الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة / أنا أرفض...

عبد المجيد طعام

2016 / 9 / 15
الادب والفن


" أكره الضحايا الذين يحترمون جلاديهم.." جان بول سارتر
أَحَسّ بارتباك شديد و هو يستعد لإلقاء كلمته أمام الحضور الغفير و أعضاء المجلس لكنه تماسك نفســـه و استعان بما تبقى له من قوة و تجربة في التدريس ، أخرج الورقة من جيبه و فتحها بين يديه، ضرب على الميكروفون بأصبعه ضربات خفيفة كسر بها صمتا ممزوجا بحالة الترقب و الانتظار. أحس أنه استعد بما فيه الكفاية و قال: " معذرة ، سيداتي سادتي ، لن أقرأ ما طلب مني أن أقرأه أمامكم ..." رمى الورقة أمامه فالتهبت القاعة الفسيحة بالترقب و التوجس، سال عرق بارد من أجساد أعضاء المجلس ، لكنه سرعان ما وضع حدا لحالة الترقب حين قال :" سأقرأ عليكم ، أيها الحضور الكريم ما حفرته سنوات السجن في ذاكرتي ، سأقرأ عليكم بعض عبارات القهر و العنف التي كتبها الجلادون على جسدي... و أعلن أمامكم منذ البداية : أنا أرفض..."
طيلة سنوات اعتقاله سكنه سؤال واحد و أوحد " : لماذا ؟؟ " لم يفهم أبدا لماذا اقتاده أولائك الغرباء إلى المعتقل ..و لم يفهم لماذا تم ترحيله بين معتقلات لا يعرف طريقا لها ..لم يفهم ..لماذا..تعرض لأنـواع من فنون التعذيب ...لم يكن قادرا على منحهم أجوبة لأسئلتهم العنيفة ، الغريبة...لم يكن يعرف ماذا يقولون و ماذا يريدون....
كعادته حمل محفظته صباح ذلك اليوم ولم ينس أن يمطر زوجته بوابل من القبلات المشبعة بالحـــب نظر في عيون طفليه التوأمين الذين أحبهما و أحاطهما بحنان متدفق . وصل ذلك اليوم إلى القسم متأخرا ببضع دقائق و شعر بخجل كبير أمام تلاميذه ،لم يتعود على الوصول متأخرا ، كالعادة استأثر به البريق الذي يشع من عيون تلاميذه ..كالعادة حضر تلاميذ من أقسام أخرى و جلس بعضهم على الأرض لأن المقاعد فشلت في أن تحتضن الجميع. كان زملاؤه في الثانوية ينظرون إليه باستغراب و غيرة أحيانا كثيرة ، و اتهمه البعض بأنه أفسد سلوك التلاميذ حيث أصبحوا أكثر تحفزا على طرح الأسئلة المحرجة ....لم يكن "سي المصباحي " أستاذ الفلسفة يبالي بما يقوله الآخرون و لم يكن يشعر بالتعب ، و لم يتأفف أبدا من أعباء القسم بل كان يشعر بسعادة لن يعرفها زملاؤه ، كان يعشق البريق الذي يشع من أعين تلاميذه لكن ما وقع ذلك اليوم دمر أشياء كثيرة في حياته ... كان اليوم خميسا عندما سمع قرعا غير معهود على باب قسمه، استأذن تلاميذه ، فتح الباب ووجد أمامه رجلين ، عاجله أحدهما بالسؤال : " السي المصباحي ؟ هل يمكن أن تأتي معنا ؟...سنأخذ من وقتك دقائق قليلة ..اترك محفظتك على المكتب ...ستعود إلى تلاميذك بعد لحظات "
طال الغياب و لم يعد بعد " سي المصباحي " إلى قسمه ، اشتاق إلى البريق الذي كان يسري في أوصاله اشتاق إلى محفظته ، و اشتاق أكثر إلى زوجته و طفليه ...نقلوّه من معتقل سري إلى آخر ، مارسوا عليه ساديتهم و خضع لأيام و ليال للاستنطاق ، لم يكن قادرا على أن يمنحهم ما يريدون من معلومات عن خلايا سرية لا يعرفها ، كان يردد كلما سمحوا له بالكلام : " أنا أستاذ فلسفة ، أعشق البريق الذي يشع من أعين تلاميذي ...عملت بجد كي لا ينطفئ البريق في أعينهم و قلوبهم ، احتضنته ليزيد إشعاعا و كلما زاد توهجا ، توهج الأمل فينا جميعا و آمنا أكثر بالمستقبل .."
كان الجلادون ينظرون إليه بكثير من الريبة ، لم يفهموا أبدا ماذا كان يقول فكتبوا على محضر الاستنطاق " سري و عاجل : المدعو المصباحي رجل خطير ،يشكل تهديدا كبيرا على أمن الدولـــــــة و استقرارها " أحيل الملف جاهزا على المحكمة و في جلسة استثنائية مغلقة حكموا عليه بالسجن المؤبد...
لا زال طنين مطرقة القاضي حين نطق بالحكم يدوي في أذنيّ " السي المصباحي" و قد اختلط بأزيز الميكروفون الذي لم يمنعه من مخاطبة الجميع : " أنا أرفض أن أتصالح مع جلادي... أتريدون أن تعرفوا لماذا... ؟؟؟" اختلط الصمت بالعرق و فقد أعضاء المجلس كل حيلة لثنيه عن الكلام " أنا أرفض أن أتصالح مع جلادي ........لأنه مارس عليّ ساديته و انتهك عرضي ....... اغتصبني في حلــــــــمي و يقظتي.....و هو الآن يغتصب كل الشعب ،بعد أن فصلوا له حزبا على مقاسه..."
كانت سنوات الاعتقال الطويلة قاسية أشياء كثيرة غابت عن " السي المصباحي" لم يعد يفهم ما يقع داخل أسوار المعتقل و لا خارجها ، أثار انتباهه تزايد عدد السجناء الملتحين بألبستهم الغريبة ، استطاعوا أن يفرضوا قوانينهم داخل السجن و ألزموا المعتقلين بأداء الصلوات الخمسة جماعة كما غيروا كل معالم الخزانة حيث اختفت كل الكتب الفكرية التي ناضل مثقفون و مفكرون من أجل توفيرها و عوضوها بالكتب الفقهية..و أهوال القبور و تفسير الأحلام...أشياء كثيرة تغيرت...اختفت حلقات النقاش و متعة الأسئلة الحرجة و حلت محلها دروس الوعظ و الإرشاد التي كان يلقيها داعية يعرف باسم " أبو الدرداء" ،شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره، يملك كافة الأجوبة لكل الإشكالات الممكنة و غير الممكنة فقهية ،سياسية ، اجتماعية ،اقتصادية ،نفسية ، تربوية ، تعليمية..... و كان يلخص كل مشروعه المجتمعي في جملة جد مختصرة : " الإسلام هو الحل " .
آمن و التزم المعتقلون بما كان يردده" أبو الدرداء" في دروسه الوعظية، لكن ما أثار استغراب " السي المصباحي" أن الكثير من مريدي أبي الدرداء سرعان ما كانوا يعودون إلى السجن إما في حالة العود أو لارتكابهم جرائم أخرى كالسرقـــــة و زنا المحارم و اغتصاب الأطفال و ما كان يزيد من استغرابه و ألمه أن أولائك المريدين المتعودين على المؤسسة السجنية سرعان ما ينخرطون مجددا في مشروع أبي الدرداء الذي كان يجد دائما تبريرا فقهيا لاحتضانهم من جديد.
كانت جماعة أبي الدرداء شديدة الاهتمام بسي المصباحي و عندما أذن الله للداعية الشاب كي يتحدث إلى أستاذ الفلسفة ، اقترب منه و قال له :" يا أخ مصباحي .. إن شاء الله.. أريد أن أتحدث معك في أمر مهم " من باب الفضول لبى " السي المصباحي " الدعوة و كان اللقاء في غرفة أبي الدرداء . جال الأستاذ بعينية في فضاء الغرفة و قال في نفسه :" من أين لك كل هذا النعيم ؟؟" لكنه سرعان ما عرف الجواب حينما قرأ على لوحة مزركشة بخط عربي جميل: " هذا من فضل ربي" .جلس الرجلان و بعد انتهاء مراسيم الترحيب قال أبو الدرداء :" يسعدني هذا اللقاء المبارك ،بعد أن أذن الله لي بذلك في رؤيا مباركة ، إن الله يحبك لقد أراني في منامي أن الإسلام سيعز بانضمامك لجماعتنا ...كل الإخوان يستبشرون خيرا في تلبيتك أمر الله ...فماذا تقول ..أخ مصباحي... ؟؟"
جال أستاذ الفلسفة بعينيه مرة أخرى في أرجاء الغرفة و لا زال السؤال يؤرقه :" من أين لك كل هذا النعيم ؟ ؟ ؟ " فكان يصطدم دوما باللوحة الجميلة:" هذا من فضل ربي " وضع رأسه بين كفيه و هو ينظر إلى الأسفل و غالب صمته فقال :" اسمع أيها الداعية ، أنا لا اعرف اسمك الحقيقي على الرغم من السنوات العديدة التي قضيناها معا في السجن ..و هذا في حد ذاته يثير لدي الكثير من التساؤلات ..أنا أختلف عنكم في أفكاري و معتقداتي ...لا أعرف كيف أصلي ..لا أصوم رمضان...لا زالت لدي الكثير من الأسئلة الحرجة و لا بد أن أطرحها و أشك أن أجد عندكم ضالتي... لا أستطيع أن أخنق عقلي في أجوبة جاهزة...إنه اختياري و لا أسمح لأي أحد أن يرغمني على اختيار آخر...أظن يا أبا الدرداء لن تكسبوا أي انتصار بانضمامي لجماعتكم ، ربما سأسيء لمعتقداتكم ...و أقول لكم ...أنا أرفض ..."
مد يده إلى قنينة الماء ، أفرغ بعض الجرعات في الكأس و احتسى شيئا منها ، ما ساعده على استرجاع أنفاسه ، اقترب "سي المصباحي" أكثر من الميكروفون ..: " أنا أرفض هذه المصالحة ....لأنني بحاجة إلى أن أتصالح أولا مع ذاتي ...و مع زوجتي ...و مع ولدي ...ياسر و نضال ..لقد كبرا دون إذن مني...استغلا تواجدي القسري بالسجن و كبرا خارج أحلامنا و خارج دائرة الرسوم التي كنا نرسمها معا... "
كان يحب زوجته مرجانة ، كان يردد كلمات العشق بالقرب من شفتيها فتتعانق أنفاسهما ،حينما يعود من الثانوية يفتح الباب و يناديها : " أين أنت يا مرجانتي النادرة " لم يكن يتأخر عن الوقوف بجانبها بالمطبخ يساعدها ، يعطران معا أطباقهما بتوابل الحب و السعادة التي غمرتهما أكثر عندما أنجبت التوأمين ياسر و نضال ، أحبها أكثر لأنها أتاحت لأحلامه أن تكبر لتلامس الغمام بل لتلامس النجوم...
رغم خبرته في تفكيك الأسئلة لم يستطع أن يفهم : " لماذا" صادروا أحلامه و مزقوا رسوم أطفاله حينما ظنوا أنها تحمل أسرارا خطيرة عن تنظيم خطير... لم يفهم لماذا قضى كل تلك السنوات في السجن و لم يفهم أكثر لماذا أطلقوا سراحه ، قيل له:" لقد هبت رياح التغيير.." و أرادوها قطيعة مع الماضي الذي أعطوه لون الرصاص .
وجد سي المصباحي نفسه خارج أسوار السجن لكنه لم يجد ابنيه ياسر و نضال ينتظرانه ،استقبلته " مرجانة " وحدها و لاحظ أنها فقدت توهجها المرجاني احتضنته بابتسامة مرهقة سألها عن ابنيه فلم يتلق أي جواب ، زاد قلقه و عندما وصل إلى باب المنزل الذي تكتريه عرف أن ياسر سقط في أحضان المخدرات ، يقضي يومه باحثا عن جرعة تهدئ رعشته و ألمه بينما سقط نضال في أحضان الجماعة لا يكاد يبرح المسجد ،غيّر اسمه و أصبح يعرف باسم " جهاد"...
أحس " سي المصباحي " بالتعب... لم يعد قادرا على الاسترسال في الكلام أنهكته العلل التي أطلقوا سراحها معه و هي الآن تفتت جسده ، استجمع ما تبقى له من قوة و بنبرة حادة خاطب الجميع : " أنا أرفض...لأنكم لم تطلبوا من زوجتي المصالحة ...و مع من ستتصالح مرجانة ؟ ....هل ستتصالح مع شركات النظافة التي انتهكت أنوثتها و مصت دماءها .. ؟؟ هل ستتصالح مع المعتوه الذي لم يكن يمنحها راتبها .. إلا بعد أن يحاول استدراجها إلى فراشه... ؟؟ معتوه يرى الرجولة في اغتصاب العاملات المتزوجــــــــــات و القاصرات .... مع من سيتصالح ياسر و نضال ؟...و هل طلب أحد منهما المصالحة... ؟؟ هل سيتصالح ياسر مع تجار المخدرات الذين قتلوا الحياة فيه ؟؟ و هل سيتصالح نضال مع تجار الدين الذين زرعوا في ذهنه حزاما ناسفا ؟؟ طلبتم مني أنا فقط مصالحة الجلاد و وددتم أن أردد مع من رددوا : " عفا الله عما سلف"...أنا لا يعنيني حكم الله ، أعفا أم لم يعف .. أنا أتحكم في إرادتي و أقول لكم : أنا أرفض أن أتصالح مع جلادي و أطالب بمحاكمته ...لأن ذاتي ترفض أن تتصالح معي...ولأن زوجتي ترفض أن تتصالح معي .. ولأن ياسر و نضال يرفضان أن يتصالحا معي ..."
بعد إطلاق سراحه قضى أياما رتيبة ، مملة، فيها الكثير من القلق و الخوف و الإحباط ، لم يعد يرى التوأمين إلا قليلا ، فقد القدرة على إبداع كلمات الحب و العشق التي كان يمطر بها مرجانة ، هي الأخرى كانت تعود من عملها منهكة تحضر طبقا خلا من توابل الحب ، تستلقي على فراشها بعيدا عنه و تستسلم لنوم مقهور. ..في صبيحة يوم غريب ، خرج مستجيبا لقرع الباب ، فإذا به أمام سيارة فاخرة ، نزل منها وجه لم يكن غريبا عنه ، لبى دعوة العناق و عرف أن الرجل هو رفيق من رفاق الأمس ، جمعهما التعذيـــــب و الاستنطاق في بعض المعتقلات السرية، أحس الرفيق بعلامات الاستغراب بارزة على وجه " السي المصباحي" و تجنبا لأسئلته المحرجة عاجله بالقول :" لا تستغرب رفيقي ...أشياء كثيرة تغيرت ، علينا أن نساير التغيير ،ألم تر كيف أن الاتحاد السوفياتي تفكك و الصين اختارت اقتصاد السوق..اركب معنا لدينا كلام كثير سنقوله لك.." لم يفهم " السي المصباحي " مناسبة هذا الكلام عن الاتحاد السوفياتي و الصين و اقتصاد السوق ... لبى الدعوة و امتطى السيارة الفاخــــــرة و وجد بها شخصا آخر ،و قال الرفيق :" اقدم لك " سي مراد" مسؤول أمني كبير ، نريد أن نتحدث معك في شأن مستقبلك و مستقبل أسرتك..ستعرف كل التفاصيل فور وصولنا إلى المجلس."
أدخلوه إلى غرفة مكتب فخمة ، جلس الثلاثة و تحدث الرفيق عن نضال "السي المصباحي" و دوره في الانتقال الديمقراطي بالبلاد لكنه قاطعه قائلا :"عفوا.. لا تمنحني أوسمة لا أستحقها ...أنا مجرد أستاذ فلسفة وجدت نفسي في المعتقل دون أن أفهم السبب...لم أكن متحزبا... لم أشارك في مظاهرات ...كنت احضر دروسي جيدا و أعمل على أن يستمر بريق حب المعرفة مشعا في عيون تلاميذي....لم أفعل ما فعله منديلا...على الأقل هو فهم لماذا تم حبسه ...أما أنا فلا ..لازلت أبحث عن جواب.."
تدخل "سي مراد" لينقذ الموقف مخاطبا إياه :" اسمع يا سي المصباحي ، نحن نعرف أنك عانيت كثيرا ..نعرف أنك لم ترتكب أي جرم ...كل هذا لا يهم .. أصبح من الماضي..ما يهمنا الآن هو المستقبل ..يهمنا أن تعيش في ظل الديمقراطية الجديدة حياة هنيئة و سعيدة مع أسرتك...لهذا قررنا أن نخصص لك تعويضا ماليا محترما عن كل سنوات الاعتقال ...كما سيصرف لك راتب تقاعد مريح ...إضافة إلى أن بعض الجمعيات الإحسانية تضامنت معك و قررت منحك أنت و زوجتك تذكرتي حج إلى البقاع المقدسة ..سنعمل على أن يخرج إسميكما في القرعة ...ماذا تقول في هذا العرض ... ؟"
خيم صمت مريب على الجميع، نظر " سي المصباحي" إلى الشخصين و تساءل في دواخله عن هذا الجمع الغريب بين رفيق الأمس و مسؤول أمني و كيف التفا حول نفس اللغة و الرؤيــــة و العـــــرض و المشروع احتفظ بهذا السؤال لنفسه لكنه طرح عليهما سؤالا أخر :" في المقابل ما هو المنتظر مني ..أظن أن هذا السخاء لا يمكن أن يكون بالمجان..." أدرك " السي المصباحي" أن الشخصين كانا ينتظران هذا السؤال ، فأخرج الرفيق ورقة من جيبه و قدمها له قائلا له :" عليك أن تقرأ ما هو مكتوب على الورقة أمام عدد من الحاضرين و عدسات القنوات الوطنية و الدولية و كاميرات الصحافة ..."
بعيون غاضبة حدق السي المصباحي في الكامرات و قال :" أنا أرفض...أرفض أن أتصالح مع إعلامكم الذي أراد أن يجعل من غبني و ماساتي مذكرات تخفف عن المؤمنين الصائمين وطأة انتظار أذان المغرب..أنا أرفض..أي تعويض مالي يقتطع من جيوب الشعب.......أنا .....لم يعتقلني الشعب.... أرفض تضامن الجمعيات الإحسانية و لا أقبل تذكرتي الحج لأنني لم أرتكب أنا و زوجتي مرجــــانة أي جرم...الجلادون هم من ارتكبوا الجرم و لن يكفيهم كل ماء زمزم لغسل خطاياهم ...أخيرا أقول لكم ...أنا أرفض...رافقتكم السلامة ."
دفع كرسيه إلى الخلف و انسحب من القاعة الفسيحة مخلفا وراءه صمتا لم يستطع أعضاء المجلس ، رفاق الأمس ، أن يكسروه . في تلك الليلة نام نوما مريحا ، استيقظ باكرا على غير العادة ، تناول وجبة الإفطار و هو يتابع الأخبار على بعض القنوات الفضائية إلى أن سمع قرعا معهودا على الباب ، إنه رفيقه المعطي الذي ولج الغرفة وقد ارتسمت على عينيه علامات الاستعجال و الغضب ، ناوله جريدة " بلاد الخير" و قال له :"اقرأ ماذا كتبوا عنك على الصفحة الأولى" تناول سي المصباحي الجريدة ، جلس في مكانه المقابل للتلفاز ثم تفحص الصفحة الأولى و قرأ عنوانا مكتوبا بالبنط العريض " على المباشر،المصباحي ، المعتقل السياسي السابق يعلن كفره بالله." لم يقرأ المقال ألقى بالجريدة جانبا ، نظر في عيني صديقه المعطي القلقتين و قال له و قد علت وجهه ابتسامة: "لا داعي للقلق يا رفيقي... إنها رياح التغيير تهب.... لتبشر بديمقراطيتنا الجديدة .."
انتهت
15 l 06 l 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه