الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدرس التركي

اسلام احمد

2016 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


امتنعت عن التعليق على محاولة الانقلاب العسكري في تركيا واكتفيت بالمتابعة وقد لفت نظري أمران مهمان , الأول أن الناس جميعا قد تحولوا الى خبراء استراتيجيين وأفتى الجميع في الموضوع , ولا أعرف لماذا حدث ذلك مع أحداث تركيا بالذات؟!

الأمر الثاني أن الصراع السياسي الحاصل في مصر قد ألقى بظلاله على أحداث تركيا اذ بينما هلل أنصار نظام السيسي لمحاولة الانقلاب العسكري وانحازوا له متمنين له النجاح هاجمه الاخوان وأنصارهم بطبيعة الحال , أما التيار المدني فقد بدا منقسما فبعضهم كان منحازا الى نظام أردوغان باعتباره يمثل الديمقراطية في حين انحاز البعض الاخر الى المحاولة الانقلابية اما لأسباب أيدولوجية تتعلق بعدائه للمرجعية الفكرية التي يتبناها نظام أردوغان أو بسبب سياساته التسلطية لاسيما في الاونة الأخيرة

ولذلك أجد من الأهمية تسجيل عدة ملاحظات وحقائق حول أحداث تركيا :

1_أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي ينتمي اليه الرئيس أردوغان يختلف تماما عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر سواء من حيث المرجعية الفكرية أو الممارسة على الأرض

2_أن تركيا دولة علمانية بالأساس تسعى جاهدة للانضمام الى الاتحاد الأوروبي , وهي الحقيقة التي اعترف بها الرئيس أردوغان حين زار مصر ابان حكم الاخوان , قال : " أنا رئيس لدولة علمانية " , وهو ما صدم الاسلاميين في مصر وقتها

3_أن نظام أردوغان جاء الى الحكم بشكل ديمقراطي عن طريق انتخابات حرة نزيهة كما أنه يحظى بشعبية كبيرة بدت واضحة خلال الأزمة الأخيرة حين نزل الناس بالالاف متحديين الجنود والدبابات

4_أن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في تركيا على درجة كبيرة من الوعي والنضج السياسي وهو ما جعلها تقف بجانب نظام أردوغان باعتباره يمثل الديمقراطية (رغم معارضتها له) ضد محاولة الانقلاب التي تمثل الفاشية العسكرية

ومن أهم ما كشفت عنه أحداث تركيا الأخيرة أن ثمة انقساما في تركيا بشكل عام وداخل الجيش التركي بشكل خاص , بسبب ممارسات النظام الاستبدادية في الداخل ضد معارضيه ورغبة أردوغان في البقاء طويلا في السلطة فضلا عن حماقاته الخارجية الكثيرة اذ تارة يدخل في حرب ضد الأكراد وتارة يقوم بدعم تنظيم داعش لمجرد معارضته لبشار الأسد , وهو ما دفعت تركيا ثمنه بشكل كبير

واذا جاز لنا أن نخرج بدرس من أزمة تركيا فهو أن النجاحات الاقتصادية الكبيرة التي حققها نظام أردوغان على مدار حكمه , ما جعل تركيا من أفضل 20 اقتصاد في العالم , قد طغت على ممارساته التسلطية وساهمت من ثم في انقاذ نظامه , بمعنى اخر أن النجاح الاقتصادي قد يجعل الناس تغفر للنظام الحاكم استبداده وتسلطه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو