الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت الوداع

شذى احمد

2016 / 7 / 12
الادب والفن


هي تلك اللحظات التي تمتد لدهور حزننا
ودائع حقائقنا في خزانات اليقين
هي مصبات الانهار الجارفة لفقرنا
تعثر الجمل الطويلة والقصيرة
العجلة التي لا تجامل بدورانها الرتيب المنتظم


تلك الدعوة الموجعة لتكون هناك حيث رحل عزيز. حبيب . قريب .. ووخزة بالقلب انك لم تكن موجود
ضياع يلفك بالمبهم لجدوى اي شيء ، وكل شيء حتى لساعات الفراق الاولى

ذلك الايقاع العجيب الغريب الذي يسحر الجميع ، فيلهثون ورائه. المال ثم المكانة. المكاسب .. الانجازات.. وقبل ام بعدها بينها او عندها تفاصيلها نسيان العائدين منهم لعبث كل ذاك

يظل ذلك الايقاع اللعين يزمجر طول الدهر لا يمل غواية جدد عندما يكتشف البعض بعض فوات الأوان خديعته

هكذا مثل طفل صغير نامت .. تلك العجوز الجميلة … تلك التي كانت تعد كعكها طول عمرها بوصفة ثابتة

تلك التي كانت تفرح برشوة كوب قهوة اضافي ، ولا تمل الاجابة بنعم ..رغم تحذير الاطباء من الاكثار منه

تلك التي ظل بيننا الوصل موتورا.. والكلمات لم يعد لها على مر الايام من قواعد ثابتة او طلاسم تحل

كانت الاحاديث تحتاج اما لمزاج جيد فتنساب حتى تلك اللهجة الجنوبية(لهجة البايرن) الصعبة كالماء الرقراق. او يحتدم النقاش فتتعثر الجمل والكلمات والفهم والمخارج دفعة واحدة

نامت وبقيت عصافيرها . هل ستنوح عليها. هل ستموت حزنا. ورداتها. جريدتها التي واظبت على قرائتها

قبوها العامر بتفاصيلها الكثيرة. ماكنتها العتيقة تلك التي ادارتها يوما لاطعام صغارها في زمن ما . لظرف ما

ثلاجاتها التي كانت تضحك كلما زارتها احد عوائل ابنائها
مصباحها الجميل العتيق المتالق!. واريكتها المواظبة على الصبا

ملابسها الجميلة الموزعة في كل مكان بأناقة وترتيب. درجات السلم المزينة بصور من الشرق الجميل
وزواياه التي ما خلت يوما من باقة زهور ، او نبتة زاهية

أوانيها وادواتها المنزلية. البومات الصور النادرة. جوارب الصوف
التي لم تنهي حياكتها لابنائها في اعياد الميلاد القادمة

ابواب المدينة التاريخية البديعة التي تثاقلت خطواتها في سنواتها الاخيرة ، فلم تعد قادرة على تفقدها

حقولها الشاسعة المبهجة، ورحلة السلام الهانئة الى الوالدة في مكان ليس ببعيد

اسئلة واستفسارات ، خواطر ، حكايا. احكام . ثورات ، تنهدات . حسرات . دعوة لم تلبى هنا وهناك. كلمات راحت تختبئ خلف صمت التعفف . تعلمنا ان باب الهناك يفتح هكذا يدار به القفل او يجرب هو وغيره اول مرة هكذا . فاذا ما استجاب ، فتحت الباب ليدخل الراحل دون ان يلتفت لمدرار دموعنا. تاركا ايانا لنستعد بدورنا لرحلاتنا الابدية تلك التي ستنتهي بمفتاح وباب ومضي لهناك عبر باب واسع حيث لايلتفت احد منا لهنا ابدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا