الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهوارنا .. آثارنا التاريخ ومستقبل الاجيال

عباس ساجت الغزي

2016 / 8 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اهوارنا .. آثارنا التاريخ ومستقبل الاجيال
فرحة بنكهة النصر الكبير ساعة التصويت بالموافقة على انضمام اهوار واثار جنوب العراق الى لائحة التراث العالمي (اليونسكو).
خطوة جبارة في مرحلة حساسة جداً من تاريخ العراق ومحافظة ذي قار, اختزلت معاناة اجيال في الحفاظ على الارث الحضاري من الضياع والاندثار نتيجة السياسات الهمجية للأنظمة المتعاقبة على العراق واللامبالاة التي ابدتها تلك الحكومات لجانب الاثار وحفظ التراث على مر السنين.
الطريق لازال طويلاً والخطوات تليها محطات للفوز بثمرة النجاح في الحفاظ على التراث واستثمار النجاح لصالح الاجيال التي تأمل بان يعوض الله صبرها ومعاناتها خيراً وفيراً يتنعم به الابناء ولو بعد حين, في العمل الجماعي يأتي النجاح بنكران الذات وتقديم مصلحة الجماعة كخطوة اولى لزراعة ثمرة الخير.
المؤمن بالمشروع يقدم على العمل بخطوات واثقة وقلب سليم وعقل متفتح حتى يصل الى الغاية المنشودة بتحقيق الاهداف المرسومة, ولابد من ان ندرك بان لكل عمل بما فيها النجاح (ضريبة), فرحة النجاح الفوز بإتمام المشروع على اكمل وجه وابهى صورة, والضريبة لذة المعاناة في الوصول الى مرحلة النجاح بصعوبة وتجاوز كل العقبات التي تحاول تأخير التقدم او التوقف عن نقطة معينة والنيل من عزيمة اصحاب المشروع.
اننا نعمل لأنفسنا وابنائنا ومستقبلهم المشرق, هدفنا المحافظة على حضارتنا العريقة وتاريخ الاجداد واستثمار تلك الجهود, علينا ان لا نلتفت الى الخلف ونسمع صرخات العجزة ممن قرر الجلوس والتفرج على عمل وانجازات اصحاب الهمم العالية, وان لا نفكر بطلب المساعدة في سبيل انجاح مشروعنا ان كنا حقاً اصحاب اهداف سامية ومشروع انساني وطني كبير, العمل بالممكن والاستفادة من الطاقات المتوفرة افضل سبيل للنجاح من انتظار الدعم او طلب المساعدة.
لنستثمر طاقاتنا, وليعمل كل منا ضمن الاختصاص الذي يرى نفسه ناجحاً فيه, امام الفنان مسؤولية في رسم صورة مشرقة للمستقبل وشحذ الهمم في استنفار الجهود وان يراقص شبعاد بقيثارة الوجود من جديد, وعلى المهندس رسم خارطة الطريق الاقرب والاجمل لإعادة رونق المدينة بلونها التاريخي الحضاري العريق وهندستها التي علمت الانسانية طرق تصريف مياه الامطار وصنع منظومات المجاري, على الشاعر ان يتغزل بمحبوبته الاهوار ويقف عند اطلال الاجداد, وعلى المدرس ان يعرج على اماكن الواح الطين وكيف خط الحرف الاول الذي علم الانسانية القراءة والكتابة.
على الاديب ان ينثر الحروف السومرية ويصور الطبيعة الفطرية بكل ما يملك من ادوات الجمال في البوح, على الرياضي ان يفتخر بحمل شعار الاهوار واور وجميع الاثار, وان يعمل مضماراً للمسابقات يدور حول اثار اور تيمناً بما كان يفعل الاجداد في مسابقاتهم ومسيراتهم المنظمة امام معبد اور التاريخي, اصحاب المهن والحرفيين امام مسؤولية كبيرة في اعادة نحت وزخرفة الحجر والشجر وتسخير الطين في صناعة ادوات الاجداد الاولين.
المثقف امام مسؤولية جماهيرية كبيرة في توعية الشارع وتحشيد الراي العام للنهوض بواقع الاهوار والاثار, وعلى المواطن مسؤولية العمل بكل ما يملك من ادوات والحرص على انجاح المشروع الكبير وتقديم الدعم بكافة الامكانيات, ليحصد في المستقبل القريب ثمار الجهود بطعمها الاجمل من الشهد.
لنعمل من اجلنا, وليرى العالم باننا من اصحاب الهمم وورثة حضارة بكل ما تعني الكلمة, وباننا احفاد اولئك الذين عانقوا الشمس واحتضنوا القمر ومسكوا الارض بأيديهم فسخروها لخدمة الاجيال والتاريخ يشهد لنا.
طوبى لمن ترك بصمة مؤثرة في هذا المشروع الانساني الوطني الكبير, وقبلة في جبين من رسم خارطة الطريق للفوز بهذا الانجاز التاريخي, ومرحى لمن يمد يد المساعدة لنفسه واهله ويقدم كل ما في وسعه ليترك اثر جميل.

عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن