الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا نِفاقَ ولا عُنفَ فِي المَسِيحِيَّة

فرياد إبراهيم

2016 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا نِفاقَ ولا عُنفَ فِي المَسِيحِيَّة

- فرياد إبراهيم

المسيحيون رغم عدم ممارسة معظمهم لطقوسهم كالمسلمين الذين يتوجهون الى المساجد رئاء ونفاقا كي يبعدوا عن انفسهم الشبهة ان اقترفوا منكرا، لكن رغم ذلك فهم متمسكّون لا كالمسلمين بالقشور بل باللب واللب يقول:
كما في انجيل متى:

Gospel:
I was a hungered and,
ye gave me meat,
I was thirsty and ye gave me drink,
and I was a stranger and ye took me in.
أي:
أنا كنت جائعا وانت اعطيتني لحما وانا كنت عطشان وانت قدمت لي شرابا وأنا كنت غريبا وانت آويتني واكرمتني
كتب (ليو تولستوي) مؤكّدا في قصته على هذا المبدا
Where Love is, God is
أي:
اينما يوجد الحب يوجد الرّب.
وكذلك هناك نص من انجيل متى يقول: ( لا جدوى من اعادة أوتكرار الدعاء والصلوات ، كأنهم يحسبون انه بالتكرار والجّهر بالكلام تُسمع ادعيتهم وكلماتُهم المعادة المملة، فالأب هو الذي يعلم ما نحتاج اليه قبل ان نسأله.)
بين قوسين وبيني وبينكم كأنه يشير بذلك سرّا وخفيا الى المسلمين وصلواتهم الكثيرة ورفع اصواتهم ولطمهم ونفاقهم في الخروج والمشي الى الجوامع وجهرهم بالصلوات الخمس.
Literature net work المصدر:
والمسيحيون اليوم يطبقون وبحذافيره كلام مسيحهم في إيوائهم للمسلمين (احبوا اعداءكم رغم التفجيرات ورغم الخسائر في الأرواح والممتلكات ، ورغم الارهاب، ورغم قطع الأعناق وتشريد المسيحيين في عقور دورهم، فهم يحبون المسلمين ويؤووهم في عقور دورهم .)
و( باركوا لاعنيكم ، يقول المسيح)، فالسملم يلعن المسيحي 17 مرة في كل صلاة وفي سورة الفاتحة وبالضبط في: ( إهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليه ولا الضالين.) – ويقصد بالضالين المسيحيين.
هذا وقد كنت كتبت مقالا في وقت سابق ذكرت فيه فيما ذكرت : ان أصل الشر يأتي من عالم المسيحيين فهم مصدر الاسلحة، أي سبب القتال والحروب.
لكنني ارى ان شركات ومصانع الاسلحة في العالم الغربي منفصلة عن السياسة كما الدين، ومن ثم ان اصحاب الشركات ادرى بما في نفوس المسلمين من حب اراقة الدم وااستعمال العنف في حل المشاكل الصغيرة والكبيرة، والقتل بلا سبب أو من أجل دخول الجنّة، وذلك حسب ما يمليه عليهم كتابهم المقدس وآيات ذلكم كثيرة، منها:
واقتلوهم حيث ثقفتموهم
اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111
يبدو انهم قرؤوا وفهموا معنى الآية في انه حتى دخول الجنة مشروط ومنوط بالقتل وسفك الدماء بنص الآية .
وهذا النفر، اعني تجار الأسلحة، اعماهم حب المال فيلعنهم غالبية المسيحيين لعنا.
لا ادري هل لعن شيوخ الخليج صداما عندما رش الكورد في الثمانينات بالكيمياويات وراحت ضحيتها 5 الاف كوردي مسلم؟ لم يبك عليهم سوى الغرب المسيحي، فكرّموا اصحاب وأقارب الضحايا وعمّروا لهم بلدتهم، وعوضوا عن خسائرهم ماديا ومعنويا، واقاموا نصبا تذكارية لهم. وقد يقال انه كفارة الذنوب.
هنا نحن امام مبدأ في سؤال هام : هل اعلن العرب المسلمون غضبهم وسخطهم للجريمة الشنعاء؟ او حدادهم؟ بل ضحكوا بملئ أشداقهم.
كلا وربكم بل صفقوا للطاغية على مبدأ : الغاية تبرر الوسيلة.
حتى الطغاة والحكام المسلمون منافقون ومراؤون في دينهم ، مصابون بازدواجية، فيخرجون من المساجد ثم يعلقون الخصوم على المشانق . وفي ذلك أسوة لنا في آيات الله وحجج الله والقذافي وصدام حسين وزين العابدين ومبارك وعلي عبد الله صالح وكل امراء وشيوخ وحكام العرب والمسلمين وخليفة اتاتورك: يقتلون ويصلون ثم يقتلون ثم يحجّون ثم يقهرون شعوبهم ثم يحجّون ليغسلوا ذنوبهم بالدولارات. لم أر في عالم المسيح استخدام الدين بهذه الكثافة لغايات سياسية، نعم استعمل الحكام الدين ولكن من قبل رجال الدين في فترات عديدة من تأريخ اوربا وخاصة في الفترة المظلمة.
بالأمس عبر مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران عن قلقه البالغ من تنامي عمليات الإعدام في إيران تشمل أحداثا أيضا، وقد وصلت إلى رقم قياسي. ثم تظاهر المحتجون الايرانيون المسلمون امام البرلمانات الاوربية وسفارات بلادهم في تلك البلدان كي ينقذوا مواطنيهم من مشانق آيات الله.
نحن الاقلية هنا لا نخاف من اي شخص غربي مسيحي و نختارهم دائما ، ونتردد كثيرا من مراجعة المسلم ايا كانت جنسية هذا المسلم: عربيا تركيا فارسيا افغانيا أو باكستانيا.
اهل الغرب في سلوكهم هذا لا فرق بين عربي واعجمي واسود وابيض أومسلم او مسيحي او شيعي او سني أو بوذي أو يهودي، اما أهل الشرق المسلم فالويل لان احتجت اليهم حتى في بلد المسيحيين، وذلك لانهم ينظرون اليك كما كنت امامهم عندما كنت تستجدي بهم من أجل تقديم خدمة او وساطة، وخاصة إن كنت اقلية.
ولي في الامثلة والتجارب وشواهد وبراهين واقعية حقيقيقة لا تحصى ولا تعد.
ومثال حي آخر: قُدمت صحفية مرموقة في الدانمارك الى المحاكمة بتهمة إيوائها للاجئين وبتهمة التهريب، وقبل ايام القي القبض على نسوة دانماركيات لنفس السبب وهنّ يقمن المأوى والطعام لهؤلاء. وانهم دافعوا عن انفسهم: بدافع إنساني. وهناك الأمثلة بالمئات، ومن ثم الكنائس تقدم مأوى وطعام وخدمات والحماية لكل من يدخلها، السؤال: كم جامع آوى المهاجرين؟ وكم منهم قدم الطعام والخدمات لهم؟ هنا الجوامع في الغرب صارت مرتعا للمؤامرات والتجسس ، كل لصالح دولة مسلمة.
هذه هي بركاتكم ايها المسلمون. فهل من مزيد؟
فرياد
18-7-2016
-------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النصوص موجودة بإنتظار التطبيق كما لدى المسيحيين
مصطفى خروب ( 2016 / 7 / 17 - 20:37 )
تحية وبعد ،

المشكلة ليست في النصوص انما في النفوس.

كلام المسيح في العصور الوسطى لم ينفع والكل يعرف إن الكثير من الإنتهاكات كام بها مسيحيون في تلك العصور ! أين كانت ** أَحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغِضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم ويطردونكم**؟
أما الرسول فقال** صل من قطعك ، وقل الحق ولو على نفسك ، وأحسن إلى من أساء إليك** لكن لا نراها تطبق !!! أين المشكلة ؟ انها في مستوى ثقافة البشر ومعرفتهم أنهم جزء من البشرية جمعاء ، الغرب توصل إلى مصالحة مع الذات أما المسلم فلا زال بعيداً عنها.
بعد حروبه الدينية إقترب الغرب من العلمانية ، في الشرق ما زالت شرٌ مطلق وكانما العيش دونها قد كفى أهله كل الشرور وجعلهم يعيشون في هناء وأمان .
ربما علينا إنتظار مصلح إسلامي يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله . حتى ذلك الوقت سنتحمل الدم والإرهاب والحقد ونبذ الآخر بإسم الدين
سلام



2 - السيد مصطفى خروب
بولس اسحق ( 2016 / 7 / 17 - 22:20 )
قال صاحب البدر المنير ـ ابن الملقن رحمه الله ـ
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «قولوا الحق ولو على أنفسكم» .
وهذا الحديث تبع الرافعي في إيراده الغزالي في «وسيطه» والغزالي (تبع) فيه إمامه في «نهايته» وهو حديث مروي من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال : «ضممت إلي سلاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدت في (((قائم سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقعة فيها : صل من قطعك ، وأحسن إلى من أساء إليك ، وقل الحق ولو على نفسك)))....يا ماشاء الله مكتوبة على نفس السيف الذي كان يقطع به رقاب الناس...ولو تاملنا قليلا فان العبارة ليس من خطها هو صلعم ولم يعمل بها ولم يبلغ المسلمين بها وانما كانت على قائم سيفة ليس الا..واكيد الذي كان خطها هو ذلك الشهيد الذي سلب صلعم السيف منه بعد ان قتله في احدى الغزوات...او من السيوف التى قايض بها رسول الله صلى الله عليه وسلم احدى نساء او احد اطفال بني قريضة ...بالمناسبة الحديث ضعيف ومنكر ولم يصححة سوى الالباني الذي جاء بعد صلعم بـ1350عام...تحياتي صديقي مصطفى خروب.


3 - الصديق بولس إسحاق
مصطفى خروب ( 2016 / 7 / 18 - 18:04 )
تحية وبعد

أعلم جيداً ما كتبته لي عن ضعف هذا الحديث ، ولكنه موجود ضمن أدبيات المسلمين الذين يستشهدون به عندما يجابههم المسيحيون بكلام المسيح عن مباركة الأعداء

مما لا شك فيه أن ايات الرحمة وأحاديث المحبة موجودة في القرآن وفي الأحاديث وهاك مثال آخر :حدثنا حسين بن محمد حدثنا ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا عقبة بن عامر صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك.

وفي القرآن كثير من الأيات التي لا تدعو إلى العنف ! ولا ضرورة لذكرها فالقراء يعرفونها جيداً !

مع الأسف الشديد أن كل هذه الأيات وحسب إدعاء المتشددين نسخت بأية السيف ! هل يعقل أن يكون ختام الدين واكماله بنسخ المحبة وببتثبيت العنف ؟ أم أن العنف كان في موضع معين وزمان محدد فكانت هذه الأيات صالحة فيهما فقط وغير مسترسلة في الزمان والمكان !

سلام وتحيات

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا