الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واخيرا .. داعش حسم امره

جواد البياتي

2016 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


واخيرا .. داعش حسم امره
مع كل التفاؤل الذي تحمله مشاعري العراقية المبتلاة بمطبات الاحباط التي ولـّدها عندي سلوك السياسيين وحنقبازياتهم المكشوفة – لا أستثني منهم احدا غير من يعدون على اصابع اليد الواحدة – والتي دفعتهم عراقيتهم النبيلة بالذود بارواحهم عنها ، فإني كنت الى حد ليلة الثامن والعشرين من حزيران اعتقد بأن تنظيم داعش الارهابي تنظيم عنيد ليس من السهولة اعلان هزيمته ، واسباب ذلك كثيرة ، فهم مجموعة من شذاذ الافاق لاتربطهم اية جذور مع الاوطان التي ولدوا فيها ، اي انهم فاقدي الوطنية ، فهم فئة تنتمي الى الاصناف التي فتحت لهم باب العراق ووفرت لهم الملاجيء والحواضن وثانيا ان الارقام التي كانت تعزز وجودهم كافراد ووسائل دعم لوجستي كانت تلفت الانتباه وكأنما تصلهم من السماء ، ثم ان تحركهم كان سلسا من حيث الزمان والمكان والتوقيتات وكأن لامشكلة عنده في تنفيذ ما يريد ، ولم تثنه من جدية العمل على البقاء في العراق وتاسيس دولته ، الانكسارات التي بدأ يتلقاها في جرف الصخر وتجفيف منابعه في عموم شمال بابل وجنوب بغداد واخماد جيوبه النائمة في بعض مناطق بغداد وكذلك في ضواحي بغداد صعودا بإتجاه الشرق والغرب وشمال بغداد كديالى وصلاح الدين وكركوك . لكن كما يبدو كان مكابرا في امله بالبقاء خاصة في محافظة الانبار وخاصرتها الفلوجة التي اعتقد الجميع وانا منهم بان عملية تطهيرها ستكون طويلة ومعقدة لما كان يصلنا عنها من اخبار وكأنها (المنطقة 51 ) او area 51 )) الامريكية الغامضة في ولاية نيفادا.
لكن اجتياح الفلوجة بالسلاسة والحرب النظيفة التي تابعناها بها ، اسقطت الفكرة المخيفة عن داعش الذي لا زال يمسك بأظافره واسنانه مدينة الموصل وحتى هذه المدينة بدأت القوات المسلحة بكل صنوفها تقرض مناطقها الجنوبية بشكل متتابع ، ويبدو ان ذلك كان امرا مرعبا بالنسبة لداعش فراح يجمع ماتبقى من مقاتليه والياته واسلحته في منطقة البو عيفان والخالدية وحاولوا الفرار عبر بحيرة الرزازة لكن الطريق الوحيد لهم هي عامرية الفلوجة ، فوقف ابطال هذه المدينة في طريق الدواعش لمنعهم من الهرب فأضطر الدواعش الى سلوك الطريق الصحراوي حتى رصدتهم طائرات القوة الجوية العراقية وطيران الجيش وطيران التحالف فدمر الياتهم بمن فيها وفي مكان اخر هذا اليوم الجمعة 1 تموز رصد طيران الجيش ارتالا اخرى تهرب باتجاه الصحراء بمئات السيارات تحمل مئات الدواعش فإنقضت عليها الطائرات لاتبقي منهم ولا تذر ، والحقيقة لايستطيع اي صحفي ان يقبل مثل هذا الكلام على علاته لولا ان يكون موثقا بالصوت والصورة حتى ان بعض الدواعش راحوا يختبئون في جحور الحيوانات البرية بعد ان هربت منها تلك الحيوانات ، وبقيت مئات السيارات ومئات الجثث منتشرة على ارض الصحراء يصعب احصاؤها .
وتضاربت الاحصائيات التي وردت على لسان قادة الجيش اعتبارا من ليلة الثلاثاء وفجر الاربعاء ثم فجر يوم الجمعة ان عدد السيارات المدمرة اقتربت من الالف سيارة مع مئات الجثث المتعفنة فيها وعلى ارض الصحراء ، ولو حاول منصفون تهذيب هذا العدد العالي بسبب تفاوت الاعداد على لسان من تجولوا على حطام الرتل الذي يبلغ طوله 11 كيلومترا حسب قائد طيران الجيش فإن خسائر الدواعش لا أقل من 500 آلية وقتل مثل هذا العدد من الرجال .
ان تكبيد داعش هذا العدد من الرجال والاليات في منطقة صغيرة جدا يتجمعون بها بشكل فوضوي او عشوائي مكشوف يعتبر امرا انتحاريا ، او يمكن اعتباره انسحابا اعتباطيا غير منظم اثر انكسار كبير في جبهة القتال الاخيرة في الفلوجة . لكن الفريق اول الركن رئيس لركان الجيش قال : اننا استدرجناهم الى منطقة الموت وهنا يمكن ان نقول ان داعش لم يقرر الفرار بهذه الطريقة المهينة بإرادته الحرة الاّ بعد ان ايقن بشكل قاطع انه يواجه نهايته ، وربما كان انسحابه من الفلوجة وسواها من مناطق الانبار لو تحقق لكان استثمرها بالتوجه الى مدينة الموصل لتعضيد من بقي على ارضها بانتظار المعركة الحاسمة وما ستصله من امدادات للثبات في المدينة ، وعلى هذا استخدم داعش سياسة الارض المحروقة عند انسحابه من الفلوجة ، ويذكر ان حوالي 200 من الدواعش قد سلموا انفسهم في قاطع عمليات سامراء طوعا ، وهو مايلمّح الى ان وجودهم لم يعد ذا جدوى . وهذا يعني ان تنظيم داعش قد حسم امره للفرار من جحيم العراق ، هذه الارض الطاهرة ، بعد ان ادرك ان تحالفه مع خونتها ولصوصها كان فخا ثمنه دولة الخرافة التي جاءوا بها من خلف متاهات التاريخ ، بل انها البداية لولادة عهد جديد للمنطقة وللعالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانتصار العسكري مجرد بداية
حميد فكري ( 2016 / 7 / 11 - 20:16 )
الانتصار العسكري على تنظيم داعش الارهابي المجرم،مهم جدا وضروري ،لكن الاهم منه هو بناء عراق ديموقراطي علماني مدني، يتسع لكل مواطنيه ،وتتكاثف فيه جهود كل مكوناته لاجل هدف واحد اوحد هو الوطن فوق كل اعتبار .ويبقى الدين والطائفة والعشيرة والعرق مجرد جزء من هوية وليس الهوية ذاتها.هذه هي الضمانة الاقوى ،لمحو داعش واخواتها الى الابد.متمنياتي لكم بالسلام العاجل وبعراق اقوى واكثر توحدا.

اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على