الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير أمة ... تستعرض بالقتل

مسعود محمد

2016 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


راهبة نجت من العملية الإرهابية في الكنيسة الفرنسية قالت ان المهاجمان دخلا الكنيسة وتكلما بالعربية وصورا نفسيهما، وكأن المطلوب توثيق العملية وتقديم استعراض كامل يتضمن الذبح والارهاب بشكل لا انساني ولا عقلاني وإيقاع اكبر عدد من الضحايا لدب الرعب في قلوب الفرنسيين. بعض المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن داعش طور قيادة للعمليات الخارجية وهي مدربة على تنفيذ عمليات خارجية على غرار عمليات القوات الخاصة. ويعتقد أن القيادة المركزية في سورية تضع استراتيجية عامة ولكنها تترك الحرية التكتيكية للقادة المحليين.
فرنسا مستهدفة هذا ما نستنتجه بعد عدة عمليات ضربتها. وهذا ما أعلنه مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، مساء الأحد ، خلال زيارته إلى تل أبيب بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أن بلاده هي الرقم واحد على لائحة أهداف تنظيم “داعش” الإرهابي. وأوضح فالس، أن مستوى التهديدات الإرهابية كان ولا يزال مرتفعا مشيرا إلى أنه لا مجال لإخفاء هذه الحقيقة عن الفرنسيين، لا سيما أنها تخص الأمن الداخلي للبلاد. وأضاف فالس، أن العمليات الأمنية لم تتوقف وتستمر في تفكيك الخلايا الإرهابية واعتقال العناصر الإرهابية.
سألت مجموعة من الصحفيين والاصدقاء المقيمين في فرنسا اثناء رحلتي اليها قبل أسبوعين لماذا استهداف فرنسا؟ ما هو المطلوب منها الذي لم تنفذه؟ جاء الجواب سريعاً من احد الاعلاميين المخضرمين ممن هم على صلة مع دوائر القصر الجمهوري.
اربع ملفات خلافية بين ايران وفرنسا:
1- الملف الاول وبغض النظر عن الاتفاقيات الاقتصادية وصفقة بيع الطائرات هناك قناعة فرنسية بعدم التزام ايران بالاتفاق النووي وان ايران لن تنفذ الاتفاق وستتهرب من الكثير من بنوده، والفرنسيين يسعون لإثبات ذلك من خلال تواصلهم الحثيث مع أطراف إيرانية معارضة.
2- الملف الثاني هو إسقاط الأسد، يكاد الفرنسيين يكونون الوحيدين الثابتين على موقفهم تجاه ضرورة إسقاط الاسد وتغيير شكل الحكم في سوريا.
3- الملف الثالث ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، وهو ملف شائك تتمسك ايران به وترفض الإفراج عنه وهو خاضع لحسابات الربح والخسارة في سوريا، بينما يسعى الفرنسيين مع كافة الأطراف اللبنانية للتوصل الى حل داخلي يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية وحماية آخر موقع مسيحي في الشرق.
4- فرنسا بعكس ايران تدعم انشاء دولة كردية في شمال العراق، وهي من ابرز داعمي البشمرگة في معركتهم مع داعش.
لما سبق كله هناك شراسة في التعامل مع فرنسا، وابداع بشكل الاٍرهاب الذي يضرب فرنسا، فتكاد داعش تتفنن بعمليات قتلها في فرنسا بما يشبه أفلام هوليود، لخلق بلبلة في الشارع الفرنسي، وإسقاط الرئيس هولاند امام جمهوره، وحشره بالزاوية.
عندما تحرض ايران داعش وتدفعها لاستهداف فرنسا فذلك بسبب قيمها، فالقيم الفرنسية هي المستهدفة بالدرجة الأولى اذ تكاد فرنسا تكون الدولة الأوروبية الوحيدة الثابتة بمواقفها تجاه كل الملفات العالقة مع ايران وهي ترفض تدخلات ايران في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وهي على علاقة جيدة مع الرياض، وتدعم المعارضة السورية، وترفض التسويات الروسية الهادفة الى ابقاء الأسد.
لم يعد من المقبول السكوت عن ما يحصل، فالسكوت علامة الرضا والعالمين العربي والإسلامي مطالبين بموقف واضح من اجرام داعش، الى الآن لم نشهد مظاهرة حاشدة في العالمين العربي والإسلامي مستنكرة لأجرام داعش، ولم نشهد موقف تاريخي من الأزهر رافض لارهاب داعش ومكفر لمنتسبيها، لا بل شهدنا رفض تكفيرهم من منظار فقهي ضيق.
الم يحن الوقت لقول لا من على كل منابر الجوامع؟
ارفعوا الصوت يا مسلمين قبل ان يبلغ السيل الزبى.
علينا أن نحذر من الوقوع في الفتن فالفتنة قد تُريكَ الحقَ باطلاً والباطلَ حقاً وقد تعميك وتصمك وأنت لا تشعر لا تقتلوا شيخا ولا امرأة ولا صبيا ولا عابدا في محرابه ولا راهبا في صومعته ولا شابا ما دام لا يحمل السلاح، تجاوزت داعش الخطوط الحمراء وكل الألوان وطمست كل إشعاع نور وضياء ورمست كل خير ومودة وتسامح وحسنى في ما بين العالمين الاسلامي والغربي، بدعم وتخطيط ايرانيين.
لقد اخترنا الصمت في الوقت الذي فيه نُضطهد ونُفتن ونُظلم ونُحرم ونُجهَّل ونُسبى ونُستحيى ونُعتقل ونُحتل ونُذبح ونُؤكل ونُقتل ونُباد ولا نحرك ساكناً. اخترنا الصمت في الوقت الذي يسرح ويمرح الايراني في دولنا ويشوه سمعتنا في العالم فإلى متى نستمر بهذا الصمت؟
علينا أن ندع كل شيء جانباً ونعمل على إعادة الأمن والاطمئنان إلى ربوعنا من خلال دروب التفاؤل والخير والعودة الى قيمنا السمحة والى المحبة والعدالة، ولتقم منا طائفة يدعون إلى الخير والوفاق والوحدة واللحمة وإصلاح الأوضاع واجتياز الأزمة وابراز خير ما عندنا اذا كنّا فعلاً خير امةٍ أخرجت للناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير