الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معادلة الديمقراطية والثقافة في وادي الرافدين

سعد العبيدي

2016 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الوحدة بآمرها: قول شائع في المؤسسة العسكرية العراقية، وبالتأكيد هو قول مأخوذ من مؤسسات عسكرية أخرى في العالم لأن البيئة العسكرية وسبل الخدمة فيها والضغوط التي تتعرض لها واحدة، وعلى نفس السياق يقال أن المؤسسة برئيسها والدولة كذلك برئيسها وعلى فقها حقيقة يمكننا القول أيضاً أن الديمقراطية بأهلها.... قول أو استنتاج يمكن اثباته بالعودة الى أصل الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم يشارك فيه المواطنون والى نتائج تطبيقها الذي يكّون في الواقع محصلة تفاعل لتطبيقات قوانينها "الديمقراطية" مع الثقافة المجتمعية وما تحويه من أعراف وتقاليد وقيم وآراء ومعتقدات، تفاعلاً ينتج نوعاً من السلوك الديمقراطي يختلف وقعه من مجتمع الى آخر، وطبيعة الاختلاف حتمية لأن القوانين ذات الصلة بها وان كانت واحدة في عموم المجتمعات لكن الاختلاف الموجود في حيثيات الثقافة للمجتمعات البشرية جعل المحصلة سلوك ديمقراطي مختلف يقترب في هذا المجتمع من التطبيقات الصحيحة لقوانينها في الحكم ويبتعد في مجتمع آخر عن الصحيح بمقادير.
انها حقيقة وقعها ملموس في مجتمعنا العراقي حيث الديمقراطية التي حلت على البلاد سريعاً دون المرور بمقتضيات النضج القيمي فأضحت محصلة تفاعل لمعادلة بات الناتج عنها "السلوك الديمقراطي" منقوص أو حتى مشوه في كثير من الأحيان.
فالبعد العشائرى المسيطر على السلوك العام مثلا بات عامل في معادلة التفاعل اذ أن الاصرار على نوع النتيجة المسبق والاعتقاد بمس الذات العشائرية، ومشاعر العداء في النفس الانسانية دفعت عشيرتي الجبور والعبيد على سبيل المثال أن تكونان طرفا في قضية وزير الدفاع ورئيس البرلمان وأثرت في تفاعلها على النتيجة.
والفزعة والتجييش كمعايير قيمة موجودة هي الأخرى والسعي لفرض المطلوب بقوة السلطة ونفوذها تقاليد ومعايير قيمية اجتماعية كانت واضحة في المعادلة ذاتها الخاصة بجلستي استجواب وزير الدفاع وسحب الثقة منه.
لقد كتب عن الجلستين وقيل أن ضغوط حصلت ومساومات تمت واستنهاضات للهمم وقعت وأصوات ارتفعت ووعود وتوسلات واجتماعات عقدت أفضت جميعها الى نتيجة لمعادلة الديمقراطية يمكن أن يستدل المتفرج على ساحتها من أن هناك تشوهات في النتيجة لا تنسجم وقوانين الديمقراطية، ويستدل أيضاً الى أن التوقيت في الحسم والقرار غير معقول والاستقواء في الخارج غير معقول والخطأ المرتكب مع الجهد المبذول لا يرقيان الى النتيجة بشكل معقول. نتيجة لو افترضنا واقعتها قد حصلت في دولة أخرى ثقافتها مختلفة ستكون أقلها الاطاحة بنصف أعضاء البرلمان.
لكننا هنا وفي ثقافتنا السائدة هنا هذه هي النتيجة المتوقعة التي ستمر على عقولنا سريعاً، وسننساها سريعا، وسننتج غيرها أقوى منها أثراً، وسنستمر هكذا في ديمقراطية تعد عرجاء، أثرها السلبي على الانسان وعلى مستقبل البلاد يفوق الآثار التي تتركها أشكال الحكم الأخرى، والى أن نصحوا ونتعلم من أخطائنا ونتجاوز مثالب ثقافتنا الي جعلتها ثقافة لم تعد تنفع هذا الزمان سنكون كمن يسير في حقل ألغام لا يدرك اللحظة التي ينفجر فيها لغم ليقتله أو يحدث فيه عاهة يكون فيها عالة على أهل البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل