الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام و المسلمين

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2016 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام و المسلمين
كلنا نعرف المقولة المشهورة للشيخ محمد عبده عندما ذهب لمؤتمر باريس عام 1881 .. وبعد انتهاء المؤتمر عاد الى الشرق العربي فقال قولته المشهورة :
ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً و لم أجد مسلمين ... و لما عدت للشرق وجدت مسلمين و لكن لم أجد إسلاماً .
لقد اكتنز تاريخ الشرق العربي بالاحداث المؤسفة التي انعكست اثارها على الدين او بالاحرى كان الكثير من سلوك القادة والامراء والرؤوساء وقبلهم الخلفاء مقرونا بالدين كورقة نجاة يكسب بها ود وتأييد العامة من الناس وادى ذلك الى تفرق العامة مع تفرق الزعماء والشيوخ والعلماء والفهاء وكل فئة تعتقد انها الاحق والاصح والاصدق والاقرب الى الله تعالى لتحضى بتأييد اغلبية المسلمين من العامة . ونلاحظ تاثير ذلك القوي والمستمر الى يومنا هذا .. فمن يريد النجاح والتأييد الجماهيري لأي حزب او منظمة او اي تجمع سياسي عليه ان يرفع شعارت دينية وان يختم اسم الحزب بكلمة (الاسلامي) لأنه الاقرب والاسرع الى قلوب الناس والى كسب تأييد الجماهير دون الحاجة الى فهم التفاصيل .. المهم ان الثوابت الاسلامية معلنة وحاضرة في الاحاديث والخطب .
هذا الامر ادى الى نتائج سلبية كبيرة انعكست على سيرة المسلمين وسلوكهم .. وكثيرا ما انعكست السلوكيات وصفات السوء لهؤلاء الدخلاء على الدين الاسلامي انعكست على الدين نفسه . لكن ليس بالمطلق .. اذ ان هناك الكثير من المثقفين والعقلاء في العالم يميزون بين السلوك البشري الفاسد والعلاقة الغير متوافقة بين الاشخاص المدعين للدين وبين مباديء الاسلام وتعاليمه . لذلك كان هناك مبادرة قيمة في الدراسة التي اعدها وقام بها الباحث البريطاني "بول هوسفورد" بالتعاون مع مجموعة من الباحثين في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة كان محورها استنباط القيم والفضائل والتقاليد التي جاء بها الاسلام الحنيف والقراءان الكريم الى البشرية والتي انعكست على سلوك البشر واخلاقياتهم في التعامل مع بعضهم والتعاطف والرحمة والامانة والصدق وغيرها من الصفات التي جاء بها الاسلام ليتتم مكارم الاخلاق عند البشر . وضقت الدراسة هذه القيم على شكل بيانات قابلة للقياس لغرض التمييز والمفاضلة بين المجتمعات المختلفة اسلامية وغير اسلامية ... وقد نشرت صحيفة "ذي جورنال " , هذه الدراسة ونتائجها المثيرة لدول مختلفة حول أكثر دول العالم تطبيقاً لمبادىء الشريعة الإسلامية و تعاليم القرآن الكريم والقيم والمفاهيم الاسلامية .
(مقتبس)
المفاجأة الأولى التي يندى لها الجبين , أن الدراسة العلمية التي أجراها هذا الباحث جاءت نتائجها لتؤكد عدم وجود أي دولة عربية في ترتيب الدول ال 45 الأولى في تطبيق مبادىء الدين الحنيف . لم تتوقف المفاجآت التي أظهرتها تلك الدراسة عند هذا الحد , بل تخطته لكون الدول التي احتلت المراكز ال 25 الأولى , كلها دول ذات أغلبية سكانية غير مسلمة . فقد احتلت أيرلندا المرتبة الأولى في تطبيق تعاليم القرآن الكريم طبقاً لأربعة معايير التزمت بها الدراسة للترتيب , سنوردها لاحقاً . و جاءت الدانمارك في المركز الثاني تليها السويد , و هي دول ذات مستوى رفاهية عالية جداً .

و بالنسبة للدول ذات الأغلبية المسلمة , فقد احتلت "ماليزيا" المرتبة 33 عالمياً و الأولى بالنسبة للدول المسلمة . أما بالنسبة للدول العربية فقد جاءت الكويت في المرتبة 48 عالمياً , و الأولى عربياً , فيما جاءت الإمارات في المركز 61 عالمياً و الثاني عربياً , تليها الإمارات العربية المتحدة في المركز 64 عالمياً .

المثير أيضاً أن بلد الحرمين الشريفين , مهبط الوحي , المملكة العربية السعودية , قد جاءت في المرتبة 93 عالمياً في تطبيق مبادىء الدين الإسلامي , تلتها قطر في المركز 111 عالمياً , فيما احتلت السودان ذيل القائمة العربية بالترتيب 190 عالمياً . ولن نأتي على ذكر ايران لكي لا نضايق عشاقها .

على أي أساس تم ترتيب الدول في تطبيق تعاليم القرآن ؟
تم ترتيب الدول باعتماد "معيار الإسلامية" المبني على أربعة قواعد، هي: الإنجازات الاقتصادية، والحقوق الإنسانية والسياسية، والعلاقات الدولية للبلد، إضافة إلى بنية السلطة فيه.
مصر و السعودية و اليمن و قطر في مراتب متأخرة جداً و اسرائيل تسبقهم:
كما سبق و ذكرنا بخصوص الدول ذات الأغلبية المسلمة , فقد احتلت ماليزيا الصدارة في المركز 33 عالمياً , بينما جاءت دول مثل مصر في المرتبة 128 , و اليمن في المرتبة 180 , و المغرب في المرتبة 120 ,و سوريا في المركز 168 , فيما حلت السعودية كما سبق و ذكرنا في المرتبة 93 .
الغريب في الدراسة أن الكيان الصهيوني "إسرائيل" جاءت في المرتبة 27 عالمياً , متفوقةً على كل الدول العربية .

تفسير حصول الدول الإسلامية على مراتب متدنية في تطبيق تعاليم الإسلام:
ذكر د."بول هوسفورد" , مُعدّ الدراسة أسباب تدني ترتيب الدول ذات الغالبية الإسلامية في هذا الترتيب , حسب وجهة نظره حيث قال إن السبب يكمن في سوء الحكام واستعمال الدين كوسيلة للسلطة و إضفاء الشرعية على نظام الحكم، بينما تنص تعاليم القرآن على أن الازدهار الاقتصادي اهم للشعب من السلطة للحكم بالنسبة للمجتمع.
(انتهى الاقتباس)
من ما سبق ذكره تتضح الكثير من الحقائق المؤلمة والمخزية وخلاصتها ان العرب لايطبقون ما يؤمنون به وما يحملوه من فضائل الاسلام وانما للادعاء فقط واستحضار هذه القيم عند النقاش والحوار مع بقية الاديان والمجتمعات .. وهذا كان احد اهم الاسباب التي جعلت المجتمعات العربية غير منتجة وغير مواكبة لتطور الحضارات الاخرى وانما مستهلكة لكل منتجات الغرب وبقاء العرب حريصين على عدم فقدان بطولات التاريخ وانجازات عظماء العرب في الايام الغابرة للتاريخ التي عفا عليها الزمن وتجاوزتها الحضارات بأنجازات اكبر وافضل وبحقول علمية اكثر شمولية ورقي.
فمتى سيعرف العراقيين و العرب بشكل عام ان الدين ليس اطالة اللحا ولا بطول المسبحه ولا بالصراخ والعويل والبكاء على المنابر ولا بلون او حجم العمامه ولا بحفظ القرءان وحلاوة تلاوته فقط او حفظ واستشهاد الاحاديث او الخرافات ولا بكهنوت الزهد ولا بمناطق ومكان الاضرحة والمقامات ولا بالحزبية ولا بالعنصرية و الطائفية وان الدين الاسلامي لا يفرق بين ابيض ولا اسود وإنما الاساس فيه حسن المعامله بين الناس في الواجبات والحقوق وهي الاسس التي يسودها التسامح والتراحم والاحسان والرفق والموده وليسعى ابناء المجتمع فيه الى العلم والعمل والبحث والمثابره والجد والاجتهاد. عندما نستحضر هذه الحقائق سنكون حينها لائقين للاسلام وفضائل الاسلام وتعاليمه السمحاء وسنجد مكاننا بين الدول المتحضرة لا كما تعودنا ان نكون خلفها .. لأننا حينها سنعرف ان العبادة شيء اخر فهي ما يصدق الانسان في عبادته ومناجاته بينه وبين خالقه لنفسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخلاق
arnab awy ( 2016 / 8 / 3 - 17:45 )
2016·08·03· الانحراف الأخلاقي أزلي لكن أن يتبناه ‹اللاهوت المحمدي› و يجعل من الانحراف شريعة ‹الشريعة المحمدية› شريعة إرهاب و كذب و قتل و سرقة و زنا و يُحاول تعميمها ‹الشريعة المحمدية› على الإنسانية هو عين السفه و مجنون من يُعره اهتماماً ~ الغريزة الإنسانية لا تحتاج لشرائع تُعرفها الأخلاق السوية لديها ضمير يُنبهها عندما تحيد عن الصواب … القانون المدني الإنساني شُرِّع لتهذيب المُصِرِّين على الانحراف عن الأخلاق الطبيعية إنسانياً ~


2 - اكاذيب اسلامية .
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 8 / 3 - 22:57 )
تحية أستاذ رياض.

ان سبب تخلف المسلمين هو كثرة وجود كتاب يمدحون الاسلام ويضيفون عليه أوصاف ليس لها وجود في الاسلام.

وأول هؤلاء، هو المنافق محمد عبده، الذي قال عن الشعب الفرنسي، ذي الثقافة والاخلاق المسيحية،( قال وجدت الاسلام ولم اجد مسلمين.)

ولو كان صادقاً، لقال:

وجدت المسيحية ووجدت مسيحيين حقيقيين،

علم الاجتماع يقول:
( حياة الشعوب انعكاس لعقائدهم الدينية ).

إذاً اخلاق المسلمين هي انعكاس لعقائدهم الدينية،

عقيدة القتل والنكاح والكذب الحلال وسبي النساء وحرق المخالف في الدين، كما فعل أباً بكر وعلي بن ابي طالب، حرق نخيل اليهود بيد محمد،

بل ان الاسلام يطالب المسلمين بقتل ابيه وأمه وأخيه، اذا كان يختلف معه في الرأي؛
( لن تجدن من المؤمنين يوادون من حاذا الله ورسوله، من آباءكم وأمهاتكم ...الخ، سورة المجادلة.
وهذه السورة الخطيرة نجد لها تطبيق اليوم في الدول الاسلامية، حيث تطالعنا الأخبار يومياً ، عن مسلمين ملتزمين بالإسلام يقتلون آباءهم واخوانهم، خاصة في المملكة السعودية..
هذه غير ، العبد بالعبد والحر بالحر والمرأة بالمرأة .
ثم اقرأ
ولا تنجحوا للسلم وأنتم الاعلون.... قران.

وغيرها .


3 - قص ولزق
nasha ( 2016 / 8 / 4 - 02:06 )
الاستاذ الكاتب
من فضلك ممكن تُعرفنا من هو بول هوسفرد ؟
موضوك مشابه لهذا المضوع في RT الروسية في حزيران 2014 كلام فاضي لا اساس له

https://goo.gl/x0rTIG