الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد العبيدي و(قلب الطاولة)

سلمان داود الحافظي

2016 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الربع الاخير من عام 1982 تم اشتراك شقيق والدي في بعثة عسكرية الى يوغسلافيا لدراسة هندسة الطيران, كان كلما يعود باجازة يحدثنا عن يوغسلافيا وجزء من حديثة عن الاكاديمية التي يدرس فيها, واتذكر انه حدثنا عن طالب ملتزم و يحترم الضبط العسكري كان في المرحلة الرابعة وهم في الاولى, وتحديدا كان يقصد الدكتور خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي, عندما اختير لوزارة الدفاع في حكومة العبادي , كان يوم انتصار للعسكريين المحترفين والالوف التي تبحث عن التكنوقراط لتولي المناصب العليا في الدولة, لان مؤسسات الدولة ومفاصلها لايبنيها ويطورها الطارئون والمنتفعون والمعينون بالمحاصصة والتوافقية, وحتى لانبخس حق الرجل فمنذ توليه راس وزارة الدفاع بدات المؤسسة العسكرية تحقق نتائج تصاعدية, وكان اخرها تحيرير الفلوجة وقاعدة القيارة وجظيرة الخالدية التي كان للجيش العراقي الحصة الاكبر في عمليات التحرير.
الاثنين الموافق 1-8-2016 حضر وزير الدفاع الى قية البرلمان لجلسة استجوابة. وكانت المستجوبة النائب عالية نصيف والتي احضرت مجموعة من الملفات في نيتها ومن معها الاطاحة بالوزير, بدات عالية نصيف بسرد قضية المستسفى العسكري والذي تبين انه محال من سنوات في زمن حكومة السيد المالكي. الدكتور خالد العبيدي ومؤهلاته الاكاديمية وخطة العسكري القويم واسم وزارته , التي تخوض اشرس المعارك ضد الدواعش منذ اكثر من عامين, كل تلك العوامل اعطته ان يكون شجاعا يخرس الاصوات التي حاولت النيل من تاريخة الشخصي ووزارة الدفاع, عندما بدا الوزير بكشف حالات الفساد واحدة تلوى الاخرى , وظهرت على شكل تسريبات الى الراي العام العراقي والعالمي , عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعواجل الفضائيات ومن صفحتى الشخصية على الفيس بوك, حظيت بمتابعة مئات الالاف من العراقيين الذين تفاعلوا معها بشكل ايجابي للغالبية منهم, لانها المرة الاولى التي يكون فيها وزير بهذة الشجاعة ويكشف فساد شخصيات مهمة رئيس برلمان ونواب, والذي تخطى فيه الوزير الطائفية والمذهبية والحزبية وجعل مصلحة العراق هي الاولى,
فعلا كان العبيدي محقا عندما قال استجوابي غير دستوري, لان القائمة بالاستجواب عالية نصيف عليها 8 ملفات فساد وفي السياقات الطبيعية لايحق لفاسد ان يكشف عن فساد, النائب عالية نصيف اعترفت بانها عينت 31 شخص وهذا من حقها حسب قولها, وعليها ملف اخر بتعيين 541 جندي في زمن ولاية السيد المالكي عندما كان سعدون الدليمي وزيرا للدفاع, ويبدو ان احدى وسائل الدعاية الانتخابية لاعضاء دولة القانون او قسم كبير منهم التعيينات بموافقة رئيس الحكومة السابق, حيث سمعنا ان العديد من النواب سلكوا هذا الطريق لحصد الاصوات وزيادة مقاعد القائمة,عالية نصيف لم تكتفي بالتعيينات بل قامت بتمليك عشرات الدور ونقل ملكيتها خلافا للقانون,
(اخطبوط الحزب الاسلامي النائب محمد الكربولي كان الاكثر حضورا على لسان وزير الدفاع خلال جلسة الاستجواب)حيث ذكر عنه الوزير ملفات عديدة وطلبه من الوزارة احالة عقود لهمرات ومدرعات يجني من جرائها مئات الملايين من الدولارات, المتابع لجلسة البرلمان والذي تابع الالفاظ السوقية والبذية للنائب محمد الكربولي يحكم عليه انه من الجرم ان يدخل قبة البرلمان مثل هكذا نائب, رئيس البرلمان الدكتور سليم الجبوري هو الاخر اتهم بمحاولة الحصول على عقود الاطعام للجيش العراقي , عن طريق شخص يدعى مثنى السامرائي كان قد حضر الى غرفة الجبوري وتفاوض مع وزير الدفاع, ولكن الوزير رفض رفضا قاطعا لان الاموال تستقطع من رواتب المراتب والجنود , ولابد ان تصل لهم ارزاقهم بشكل معقول حتى يتمكنوا من الاستمرار باداء واجباتهم, من خلال تصريحات السيد سليم الجبوري والذي غادر قبة البرلمان لمرتين ومن ثم عاد وجلس مع النواب,ان الرجل لم يطلب بنفسة وكلف مقربين للتفاوض مع وزير الدفاع,
النائب حنان الفتلاوي كان لها حصة من الاتهامات في جلسة الاستجواب ,والتي اطلق عليها الكثير من المراقبين بجلسة( قلب الطاولة) كون ان معظم من ذكرت اسماؤهم كانوا لايعتقدون ان تكشف ملفاتهم ومساوماتهم, وانهم باستجوابهم الوزير وتثبيت التهم ضدة سينالون مقاعدهم في الانتخابات القادمة حتى بدون دعاية انتخابية, لكن وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي فاجئهم وذكر بالوقائع اشتراكهم بملفات فساد, الاتهام الموجه للنائب حنان الفتلاويوحسب ماذكر الدكتور العبيدي, ان حيدر الملا النائب السابق ابلغة صباح يوم الاستجواب , كان قد اتصل به اكثر من 40 مرة ليلة الاستجواب اكثر من 40 مرة وبعض الاتصالات كانت بحضور النائب حنان الفتلاوي, واخبرة انه كان بامكانة سحب الاستجواب مقابل 2 مليون دولار , النائب حنان الفتلاوي انكرت تكليفها لحيدر الملا بمساومة وزير الدفاع , لكنها لم تذكر انها لم تلتقي حيدر الملا منذ فترات طويلة وان علاقتها غير جيدة معه.
جلسة استجواب وزير الدفاع التريخية والتي كشفت للشعب العراقي حقائق جديدة عن فساد الكثير من ساسة مابعد 2003, حسمت الجدال واظهرت حقيقة ان اغلب وزراء ومسولي الدولة العراقية يتعرضون لمساومات وفرض امور خاصة بتمويل الاحزاب والكتل من اموال الوزارات التي تعود لاحزابهم, وهنا لابد على الدكتور حيدر العبادي ان يستثمر هذة المعلومات وياخذها محمل الجد , ويشكل لجان تحقيقية فيها شرط ان تكون حيادية وغير قابلة للمساومات والترضيات , وربما تكون هكذا معلومات الطريق الى كشف كل ملفات الفساد في وزارة الدفاع ووزارات اخرى, وعلى الدكتور حيدر العبادي ان يدرك ان الشعب العراقي لن يهدأ له بال حتى يتم احالة كل المتورطين بالفساد, واية محاولات لاغلاق الملفات التي ذكرت ستؤدي الى غليان شعبي لاتحمد عواقبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة