الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن هوية ام انتماء

احمد جبار غرب

2016 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هذا السؤال يثير اشكالية فكرية كبيرة بين الباحثين والمراقبين والحقيقة ان الوطن اسمى كثيرا من ان نضعه في مقاييس نصنعها بأنفسنا ,الوطن هو الحاضنة الاولى للإنسان بعد مخاضه الاول في صيرورته الاولى بعد ولادته ,بصيص النور الاول والتقاط الصور الاولى من مشاهد كثيرة تعيشها الذات وهذه العلاقة ترتبت عليها تساؤلات فلسفية كثيرة كيف لنا ان نعرف الوطن هل هو المكان الذي يؤوينا ؟او مجموعة من الافراد نسكن معهم في بقعة ومساحة تحمل تبعات التاريخ والتراث والمشتركات التي نتقاسمها ,هل البيت وطن صغير يحنو علينا في الملمات ؟ لاشك ان التصاق الانسان بالمكان الكبير ماديا ومعنويا هو ما يعطينا تفسيرا جليا لمعنى الوطن فالذاكرة ومخزونها وكم الحوادث التي نتفاعل معها هي جزء من وطن خزن في الذاكرة والوطن مجموعة من المشاعر والأحاسيس والحوادث التاريخية ومجموعة العلاقات الاجتماعية التي تتطبع فيها نفوسنا وهذا الهوى والتعاطف له اصول مادية وروحية مكتنزة في داخلنا وفي علاقتنا مع كل ما يحيط بنا نحتاج لمعرفة الاشياء وتحديدها وتكوينها وألا اصبحت مبهمة ولذلك اوجد الانسان الاسم لكل الاشياء لكي يحدد ملامحها وهويتها حتى لا نخضع للارتباك والتخبط بين الاشياء وعليه فان الوطن هو اكثر من هوية بل هو انتماء وجذور نتعلق بها وفي عالمنا المليء بالصراعات نتيجة التطور الحضاري وتضارب المصالح والإيديولوجيات الفكرية اصبح مفهوم الهوية هو الطاغي وهو المتوغل لكن هذا لا يمنع من التبشير بالسمة الانسانية للهويات اذا كانت منفتحة ومستوعبة للفهم الحضاري الانساني الراقي لكن للأسف الشديد اصبحت الهوية في وقتنا الراهن مبعث قلق وتشاؤم لان التمسك بها يفضي الى الانغلاق والتعصب والى منفذ اخر من الصراع وما يعرف بصراع الهويات العرقية والاثنية المنبثقة من الهوية الرئيسية وتلك اسوء انواع الصراع لأنها تؤدي الى الازاحة والى الصدام المستمر مع الاخر وكما يحدث في الحروب الاهلية بتغليب جنس على اخر او قومية على اخرى او طائفة على اخرى وينعدم الحس بالأمان والاستقرار لذلك الوطن هو انا وأنت و الاخر ومعنا الانسانية لا يمكن لوطن ان يكون وحيدا في علاقاته وفي تكوينه انما تتداخل كل المشتركات والقواسم لتصنع منه وطنا والذين هربو من اوطانهم الحقيقية لظروف قهرية والتجؤا الى امكنة اخرى بعيدة يكون انتماؤهم وإخلاصهم لوطنهم الجديد الذي منحهم دفئا وحنوا من نوع آخر لكن تبقى مشاعرهم واحساسيهم تصبوا نحو وطنهم القديم الى ذاكرة الامكنة والأحداث التي عايشوها سابقا ويشتد الحنين والشوق والانفعال العاطفي الى تلك البقعة والمساحة التي تسمى الوطن بين الفينة والأخرى ويقول الكاتب والطبيب الامريكي اوليفر وندل هولمز في هذا الصدد(الوطن هو المكان الذي نحبه,فهو المكان الذي قد تغادره اقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا