الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لزواج القاصرات

طوني سماحة

2016 / 8 / 30
حقوق الاطفال والشبيبة


قرأت الأسبوع الماضي ان رجل الدين محمد كريم، ابن الستين عاما، تزوج طفلة في السادسة من عمرها في مقاطعة غور الأفغانية. وفي أخبار اليوم، أن رجلا أفغانيا وافق على بيع ابنته ذات الأعوام الستة الى رجل دين أفغاني، اسمه سيد عبد الكريم، يبلغ خمسة وخمسين عاما مقابل بعض رؤوس الماعز والمواد الغذائية مثل الشاي والسكر والزيت. ذكر خبر الأسبوع الماضي أن رجل الدين ادعى ان أهل الفتاة قدموها له بمثابة هبة دينية. أهل الفتاة ادعوا ان الرجل اختطفها. في خبر اليوم، قرأت ان والد الفتاة زوّجها لرجل الدين بسبب عدم قدرته على اعالة اسرتها وان الزوج تعهد بعدم المساس بالفتاة حتى تبلغ عامها السابع عشر. عندما اقتاد العريس عروسه الى بيت قريب له لتمضية الليل عنده، لاحظ المضيف ان الضيف يتعرى امام الفتاة مما دعاه للإبلاغ عنه. أظهر شريط فيديو مصور على موقع rt.com الفتاة وهي تبكي فيما تقوم بعض النسوة باحتضانها. أما العريس فقد ظهر وهو يتحاشى إحدى النساء التي رفعت يدها عليه بغاية الضرب.

لست أدري إن كنا بصدد قصتين مختلفتين تشابهت تفاصيلهما أم أننا بصدد قصة واحدة اختلف سردها، لكن الثابت في الأمر أن العالمين العربي والإسلامي خاصة، والعالم الثالث عامة، يعانون من إحدى أكبر الجرائم بحق الطفولة ألا وهي ما يعرف بزواج القاصرات. عام 2013، انشغل العالم بقصة ندى الاهدل، الفتاة اليمنية ابنة الأحد عشر عاما. هربت ندى من بيت والديها بعدما قررا تزويجها لرجل يكبرها بعقود مقابل المال أو ما يعرف بالمال. التجأت ندى الى عمها الذي أنقذها من مصيرها الأسود وكررت لدى ظهورها الإعلامي المتكرر عبارة " أفضل الموت على الزواج". في تلك الحقبة ارتفعت بعض الأصوات لتعلن ان قصة الاهدل مدبرة وملفقة إعلاميا، لنكون بذلك قد رمينا مشاكلنا في سلة المؤامرة.


القصة أعلاه ليست استثناء في العالمين العربي والإسلامي، بل هي مأساة تتكرر كل يوم من أفغانستان وباكستان الى اليمن والصومال وغيرها. خرجت الكثير من الفتيات على الفضائيات لتخبرن عن مآسيهن وما تزال المجتمعات المدنية والحكومات تغط في نوم عميق. كلنا تتبعنا أخبار ملالا يوسوفزي التي تعرضت لمحاولة قتل لمجرد أنها لم تنصع لرغبة طالبان الباكستانية في حظر تعليم الفتيات. زد على ذلك ما نسمعه عن جرائم داعش بحق الطفولة.

حتى متى نستمر باغتصاب الطفولة واغتيالها؟ بناتنا لسن لعبة جنسية لنا نحن الرجال الناضجين. هن فلذة أكبادنا، هن زوجات أبنائنا. هن الملاك الذي يهتم بنا في شيخوختنا. هن النصف الذي يكمّل مجتمعنا، بل هن القاعدة التي يرتكز عليها هذا المجتمع وبقدر ما نحترمهن ونقدرهن بقدر ما نبني مجتمعا ناجحا.

تتحمل حكوماتنا ومجتمعاتنا المدنية والروحية مسؤولية كبرى في تردي أوضاع الطفولة. لا تتسع الطفولة للزواج، إنما ميدان الطفولة هو اللعب والرسم والقراءة والكتابة والحلم. أعطوا أطفالكم قلما وورقة. ابنوا لهم مدرسة. عمّروا لهم مكتبات تغذي عقولهم الطرية. أنشئوا لهم مسابح وملاعب. أقيموا لهم النوادي. أطلقوا العنان لخيالهم الخصب. شجعوهم ليكونوا مبدعين وخلاقين.

أتمنى أن تعلو الأصوات في عالمنا الثالث (والذي في الكثير من الأحيان لم يرتق حتى الى مرتبة العاشر) لحظر جرائم زواج القاصرات. أتمنى أن يستيقظ الآباء والامهات من سباتهم. أتمنى أن نرى في أطفالنا المستقبل المشرق وليس مجرد آنية نفرغ فيها شهواتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أم أننا بصدد قصة واحدة
هانى شاكر ( 2016 / 8 / 31 - 11:01 )

أم أننا بصدد قصة واحدة
________________


توته توته ... نسمع ألحدوته
حكاية قديمة .. وِسْخَه و ممقوته
لكن فى شرعهم .. حلال و مظبوطه
ألديك ألكبير .. زنق لُه ... كتكوته

و عجبى

....


2 - أم أننا بصدد قصة واحدة
طوني سماحة ( 2016 / 8 / 31 - 17:54 )
شكرا أستاذ هاني شاكر على المرور والتعليق ولك مني كل احترام

اخر الافلام

.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


.. اعتقال مؤيدين لفلسطين في جامعة ييل




.. الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟ • فرانس 24


.. وكالة الأونروا.. ضغوط إسرائيلية وغربية تهدد مصيرها




.. آلاف المهاجرين في بريطانيا يخشون الترحيل إلى رواندا