الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُطَّلِب: إِلَهٌ في نَسَب مُحمَّد! (1)

ناصر بن رجب

2016 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عبد المُطَّلِب: إِلَهٌ في نَسَب مُحمَّد (1)

ترجمة وإعداد:
ناصر بن رجب



مسألة نَسب محمّد:
يتعلّق الأمر هنا بمجالٍ كانت فيه كلّ تدليسات وغشّ الفطاحِل من المؤلِّفين المسلمين جائزةً، وذلك من أجل إعطاء نبيّ الإسلام، على غرار يسوع المسيحيّين (1)، نسَبًا يرقى هذه المرّة إلى آدم مباشرة بواسطة أجدادٍ عرب وعِبرانيّين. وتعرض سيرة ابن هشام ذلك بوضوح في أوّل سطورها:

"ذكر سرد النسب الزكي: (...) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، واسم عبد المطلب : شيبة بن هاشم واسم هاشم : عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف : المغيرة بن قصي، واسم قصي : زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، واسم مدركة : عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أُد، ويقال: أُدَد بن مُقَوَّم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - بن تارح، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، وهو إدريس النبي فيما يزعمون والله أعلم، وكان أول بني آدم أعطى النبوة، وخط بالقلم، ابن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم" (2).

سوف لا نتعرّض هنا بالتّعليق على النّسب القديم البِيبْلي، النسب الذي يعود إلى الإنسان الأوّل، إلى نوح وإلى إبراهيم، ولا حتّى إلى سلسلة النّسب التي تأخذ فيما بعد على حسابها الأجداد الأسطوريّين للشّعوب والقبائل العربيّة، مثل مُضَر وعَدْنان (3). يجب من الأجدى صبّ اهتمامنا على الأجيال القريبة أكثر والتي نستخرج بخصوصها، بكلّ صعوبة وبشكل جزئي، شذرات من المعلومات قد تكون أكثر صحّة من داخل اختلاقات كتّاب السيرة والذين كانوا هم بدورهم يكتبون انطلاقا من أحاديث وأخبار لا تُحصى وغير مؤكَّدة. فهنا تظهر معطيات تتعلّق بعشائر وقبائل ومُدن، مثل مكّة ويثرب، وبأشخاصٍ يبدأون في امتلاك بُعد إنساني مُكثَّف بواسطة تراكم حكايات ونُكت، وذلك في سياق عربيّ ومكِّيّ متزايد. وبناء على ذلك، فإنّه من واجب المؤرِّخ المعاصر ملاحظة المؤشّرات التي تقدّمها المصادر الإسلاميّة ومواجهتها بما نعرفه من التقاليد العربيّة غير الإسلاميّة، وكذلك مقارنة مختلف الروايات التي يقترحها كتّاب السيرة، المحدِّثين منهم والإِخباريّين، بأكثر ما يمكن من الدّقة والضّبط: فالمصادر كُتبت بعد وقوع الأحداث التي ترويها بحقب طويلة وكان همّها الوحيد هو تقديم رواية إسلامية مقبولة عن أصول محمّد وعن الإسلام بصورة أوسع، وهي رواية لا تتطابق بأي وجه من الوجوه مع واقع الظاهرة التي من المفترض أنّها تصفها.

من المفيد أن نضيف أنّ القضايا التي يقع تحليلها هنا يمكنها أن تبدو في نظر شخص معاصر قضايا تافهة، بسيطة، عديمة القيمة، ومَعقَّدة بدون لزوم: جزئيّات وحِيَلُ عِلْم الأنساب. فلا نجد مطلقا في النصّوص، لا زَخَمًا قويًّا، ولا أخلاقيّة عالية، ولا لاهُوتًا رفيعًا، ولا أجوبة على أسئلة ميتافيزيقيّة. لا شيء من كلّ هذا، فالأسئلة المطروحة هنا تمثّل بالنّسبة للمسلمين الأوائل أهمّية كُبرى لأنّها، من ناحية، تمسّ بشخص محمّد، أَسَاسُ البناء، ومن ناحية أخرى لأنّها تستعمل قوّة التدَنيس، عندما تُلامِس النّقاء، حتّى ولو اقتضى الأمر استخدام جهود بهلوانيّة. فما إنّ يَمسَّ محمّد، في أي مناسبة مَّا، أيُّ شيء غير مُسْلِم، مهما كان ضئيلا، إلاّ ويُعتبَر أكبر تدنيس لشخصه. فقد اخترع نُبغاء الإسلام وجهابذته ألف حيلة وحيلة لكي يُبرهنوا على أنّ محمّد لم يكن باتّصال مع الوثنيّة قبل "الوحي والبِعثة" (4)، وهم يتجنّبون مطلقا التّعرض لوجود محمّد غير مُسلِم. فحتّى وجود اسمٍ في سلسلة نسبه، يُشكُّ أنّ به مسحة خفيفة من الوثنيّة، يقود بالضرورة إلى التّلاعب بالمعطيات وتدليسها لكي يقع تحييده ذلك الإسم.

لقد كان من الضروري إعطاء محمّد نسبًا إنسانيّا، وذلك على الأقلّ لتمييزه عن مسيح النّصارى، "ابن الله". فالذّهنيّات البدويّة، والعربيّة بصورة أوسع، كانت تفرض من جانبها أن يُقدَّم لها نبيٌّ يتمتّع بكلّ خصال آبائه، وأن يكون منغمسا تمام الانغماس في السياق القَبَلي، وذلك قبل أن يقود ثورته.

وهذه إذن هي المناسبة لكي يُعطى محمّد أزكى سلسلة نسب عربيّة ومكيّة، وذلك بدون سَحْقه كلّيةً وجعله يرزح تحت ثقل آباء مرموقين جدّا، وخاصّة دون أن يُدنَّس، والعبارة ليست قويّة بما يكفي، من خلال ممارسات ومؤسّسات دينيّة ما قبل إسلاميّة: مهمّة كتّاب السيرة هي المحافظة على توازن دقيق وحِذْقٌهم يكمن في قدرتهم على حجب وقلب وفسخ الوقائع لكي يخرج محمّد من هذا العالم ومن هذه الفترة في أعظم صورة ونقيّا تمام النّقاء. فلا نستغرب إذن أن نرى، في بقيّة هذا البحث، أسماءً وقد مُحِيَت، وأخرى وقع اختلاقها، وحكايات عبثيّة ومنافية للعقل تُروى، وربّما كذلك شخصيّات تمّ صنعها مجّانًا بالتّمام والكمال. بالفعل، نحن هنا نتعامل مع شخصيّات، بالمعنى الادبيّ للكلمة، واختلاقات أكثر ممّا نتعامل مع أفراد محسوسين من بني البشر. فقط، يمكن القول أنّ تركيبة هؤلاء الأشخاص قد تكون قد بُنِيت من موادّ ناشئة من حياة أفراد حقيقيّين، كانوا قد عاشوا في سياق تاريخيّ معيَّن. ولكن هذا شأن آخر غير الشأن الذي نخوض فيه وهو مُعقَّد بما فيه الكفاية.

شخصيّة عبد المطّلِب:
إنّ سلسلة النّسب المحمّدية لها طابع فريد من حيث أنّها لا تشمل أباه (ولا أمّه، ولكنّها تعتبر كمّا مُهملا): عبد الله هو هيولى خارجيّة (ectoplasme)، كائن بلا تضاريس، بدون شخصيّة ولا أهمّية له: فحتّى اسمه فهو شفّاف إلى أقصى حدود الشفافيّة، أو الأكثر تعتيما، هذا إذا كان يُخْفي هويّته الحقيقية. ولهذا يكون لزاما علينا أن نمرّ إلى مراتب الجدّ، وجدّ الجدّ، والجدود الجانبيّن (من الحواشي) ومن بينهم مرجعيّة محمّد الأساسيّة وهو جدّه عبد المطّلب ومن خلفه شخص غامض، المُطَّلِب، وهو الشخص الذي يهمّنا هنا.

محمّد ليس له أب، وهذا مفهوم بالضرورة، فهو بهذا يختلف عن الإنسانيّة. فلو كان قد خضع لسلطة أبويّة لكان قد فقد كلّ هيبته وكلّ كاريزما له في أعين الآخرين. وهو ليس أيضا أبأ أحد [كما يقول القرآن] بمعنى أنّه لم يكن له ابن بقي على قيد الحياة، وهذا يمكن أن يكون مفتاح هذه الشّخصيّة: فبعض الآيات القرآنيّة يبدو أنّها تفسِّر هذه النقيصة (5). ولكن يبقى لمحمّد، وهو بدون أب ولا إبن، إلاّ النُّبوّة لكي ينجح في حياته وسط العرب، [وهذا على غرار ما عاشه الإسبان تحت حكم الديكتاتور فرانكو، فحتّى يصبح الإسباني شخصيّة محترمة كان عليه أن يصير إمّا قِسًّا أو عسكريًّا أو مصارع ثيران]. وهذه الوضعيّة، في الوسط القبلي، هي وضعيّة خَطِرة ومؤثِّرة تدفع الفرد، الذي يلحق به مثل هذا العار، إلى البحث في كلّ مكان عن حماية ممكنة، عن رعاية أجداد، وأعمام، أو آلهة تكبر قوّتها وتنمو أكثر فأكثر، والله بدون شكّ هو الإله الذي بدأت قوّته تزداد في تلك الفترة.

في سيرة محمّد – لا يجب أن نقول حياته، فسيرته هي حياته – وجود أبيه عبد الله يكاد يكون مُنعَدما. والأمّ المسكينة آمنة تظهر أكثر بقليل منه ولكن بمناسبة الحديث عن مشكلة عبثيّة ومُؤْلِمة في نفس الوقت: هل أنّ مصير الآباء والأجداد الكفّار هو نار جهنّم بحكم كونهم كفّارًا بمن فيهم أولئك الذين نحبُّهم وحتّى الأم نفسها؟ غير أنّ حريّة خيال كتّاب السيرة النبويّة المُجنَّح تجعلها تموت في أقرب وقت ممكن.

إنّ الشخصيّة الأبويّة حاضرة بكلّ شدّة، ساحقة حتّى في السّياق البدوي، وذلك على الأقلّ ظاهر حتّى في تسميّة الفرد. وقد قاد هذا، بطبيعة الحال، محمّد إلى انتحال علاقات كلّها حُظوة مع إلهه، إلهٌ-أَب، مُشتري (Jupiter) [لا يفيد هنا اللجوء إلى التحاليل الفرويديّة بخصوص هذه النّقطة (6)]، وفي بعض الأحيان، في مناسبات دراميّة مثل المعارك، إلى التفَوُّه بتعاويذ وصيغ غامضة. وكمثال على ذلك ما حدث في المعركة ضدّ هوازن (غزوة حنين)، وفي لحظة حاسمة، وعندما أراد أن تنطاع له جيوشه ولكي يحظّها، قام محمّد باستخدام المشاعر القبليّة وتَحدَّى قوانين البيولوجيا حين صرخ في الجموع مناديا لمّا حَمِيَ الوطيس:

"ولقد رأيت رسول الله على بغلته البيضاء وإنّ أبا سفيان ابن الحارث آخِذ بزمامها وهو [النّبيّ] يقول: أنَا النَّبيُّ لا كَذِبْ *** أنا ابْنُ عبْدِ المُطَّلِبْ" (7).

هناك حديث يقدّم لنا كيف كان كفّار تلك الفترة ينادون محمّد: "يَقُولُ: (أنس بن مالك) بَينَمَا نَحنُ جُلُوسٌ مَعَ النبِي صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ فِي المَسجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسجِدِ ثُم عَقَلَهُ، ثُم قَالَ لَهم: أَيكُم مُحَمدٌ؟ وَالنبِي صَلى اللهُ عَلَيهِ وسَلمَ مُتكِئٌ بَينَ ظَهرَانَيهِم، فَقُلنَا: هَذَا الرجُل المُتكِئُ فَقَالَ لَهُ الرجُل: يَا ابنَ عَبدِ المُطَّلِب، فَقَالَ لَهُ النبِي صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ: قَد أَجَبتُكَ" (8).

فالأب يقع إنكاره وإنكاره مرّات ومرّات على عين الملأ من طرف إبنه. والجدّ يحصل، بعد الوفاة، على صفة الأب.

نحن هنا أمام مؤشِّرات تُظهِر الأهميّة البالغة التي يعطيها التقليد الإسلامي لشخصيّة عبد المطَّلِب، الذي يصبح أبًا لمحمّد وذلك صراحة من فم محمّد مباشرة. بشكل أعم، إنّ كلّ المصادر، الأحاديث منها وكذلك الأخبار، تقدّم عبد المطّلب بمثابة شخصيّة بالغة الشأن، في منتصف المسافة بين القصص الأسطوريّة والحقيقة المكيّة. فهو مثلا إبراهيم بالتعويض في نسخة عربيّة لقصّة التضحية بإسحاق (مُمَثَّلا هنا بابنه عبد الله)، وذلك ما يرويه ابن هشام باستفاضة، يشجِّعه في ذلك ما كان يعتقد أنّه إيحاءات قرآنيّة (9)، وتأثيرات بيبليّة حقيقيّة. كما أنّ عبد المطلب هو الذي يتولّى حفر [أو "كَشْف"، عند الطبري] بئر زمزم في الحرم المكّي (10):

"ثمّ وُلِّيَ عبد المطّلِب بن هاشم السِّقاية والرِّفادة بعد عمِّه المُطَّلِب، لإأقامها للنّاس، وأقام لقومه ما كان آباؤُه يقيمون قبله لقومهم من أمرهم، وشَرُفَ في قومه شَرَفًا لم يبلُغْهُ أحد من آبائه، وأحبَّه قومُه، وعظُم خَطَرُه فيهم (...) [وهو الذي حَفر بئر زمزم، بئر إسماعيل بن إبراهيم] فلمَّا تمادى به الحفر وَجَد فيها غَزالَيْن من ذَهَب – وهما الغزالان اللّذان دفنت جُرْهُم فيها حين خرجت من مكّة – ووجد فيها أسيافا قَلْعِيَّة وأدْراعًا (...) فضرب عَبْدُ المطَّلِب الأَسْيافَ بَابًا للكَعْبَة، وضَرَب في الباب الغزالين من ذهب، فكان أوّل ذَهَب حُلِّيَتْه الكَعْبة، فيما يزعمون..." (11).

كما أنّ عبد المُطَّلِب يتفاوض مع الغازي الحبشي أبرَهَه، ويشارك في إعادة بناء الكعبة. نعرف هذا من نصّ نادِرٍ والذي طالَهُ مقصّ الرّقابة فيما بعد لأنّه بدأ يُظْهِر شكلا من أشكال المنافسة بين عبد المطّلِب، وهو السيِّد ذو السلطة والبأس، وصانع المعجزات ذو الوَقَار، بصفة مُفْرِطة بكلّ تأكيد، وذلك عندما يضع هذا النّص عبد المطّلب في مواجهة شخصيّة محمّد النّبويّة التي لا زالت بَعدُ باهِتة المعالم:

"نا أحمد، نا يونس، عن ابن إسحاق قال: كُنت جالسًا مع أبي جعفر محمّد بن علي، فمَرَّ بنا عبد الرحمن الأعرج مولى ربيعة ابن الحارث بن عبد المطَّلِب، فدعاهُ، فجاءَهُ، فقال: يا أعرج، ما هذا الذي يُحَدِّث به أنّ عبد المطّلب هو الذي وضع حَجَر الرُّكْن في موضِعِه؟ فقال: أَصْلَحَكَ الله، حدَّثَني مَنْ سَمِع عمر بن عبد العزيز، يُحدِّثه أنّع حَدّث عن حسّان بن ثابت يقول: "حَضَرْتُ بنيان الكعبة، فكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى عبد المطّلب جالسًا على السّور شيخٌ كبيرٌ قد عصب له حاجباه، حتّى رفع إليه الرّكن، فكان هو الذي وضعه بيديه، فقال: انفذ راشدا". ثم اقبل عَلِي بن جعفر، فقال: إنْ هذا لشيء ما سمعنا به قطّ. وما وضعه إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدْهِ" (12).

الحظّ، أو التقليد الإسلامي، أراد لعبد المطّلب أن يتوفّى ومحمّد لم يتجاوز العشر سنوات [8 أو 10] (13). وهذا من شأنه أن يترك هامشا لكي يبدأ محمّد في بناء مصير له. ولكن مع ذلك، فقد استطاع التقليد ترتيب الأمور بخلق بعض المشاهد المأَثِّرة تصف النّبي القادِم وجدُّه وهما يتلاقيان، ويرى ويُلامِس أحدُهما الآخر.

هناك ما هو أكثر أهمّية من ذلك لكي نتصوَّر مدى تنفُّذ شخصيّة عبد المطّلب: فقد أخذت الوثنيّة العربيّة، دين الآباء، اسم "دين عبد المطَّلِب"، كما جاء على لسان معارِضي محمّد، على غرار ما قاله أبو جهل عندما طلب من أبي طالب: "يَا أَبَا طَالِب، تَرْغَبُ عن مِلَّة عبد المُطَّلِب؟" (14).

وعبد المطّلب هو أيضا أصل عشيرة سوف تتزايد أهمّيتها حتّى سنة 630 من الميلاد:
"لمّا قَدِمَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مكّة، اسْتَقْبله أُغَيْلِمَةٌ بَنِي عبد المُطَّلِب فَحَمَل واحِدًا بيْن يَدَيْه، والآخَرُ خَلْفَهُ" (15).

(يتبع)

_____________
الهوامش:
* هذا النّص صدر بالفرنسيّة تحت عنوان:

« AL MUTTAIB : la présence d’un dieu dans la famille de Mohomet »
Par Gilles COURTIEU
Professeur à l’Université de Lyon III

(1) أنظر متّى 1/1-17. ولكن يوجد فرقان مهمّان بين التقليدَيْن: تقليد المسيحيّين يقدّم المسيح بمثابة إتمام لشجرة النّسب، في حين يبدأ المسلمون سرد القائمة بمحمّد. ثمّ أنّ متّى 1 لا يرقى بنسب المسيح إلاّ إلى إبراهيم، وهذا في حدّ ذاته لا بأس به.
(2) سيرة ابن هشام، ج 1.
(3) الإنتقال بين الإثنين يتمّ بواسطة قصّة طرد إسماعيل الذي يُمثّل بالنّسبة للمسلمين جدَّ كلّ العرب الذين انحدروا منه مباشرة.
(4) أشهر أسطورة هي أسطورة شقّ الصّدر واستخراج العلقة السّوداء منه [= تنقيّة محمّد من كلّ ما هو دنس] "عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج ‏القلب فاستخرج منه علقة فقال: "هذا حظ الشيطان منك"، ثم غسله في طست من ذهب ‏بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئيره [حليمة المُرضِعة] -فقالوا إن ‏محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: "أرى أثر المخيط في صدره". وهذه الرواية موجودة في كلّ كتب السيرة مع تنويعات خفيفة. أنظر مقالنا حول هذا الموضوع: "قراءات أفقيّة في السيرة النبويّة"، منشور على موقع الحوار المتمدّن بتاريخ 13/12/2010.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=238153
(5) سورة الكوثر (108).
(6) بخصوص كلّ هذه المواضيع، يمكن الرجوع إلى المقالة (الصعبة) لسيغموند فرويد، مؤرِّخ الأديان الكبير، في كتابه "موسى والتوحيد".
(7) صحيح البخاري، ج 2، ص 967، طبعة دار الآفاق العربيّة، القاهرة، 2004. وفي رواية أخرى "لمّا وصل رسول الله إلى وادي حُنين، وإذا بالعدو قد سبقهم إليه، فأحاطوا بالنبي وجيشه وحملوا عليهم حملة رجل واحد، فانهزم الناس خوفاً منهم، أخذ ينادي "صلى الله عليه وآله": "أيّها الناس هلمّوا إليّ، أنا رسول الله محمّد بن عبد الله"، فلا يأتيه أحد!...". يبدو أنّ ذكر اسم "عبد الله" لا يثير أيّ حماس لدى مقاتلي محمّد ولذلك لجأ النّبيّ إلى إبراز قرابته من "عبد المطّلب".
(8) صحيح البخاري، ج 1. وجاء في "بَابُ مَنِ انتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ فِي الإِسلاَمِ وَالجَاهِلِيةِ" حديث آخر يبرز أهميّة شخصيّة عبد المطلب عند محمّد: "وَقَالَ ابنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيرَةَ، عَنِ النبِي صَلى اللهُ عَلَيهِ وسلّم: "إِن الكَرِيمَ، ابنَ الكَرِيمِ، ابنِ الكَرِيمِ، ابنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ بنِ إِبرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ وَقَالَ البَرَاءُ، عَنِ النبِي صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: أَنَا ابنُ عَبدِ المُطلِب". فمحمّد يذكر سلسلة آباء يوسف بمن فيهم أباه المباشر "يعقوب" ولكنّه لا يذكر أبدا آباه "عبد الله"!
(9) "قال ابن إسحاق: وكان عبد المطّلب بن هاشم – فيما يزعمون والله أعلم – قد نَذَر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم: لَئِنْ وُلِد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه، لَيَنْحَرَنَّ أحَدَهُم لله عند الكعبَة...". ابن هشام، ج 1، ص 174، دار الكتاب العربي، بيروت 1990. فما المقصود بـ "الله" هنا، فهل هو إله آخر غير إله محمّد أو هو نفسه. فإذا كان هو نفس الإله، فهذا يعني أنّ العرب كانوا موحِّدين مؤمنين بالله الواحد وليسوا وثنيّين، ثمّ ما معنى بعث محمّد ومغزى رسالته؟
(10) هو البئر الرئيسي لمكّة قرب الكعبة والذي هو بالتّأكيد أصل تقديس الحجيج عرب وسط الجزيرة لهذا الحرم. ولكن من المؤكّد أنّ عبد المطلب ليس هو الذي حفره.
(11) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 79-83، طبعة دار ابن حزم، بيروت، 2009.
(12) أنظر:
A. Guillaume, « New light on the life of Muhammad », Journal of Semitic Studies, Mon. 1, 1960, p. 24 fol. 33a.
وهذا الكتاب هو ترجمة للقِطَع المتبقّية من النسخة اليتيمة من مخطوطة سيرة ابن إسحاق التي عُثر عليها في مكتبة القرويّين بمدينة فاس المغربيّة سنة 1932 وحقّقها ونشرها محمّد حميد الله سنة 1976، أي بعد العثور عليها بـ 44 سنة، مع العلم أنّ ألفريد غيليوم قام بذلك منذ الستّينات. وهذا الحديث يوجد في الصفحة 188، تحت عدد 114، من هذه الطبعة.
(13) تاريخ الطبري: "فتُوُفّي عبد المطّلب بعد الفيل بثماني سنين"، ج 2، ص 277، طبعة دار المعارف.
(14) البخاري، 5/52.
(15) نفس المصدر، 7/169.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نَسَب مُحمَّد
شاكر شكور ( 2016 / 8 / 27 - 00:15 )
شكرا استاذ ناصرعلى جهودك القّيمة في الترجمة والإعداد لهذه المعلومات الثرية ، مداخلتي هي حول صحة وصول نسب محمد الى إسماعيل ، لم يتطرق القرآن الى موضوع نسب محمد رغم اهميته بخلاف انبياء بني إسرائيل الذي خص القرآن النبوة في ذريتهم {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (الجاثية 16)} ، هذا ونرى ان نسب انبياء بني إسرائيل الرئيسيين مثبت في العهد القديم والجديد في حين ان نسب محمد ثُبت فقط في الروايات والأحاديث وتجاهل القرآن ذكر ذلك ، بل القرآن نسب معرفة الأنساب الى الله وحده حسب الآية إبراهيم 9 التي تقول {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله } فمن اين جاء النسابون برواية ارتباط محمد بإسماعيل ؟ هذا وبإعتقادي ان المولود المجهول الهوية من ناحية النسب كان يطلق عليه في الجاهلية اسم عبدالله اي أحد عبيد الله ، تحياتي وأحترامي

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53