الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستخبارات الجنائية و تنمية دورها المطلوب في الحد من تكرار العمليات الارهابية

وليد خليفة هداوي

2016 / 7 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


الارهاب هذا الوباء الخبيث ،الذي ربما هو اخطر وباء على كوكبنا الارضي في عصرنا الحديث ،رغم امتداد جذوره الى الماضي السحيق ،فان معدلات تناميه في اضطراد مستمر وما يهمنا هو ما ابتلي به بلدنا العراق ، حيث ذهب عشرات الالاف من الضحايا بين قتيل وجريح ناهيك عن تدمير البنى التحتية للبلاد، وان قيمة الاضرار لو تم حسابها لتجاوزت عشرات التريليونات من الدولارات
والارهاب هو نوع من انواع الجرائم التي هي حالة ملاصقة لتواجد المجتمعات البشرية ، الارهاب لا يمكن منعه كالجريمة ولكن يمكن الحد منه فالجريمة موجودة منذ ان خلق الله البشرية ، وقصة قتل قابيل لا خوه هابيل ابني سيدنا ادم (ع) لم تغب عن ذاكرتنا0 فهي اول جريمة قتل اطلعنا عليها
ورغم ان الإرهاب كنوع من انواع الجرائم ، له اسبابا تؤدي لضهوره وتناميه وان الخوض فيها يتطلب متسعا من المجال ، فهنالك معالجات فعّالة للوقاية منه، وكلما كان التوافق والتكامل بين معالجة الاسباب واساليب القمع للظاهرة الارهابية كلما امكن الحد من تنامي الظاهرة الارهابية ، حيث ان العلم الحديث يعتبر الارهاب الاجرامي فرعا من فروع علم الاجرام ولا بد من رصد الاموال اللازمة للوقاية منه بعد التوصل لتشخيص اسبابه ، وان القوة وحدها لا تكفي لمنع تنامي هذه الظاهرة
والموضوع الذي سيتم تسليط الضوء عليه هو دور الاستخبارات الجنائية في الحد من العمليات الارهابية ولماذا يتم تشخيص ومعرفة هوية مرتكبي الجرائم الارهابية في دول متقدمة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وغيرها بينما تسجل الكثير من الجرائم الارهابية في بلدنا ضد مجهولين ، ولماذا نسمع بالحادث بعد وقوعه ، فنتوعد مرتكبيه بالويل والثبور وعظائم الامور
الكثير من الجرائم الارهابية الفردية في الاغتيالات او الخطف والكثير من الجرائم النوعية التي تقترب من جرائم الابادة البشرية
ان العمل الاستخباري اليوم هو علم وفن وليس مشاطرة وتحدي ،وهذا العلم والفن لابد من التدريب عليه وشرائه من الدول التي برعت وتقدمت فيه ، خاصة وان المنظومة الاستخبارية العراقية السابقة قد تم تفكيكها ، لذلك فان تفعيل العمل الاستخباري في البلاد يمكن تحقيقه من خلال الاتي :
1- الاسراع بإنجاز المضلة القانونية لتغطية العمل الاستخباري من خلال تشريع قانون الوكلاء والمخبرين ،والقوانين الاخرى ذات الصلة بالعمل الاستخباري ،
2- تخصيص ميزانية سنوية مستقلة كمكافآت ورواتب للمخبرين ، ونرى ان ما يتم تعويضه عن ضحايا الارهاب وتدمير البنى التحتية سنويا يعادل مئات المرات لميزانية مقترحة للعمل الاستخباري
3- اختيار عناصر استخبارية من الضباط والمنتسبين بموصفات معينة من الذكاء والاستقامة والنزاهة والاخلاص ومخافة الله ومن كافة اطياف الشعب العراقي
4- الاستخبارات سلعة كباقي السلع تباع بالأموال وليس تهدى او تمنح بدون مقابل وهذا يتطلب ان يتم ارسال منتسبي الاستخبارات من الضباط والمنتسبين بدورات طويلة وقصيرة خارج البلاد لتلقي التدريب على العمل الاستخباري وتنمية خبرات استخبارية وطنية كفوءة في مجال العمل الاستخباري 0 على ان يتم اختيار الدول المتقدمة في ميدان العمل الاستخباري في امريكا واوربا وروسيا وغيرها لهذا الغرض
5- استيراد احدث وسائل التكنولوجيا المتطورة في العمل الاستخباري من كاميرات مراقبة واجهزة تسجيل ومستلزمات عمل استخباري اخرى
6- عمل منظومة استخبارية متكاملة من خلال ايجاد افضل البرامج الالكترونية لتغطية كافة انحاء البلاد على ان تكون محدثة ودقيقة وشاملة
7- العمل على مبدا الاختصاص في العمل الاستخباري فتوزع العمل الاستخباري في اكثر من جهة يؤدي الى تشتته وحصول ثغرات ينتج عنها تنفيذ اعمال ارهابية والاصل ان هنالك جهة مركزية واحدة تتابع العمل الاستخباري وتغذي به الجهات المستفيدة
ان هذه المقترحات تتناول جانب واحد من جوانب الوقاية من الارهاب ، فان من يتصدى للعمل الاستخباراتي عليه ان يضع نصب عينيه ان الله جل وعلى سيحاسبه عن الارواح التي تزهق ظلما وعدوانا من قبل الارهابيين وعن الاموال التي تخرب ، عندما يهمل متابعة واجبات وظيفته، وان الوظيفة هي تكليف وليس تشريف ،وان كل موظف هو خادم للشعب من موقعه وهو انما جاء بتفويض من قبل الشعب لخدمته ، وعليه ان يبذل روحه فداء للواجب عندما يستوجب ذلك والله من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط