الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا: الجدل حول -البوركيني- هجوم عنصري آخر

التيار الماركسي الأممي

2016 / 8 / 31
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



جريدة الثورة – الفرع الفرنسي للتيار الماركسي الأممي


هذا الصيف، ركزت وسائل الإعلام اهتمامها بشكل مبالغ فيه على مسألة قرار العديد من رؤساء البلديات المنتمين للحزب الجمهوري وأيضا المنتمين للحزب الاشتراكي (بدعم من فالس ووزراء آخرين)، بحظر ارتداء ثوب يسمى البوركيني في الشواطئ. ويأتي هذا القرار وسط مناخ عام من الدعاية العنصرية ضد المهاجرين عموما وضد المسلمين على وجه الخصوص، خاصة بعد موجة الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا. ويتهم هؤلاء بأنهم يتبنون إسلاما عنيفا يتعارض مع "مبادئ الجمهورية"، هذا إذا لم يتم ربطهم ببساطة بالأعمال الإرهابية التي تتبناها داعش. وهكذا يعمل السياسيون ووسائل الإعلام على خلط الإسلام والأصولية والهجرة والإرهاب، متناسين عن عمد أن الإرهابيين يضربون دون تمييز على أساس لون البشرة أو الدين.

النساء اللواتي يرتدين البوركيني (وضمنيا كذلك تلك اللواتي يرتدين الحجاب أو الملابس المشابهة الأخرى) متهمات بالتسبب في الإخلال بالنظام العام وتهديد السلامة العامة، وبأنهن حاملات لواء عقيدة سياسية مدمرة مرتبطة بالإرهاب الإسلامي.

في وسائل الإعلام يعمل السياسيون والصحفيون والفلاسفة على إدانة العنف الذي تعنيه هذه الملابس ضد المرأة. في حين تتعرض 75000 امرأة على الأقل للاغتصاب في فرنسا كل عام وتموت امرأة كل ثلاثة أيام على يد شريكها، وكل هذا في ظل لامبالاة شبه كاملة، كما أن الحق في الحصول على الإجهاض يتعرض للضرب بسبب سياسات التقشف وما تزال النساء تتلقين أجورا أقل من الرجال، لكن فجأة اكتشف السياسيون شغفهم بحقوق النساء وصاروا أبطال الدفاع عن الحريات عن طريق اتخاذ تدابير زجرية بخصوص... كيف يمكن للمرأة أن ترتدي لباسها.

من الواضح أن جميع هؤلاء الأشخاص لا يشعرون بالقلق إزاء محنة النساء إلا عندما يناسبهم ذلك، أي عندما يمكنهم ذلك من توجيه المزيد من التهم للسكان المسلمين. إن تطبيق هذه التدابير لن يكون لها في الواقع من تأثير سوى السماح للشرطة بإذلال النساء بإجبارهن على خلع ملابسهن.

إن التركيز على مسألة ارتداء بعض النساء لهذا الزي (وقد اعترف أحد رؤساء البلديات المؤيدين لهذا القرار أنه لم يلاحظ وجود أي امرأة ترتدي البوركيني في شواطئ المدينة) الهدف منه هو الدخول في حرب مزايدة على الهوية، للمزيد من تقسيم صفوف العمال وصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وراء الحجج الزائفة والدفاع المنافق عن العلمانية والمساواة بين الرجال والنساء، الرسالة الموجهة إلى السكان المسلمين، الذين ينحدرون غالبا من المستعمرات الفرنسية السابقة، رسالة واضحة: إنكم لستم مواطنين مثل الآخرين، ونحن لا نريدكم في فرنسا. وإذا كان هذا الجدل يستهدف على وجه التحديد البوركيني فإن المستهدف في الواقع هو كل السلوكيات التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بممارسة الإسلام. وهكذا على المسلمين في فرنسا أن يختفوا كما أعرب عن ذلك شوفينمان (Chevènement) بوضوح.

إن الأزمة البنيوية للرأسمالية على الصعيد العالمي تدفع الطبقة الحاكمة لإلهاء الجماهير عن النضال الطبقي الذي يتصاعد. وينبغي على الحركة العمالية ومناضليها أن يكونوا على حذر بشكل خاص لكي لا يقعوا في الفخاخ التي تنصبها لنا البرجوازية وخدامها. وهذا يصدق بشكل خاص عندما تشن هجماتها العنصرية والمعادية للإسلام وراء ستار الدفاع عن العلمانية والتلاعب المنافق بحقوق النساء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشويه الحقائق عمدا
عبد القادر أنيس ( 2016 / 8 / 31 - 10:57 )
من قبيل تشويه الحقائق ربط العنف ضد النساء بما أسميتموه (الأزمة البنيوية للرأسمالية على الصعيد العالمي)
في الصين التي يقودها أكبر حزب شيوعي في العالم (80 مليون مناضل)، تتعرض امرأة من بين كل أربع نساء للعنف الزوجي. يتم هذا في غياب أي قانون يحمي النساء عكس ما هو في فرنسا.
حقوق النساء أفضل في البلدان الرأسمالية المتطورة منها في أي بلد آخر . على الأقل في البلدان الديمقراطية هناك قوانين في صالح النساء خاصة تلك التي تمكن الجميع من التنظيم والدفاع عن الحقوق.
القول بأن هذا العنف في فرنسا يتم في(ظل لامبالاة شبه كاملة) قول مغرض ويشوه الحقائق.
هنناك تشويه للحقائق في قولكم: (في حين تتعرض 75000 امرأة على الأقل للاغتصاب في فرنسا)
هذا الرقم قُدِّم كرقم تقديري، بينما الإحصائيات تعطي رقم 26.783 في 2012، ، (وهذا رقم ليس بالهين) لكن الظاهرة لا علاقة لها بالرأسمالية، بل هي راجعة أصلا إلى مستوى التمدن عند الناس في جميع العصور وبينما العنف اعتبر في الأديان حق للرجال على نسائهم، فهو اليوم تعبير عن تأخر الرجال في تقبل الحقوق الجديدة التي نالتها النساء، خاصة الأوغاد منهم


2 - الحجاب لباس عنصرى
emad.emad ( 2016 / 9 / 1 - 15:01 )
الحجاب لباس عنصرى الغرض منه اظهار الهويه الدنيه لمن ترديه
وهذا نوع من انواع التمييز
وكل هذه الدول ترفض التمييز
لهذا يجب منع الزى الاسلامى من كل البلاد

اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس