الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطعة سكر واحدة

فاطمة ناعوت

2016 / 8 / 22
بوابة التمدن



كانت مَهمتي
أن أذيبَ السُّكرَ
حتى تخفَّ وطأةُ الأشياءْ،
لكن عتمةَ العنابرِ
وانكسارَ العصا في يد موسى
جعل تقليبَ السِّكر
مهمّةً شاقّة.

قطعةٌ
واحدةٌ
حتى يظلَّ المُرُّ
مُرًّا
والنوارسُ
نوارسَ
لا تُخطئُها الأعينُ
مع الملاكِ الصموتْ
الذي يهبطُ كلَّ مساءٍ
عند الأسِرّة الباردة
كي يمسحَ
بيديه الطيبتين
دموعَ البناتْ.

قليلاً من السُّكرِ
فمرارةُ القهوةِ
ضرورةٌ
لتعادلَ
كوميديا الأخطاءِ التي
يرتكبُها قدرٌ أهوجُ
وعبثُ العشاقِ الذين
يجيدون
تعذيبَ الحبيباتْ.

القهوةُ
لابد أن تكونَ في كوبٍ زجاجيّ
شفافٍ
مثل قلبٍ كسير
الفناجينُ الخزفيةُ
مُريبةٌ
تحجبُ لونَ البنِّ
في طبقاتِه.

اللونْ
الذي يُشبه صوتَ فيروزَ
حين تنادي "عاقدَ الحاجبيْن"
الذي عيناه البنيّتان
تسرقانِ ضوءَ الشمسْ
حين تحنو على العاشقيْن
عند الغسقْ
تحت الصفصافةِ المشقوقة.

مرِّنْ يُمناكَ
على تحريكِ الملعقةِ
دون أن تتناثرَ رغوةُ القهوة
على ملابسِكْ
ودرِّبْها
على مُصافحةِ الفراشاتِ الملوّنة
من دون أن تكسرَ رُسغَها النحيلَ
أو
تُهرِقَ ألوانَها
على ضريحِ الأوراقْ
تعلَّمْ
أن تقرأَ الحزنَ في عينيها
واحذرْ وعيدَها
فللفراشةِ قانونٌ
لا يخلو من قسوةٍ
حتى
وإن رفلتْ في ألوانِها.

الضرورةُ الشِّعريةْ
جعلتْكَ تشطبُ الياسمينةَ البيضاءْ
التي كانت تنمو
على سورِ الحديقةِ
في غفلةٍ من سكّان البيتْ
وجعلتِ الراقصةَ الخُلاسيةَ
تلفُّ
وتلفُّ
دون توقّفْ
في دوائرَ ثابتةِ القُطْر
رغم آلامِ العصبِ
وأنين المفاصل.

أما قيودُ الخليلِ الفراهيدي
فأنبتتْ للفراشةِ
أجنحةً جديدةً
فطـــارت.

أما الطبيبُ الطيب
فخرج من بين مرضاه
ليشقَّ العصا
كما شقّها النبيُّ موسى
فصار لزامًا عليكَ
أن تذيبَ السُّكرَ في كوبي
كتمرينٍ يوميّ
وصارَ لزامًا عليّ
أن أنكفئَ على كُثبِ الرملِ
في انتظارِ
أن يمرَّ البحرُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا