالقاهرة لكي يكون إقامة له ، وهذا بعد دخول ورثة السيدة زينب الوكيل على الخط.، ومطالبتهم بحقهم في العقار الموروث.

يوسف منصور صديق ، تخرج من الكلية الحربية سنة 1933 من أسرة عسكرية ، كان من أعضاء مجلس قيادة الانقلاب ، تم اعتقاله مع أسرته ووضعه في السجن الحربي في ابريل 1954 إلى مايو 1955 حيث تم الإفراج عنه وإبعاده إلى البلدة التي ينتمي إليها وقد مكث فيها جل أيام عمره مهمشا ، إلى يوم وفاته في مارس 1975.


عبد المنعم عبد الرؤوف، كان أبوه ضابطا في الجيش، وعبد المنعم كانت رتبته العسكرية ربان طائرة ، شارك في انقلاب 23 يوليو1952، لكن تم تهريبه من مصر سنة 1955 وظل يتنقل بين الأردن ولبنان وتركيا وفي سنة 1972 رجع إلي مصر حيث استقبله وزير الداخلية ممدوح سالم، ورتب له لقاء مع الرئيس أنور السادات الذي بعثه للعلاج في فرنسا بعد معاناة مع المرض المزمن، واصدر قرار رئاسي بإلغاء حكم الإعدام الذي صدر في حقه سنة 1954، وقد توفى سنة 1985.

عبد اللطيف البغدادي ،ينتمي للأسر البورجوازية الكبيرة المصرية، كان أبوه يشغل منصب عمدة،عبد اللطيف تخرج من الكلية الحربية سنة 1938، والتحق بكلية الطيران،وانضم للضباط الأحرار شارك في انقلاب 23 يوليو1952، وتقلد عدة مناصب في جهاز الدولة ،وزير الحربية 1953 – 1954 وفي 16 سبتمبر1953 كان رئيسا لأول محكمة نظمها الضباط الانقلابيين، وفي 17 ابريل1954 شغل منصب وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيسا للخدمات العامة وفي 29 يونيو 1956 تقلد منصب وزيرا لإعادة إسكان وتعمير منطقة بور سعيد بعد مخلفات العدوان الثلاثي وفي 22 يوليو 1957 شغل منصب رئيس مجلس النواب وبعد الوحدة مع الشقيقة سوريا حل هذا المجلس وعين عبد اللطيف نائبا لرئيس الجمهورية ،وفي غشت 1958 عين نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون الإنتاج ، وفي 8 نوفمبر 1960 عين رئيسا للجنة الوزارية للشؤون الاقتصادية العليا،وفي 17 اكتوبر1961 عين رئيسا للجمهورية للإنتاج ووزيرا للخزانة والتخطيط وفي 19 أكتوبر كلف بإعادة تنظيم الجهاز الحكومي، وفي 24 أكتوبر 1962 عين عضو للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي وظل في مجلس الرئاسة الذي شكل في نونبر1963،وفي مارس 1964 استقال واعتزل ممارسة السياسة من اجل السلطة ،وعاش في الظل إلى يوم وفاته في 8يناير 1999 وكان الرئيس حسني مبارك في مقدمة موكب جنازته.

محي الدين زكريا، سياسي عسكري، تحمل عدة مسؤوليات في جهاز الدولة،وكان رئيس وزراء،ونائبا لرئيس الدولة، يعتبر من ابرز الضباط الأحرار، وأول رئيسا للمخابرات العامة المصرية بعد الانقلاب، وهو من شغل منصب رئيس الجمهورية لمدة يومين فقط بعد أن أعلن جمال عبد الناصر مغادرة المنصب عقب هزيمة البورجوازية الصغيرة في حرب 1967 ضد العدو الصهيوني حيث اندحرت جيوش كل من سوريا والأردن ومصر.

محي الدين التحق بالمدرسة الحربية سنة 1936 وتخرج منها سنة 1938 برتبة ملازم ثاني ثم تخرج من كلية أركان الحرب سنة 1948 وقد كان احد أساتذة الكلية الحربية ومدرسة المشاة ، فقد تولى مهمة مدير المخابرات 1952-1953 ووزير للداخلية سنة 1953 وتكلف بمهمة إدارة المخابرات العامة سنة1955، وتقلد منصب وزير داخلية الوحدة المصرية – السورية سنة 1958 وقد تحمل مهمة رئيس اللجنة السامية للسد العالي في 26 مارس 1960، وتقلد منصب نائب رئيس الجمهورية ووزير الداخلية سنة 1961، وتم تعينه نائبا لرئيس الجمهورية في 1965 وقد تم تعينه على رأس البعثة المصرية التي شاركت في مؤتمر الحكومات العربية 1965 وفي نفس السنة كان رئيس وفد مصري مبعوث لحضور احتفال مرور عشر سنوات على المؤتمر الإفريقي- الأسيوي الأول.وظل على الملة الليبرالية إلى يوم وفاته سنة 2012

جمال حماد سياسي عسكري خريج الكلية الحربية عام 1939، وانتقل في مهامه العسكرية بين السودان والقناة والإسكندرية، وشغل منصب أستاذ مدرسا لمادة التكتيك العسكري الحربي والأسلحة في مدرسة المشاة ، ثم مدرسا بكلية الحربية في مصر سنوات 1942-1946 أثناء الحرب الامبريالية العالمية الثانية .

تقلد منصب أركان حرب سلاح المشاة سنوات 1950-1951 برتبة رائد قبل نجاح الانقلاب،ويعتبر جمال حماد من الأوائل المؤسسين للانقلاب العسكري في 23 يوليو 1952، وتكلف بصياغة وانجاز البيان الأول عندما تم الاستيلاء على السلطة العليا في مصر،البيان الذي تلاه أنور السادات يوم 23 يوليو 1952 مباشرة من مقر الإذاعة الوطنية .

تولى حماد منصب مدير مكتب القائد العام محمد نجيب ،وفي سنة 1954 أثناء النقاش المصيري لمسار جهاز الحكم والدولة قدم استقالته ، لكنه تراجع في ما بعد عن ذلك ، وقد عمل ملحقا عسكريا للنظام المصري في البلدان الشقيقة العراق وسوريا والأردن ،عامي 1952-1957، ثم تقلد منصب محافظا لكفر الشيخ ومحافظ للمنوفية بين عامي 1965-1968 ويعتبر من الكتاب غزيري التأليف ، فقد ألف عدة كتب في التاريخ القديم والحديث وله إنتاج أدبي روائي تحول إلى أشرطة سينمائية ، وقد انغرس في الكتابة حول معارك الجيوش الإسلامية الكبرى، وغزوة بدر، والبحث في النصوص الرجعية .

أنور السادات التحق بالأكاديمية العسكرية سنة 1937 وتخرج منها برتبة ضابط ملازم سنة 1938 ، ولما تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش التي ستعرف بتنظيم الضباط الأحرار، التحق بهذا التنظيم .
وبعد الانقلاب وتشكيل مجلس قيادة له ، تكلف أنوار السادات بمهمة رئاسة تحرير جريدة الجمهورية عام 1953 التي كانت تحت إشراف قيادة المجلس ، وفي عام 1954 تولى منصب وزير الدولة، وكان في مجلس الأمة سنة 1957 ورئيسا له سنة 1960-1961 وترأسه كذلك سنوات 1964-1968.

عام 1961 عين رئيسا لمجلس التضامن الإفريقي – الأسيوي (الافرو- أسيوي) وفي عام 1969 عين نائبا لرئيس الجمهورية.

تولى منصب رئيس جمهورية مصر العربية بعد وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر1970،.و في يوم 15 مايو 1971 قام بتنظيم سياسة أطلق عليها "التصحيحية" واتخاذ قرارات بتنظيم حملة بالقضاء على مراكز القوى في جهاز الدولة التي لا تتفق مع السياسة الجديدة، وفي نفس السنة اصدر قرار متعلق بإصدار دستور جديد لمصر، شعاره الرئيسي هو : الإسلام دين الدولة والدولة تحمي الأخلاق والتقاليد والعادات والأسرة والشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع ، التربية الدينية مادة أساسية في مناهج التعليم، والدستور الجديد ، وثيقة أعلى تم الاتفاق على انجازها بتحالف مع القوى الرجعية ضد المطالب الديمقراطية وفي مقدمتها فصل الدين عن السياسة وتطبيق مفهوم العلمانية ، وقام نظام السادات بمزيد من الليبرالية الاقتصادية وقمع كل من يناهضها.

عام 1972قام بتنفيذ سياسة مكشوفة لخدمة مصالح الرجعية والامبريالية، وقام بإبعاد نحو 17000 خبير من الاتحاد السوفيتي عن مصر، في مدة لم تتجاوز أسبوعا واحد،وفي سنة 1973 اتخذ قرار الدخول في حرب ضد الدولة الصهيونية لكسر خط بارليف وعبور قناة السويس، وفي سنة 1974 تم تطبيق وتنفيذ السياسة الاقتصادية الليبرالية والإجهاز على مكتسبات عهد القومية العربية الناصرية من خلال فتح أبواب مصر على مصراعيها للرأسماليين الكبار الغربيين والعرب وهيمنة قطاع الخدمات على قطاع الإنتاج في الاقتصاد المصري.

. وفي سنة 1976 تم فتح مجالا ضيقا للبورجوازية من اجل إنشاء منابر إعلامية وصحفية ، وأحزاب للواجهة السياسية لتزيين اقتصاد السوق بواجهة سياسية ليبرالية ، ومن رحم ذلك أسس أنور السادات الحزب الوطني الديمقراطي وترأسه ، في الأول كان اسمه حزب مصر، وفي هذه السياسة ظهر حزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي.

في 19 نوفمبر 1977 قاد جهاز الدولة والطبقة الحاكمة إلى سياسة الاتفاقيات والمعاهدات مع الدولة الصهيونية وفتح أبواب التطبيع الرسمي والثقافي والفني مع العدو والركض وراء الامبريالية والرأسماليين والرجعية ، من كل اتجاه ، وانتقل أنور السادات من اجل هذه السياسة إلى إسرائيل وزار القدس تحت سيطرتها وبإشرافها ، ثم انتقل إلى حامي الكيان الصهيوني الولايات المتحدة الأمريكية، ودخل في مفاوضات ومعاهدات أدت إلى اتفاقية كامب ديفيد(مخيم داوود) في 17 سبتمبر1978 بينه وبين رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن بمنتجع رئاسي في ولاية ميريلاند قرب واشنطن تحت إشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وهي السياسة التي كان حزب الليكود لا يعارض مضامينها ، ومن بينها الانسحاب من سيناء لكنه شديد التمسك باحتلال الضفة الغربية ، ودارت هذه السياسة في فلك الأنظمة الاستبدادية التي راعت الاتفاقية والحوارات السرية وانتقل السادات إلى كل من إيران عهد الشاه ورومانيا عهد نيكولا تشاوشيسكو والسعودية مملكة حقول وأبار النفط..

هذا الارتماء بين أحضان الرأسمالية والكيان ألاحتلالي للأراضي الفلسطينية منح للرئيس أنور السادات جائزة نوبل للسلام مناصفة مع مناحيم بيغن ، الرجلان اللذان وفرا ومهدا وخلقا أجواء شروط الهيمنة الامبريالية والقوى الرجعية الدينية على منطقة الشرق الأوسط.

في سنة 1981 نظمت الدولة المصرية مجموعة من الحملات من اجل اعتقال كل من يعارض سياسة التعاون مع الامبريالية وتطبيق سياسة اقتصاد السوق والعمل على خلق أجواء لذلك في المنطقة بقيادة مصر وإسرائيل ،وفي 6 أكتوبر 1981 أثناء عرض عسكري استعراضي تم اغتيال الرئيس أنور السادات من طرف تنظيم محسوب على الإسلام السياسي، وبهذه العملية ومن هذا التاريخ دخلت الدولة المصرية في تطبيق سياسة الحكم العسكري الشديد والمخابراتي المحترف والأمني الذي لا يرحم ، وخنق أنفاس الشعب المصري الذي ظل تحت هذه السياسة الجهنمية التي خنقت كل تحركاته واحتجاجاته طيلة حكم الرئيس محمد حسني مبارك ، لكن الشعب المصري العظيم فجر ثورته المخنوقة وزلزل الأرض، واسقط الرئيس حسني مبارك من عرشه الذي حكم من يوم 14 أكتوبر 1981 إلى يوم 11 فبراير 2011، واسقط الرئيس محمد مرسي عيسى العياط الذي فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 51.73 في المائة في 24 يونيو 2012 ويوم 30 يونيو من نفس السنة أصبح رسميا رئيسا لمصر، وفي 30 يونيو سنة 2013 هزت عرشه جماهير الشعب المصري وفي غياب قيادة ثورية منظمة ، استغل الجيش انعدامها واستولى على الثورة بقيادة عبد الفتاح السيسي. وهل سيهز الشعب المصري العظيم عرش عبد الفتاح السيسي وسيسقطه ؟ (....).

بن حلمي حاليم

مراجع ومصادر

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%83D8%A9_%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8_6_%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84
http://www.alhayat.com/Articles/5782330/37-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%
D9%8A
http://aawsat.com/home/article/438171/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A
http://www.marefa.org/images/1/16/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A.pdf
http://www.archivegypt.com/%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AC%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9/

http://www.alexandria.gov.eg/services/tourism/alexandria-history/occupation.
http://www.youm7.com/story/2014/9/10/%D8%A7%D9%84
%D8%AE

http://www.bns-bldna.com/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%B7%D9%84-%D9%84%D9%82%D8%A8-%D8%A8%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%B1-%D9%85/

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_23_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88

http://www.ahewar.org/m.asp?i=268
http://revsoc.me/our-publications/27132/

http://www.ahram.org.eg/Archive/2000/10/5/FILE1.HTM
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=9021
http://alwafd.org/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AD%D9%80%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/458345-%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A8
http://www.marefa.org/index.php/%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%B1%D9%8A

http://www.ahram.org.eg/archive/Issues-Views/News/165663.aspx

http://hekiattafihahgedan.blogspot.com/2013/04/blog-post.html










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا