الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول - مبادئ واساليب القيادة الشيوعية- لمنصور حكمت.

فلاح علوان

2016 / 9 / 9
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


ان النص المعنون "مباديء واساليب القيادة الشيوعية" يعود للعام 1985، وان كاتبه قد رحل عام 2002 ولكن هذا النص يعاد نشره وتعميمه باللغة العربية باستمرار، باعتباره وثيقة ما زالت نافذة او اساسية. لهذا وجدت ان ابدي بعض الملاحظات التي لمستها من خلال اعادة قراءته.
ان القسم الاول من الطرح والمعروض تحت عنوان " الاسس الايديولوجية والمنهجية للقيادة الشيوعية". يتعلق باساسيات ومبادئ، ولكن عرضه بهذه الصورة يثير العديد من الاسئلة.
ان هذا الطرح موجه الى قيادة منظمة شيوعية كما يرد في النص، ومن غير الواضح هل ان هذا الطرح موجه الى قيادة بعينها على ضوء معطيات وممارسات؟ ام هي مواصفات ومتطلبات القيادة النموذجية او الناجحة؟
ان السؤال يبرز بعد توجيه العديد من المفاهيم العامة والاساسية بصيغة وصايا او تعاليم يجري اقرارها كوثيقة حزبية؛ كيف امكن قيام منظمة شيوعية ووصول قيادة على رأسها قبل ان يجري فهم او تبني مهام ورد بعضها في البيان الشيوعي عام 1848؟
ان ما يستطيع المرء استنتاجه هنا، هو ان هناك جمع يراد له ان يكون قيادة في الوقت الذي لم يدرك بعد اساسيات الماركسية، وهذا تناقض واضح، اذ ان هذا سيقود الى الاستنتاج بان هذه القيادة المفترضة ولدت خارج الصراع السياسي وبعيدا عن اي ارتباط بالمجتمع والطبقة التي تدعي تمثيلها.

ورد في الفقرة الاولى:
(أ/ تعتبر القيادة الشيوعية، كمهمتها، قيادة النضال الطبقي للبروليتاريا، بوصفها طبقة عالمية، وفي كل مراحل ذلك النضال وجوانبه.)
ان قيادة نضال البروليتاريا الطبقي هي مهمة الحزب السياسي للطبقة ويجري عادة تحديد هذه المهمة في البرنامج، وبالتالي فانها ليست مهمة استثناية او تكليف لجمع من القادة والنشطاء. وفيما يخص الشطر الثاني " بوصفها طبقة عالمية" فانه غير مترابط مع الاول، اذ ان تأمين قيادة لنضال البروليتاريا يتطلبه موقعها الطبقي اولا، اما عالميتها فهي نتاج سيادة واتساع النظام الراسمالي عالميا. ان عالمية الطبقة العاملة قادت الى تشكيل امميات تتألف من الاحزاب المحلية. اذن فان ورود صفة العالمية هنا لا يفيد في تحديد مهام القيادة.
ثم يكمل.
وعلى هذا الاساس:
(اولاً، لاتلجأ الى تحديد افق عملها السياسي ومهامها تحت وطأة الحاجات والمستلزمات المرحلية، وتأخذ في كل آن وحين مجمل نضال البروليتاريا ضد البرجوازية ومهامها بنظر الاعتبار؛ وتسعى للاجابة على المسائل المتنوعة لهذا النضال بابعاده السياسية والاقتصادية والايديولوجية.)
ان تحديد افق العمل السياسي هو ليس لجوء تحت ظروف معينة او خيار هذه القيادة او تلك، انه منهج. وبالنسبة للتحديد المثبت الوارد في المقطع الثاني،" وتأخذ في كل آن وحين مجمل نضال البروليتاريا ضد البرجوازية ومهامها بنظر الاعتبار"؛ القسم الاول من العبارة وارد في البيان الشيوعي بصيغة اكثر تحديدا ووضوحا، وحين يضاف له التعبير الغريب " تأخذ بنظر الاعتبار" فانه يضع المهمة تحت السؤال. اذ يفترض بالعبارة ان تكون حسما وردا على ما نهى عنه المقطع الاول. ان تعبير "بنظر الاعتبار" هو ترك المهمة شبه اختيارية او لايترتب عليها اي اجراء سياسي. في حين ان النص في البيان الشيوعي " يضع الشيوعيون في المقدمة ويبرزون المصالح المستقلة عن الجنسية والعامة الشاملة لمجموع البروليتاريا". ان الوثيقة بصورتها المعروضة تشوه مفاهيم البيان الشيوعي الواضحة.
الخلاصة ان المقطع وارد بصورة اوضح واكثر تحديدا في البيان الشيوعي وفي الادبيات الماركسية، وهي مقولات برنامجية وليست مهام للقيادة يجري توجيهها لاحقا.
(ثانياً، ولذلك، تستند تماماً الى المباديء النظرية والعملية للايديولوجيا الثورية لطبقتها، اي الماركسية الثورية. يجب ان تعتبر المباديء الماركسية حول النضال الطبقي مبادئاً عملية، موجبة التنفيذ ومؤثرة. تقف القيادة الشيوعية بحزم بوجه كل تيار وميل يدعوان او يعظان بالتخلي عن هذه المباديء اوتناسيها مؤقتاً بحجة الخصائص المرحلية لهذه المرحلة من الحركة العملية او تلك.)
نفس اللبس، ان السطر الاول لا يمكن ان يوجه للقيادة كتلقين او توجيه، اذ كيف يمكن ان تكون هناك قيادة انبثقت عن منظمة او حزب، دون ان يكون هناك برنامج جرى تبنيه، وهو الذي يضع الاطار النظري والفكري للمنظمة. ومن جانب اخر، فان عبارة " مبادئ ماركسية موجبة التنفيذ" مهما كانت نية الكاتب، يعطي انطباعا بأن هناك وصفة وتعاليم موضوعة مسبقا، وهذا يتعارض مع الماركسية اصلا، ما لم تكن الترجمة قد تسببت في تشويه المعنى.
العبارة الاخيرة خاطئة. كيف امكن ان تتشكل قيادة قبل ان تتفق على " مبادئ" وكيف ترد هذه المبادئ ان لم ترد في برنامج؟ كيف ولدت القيادة ان لم يكن هناك حزب قائم على مجموعة قواعد واسس؟ ثم ان خلاف القيادات دوما هو حول تاكتيك انجاز الاهداف، اي السياسة وليس المبادئ العامة، ان "الجميع" يمكنه ان يتحدث باسم المبادئ. قام ستالين بأسم البلشفية والمبادئ بتصفية غالبية القيادة البلشفية، وبأسم حكمت والحكمتية انشطر الحزب الشيوعي العمالي الايراني الى 4 اقسام وجميع الفرقاء تقريبا، يتحدثون عن المبادئ والتمثيل الرسمي للمبادئ.
(رابعاً، لاتعتبر القيادة الشيوعية احراز التقدم او الظفر في هذا الميدان المحدد للنضال الطبقي او ذاك انتهاء لمهامها، بل تصبوا الى تحقيق برنامجها الشيوعي تجاه الراسمالية ونظامها العالمي. وعلى هذا الصعيد، انها لمهمة القيادة الشيوعية تعريف الناشطين الحزبيين وطليعيي وجماهير الطبقة العاملة في كل مرحلة من مراحل الحركة العملية الطبقية، ضرورة واساليب وادامة وتوسيع وتكامل تلك الحركة، وتعدهم لاحراز التقدم اللاحق. ان بامكان قيادة مؤمنة بالشيوعية والاممية فحسب تامين قيادة شيوعية مبدئية في المراحل المختلفة للنضال الطبقي.)
هذه مقولات برنامجية وتكرار، وهي ليست مهام خاصة بالقيادة، انها مهمة الحزب السياسي ان يضع الاهداف النهائية والسياسات المرحلية.
المقطع الثاني غير مبرر، "انها لمهمة القيادة الشيوعية تعريف الناشطين الحزبيين وطليعيي وجماهير الطبقة العاملة في كل مرحلة من مراحل الحركة العملية الطبقية، ضرورة واساليب وادامة وتوسيع وتكامل تلك الحركة، وتعدهم لاحراز التقدم اللاحق".
ان مهمة القيادة هي بناء الجهاز الحزبي، بما فيه مؤسسات التثقيف والاعداد النظري، وبالنسبة للناشطين الحزبيين فانهم يعملون في لجان وخلايا، في حين يبدو هذا الطرح موجها للافراد وللحلقات ما قبل الحزبية. وفيما يخص المنظمات فان هذه الاسس يجب ان تكون محسومة في برامج المنظمات وفي لوائحها.
(ب/ ان حزم القيادة الشيوعية ناجم عن الفهم الماركسي لعلاقة النظرية بالممارسة وتحيزها الايديولوجي. ان القيادة الشيوعية تعد نفسها ملزمة بالارشاد الدائمي للحركة والتنظيمات الحزبية واحباط مجمل التيارات والسياسات غير البروليتارية في الحركة العمالية والشيوعية. لهذا، انها مسؤولة عن اتخاذ قرار فوري وحاسم تجاه كل المعوقات والمسائل التي تعترض تقدم الحركة الطبقية والنضال الطبقي على اساس فهمها الايديولوجي لاهداف وحاجات الحركة النضالية للطبقة العاملة واستناداً الى تحليل محدد للاوضاع.)
هذه الفقرة تنطوي على التباس وانتقائية، ان الحزم ياتي من الايمان بمنهج وتبنيه ووضع سياسات عملية واضحة على اساسه. يمكن ان يفهم البرجوازي علاقة "النظرية بالممارسة"، ولكن لا يعني تبنيه سياسه اشتراكية. لم يرد في التوجيهات تبني سياسة شيوعية او سياسة اشتراكية.
هذا من جانب ومن جانب اخر فان النظرية هي ليست معطى نهائي ووصفة او مخطط وضعه مهندس ثم يصار الى مقارنته مع المنجز. نحن اليوم بحاجة الى نظرية، وكل حدث تاريخي يمس حياة ونضال الطبقة العاملة ويمس حياة المجتمع هو بحاجة الى فهم نظري، اي الى نظرية وستكون هناك العديد من الممارسات، على ضوء التاكتيك المبني على اساس نظرية بعينها.
توصية القيادة "بالوقوف بوجه التيارات" ولكن القيادة نفسها هي تيارات، والشواهد التاريخية عديدة على ان اغلب الانحرافات تأتي بعد التمسك الحرفي بالنصوص والشعارات والمقولات، الفروق الجوهرية بين التيارات تتبدى في السياسة، وهنا لن تنفع الوصايا والتعليمات. ان حزم القيادة هو صياغة النظرية التي تعبر عن فهم ديالكتيكي علمي، وانجاز البراكتيك على ضوء النظرية.
( انها – اي القيادة- مسؤولة عن اتخاذ قرار فوري وحاسم تجاه كل المعوقات والمسائل التي تعترض تقدم الحركة الطبقية والنضال الطبقي) ما معنى هذا الكلام؟ ان البرجوازية تعترض التقدم يوميا بل في كل لحظة، ان سياسة المنظمة هي المواجهة الدائمة بوجه هذه المعوقات المتواصلة، والتي لاتتوقف حتى بانهيار سلطة البرجوازية. كما ان الوقوف بوجه ما يعترض تقدم الحركة، لا يمكن حسمه بقرار، انه يتطلب سياسة طبقية وانجاز هذه السياسة، وهذا يختلف عن القرار، هذه الدقة مطلوبة ما دمنا بصدد توجيه تعليمات.

(ان القيادة الشيوعية هي قيادة سياسية قبل كل شيء، ليست قيادة نظرية محض. ان المعرفة النظرية لمسائل النضال الطبقي هو معرفة نسبية دوماً. بيد ان النضال العملي يستلزم قرارات حازمة ورصينة. وعليه، ان القيادة الشيوعية، وضمن سعيها للارتقاء الدائم بمعرفتها النظرية، ان تتخذ القرارات الحاسمة وتنفيذها كل لحظة تجاه اي معضلة ومسالة للحركة الطبقية على اساس ايديولوجي راسخ ومتين واستناداً الى المباديء الاساسية للماركسية الثورية واهدافها وكذلك استناداً الى تحليلها للمستلزمات المحددة للنضال الطبقي والثوري.)
هذه العبارة حافلة بالالتباسات والاخطاء.
ان وضع تحديد ضمني على القيادة النظرية المحض، ثم الاستدراك بنسبية المعرفة ووضع كل هذا في تقابل مع النضال العملي الذي يصفه بانه يستلزم قرارات حازمة ورصينة، امر بحاجة الى الاثبات. لا يتعارض الحزم في القرارات مع القدرة النظرية، ولا مع نسبية المعارف قطعا، ان الحزم يتعلق بتبني سياسة طبقية تستند الى المنهج الماركسي، مهما بلغت درجة تطور المنظمة وحضورها السياسي. والعبارة اجمالا تتناقض كليا مع الشطر الاخير من العبارة الذي يناقض البداية. فبعد وضع التحديدات على الجهد النظري المحض يعود للتحدث عن التحليلات والمبادئ والاسس الماركسية.
ان تعبير "ان القيادة الشيوعية، وضمن سعيها للارتقاء الدائم بمعرفتها النظرية، ان تتخذ القرارات الحاسمة" هي غير صحيحة، فالقيادة تتخذ القرارات الحاسمة للاجابة على متطلبات معضلة سياسية او وضع ملموس بعينه، وليس ضمن سعيها للارتقاء بمعرفتها النظرية. ان وضع تعبير الارتقاء بالمعرفة النظرية، لا يعزز المفهوم ولا يقدم توضيح حول المسائل لملحة التي تواجهها القيادة وكيف تتصدى لها.
ان هناك العديد من النقاط التي يجب صياغتها بصورة ادق لتكون مرشدا ودليلا، وقد اكتفيت بنقاط عامة من القسم الاول من الطرح، لانه يتضمن مسائل اساسية في الماركسية.
اما القسم الثاني من البحث (الاساليب والادوات الرئيسية الخاصة بالقيادة) فهو توجيهات عامة للتنظيمات، يمكن مناقشتها في مناسبة اخرى.

6-9-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز