الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفريسي والصوفي .. وال EGO

حسن إسماعيل

2016 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




الفريسي على مر العصور .. يمتطي الحرف المقدس .. بلجام فارسه الوحيد .. هو
والصوفي على مر العصور .. يتماهى مع المقدس .. كثقب أسود يمتصه ليظهر .. هو

الفريسي .. هو البطل على مسرح الحرف
والصوفي .. هو البطل على مسرح الوجد

الأول .. يحاصر المعنى يسجنه يحدد إقامته الجبرية .. ليصير سجانه الوحيد حامل مفتاحه وبصمة شفرته ووكيله الأوحد
والثاني .. يغزل من المعنى ثوبه يجعله على مقاس تضاريسه الجوانية يخلقه على صورته .. فيصير هو روحه وروحه هو .. يتماهى ويصير حلوله الأوحد

كل الطرق الإنسانية تؤدي إلى بطولة روما الإنسانية
فاللغة لأنها إنسانية قاصرة ومحدودة وعاجزة وايحائية وحربائية وحمالة أوجه
ولأن الحرف إنساني والمعنى إنساني .. فالمحدود في النهاية يربح
ومن هو من التراب إلى التراب يعود .. بكل سهولة ويسر بلا أدنى فزلكة أدبية
فالحرف والتأويل وجهي عملة التواصل الإنساني .. والفهم الإنساني .. والقصور الإنساني الذي لا نعرف غيره

وكل ما لم تراه عين .. لم تراه أي عين
وكل ما لم تسمع به آذان .. لم تسمع به أي آذان
وكل ما لا يخطر على قلب إنسان .. لم تسجله حتى الأساطير والأحلام

فنحن البشر لم نكتب شيء لم نعرفه
حتى لو صنعنا المسخ
سيكون رأس إنسان وذيل تمساح وجناح نسر وأقدام ديناصور
كل ما نعرفه موجود .. وكل ما لا نعرفه لا نقدر أن نلتقطه

والفرق بين الخيال والعلم .. هو اختيار الوسيلة التي يمكن أن تصل إلى نتائج
يظل الخيال ذاتي أو جمعي .. حميمي باطني نسبي إلى حد الفجيعة
ويظل العلم .. هو ما نقدر نحن المختلفين أن نتفق عليه .. لأن نتائجه بين أيادينا جميعاً وأمام عيوننا جميعاً
أخيراً .. صنع الإنسان مسطرة كأسنان المشط .. لا يقدر أن ينكرها أحد
العلم هو الوطن الوحيد الذي نشعر فيه جميعاً بفاعلية المواطنة
متساوون في الحقوق والواجبات والنتائج

أخيراً .. نضع اختلافاتنا الجوانية الباطنية العقائدية الذاتية في قلوبنا .. لنخرج في المجال العام المحايد العلمي متساوون
نسأل الممكن وننتظر إجابة نقدر أن نختبرها جميعاً .. في المختبر
فتخرج النتائج واحدة لا يأتيها الباطل .. في مصر في اليابان في أمريكا .. العلم لا يعرف الشرك والاختلاف
مهما كانت لغتك عقيدتك لونك جنسك .. فالنتائج واحدة .. صحيحة أو خاطئة .. أمام الكل وللكل
نلمسه بأيدينا نراه بعيوننا نسمعه بآذاننا .. أو بأدواته المتفق عليها من الكل العلماء والجهلاء
الكل خاضع تحت اجابته المعلنة وغير المحتجبة
الوجودية وليست الغيبية

لأجل ذلك للعلم لغة خاصة .. ليست حرف أو معنى .. ليس حمال أوجه
في المختبر .. لا مكان لفريسي أو صوفي
حرفي أو تأويلي
لا مُهرة ولا ثقب أسود
لا فارس ولا حلولية

العلم ملك للجميع وليس لقلة بعينها ووكلاء ما .. لا يحتكر أحد مفتاحه ولا فك شفرته
ولا سلطة كهنوتية للعلم
ولا قيادة هرمية
ولا خلايا عنقودية
العلم من الانسان المكتشف إلى الإنسان المستفيد
من الإنسان السائل والإنسان المجيب إلى الإنسان المستفيد
العلم يدرك جيداً أن الإنسان مسئول
أن يبحث وأن يسأل وأن يكتشف وأن يجرب وأن يصنع .. وأن يستفيد

العلم يعرف أن حتى من يصارعه يستخدمه .. فلا مفر منه
كل من يقطن الكوكب البيضاوي من البشر .. يخضع لنتائجه
كم دفعنا من أثمان باهظة لكي نوقف طوفان الأوبئة التي اجتاحت ملايين من البشر
العلم هو سفينة نوح الإنساني جداً

ولأن الإنسان قاصر وعاجز ومحدود وعظيم .. صنع صراع بين أدوات اكتشافه .. التي كانت تحمل مراحل تطوره وبحثه ومخاوفه وأحلامه واكتشافه .. صنع صراع وهمي بين الحرف والعلم ..
بين الهيكل والمختبر .. بين الماضي والحاضر
وخسر الكثير ومازال يخسر على مذبح الصراع الوهمي المتكبر
صراع بين Ego كهنة الحرف .. وتواضع علماء المختبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك