الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن اللغة العربية و دورها في: بناء الهوية و التعبير عن الثقافة.

نضال الربضي

2016 / 9 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عن اللغة العربية و دورها في: بناء الهوية و التعبير عن الثقافة.


تتشكَّل هويَّة الفرد ضمن الثقافة التي يحيا فيها، و هي التي تُحدِّد أسلوب الحياة و النظرة إلى الواقع، و فيها تُتوارَث ُ العادات و التقاليد، و تنشأ ُ الفنون و الآداب، و تبرز ُ المظاهر ُ الخارجية لنمط الحياة، و تُحتضنُ المنظومتان الأخلاقية و القانونية القادرتان ِ على ضبط ِ إيقاع ِ الهوية و تمظهراتِها المختلفة. في هذه البيئة الثقافية تعمل ُ اللغة ُ بين الأفراد كحاضن ٍ ناقل ٍ لكل مظاهر ِ التفاعل يستجيب ُ لشروطه و يؤدِّي استحقاقاتِه و يضمن ُ استكماله و يكفل ُ نجاح أهدافِه، و هذا الوصف ُ عام ٌّ صحيح ٌ لكل ِّ الثقافات ِ و اللغات.

استمرار المجموعات البشرية ِ التي تنتمي لحضارة ٍ ما مرهون ٌ بقدرتها على البقاء ِ ضمن المجموعات ِ الأخرى و التأثير ِ عليها و استيعابها لتأثيرات ِ تلك المجموعات، و هذه الأخيرة: "الأستيعاب" عملية ٌ تتطلَّب فحاص العامل ِ الخارجيِّ المؤثِّر و استحقاقات هذا التأثير، ثم اتَّخاذ قرار ٍ بشأن ِ مدى الاحتضان ِ المقبول ِ لهذا العامل و تأثيراتِه و كيفية الاحتضان ِ الواجبة التي من خلالها سيصبح ُ جزءا ً من هوية ِ المجموعة ِ المُحتضنة. دور ُ اللغة ِ أساسي ٌ في جميع هذه المراحل، فبواسطتها سيتم ُّ التعبير عن هوية ِ المجموعة ِ الأولى التي ستتعرَّضُ للتأثير، و إليها سيتم ُ نقل ُ هوية ِ المجموعة ِ الثانية ِ التي ستؤثِّرُ في الأولى، و من خلالها ستتم ُّ عملية التفاعل ِ بين الهويتين لاستيعاب ِ الثانية ِ (بدرجات ٍ متفاوتة) في الأولى. بناء ُ اللغة ِ: قواعدا ً و تعابيرا ً و تراكيبا ً و مُفردات، و مرونتها: لاستيعاب الجديد بقوة ِ حوار ِ قواعد ِ اللغة ِ الديناميكي بهدف ِ تمثيل ِ الخارجِ عنها داخلَها، عاملا الحسم ِ في نجاحها و استمرارِها، و بالتالي في بقائها الحاضن َ الناقل َ لثقافة ِ المجموعة و المُعبِّر َ عن هويتها. و هذا التوصيف ُ كسابِقه ِ عام ٌّ صحيح ٌ لكل الثقافات ِ و اللغات.

أتناول ُ في مقالي هذا: اللغة َ العربية َ، باعتبارها الناقل َ الرئيسي لثقافات و هوياتِ الشعوب ِ الناطقة ِ بالعربية ِ على تنوع ُ إثنياتِها و امتداد مساحاتها الجغرافية، و أهدف ُ إلى تبيان ِ مركزية ِ هذه اللغة في البناء ِ الثقافي للناطقين بها، و نجاحها في استيعاب ِ الثقافات ِ المُختلفة و الهويَّات ِ المُتعددة من جهة، و مواكبتها للحداثة ِ العالمية ِ من جهة ٍ أخرى، بتبيان ِ ما لها، و قدرتها على تخطِّي ما عليها.

يعتمد ُ اللغة َ العربية َ كقناة ٍ ناقلة ٍ للهُويِّتين الفردية ِ و الجمعية ضمن ثقافات ٍ مُتنوعة ما مجموعه 280 مليون ناطق ٍ أصيل Native Speaker، و ذلك َ بحسب ِ طبعة ِ العام ِ 2007 من الموسوعة ِ الوطنية ِ السويدية Nationalencyklopedin، و هي موسوعة ٌ من 20 مجلّدا ً تحتوي على 172 ألف مقالة. و تأتي العربية ُ ترتيباً: الخامسة َ في عدد الناطقين الأصيلين باللغات في العالم، بعد:

- المندارية (مجموعة لغات صينية) بـ 966 مليون ناطق أصيل.
- الإسبانية بـ 390 مليون ناطق أصيل.
- الإنجليزية بـ 365 مليون ناطق أصيل.
- و الهندية الحديثة بـ 295 مليون ناطق أصيل.

لهجات ُ العربية ِ المختلفة: المصرية، الشامية، الخليجية، العراقية، المغربية، شواهِدُ حيِّة على قدرة العربية على التفاعلِ الحيِّ مع الحاجات ِ المختلفة للشعوب ِ الناطقة ِ بها، و بقاء ُ الفُصحى مرجعا ً لجميعها شهادة ٌ إضافية ٌ على قوَّة ِ الأصل و مرونته، و استقراء ٌ علمي ٌّ للمستقبل يحكم ُ بحتمية ِ استمراريتها ما دامت مُواكبة ً لاحتياجات ِ تلك الشعوب و مُستجيبة ً لمتطلبات ِ تلبية ِ تلك الاحتياجات و ملبِّية ً لها.

للعربية ِ قدرة ٌ تامَّة ٌ على استحداث ِ ترجمات ٍ مُشبعة للعلوم ِ الطبيعية ِ و الآداب ِ الإنسانية ِ على تنوُّعها و تعقيداتها، و المراجع ُ متوفِّرة ٌ في المكتبات لمن أراد َ الاضطلاع، و تكفي زيارة ٌ للصفحات ِ العلمية ِ التي تُعنى بنقل ِ علوم التطوُّر ِ و الفيزياء و الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) و الحفريات على صفحات الإنترنت و الفيسبوك للاستدلال ِ على مرونتها و قوَّتها و نجاحها في تمثيل ِ ما يصل ُ إليها للمتلقي العربي، على يد أبنائها من مُحبيِّها المُنصفين لها و القادرين على رؤية ِ قوَّتها و جمالِها و بديع ِ تراكيبها.

بناء ً على ما سبق فاللغة ُ أداة ُ نقلٍ للحضارة، و سيلة ُ تمرير ٍ و تخاطُب ٍ و تعبير، تستخدمُها الثقافة و تُديرُها العقلية ُ الجمعية و الأفراد ُ القائمون َ على رسم أنماط ِ الحياة و الرؤى و السياسات و أشكال ِ الاقتصاد ِ المُختلفة التي يعتنقها و يخضع لها باقي الأفراد، و هي بذلك َ ليست الراسم َ و لا كيان َ العقل ِ المُدبِّر، و لا تُعدُّ مسؤولة ً بحدِّ ذاتها عن: نقاط ِ الضعف ِ في الثقافات، أو الانحطاطِ الحضاري ِّ للمجموعات، أو إنتاج ِ المشاركة ِ في المجموع الحضاري العام للمجموعة ضمن المجموعات الأخرى التي تتبنَّى ثقافات ٍ أخرى لها لغاتُها المختلفة. مناسبة ُ القول ِ هنا تعود ُ على ما نشهدهُ على صفحات ِ هذا الموقع من مقالات ٍ تدعو للتخلِّي عن اللغة ِ العربية باعتبارها المسؤولة َ عن الثقافات المُتردِّية للشعوب الناطقة ِ بها و الجمود ِ الحضاري الذي تعيشه، و هي مقالات ٌ برأيي الشخصي قد فشلت في تشخيص ِ جذور ِ المشكلة ِ التي نعاني منها و بالتالي بـَـنـَــتِ الحلولَ الخاطئة كاستتباع ضروري من تشخيص ٍ لا شأن له بالمشلكة.

و بما أنِّي قد قدَّمت ُ التشخيص الصحيح َ للغة ِ – أيِّ لغة – كحاضن ٍ للثقافة و مُعبِّر ٍ عنها، يبقى لزاما ً علي َّ أن أستشهد َ بأمثلة ٍ عالميَّة ٍ حيَّة ٍ على ثقافات ٍ من حِقب ٍ تاريخية ٍ مُختلفة، و أُبيِّن َ مفعول اللغة ِ في تفاعلات ِ هذه الثقافات ِ مع محيطها.

المثال الأوَّل: الديانة ُ اليهودية القديمة، و الشعب ُ الإسرائيلي الحديث.
-----------------------------------------------------------------
كتبت اليهودية ُ نصوصها المقدَّسة بالعبرية، ثم ترجمتها لليونانية، و من يقرؤها يعرف ُ حجم َ المأساة ِ الإنسانية ِ، و الجرائم ِ التاريخية التي اقترفتها القبائل ُ العبرانية في حق ِّ سُكَّان المناطق الجغرافية التي تُعرف الآن باسم: الأردن، فلسطين و إسرائيل. كانت العبرية ُ ثم َّ الآرامية ُ (لغة العراق القديمة) لغتيهم، ثم اليونانية، و بعد َ تحطيم الهيكل على يد القائد الروماني تيطس في العام 70 ميلاديا ً و تشتُّتهم في البلدان صار لهم لغات ٌ كثيرة بحسب المناطق ِ التي سكنوها، و ها هم اليوم قد بنوا دولتهم: إسرائيل (لست ُ هنا بصدد مناقشة أخلاقية هذه الدولة فسياق ُ هذا المقال هو اللغة)، و يشاركون بفاعلية ٍ و نجاح في الأبحاث و الاختراعات العلمية و يحصدون الجوائز و الإنجازات بشكل أكبر من نسبة ِ تمثيلهم بين سكان ِ العالم.أوَّل ُ ما صنعوه عند بناء دولتهم كان: إحياء اللغة ِ العبرية، كانت تلك َ هُويتهم الجامعة و المُشترك َ بينهم و هم القادمون من كل ِّ البُلدان ليستوطنوا بالقوَّة ِ أرضا ً ليست لهم.

تخلى الإسرائيليون عن وحشية ِ نصوصهم التوراتية، و عن التشريعات ِ المُختلفة ِ في كُتُبهم، و تبنوا قوانين الحضارة ِ الإنسانية ِ الجديدة. لقد فهموا أن المشكلة َ كانت في: ثقافتهم، و عقليتهم التي تحتقر الآخر، فقاموا بـ: تغير ثقافتهم، و انتاج عقلية ٍ جديدة، و في كلا الحالتين: الثقافة القديمة، و الثقافة الجديدة، كانت اللغة ُ حاضرة ً كوعاء ٍ و حاضن ٍ للهوية. لم تكن مشكلتهم لغتهم إنما ثقافتهم و عقليتهم.



المثال الثاني: فرنسا: قبل الثورة الفرنسية و الدولة الفرنسية الحديثة.
----------------------------------------------------------------
كانت فرنسا قبل الثورة الفرنسية على أشد ِّ ما يكون ُ الانحطاط ُ الإنساني، لكن مع إنتاج ٍ معرفي ٍ و فكري مُراقب، كانت لغتها عندها: الفرنسية، و بعد الثورة و إرساء ِ مبادئ ِ الإخاء و المساواة صار الإنتاج ُ الفكريُّ المعرفيُّ غزيرا ً فيَّاضاً: إنسانيَّ الهوى، فرنسي َّ اللغة. عرف الفرنسيون أن مشكلتهم كانت في نظامِهم السياسي و الثقافة ِ السائدة ِ تبعا ً له و لعوامل كثيرة، فغيَّروا نظامهم و طوّروا ثقافتهم و أنتجوا ثقافة ً جديدة تجاوزت فرنسا لتصبِح َ مُلهمة ً لكل ِّ الأحرار و المفكرين في العالم، و ما زالت العبارة ُ المنسوبة ُ إلى فولتير "قد أختلف ُ معك َ في الرأي لكنني على استعداد أن أموت َ في سبيل ِ أن تقول َ رأيك َ" مصدر َ إلهام ٍ لكل ِّ من يبحث ٌ عن المعنى الحقيقي لحرية ِ الرأي و قُدسية الاختلاف و غنى التنوع ِ البشري. جدير ٌ بالذكر أن هناك شكَّا ً كبيرا ً في أن َّ فولتير نفسه من قالها، لكن ما أهمية ذلك؟ في الحقيقة: صفر، لا شئ، لأنه يكفي أن العبارة نفسها قد اتّخذت روحا ً مُستقلَّة ً تحلِّق ُ بها و تؤثِّر بفاعلية ٍ شديدة، و هي تدين ُ لفولتير و فرنسا و اللغة ِ الفرنسية بكيانِها.


المثال الثالث: ألمانيا النازية، و ألمانيا اليوم.
-------------------------------------------
لم يعرف ِ التاريخ الإنساني حربا ً أشرس َ و لا أبشع َ و لا أكثر أجراما ً من الحرب ِ العالمية ِ الثانية، و استحدث َ الألمان ُ معسكرات ِ الاعتقال و التصفية ِ و الإبادة و أفران َ الغاز، ليتخلصوا من أكثر من 6 مليون إنسان بينهم مليون يهودي. و بعد هزيمتهم الكُبرى قامت نساؤهم تحديدا ً ببناء ِ ألمانيا من الصفر، ليصبحوا اليوم َ القوَّة الأوروبية َ التي يُحسب لها الحساب لكن في السياق ِ الإنساني الحضاري الجديد.

لم تكن مشكلتهم اللغة َ الألمانية حين صاغوا إجراما ً جديدا ً لم تعرفه البشرية ُ قبلا ً، و لم تكن اللغة ُ الإلمانية ُ صاحبة َ الفضل ِ عليهم حينما اعتنقوا الثقافة َ الإنسانية َ الحديثة، لكن في الحالتين كانت ِ اللغة ُ الحاضن َ لديناميكية ِ التفاعل، و الناقل َ للفكر و ما ينتج ُ عنه.


خلاصة المقال:
--------------
نُعاني في البلاد ِ الناطقة ِ بالعربية من مشاكل َ ثقافية ٍ كثيرة، و نحتاج ُ إلى تغير ٍ جذري ٍّ و شامِل ٍ لـ: أنماط ِ التفكير، و آليات ِ اعتناق ِ المبادئ ِ و الأفكار، و عمليات ِ بناء ِ الهوية ِ الفردية و ما يسبقها و يتزامن ُ معها من هوية ٍ جمعية.

يلزمنا بمسيس ٍ من الحاجة ٍ لا غنى ً عنه: انفتاح ٌ على المجموع ُ الحضاري للإنسانية، و هو الذي يتطلب ُ نشاطاً محموما ً مُستداما ً - تقوم ُ على رعايته جمعيات ٌ خاصَّة لها تسهيلات ٌ لا يمكن ُ أن تكون َ إلّا قانونية ً مدعومة ً من الأنظمة ِ السياسية ِ حتى تنجح - لـ: ترجمة ِ الآداب ِ و الفنون ِ و العلوم ُ و مظاهر ِ الحضارات و الثقافات ِ كافَّة ً، إلى اللغة ِ العربية لبناء جيل ٍ عربي ٍّ واع ٍ قادر ٍ على المشاركة ِ بفاعلية ٍ في الحضارة.

إن هذه اللغة التي على الرغم من كل التهميش ِ و التجاهُل ِ و التركيد ِ المُستمر ِّ المقصود و غير المقصود استطاعت أن تبقى حيَّة ً و تتطوَّر و تستوعب َ أبناءها الناطقين بها، و قبلت بمهارة ٍ شديدة تطويرها و استحداث َ تراكيبٍ و مفردات ٍ لم تكن منها في سبيل ِ نقل ِ ما كان خارجا ً عنها ليصير منها، قادرة ٌ على أن تُساهم بفاعلية ٍ شديدة في إنتاج المعرفة ِ الإنسانية و تقديمها بكل الإخاء الجميل الذي نعرفُه من القلَّة ِ من بناتها و أبنائها الذين صاروا رموزا ً بل نجوما ً لكل ِّ من يطلب ُ الاستنارة َ الحقيقية، استنارة ً تصقل ُ الهُوية بعد أن تُعيدَ بناءها، لكن لا تقتلها بكلمات ٍ منها القليل ُ حقٌّ لكن يراد به باطل، و كثيرُها باطل ٌ ظاهر ٌ لكلِّ ذي بصيرة.

قارئ العزيز: غيِّر فكرك، مشاعرك، قناعاتك، و دع العربية َ تحملك َ إلى فضاءات ٍ غير محدودة تتفاعل ُ فيها مع لُغات ٍ أخرى، و سترى عندها أن أكثر َ الأمم ظلاما ً في تاريخها لم تتخل إحداها عن لغتها لـ: تُصبح. لكنها جميعا ً اعتنقت لغتها و اعتنقت الآخر فـ: صارت!

يمكنك َ أنت َ أيضا ً أن: تصير، مع لغتك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدقة مطلوبة عند الحديث عن اليهودية
سيلوس العراقي ( 2016 / 9 / 15 - 22:21 )
السيد نضال
تحياتي
تقول في متن مقالك
تخلى الإسرائيليون عن وحشية ِ نصوصهم التوراتية،
السؤال متى كانوا متمسكين بها ؟ وفي أي حقبة من تاريخهم؟
ثم ماهي النصوص الوحشية التي تقصدها ؟
ان اسرائيل يتمسك في كل تاريخه باربعة امور رئيسية وكل ماعداها يعتبر تفاصيل مندثرة غير مهمة
معرفتها ضرورية لمن يكتب في اليهودية ليفهم اسرائيل اليوم
هل تعلم بالمراحل والحقب التاريخية التي مر فيها تطور ما يسمى باليهودية؟
هل تعلم بالحقب الزمنية لكل مرحلة؟
اعتقد انك تعتقد بان اليهود كانوا يعيشون دائما في المرحلة الكتابية من خلال استنتاجك غير الصحيح في القول
تخلى الإسرائيليون عن وحشية ِ نصوصهم التوراتية، و عن التشريعات ِ المُختلفة ِ في كُتُبهم، و تبنوا قوانين الحضارة ِ الإنسانية ِ الجديدة
من دون ان تعلم انه كان لليهود دورا كبيرا في صناعة قوانين الحضارة الانسانية الجديدة
دورهم ذلك مكنهم من بناء احدث دولة في لمح البصر
من دون ان ننسى بانهم شعب وهب عبقريته اينما عاش في الشتات
لا احب ان اطيل
اتمنى ان تراجع ما قلت على ضوء مراحل التطور في تاريخ اسرائيل منذ انقضاء المرحلة الكتابية مع بدء الحقبة الهللينية لغاية اليوم


2 - توضيح للأستاذ سيلوس - 1
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 15 - 23:04 )
تحية مسائية طيبة أخي سيلوس و أرحب ُ بحضورك،

بالنسبة لموقفي من تأريخ النصوص المقدسة اليهودية فهو تبني الرأي الأكاديمي السائد بأنها كُتبت على مدى عصور متعددة، حيث أن الكتب المعروفة بـ -كتب موسى الخمسة- وجدت نصها الشمولي الأولي في القرنين السابع و السادس قبل الميلاد (يعني قبل السبي البابلي و أثناءه)، بينما كانت كتب ٌ أخرى مثل أشعيا متداولة ً قبل ذلك و تعرضت للتطوير بعدها، و من جهة ٍ أشمل نرى كتبا ً مثل إرميا و دانيال تجد تأليفها في القرنين الثاني و الأول قبل الميلاد، أي أن عملية التدوين استمرت لقرون.

ما قبل عملية التدوين كان التقليد الشفهي سائدا ً، و منه استمدت تلك النصوص حياتها لتعبِّر عنه في الشكل المكتوب نهائيا ً و بالتالي فلقد كان النص يحيا و يتطور و يتم تناقله شفهيا ً و بكتابات ٍ قديمة لها قدسيتها حتى تم انتقاء ُ الحالي منها و إعطاؤه القدسية اللازمة لتكوين النص الديني،،،

،،، يتبع


3 - توضيح للأستاذ سيلوس -2
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 15 - 23:06 )
،،، و ما المصادر الأربعة: J اليهوي، E الإيلوهيمي، P الكهنوتي و D الثنائي إلا انعكاس ٌ واضح للتنوع الفكري و المدرسي الذي كان عاملا ً في المناخ الديني ما قبل ظهور تدوين النص المقدس و الذي أدى في النهاية ِ إلى تدوينه.

ما يهمني في مقالي هو -الثقافة ُ العامة- للقبائل العبرانية القديمة بحسب ما يسرده نصها، بغض النظر عن كون ذلك النص تاريخا ً حقيقيا ً أو مُخترعاً، فأنا هنا بصدد -وقائع- بحسب رؤية أصحابها، و -ثقافة- قامت على تلك الوقائع الذي تناقلته شفاهيا ً ثم دونته، و هُوية، و لغة حملت لنا كل هذا، من جهة، و من جهة أخرى -وقائع- حقيقية في عصرنا الحالي تُبرز تضادَّا ً حادَّا ً مع سابقتها الدينية المُدوَّنة محمولة ً بواسطة اللغة ِ أيضاً، لأبرز أن اللغة ما هي إلا أداة احتضان للثقافة.

أرحب بك!


4 - لماذا لا يتكلمها أحد؟
ماسنسن ( 2016 / 9 / 15 - 23:41 )
تقول(280 مليون ناطق ٍ أصيل Native Speaker):هل تنطق العربية مع أفراد عائلتك مثلا؟ أم أنك تكتب بها فقط؟ ولتستدرك ذلك تقول (لهجات ُ العربية ِ المختلفة: المصرية، الشامية، الخليجية، العراقية، المغربية):من الذي قال أن اللهجات الموجودة في كل بلداننا لهجات عربية؟ ألا يفسر إختلاف هذه اللهجات إختلاف أصولها؟ اللهجة المصرية مثلا لحنها وتصريفها وتراكيبها قبطية وفيها كثير من الألفاظ لا علاقة لها بالعربية وقس على ذلك باقي اللهجات
ثم تقول (شواهِدُ حيِّة على قدرة العربية على التفاعلِ الحيِّ مع الحاجات ِ المختلفة للشعوب ِ الناطقة ِ بها):لو كان هذا صحيح لقال المصري مثلا (أنظر لي) موش (بص لي) : منطقك معكوس ولا علاقة له بالواقع
ثم سؤال بسيط : لو كانت هذه اللغة قادرة على التفاعل الحي كما تقول أذكرك أنها مفروضة بالحديد والنار منذ أكثر من 14 قرن فلماذا لا يتكلمها أحد؟ هل العرب في السعودية مثلا يتكلمونها أم هي لغة كتابة وتعبد فقط ؟

أكتفي بهذا لأرى دفاعك عن قضية أقل ما يقال عنها أنها خاسرة منذ 14 قرن


5 - الحقبة الكتابية انتهت في زمن سبق ميلاد المسيح
سيلوس العراقي ( 2016 / 9 / 15 - 23:45 )
شكرا اخ نضال لردك السريع
كل ما ذكرته يقع في الحقبة الكتابية
اسرائيل تجاوز الحقبة الكتابية منذ الاحتلال اليوناني في القرن الثالث قبل الميلاد ودخل في حقب مختلفة
ولا يمكنك أن تسحب الحقبة الكتابية على باقي الحقب
هذه الفرادة في الحقب التاريخية المختلفة لا تساعدك في القول بان
تخلى الإسرائيليون عن وحشية ِ نصوصهم التوراتية،
لانها لم تكن تعني لهم شيئا اساسيا منذ الحقب اللاحقة للحقبة الكتابية عدا استخلاص الدروس الروحية منها واعتزازا بها كارث من الماضي لانها ليست وصايا الهية
فلايمكن القبول بالتعميم بان اليهود في حقبة المسيح (غير الكتابية) في الحقبة الرومانية كانوا يعيشون في مرحلة البداوة
اعتراضي الوحيد على نصوص وصفتها بالوحشية وهي ليست كذلك حتى في حقبتها التاريخية ولا علاقة كبيرة للغة مع اهميتها بتطور المسار التاريخي لاسرائيل
فانهم تحدثوا لغات مختلفة لقرون عديدة لكن مايربطهم ويمثل عامل قوة تطورهم وبقاءهم المثمر هو الاسس الاربعة التي يمكنك ان تطلع عليها في آخر مقال لي
التي تشكل عوامل قوة استمرار شعب اسرائيل وثقافته وبنفس الوقت عوامل سبّبت كراهية باقي الشعوب والاديان لهم لغاية اليوم
تقديري لك


6 - التنوع اليهودي
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 00:03 )
أهلا ً بك أخي العزيز سيلوس،

لم يتطرق مقالي إلى القرن الأول الميلادي تحديدا ً أو ما بعده من جهة تبني الشعب اليهودي لنصوصه الداعية للقتال، لكن و بما أنك تفضلت بذكرها فلا بد أن نتذكر الثورة المكابية و ما صاحبها من حرب أهليه تشبه إلى حدٍّ كبير ما تمثله عصابة داعش و متطرفو السلفية اليوم، كما أن الثورات المتعددة لمجموعات مقاتلة يهودية مثل جماعة الخناجر (السيكاري) و جماعة بار خوبا ساهمت في تراكم الغضب الروماني الذي للأسف الشديد تتوَّج بتقويض الهيكل و صلب آلاف اليهود.

مرحلة الشتات شملت تغيرا ً كبيرا ً على الفكر اليهودي فلقد أصبح الإله يسكن في هيكل الإنسان الداخلي و هي فترة تميزت بروحية كبيرة و جميلة نرى ثمارها اليوم، و أنا لا أنفيها، بل إنها تخدمُ توجُّه َ مقالي من تحوُّل ِ الثقافة الدينية إلى الشكل غير العنيف.

يشرفني الاضطلاع ُ على مقالكم غدا ً حتى أعطيه حقه من القراءة.

أتمنى أن يأتي اليوم الذي تستطيع فيه شعوبنا المختلفة النظر إلى جامعها الإنساني و معانقة بعضها البعض و تنحية خلافات الماضي، و العيش المشترك ضمن منظومة إنسانية توفر العدالة و الكرامة و الأخوة للجميع.

احترامي و مودتي لك!


7 - عزيزي نضال الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 9 / 16 - 07:43 )
اتفق بشكل عام مع ما ورد في مقالك
وكنت قد كتبت مقالا قبل أيام عن اللغة وابنائها ..
هناك مشاكل في العربية لا يمكن تجاهلها كالديغلوسيا مثلا ..
لك خالص مودتي


8 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 9 / 16 - 09:39 )
اولا: اقول لكم اجازة سعيدة وقد سالت عنكم الاخ والزميل العزيز قاسم حسن محاجنة ..
ثانيا: استمرار تطور الثقافة والحضارة واللغة يرتبط بالاتصال بين الجماعة البشرية والجماعات الاخرى .التطور الحضاري والثقافي يتم من خلال التلاقح الفكري والحضاري والثقافي بين الامم والمجموعات ىالبشرية المختلفة ..

سبق ان استعرضت احد كتب عالم الانثروبولوجيا كلود ليفي شتراوس حول الموضوع.الشعوب المنعزلة عن غيرها لاتستطيع التطور لانها معزولة عن غيرها من المجموعات البشرية وينقصها التراكم المعرفي والحضاري والثقافي . اكثر الامكنة التي شهدت تطورا هي التي تمثل ملتقى للهجرات البشرية واخرها الحضارة الاوربية والامريكية .

العربية كائن حي تتطور او تضمر بحسب ظروف المجتمع .. الهجات المحكية ليست هي العربية الفصحى والشعر الشعبي او المحكي العراقي اغنى في صوره واستعاراته من الشعر الفصيح ..

العرب بسبب تخلفهم ربطوا العربية بلغة القران في حين ظهر القران قبل كتابة قواعد اللغة العربية وقبل تنقيط الحروف العربية ..
يتبع..


9 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 9 / 16 - 09:46 )
تتمة ..

اخالفك الراي ..العربية حاليا بسبب تخلف العرب العلمي والحضاري والمعرفي تحولت لغتهم العربية الى لغة ميتة والدليل نقد الدكتور علي الوردي رائد علم الاجتماع الحديث في العراق للغة العربية في كتابه( اسطورة الادب الرفيع ) ويبين ان اللغويين اخطاوا في وضع قواعد اللغة العربية عندما اعتمدوا على الشعر ولم يعتمدوا علىى النثر او الخطابة ..

العرب بعكس اسرائيل لايستطيعون مساير التطور العلبمي والحضاري لتخلفهم لذا فان تخلفاللغة ينتج من تخلف المجتمعات بينما نجد العكس عند اسرائيل حيث قاموا باحياء لغتهم وتطويرها لانهم متطورين علميا ومعرفيا .

انا لااستطيع فهم فيلم جزائري او مغربي دون وجود ترجمة عربية ..

نلتقيكم في حوارات جديدة صديقي نضال الربضي..


10 - انت فتحت مواضيع اخرى
سيلوس العراقي ( 2016 / 9 / 16 - 10:24 )
الاخ نضال
مرحبا
انت فتحت مواضيع اخرى ولم تجبني على تعليقي الاول
وحشرت نفسك بالادعاء بوحشية النصوص
ومن قبلها في نصك تلقي خطبة في الاعمال الوحشية والجرائم ضد الانسانية التي اقترفها اليهود ضد شعوب المنطقة وموضوعك هو حول اللغة
ولا أدري ما علاقة هذا باللغة العبرية او العربية موضوع مقالك


11 - ماضرورة الحديث عن اليهود بهذه الطريقة ؟
سيلوس العراقي ( 2016 / 9 / 16 - 11:05 )
في موضوع يهمه الحديث عن اللغة العربية وعلاقتها ببناء الثقافة
يحشر السيد الربضي حشرًا فقرات كان يمكن أن يكون مقاله أكثر تعبيرا ونزاهة لو لم يحشرها فيه
ومن الحشو الذي يكون الربضي وحده مسؤول عنه حين يذكر في حديثه عن النازية
ارقاما في العبارة التالية
ليتخلصوا من أكثر من 6 مليون إنسان بينهم مليون يهودي.
نسال السيد نضال هل قمت أنت بعدّ واحصاء الضحايا وتحديد عدد اليهود ؟
الالمان يقولون بان عدد ضحايا اليهود كانوا بحدود 6 مليون
وانت جعلتهم مليون
الا تعتبر هذا حشوا في متن المقال
ماذا يخدمك تقليل عدد ضحايا اليهود في مقال حول العربية وثقافتها ؟
أم انك تريد ان ترسل موقفك الخاص والشخصي من اليهود وربما الطعن بهم ؟
رسالتك الانسانية جدا وصلت أخ نضال بين اسطر مقالك هذا


12 - العزيز قاسم!
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 11:29 )
يسعدني دوما ً أن أرى اسمك في التعليقات!

نعم العربية الفصحى غير محكية، و الثنائية اللغوية التي أشرت إليها في مقالك موجودة و بكثرة. بالنسبة لي هذا هو الطبيعي، فالحياة بأجمعها قائمة على الدفاع و الديناميكية، و من أراد حفظ ما عنده نقيا ً فسيموت، لأن النقاء كلمة مرادفة للجمود، و الجمود هو الموت.

مشكلتي ليست في اللهجات و الاستعارات و الكلمات الدخيلة و التطور اللغوي، إنما في هذا الاستهداف البشع لكل ما هو عربي و بحجة القضاء على الإرهاب و الاستنارة و التنوير، و كأن العرب و لغتهم و لهجاتهم هم تجسيد الشر بينما كل الشعوب الآخرى هي الملائكة، مشكلتي هنا بالذات مع هؤلاء الذين لا تسعفهم عقولهم الطفولية على إدراك أن يرتقوا قليلا ً فوق حروبهم الصغيرة و يدركوا أننا لم نعد نعيش في القرن السابع الميلادي الذي يحاربونه.

أخي قاسم، لغتنا و لهجاتنا هي جزء من هويتنا، و من يريد أن يقتلها مصمم على قتلنا.

أعتز بصداقتكم و دمت بكل الود!


13 - العزيز وليد!
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 11:37 )
أهلا ً بك أخي وليد دوماً!

قرأت ُ رسالتكم و رسالة أخينا عبد الرضا و السيدة الكريمة ليندا و حبيبنا قاسم، و أعتز بكم جميعا ً فكلكم إخوة كرام عزيزون، لكني لم أكن أستطيع الرد أو الكتابة، لظروف معينة كنت أمر بها كانت تحتاج مني موقفا ً داخليا ً واضحاً لا يتسنى لي شرحه هنا.

أنا لا أربط بين العربية و القرآن مثلما يفعل المتدينون الذين يتبعون أيديولوجية دينية، القرآن نص ديني موجه للعرب فمن الطبيعي أن يُكتب بالعربية، لكن العربية عندي لغة لها قواعدها و شروطها و تخضع لقوانين اللغات، و هي عندي جزء من الهوية و حاضن الثقافة و أداة التفاعل، و من هنا مقالي.

أرجو منك مراجعة ردي لصديقنا قاسم أيضا ً فهو يوضح موقفي من الهجوم الغريب على اللغة العربية كمصدر للإرهاب و هو طرح ٌ في أحسن الأحوال ساذج و مضحك لكنه حين الفحص الدقيق يظهر كحامل لاستهداف مقصود لمظاهر العنصر العربي في عنصرية مقيته و تعصب مفضوح.

دمت بود!


14 - الأخ العزيز سيلوس - 1
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 11:43 )
نهارا ً طيبا ً أتمناه لك أخي سيلوس،

نحن متفقان على أن المحرقة النازية حقيقة، و على استهدافها للعنصر اليهودي بشكل مقصود بهدف محوه بإبادة جماعية فيما كان يُعرف بموضوع -الحل النهائي-، و هو أشد أنواع الوحشية الممنهجة، لا اختلاف بيننا على معاناة الشعب اليهودي، و أحسب أنك تدرك ذلك.

نختلف ُ في تقدير عدد الضحايا فقط، فأنا بعد قراءات كثيرة وجدت ُ أن الرقم يبلغ ُ أكثر من مليون بقليل، بينما تجده أنت 6 ملاين، سؤالي لك أخي الكريم و ارجو أن تتأمله جيداً: أليس قتل ُ إنسان ٍ واحد بعنصرية و وحشية يحمل ذات بشاعة قتل مليون أو 100 مليون؟ أليس المبدأ القذر في القتل واحدا؟ و بالتالي كيف يُصبح الاختلاف على العدد وسيلة َ طعن ٍ كما اتهمتني - غير مُنصف ٍ؟

موقفي الشخصي من اليهود هو نفس موقفي من أي إنسان ٍ على وجه الكرة الأرضية: البشر أخوة، نقطة على السطر.

سأتناول في تعليقي التالي موضوع النص الديني.


15 - هدف تعليقاتي
ماسنسن ( 2016 / 9 / 16 - 11:45 )
هدف تعليقاتي المستقبلية :

العربية ليست لغة أحد حتى العرب ليست لغتهم بل هي لغة القرآن فقط والقرآن ولدها ميتة

العربية والإسلام لا ولن ينفصلا : الإسلام لا يصلح لتقدم الشعوب وأيضا عربيته

العربية لغة إستعمار إلهي وتزييف هوية الشعوب : محاربتها حق مشروع ونضال وطني تحرري

مقارنة اللغة العربية باللاتينية والعبرية

إذا جاز تطوير هذه اللغة كما يزعم المدافعون عنها يكون هذا مهمة العرب فقط لا الموالي المستعربين الذين صاروا نتيجة سياسة الأسلمة والتعريب القهريين أعرب من العرب أنفسهم

الأخ الكاتب أنتظر ردك على تعليقي الأول لأواصل نقاش مقالك وأعتذر مسبقا إذا تأخرتُ في الرد فربما يحصل ذلك


16 - الأخ العزيز سيلوس - 2
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 11:50 )
تابع

بالنسبة لموضوع النصوص، أرجو منك فتح النص و قراءة ما هو مكتوب عن صنائع يشوع بن نون، و داوود بن يسى، و صموئيل، أنا لا أخترع شيئا ً من عندي.

لكني في ذات الوقت أفهم ُ أن تلك النصوص مربوطة بسياقها الاجتماعي السياسي التاريخي الديني، أعرف ُ تماما ً كيف تُقرأ، و أعلم أنها لا تمثل تاريخا ً و أن معظمها اختراعات، و لقد أبرزت ُ لك ذلك في تعليقي فأرجو أن تعيد قراءته.

ستسألني الآن: ما علاقة هذا باللغة العربية؟

الجواب بسيط: هناك ادعاء أن اللغة مسؤولة عن الوحشية، أنا أنفي هذا الادعاء فأقول: في فترة ما كانت الوحشية سائدة عند (اليهود، الفرنسين، الألمان، و اكتفيت ُ بأمثلة ثلاث لأنه ليس من المعقول أن آتي بكل الأمثلة في مقال واحد) ثم ذهبت الوحشية و جاء مكانها: الحضارة و الإنسانية، و في الحالتين: الوحشية و الحضارة كانت اللغة موجودة،

أصل بعدها إلى الاستنتاج: اللغة لا شأن لها بتدبير صناعة الثقافة أو ابتكارها، إنما هي أداة صناعة الثقافة، و أداة نقلها، و طريقة التفاعل و شكله و هيكله إن جاز لنا التعبير، بكل بساطة.

في هذا السياق جاء كلامي عن اليهودية و لا معنى آخر له.

أرجو ألا تُسيئ الظن.

شكراً لكم!


17 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 9 / 16 - 12:36 )
قصدت من تعليقي تبيان العلاقة الجدلية والترابط بين تطور المجتمعات من الناحية العلمية والمعرفية وبين تطور اللغة .


العرب متخلفون من ناحية اللغة العربية لانهم متخلفين علميا وسرعة الاكتشافات والابحاث اليومية يستلزم استخدام مصطلحات جديدة لذا لم تتطور اللغة العربية. جانب اخر من تخلف اللغة العربية هو التقيد في قواعد اللغة العربية كما تحدث عنها الدكتور علي الوردي وعدم القيام بتصميم حرف عربي يسهل استخدامه في الحاسوب وفي الجرائد والحياة اليومية فهنالك مشكلة في التنقيط وفي الحركات وفي التهجئة فمثلا انا لااكتب شذى بهذه الطريقة بل اكتبها بحسب لفظ الكلمة هكذا - شذا - وهي طريقة هادي العلوي في تبسيط حروف وكتابة العربية .يخاف اللغويون العرب من تبسيبط العربية خوفا من تكفيرهم لان المؤسسة الدينية ربطت العربية بالقران علما انه كانت هنالك في زمن نزول القران عدة عربيات وليس عربية واحدة لذا علينا اليوم محاولة تبسيط الحرف العربي وطباعته وتبسيط قواعد اللغة العربية وتوحيد العربية في المشرق العربي مع دول ومجتمعات المغرب االعربي ..يتبع


18 - توضيح
ماسنسن ( 2016 / 9 / 16 - 12:39 )
من حق الكاتب أن يجيب أو لا يجيب من حقه أيضا أن يجيب هذا قبل هذا أوبعد هذا ومن حقه أن ينشر تعليق هذا قبل هذا : له مطلق الحرية

لكن من حق المعلق أيضا أن ينسحب إذا رأى أنه أخطأ في إختيار محاور يصلح لتفنيد أوهام لم يفلت من براثنها إلا القليلون


19 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 9 / 16 - 12:42 )
لقد عانيت كثيرا عند كتابتي لبعض المقالات التي استند اليها الى باحثات وباحثين من الغرب وتونس والجزائر لان الكثير منهم يفكر بالفرنسية ويكتب بالعربية او يتم ترجمة الكتاب من الفرنسية الى العربية ومعلوم اختلاف المصطلحات ومنخوتات الكلمات في العربية بين دول المغرب الكبير وبين المشرق العربي . اي ان هنالك حواجز وسياجات لغوية اخذت تعمل عمل الكابح للتواصل الثقافي بين المغاربة والمشارقة بالاضافة الى اشكالية اللهجات . لذا علينا تبسيط اللغة العربية في كتابتها وطباعتها وفي قواعدها وهذا الامر يرتبط بتطور مجتمعاتنا علميا ومعرفيا ومدى تطور الحريات العامة والشخصيةوظهور مشاريع للحداثة والاستنارة والديمقراطية في مجتمعاتنا ..

ارجو ان اكون الا اثقلت عليكم ..


20 - العزيز وليد - 1
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 13:25 )
مرحبا ً بكم أخي وليد،

تقول: أرجو ألا أكون أثقلت عليك، ما هذا الكلام يا صديقي، إن تعليقاتك ثرية غنية ترفد المقال بمحتوى متميز يحفـِّز على التفكير!!!!

تقول: -العرب متخلفون من ناحية اللغة العربية لانهم متخلفين علميا وسرعة الاكتشافات والابحاث اليومية يستلزم استخدام مصطلحات جديدة لذا لم تتطور اللغة العربية-

كلامك هذا في صلب الموضوع و هو عين الحقيقة، و هو ما أسعى إلى لفت النظر إليه بهدغ تغيره. قامت اسبانيا في العام 2010 (عام واحد فقط) بترجمة ِ كتب ٍ إلى الإسبانية أكثر ما تمت ترجمته إلى اللغة العربية في ألف عام كاملة، هذا كارثة مصيبة إنها دليل و مؤشر على ثقافة تعتقد أنها تمتلك العلم، حصلت الكمال، اكتملت عن كل نقص فلم يعد يلزمها شئ، إنها ثقافة مُنغلقة عن الآخر على نفسها، و هذه بالذات ما نريد أن نغير، و ما نهدف أن نعيد بناءه.

بالنسبة لكلامك عن المفكرين المغاربة فهو صحيح، عندك مثلا ً العملاق الراحل طيب الذكر العفيف الأخضر. مقالاته عميقة جدا ً،،،

يتبع


21 - العزيز وليد - 2
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 13:32 )
تابع

مقالاته عميقة جدا ً لكن قراءتها تستلزم مني مجهودا ً أكثر في التركيز و تأنِّيا ً، و تستغرق ُ وقتا ً أطول، لكنِّها طراز ٌ فريد، نوع ٌ من التمثيل Synthesis الذي ينقل ُ كيانا ً إلى داخل ِ كيان ٍ آخر مُبدِّلا ً من طبيعة ِ الأول إلى طبيعة ِ الثاني لكن حافظا ً لدلالاته و مقاصده، و أرى في قدرة العربية على عملية التمثيل ثم حضور الكيان الجديد بطبيعته الجديدة داخلها دليل قوة و صلاحية، هذه اللغة تستحق ُّ أن يُعتنى بها، أن تحيا، أن تظهر، أن يكون لها مشاركة فاعلة، لدينا كنز أخي وليد لكننا عميان ٌ عنه، أنا أفتح ُ الأبصار عليه، بكل بساطة.

بالنسبة لموضوع تبسيط و تطوير الكتابة، نوعا ً ما أنا معك من حيث ُ المبدأ لكن يجب دراسية التفاصيل و الاتفاق بشأن خصوصية كل تغير و استتباعاته على المدين القريب و البعيد، أنا ضد الجمود بالمطلق و مع التغير المدروس الذكي المفيد المُستدام.

دمت بود!


22 - تحية طيبه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 9 / 16 - 16:45 )
اتمنى ان تكون و العائلة الكريمة بخير.انقطعت ولو اني اعرف ان من يعرف الحوارالمتمدن لا ينقطع عنه.تحية له و لك
اعيد نص التعليق الذي كتبته على مقالة العزيز قاسم حسن محاجنة و هو التالي
....
تحية طيبة
اللغة بحر لا يستطيع التأثير به او عليه اي كائن حي او كائن خرافي
اللغة بحروفها المكتوبة او المنطوقة تاريخ عميق بدأ من اول نَفَسْ لأول من شكل موسيقاها.مهما كانت تلك اللغة حتى ولو تكلم بها بضع عشرات من البشر..انها عمق ذلك الناطق بها الذي لا يمكن له من تحديد مدى ذلك العمق.لا احد يعرف اول حرف لأي لغة حية متى نُطقْ او كُتِبْ وحتى ما يُقال انها منقرضة فهي غير ذلك انما كاي مادة تحولت.لا توجد لغة منقرضة انما لغة انتجت اخرى اوتشعبت اوتحررت من بعض ما فيها فانتجت غير المعروف عنها.
من يسئ الى لغة يسئ للحياة و تراكماتها و يسئ لنفسه اولاً و هو لا يستحق حتى امكانية النطق التي امتلكه.
اللغة من كيمياء حياة المجموعة البشرية التي تتعامل بها وتغيرت كما تتغيرالكيمياء المحيطة بها وبناطقيها.اللغة صوت ونغمة وموجات اي مادة لا تفنى
اتمنى ان تسعفنا بموضوع عن الانتخابات الاردنية التي تبدو انها مثيرة
اكرر الشكر و التحية


23 - العزيز عبد الرضا!
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 19:34 )
يوما ً طيبا ً أخي عبد الرضا و أشكركم لسؤالكم و كلماتكم الطيبة،

لن أضيف حرفا ً على ما تفضلتم به، فهو توصيف ٌ شامل للغة: ماهية ً، و دورا ً، و تأثيرا ً، و روحانية ً و تأريخ َ تطوُّر ٍ. لقد قدَّمت َ فهما ً نادرا ً ذا أفق ٍ نفسي ٍ يتلقاه القارئ بتلقائية ٍ و ينسجم معه.

بالنسبة ِ للانتخابات الأردنية فهي موضوع ٌ شائك ٌ و كنت ُ منذ ُ فترة ٍ أُقلِّب فكرة مقال ٍ في عقلي و استقرَّ رأيي على عدم الكتابة في هذا الموضوع للأسباب التالية:

- ما زلت ُ أراها غير قادرة ٍ على إفراز ِ نوَّاب ٍ لهم رؤية واضحة ذات ُ أفق ٍ تنويري

- جلُّ المرشحين متسقون مع العقلية ِ الشعبية و توقُّعاتها و يعملون داخل حدود إطارها

- الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن تفرض ُ إيقاعا ً أمنيا ً لن يسمح بإثارة مواضيع حساسة تمسُّ جوهر الوعي و أنماط التعبير

و عليه فلن يكون مقالي ذا فائدة ٍ أبداً، و لا أخفيك َ أن هذا يسبب لي ضيقا ً شديدا ً فكأنما قدر هذه المنطقة من العالم أن نضطر لرسم المستقبل على ضوء توازنات التحديات.

سأكون إيجابيا ً و سأنتخب أقرب القوائم إلى الفكر التنويري و هي قائمة -معاً- التي تنادي بالدولة المدنية.

دمت بودٍّ!


24 - لست ضد اللغة العربية
ملحد ( 2016 / 9 / 16 - 20:31 )
لست ضد اللغة العربية. فالمثقف , متعدد اللغات ,يتباهى بذلك....
ولكن انا مع تطوير العربية باسرع ما يمكن وبأي وسيلة معقولة وممكنة

لذا اعتقد ان تحويل حروف العربية ( الفصحى والعامية) الى الحروف اللاتينية , كما فعل اتاتورك مع التركية ,سيساعد على تطوير العربية ومعالجة القصورات الكثيرة التي تعاني منها, وفي نفس الوقت سيساعد ذلك على تطوّر ثقافة الناطقين بها

انا اعتقد ان تحويل حروف اللغة التركية(كانت تتخذ شكل الحروف العربية...) قد ساعد على تطوّر تركيا وتطوّر شعوب الناطقين بها, باستثناء الانتكاسة الاخيرة....
على فكرة,هناك الكثير من المثقفين الايرانيين الذين يدعون الى تحويل حروف اللغة الايرانية(تتخذ حاليا شكل الحروف العربية...) الى الحروف اللاتينية. واعتقد, للاسف, ان ايران سوف تسبق (العرب) في ذلك! بعد سقوط النظام الديني الفاشي في ايران.

يتبع


25 - لست ضد العرببة
ملحد ( 2016 / 9 / 16 - 21:46 )
تتمة
بعض المشاكل التي تعاني منها العربية
- عدم احتوائها على حروف كبيرة وحروف صغيرة! وهذا يعتبر قصور كبير....
- عدم احتوائها على لغة بيسطة! كالانكليزية مثلا( simple English) وهذه نقطة مهمة جدا خاصة للذين يريدون تعلّم العربية من غير الناطقين بها ( Native Speaker)

- عدم مناسبة الاحرف الحالية للمصطلحات العلمية!
مثال: المادة الوراثية-;- باللاتينية: DNA !
بالعربية:1- د ن ا ?!
2- دنا ?! قد يفهم منها كلمة (دنا) بمعنى اقترب!
- بعض القواعد الحالية للغة العربية غير ذي معنى! وبحاجة الى تطوير خاصة اذا علمنا ان القواعد السارية حاليا لم تتطور منذ زمن بعيد!
ارجو ان اسمع رأي الكاتب المحترم, ورأي الاخوة القرّاء ان امكن, حول طرحي هذا, وشكرا

تحياتي للجميع


26 - العزيز ملحد - 1
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 16 - 23:59 )
يوما ً طيبا ً لك أخي ملحد،

قدمت َ طرحا ً بالاستعانة بالحروف اللاتينية بدل الشكل العربي الحالي باعتبار هذا الاستبدال سيُنتج التطور المنشود، اسمح لي ببعض الأسئلة التي تهدف إلى توضيح طرحك و فهم علاقته مع التطور المعني:

- ما هو الرابط بين شكل الحرف و التطور الثقافي (أي تغير العقلية و النظرة للحياة)؟
- ما هو الرابط بين شكل الحرف العربي و استدامة ثقافتنا التي تحتاج للتغير؟
- ما هو الرابط بين شكل الحرف اللاتيني أو الغربي و التطور الحضاري (أو التغير الثقافي)؟

بالنسبة لتركيا فموضوع نهضتها العلمانية ارتبط بقرارات سياسية من رأس الدولة وقتها و هو أتاتورك، و يرتبط بشكل مباشر بتتريك الدولة بشكل شمولي و هو موضوع يتداخل مع جميع مظاهر الحياة و وجوه الثقافة الحضارية للأتراك.

أما إيران فهي تستند إلى إرث فارسي قديم، و إن كان لها نظام ديني متشدد، و لا أعتقد أن نظامها سيسقط قريبا ً، أنظر إلى سوريا و هي في عامها الخامس من الحرب و ما زالت جميع الأطراف غير قادرة على الحسم النهائي.

يتبع


27 - العزيز ملحد -2
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 17 - 00:08 )
تابع

مشكلة اللغة العربية في تعقيد: قواعدها و تصريف أفعالها و تراكيب الضمائر و أشكالها، لكن َّ هذه مشكلة يمكن تجاوزها بتقديم مادة دراسية ميسرة تركز على أساسيات اللغة و تراكيبها الأولية في مراحل التعليم الأولى ثم يتدرج الطالب فيما هو أصعب و أعقد لاحقا ً.

أذكر أن أحد مناهج تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها ارتكز َ على موضوع المحادثة تحديدا ً و رفد الطالب المُتعلم بأمثلة شمولية تغطي جميع مواقف الحياة بحيث يتم اكتساب اللغة عن طريق الممارسة، و يمكننا أن نسير على هذا المنهج بالتوازي مع تعريف ميسر و مدروس بعناية للقواعد و التراكيب.

أما موضوع الحروف الصغيرة و الكبيرة فأرى أننا لا نحتاجها و أرجو التفضل بإبراز رؤيتكم في هذا المجال.

موضوع الاختصارات محلول، و دعني أعطيك مثالاً، فالـ حمض النووي الرايبوزي منقوص الأكسجين هو المُرادف للنص العلمي: Deoxyribo Nucleic Acid و الذي يتم اختصاره بأخذ الحرف الأول من كل كلمة لنحصل على DNA، بنفس الطريقة يمكننا أن نقول: ح ن م، و الـ RNA تصبح: ح ن ر، و هكذا.

أرحب بك!


28 - اخ نضال رد 1
ملحد ( 2016 / 9 / 17 - 08:40 )

بداية صباح سعيد لك وللجميع

اقتباس: ( ما هو الرابط بين شكل الحرف و التطور الثقافي (أي تغير العقلية و النظرة للحياة)؟
- ما هو الرابط بين شكل الحرف العربي و استدامة ثقافتنا التي تحتاج للتغير؟....

تعقيب: اعتقد ان تحويل حروف العربية الى الحروف اللاتينية سيساعد على (فك الارتباط) بين العربية (وبعدها الديني المقدس)! وكلنا نعلم مدى التأثير السلبي لهذا البعد الديني على تطور العربية وتطور ثقافة الناطقين بها.
ولا يتّسع المقام هنا لابراز امثلة.


29 - اخ نضال 2
ملحد ( 2016 / 9 / 17 - 09:45 )

اقتباس:( أما موضوع الحروف الصغيرة و الكبيرة فأرى أننا لا نحتاجها و أرجو التفضل بإبراز رؤيتكم في هذا المجال)

تعقيب: لنأخذ مثالا بسيطا.
كلمة (جمال) : قد تكون اسما لشخص مثلا... او قد تكون نعتا او صفة لشئ ما! فنقول مثلا : جمال الطبيعة......
فعندما تُكتب بالحرف الكبير للحرف الاول فيفهم القارئ فورا ان المقصود هو اسم ,سواء اسم شخص او دولة او مؤسسة (مدرسة او جامعة مثلا....) اما اذا كُتبت بدون حرف كبير فعدنها يفهم القارئ ان المقصود هو صفة....
هذا مجرد مثال. فهناك مثلا المصطلحات العلمية التي تختصر بكتابتها بالحرف الكبير للحرف الاول من كل كلمة كما اشرنا كلانا

انظر: 1- DNA
2- ح ن م ?!
ايّهما اجمل واكثر تعبيرا ورقيّا?
هذا بالاضافة الى ان (ح ن م) لا تصلح! والاصح (د ن ا) فهناك مصطلحات علمية موحدة عالميا خاصة عندما يتعلق الامر بالابحاث العلمية المشتركة....


30 - اخ نضال 3
ملحد ( 2016 / 9 / 17 - 10:05 )

كتبت:(بالنسبة لتركيا فموضوع نهضتها العلمانية ارتبط بقرارات سياسية من رأس الدولة وقتها و هو أتاتورك، و يرتبط بشكل مباشر بتتريك الدولة....)

تعقيب: بغض النظر عن كيفية قيام هذه الحركة(تحويل الحروف) وبغض النظر عن الاهداف الاخرى لهذه العملية, فانه لا يمكن لعاقل تجاهل الاثر الايجابي الكبير لهذه العملية على انتقال تركيا من دولة متخلفة ذات مرجعية دينية الى دولة علمانية حديثة

اذا سمح الوقت ساكتب تعقيبا آخر

تحياتي


31 - اللغة العربية ليست لغة العلم والتقنية
ليندا كبرييل ( 2016 / 9 / 17 - 12:58 )
عودة سعيدة أستاذ نضال الربضي المحترم

أخي الكريم

أعتقد أن العربية لغة حية ووسيلة للتعبير عن الحياة، وصحيح أنها عاجزة أمام لغة العلم الحديث والتكنولوجيا ولكن لا يمكن أن تندثر أبدا ما دام هناك منْ ينطق بها

الدعوات إلى تغيير لغتنا والاعتماد على الحروف اللاتينية غير واقعية

نحن يلزمنا جرأة الإقدام على فك الارتباط بين اللغة ككائن قائم بذاته، وبين المقدس الذي سطا عليها وألزمها سجنا أبديا،فعجز علماؤنا إلى اليوم تبسيط حتى القواعد

أعتقد أن الخطوة المقنعة إصلاح برامج التعليم، واعتماد الثقة من علمائنا لوضع منهج قواعدي مبسّط، والقيام بالترجمة للغة العلمية العالمية

حسب علمي فإن سوريا كانت أول الدول العربية التي يدرس أبناؤها في كليات الطب والهندسة مناهجهم باللغة العربية بعد تعريب المناهج الأجنبية

يجب ألا نأخذ لغتنا بهذه الخفّة
لغتنا رائعة وجميلة ويجب أن يكون أمنها وحمايتها أول مهام مثقفينا

مع تحياتي لحضرتك، وللحاضرين الكرام


32 - اقتراحات العزيز ملحد - 1
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 17 - 16:17 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك أخي ملحد و شكرا ً لمتابعتك و توضيحاتك،

فك الارتباط بين العربية كلغة و الإسلام كدين هو طرح ٌ لمحيط المسلمين العرب فقط، و لا حاجة له عند غير المسلمين من العرب، و لا عند المسلمين من غير العرب الذين يعتمدون على ترجمات للقرآن (يسمونها ترجمة معاني القرآن) و يفهمون الإسلام كمنهج حياة و عقيدة لا كنص ديني يتخذ حياة ً لنفسه بنفسه، و من هنا أرى أن محاولة فك الارتباط بين الإسلام و العربية عند المسلم العربي مطلب غير واقعي، و أعتقد أنه غير ذي فائدة لهذه الفئة بالذات، إنما الأجدى هو مقاربة القضايا القديمة من زوايا عصرية جديدة، و التوصل إلى توجهات حديثة من ذات النصوص القديمة، و هو مطلب أثبت نجاحه في اليهودية و المسيحية عن طريق جدلية: الزمن، الأحداث، الحاجات و الإنسان.

بالنسبة لموضوع الحروف الكبيرة و الصغيرة و المثال الذي أوردتَه مشكوراً، اسمح لي أن أتناوله بطريقة بسيطة فأعرض َ أمامك َ أهمية فهم النصوص بحسب -سياقها-، و هو الأمر الذي يفتقر له الكثير من مستخدمي اللغة العربية نتيجة نقص ٍ في الممارسة أولا ً و تدني جودة الخبرات ثانياً. فهم سياق النص يحل هذه المشاكل.

يتبع


33 - اقتراحات العزيز ملحد - 2
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 17 - 16:24 )
تابع

بالنسبة لموضوع المصطلحات، لقد تعودت َ على الـ: DNA و لذلك ستبدو لك: ح ن م، غريبة ً غير ذات دلالة، و هذا صحيح حينما يكون التعليم غربيا ً بأكمله، و هذه نقطة أريد أن أتحدث فيها قليلا ً فأقول: أنا مع تدريس العلوم باللغة العالمية التي ينتشر بها، فإذا كانت الإنجليزية فليكن بالإنجليزية، ليستطيع َ الدراس ُ الإلمام بالموجود و مواكبة الجديد و إجادة كليهما و الاتصال مع من يدرسهما،،،

،،، أما إذا اختارت دولة ً ما تعريب مناهجها العلمية (و هو ما لا أحبذه) و صار التعريب أمرا ً واقعا ً فعلينا إذا ً أن نتخذ ذات المنهج العلمي في التعريب، وعليه أن نستخدم: ح ن م، و ستصبح ُ تلك الاختصاراتُ معيارية ً ثم َّ طبيعية ً تجد ذات القبول الذي تجده: DNA عند غير العربي.

بالنسبة للموضوع التركي، لقد خدمت مفارقة ُ الحروف العربية الهدف العلماني غير العربي لأن المعطيات و الحيثيات و الظروف و الأشخاص كانت مختلفة، و لا يمكننا أن نستنتسخ ذات التجربة متوقعين نجاحها.

يتبع


34 - اقتراحات العزيز ملحد - 3
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 17 - 16:36 )
تابع

في العربية يلعب ُ التشكيل: َ ُ ِ ، و التشديد: ّ ، و التسكين: ْ ، دورا ً هامَّا ً في التحكُّم باللفظ من جهة تخفيف الحرف أو تثقيل لفظه، أو تعزيزه بنسخة ٍ منه، و هو ما تفتقر إليه الإنجليزية مثلا ً، كما أن َّ الإنجليزية َ مليئة ٌ بالقواعد اللفظية التي تضيع ُ في متاهاتها، لاحظ معي مثلاً:

لفظ الـ ei في
- Perceive (يُدرك): تُلفظ بيرسيِف (لاحظ أن الـ ei لُفظت EE ثقيلة)
- Sleigh (زلاجة): تُلفظ سلِاي (لاحظ أن ei لُفظت A)

و لو فحصت الإنجليزية ستجد كل هذا الخروج عن القواعد و الاستثناءات الكثيرة حتى لتحير ُ في أمرها، و تُصبح و أنت تسعى لحل ِّ مشكلة العربية غائصا ً حتى أذنيك في مشاكل الإنجليزية و عندها يا صديقي ستضطر ُّ لاختراع لغة جديدة :-))) تنقل إليها العربية، و هذه تحتاج ُ من يتعلمها، و عودة ً إلى المربع صفر :-))))

صدقني لغتنا جميلة جدَّا ً، ما يلزمنا خبراء يضعون َ مناهج َ مُيسَّرة لكن ذكية متينة دسمة و مُحبَّبة تكتسب ُ القبول.

دمت َ بودٍّ!


35 - العزيزة ليندا - 1
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 17 - 16:43 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك كاتبتنا الجميلة!

أنا معك ِ في موضوع ِ إصلاح التعليم، بل لنقل إعادة بنائه تماما ً على أًسس ٍ علمية عالمية، فنحتاج إلى:

- أن نُدرك أن العلم موضوعي لا يخضع ُ للآراء و بذلك نستورد العلم كما هو لا كما يحلو لنا أن نعتقد ماهيته.

- أن نفصل الدين عن المواد غير الدينية كالعلوم و الآداب، و بهذا يحتوي كتاب اللغة العربية على لغة ٍ فقط، لا على آيات ٍ و لا أحاديث، و كتاب التاريخ على تاريخ شامل لكل الأمم لا فقط على تاريخنا ثم بضع صفحات ٍ عن تاريخ أوروبا يكتنفها التبخيس لهم و التمجيد لنا، مع غياب ٍ تامٍّ لتواريخ الأمم السالفة (باستثناء هزيلات ٍ من الصفحات عن الفراعنة أو الفرس لا تقول شيئا ً و كأنها وُضعت: رفع عتب)، و هكذا باقي الكتب: الكيمياء لدراسة الكيمياء لا للحديث عن أفضال الكيميائين المسلمين، الخ حتى فعلا ً نُدرِّس العلم و نأخذ مكاننا بين أمم الأرض و نحن قادرون على ذلك.

يتبع


36 - العزيزة ليندا - 2
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 17 - 16:48 )
يتبع

أما بالنسبة لتعريب المناهج فأنا أعتقد ُ أننا بحاجة لدراسة العلوم باللغة ِ العالمية ِ التي يتخاطب ُ به كل من يتعاطون بهذه العلوم، و هي حاليا ً الإنجليزية (مع اعترافنا طبعا ً بتدرسيها بلغات كالفرنسية و الألمانية لكن هذه اللغات تفرض نفسها في محيط ِ دول ٍ بعينها تعتمدُها و بهذا تصبح إقليمية ً بذاتها، و هو ما لا ينطبق ُ على العربية).

و لقد كتبت ُ في هذا للأستاذ ملحد في معرض ردي الأخير على ما تفضل َ بطرحه.

أحيك ِ على كلامك ِ الرائع المسؤول فأنت و أنت سريانية ُ الأصل تعتزين بسريانتك الأصيلة الجميلة تستطيعين تذوق العربية و تعتبريتها لغتك ِ و تكتبين بها بمهارة ٍ و اقتدار، و هكذا يكون الإنسان سيدتي الكريمة، كما قال نيتشه قادرا ً على تذوق كل جميل صحي طازج، و هو الذي يعطيه عن استحقاق لفظ: إنسان!

أتشرف بوجودك ِ و أعتز ُّ بفكرك و صداقتك ِ، دمت ِ بودٍّ!


37 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 9 / 18 - 14:07 )
لي راي بالنسبة لتعقيبات الاخ ملحد اقول فيها:

ان تركيا تنتمي الى العرق الاري ولاتنتمي الى العرب لذا فان تحول الحورف من العربية الىاللاتينية كان شيئا طبيعيا يتجانس مع ثقافة الاتراك عبر التاريخ خارج االعربية . ..

اما بالنسبة لنا العرب فالحرف العربي جزء من هويتنا وثقافتنا بعد ان بادت الثقافات القديمة كالاكدية و السومرية والقبطية وغيرها ..

لذا علينا بتطورير العلم وتطوير العربيةخارج علوم الاقدمين وخارج القران والاسلام لان العرب موجودون قبل الاسلام .

تقبل تحياتي صديقي نضال..


38 - الى الاخ الكاتب والاخ وليد يوسف عطو
ملحد ( 2016 / 9 / 19 - 13:00 )

1- الاخ الكاتب: ( .....و لو فحصت الإنجليزية ستجد كل هذا الخروج عن القواعد و الاستثناءات الكثيرة حتى لتحير ُ في أمرها، و تُصبح و أنت تسعى لحل ِّ مشكلة العربية غائصا ً حتى أذنيك في مشاكل الإنجليزية ....)???!!!
تعقيب:يبدو انك وللاسف فهمتني خطأ!
فانا لم ادعو الى الغاء العربية والتحول الى الانكليزية!
ما طرحته هو فقط تحويل الاحرف العربية الى اللاتينية(هناك الكثير من اللغات التي اصلها لاتيني وليس الانكليزية فقط!) ثم بعد ذلك تطوير قواعد هذه اللغة .... فلا علاقة لقواعد اللغة الانكليزية بموضوع النقاش??!!
تعقيبك على مداخلاتي كان عاطفيا! والعاطفة(كلام القلب وليس العقل!) جزء مهم من مشاكلنا التي نعاني منها.....
تحياتي واحتراماتي

2- الاخ وليد يوسف عطو
كتبت: ( اما بالنسبة لنا العرب فالحرف العربي جزء من هويتنا وثقافتنا ...) ???!!!!
تعقيب: لا ادري ولم افهم كيف يكون (الحرف) هو (هويتنا)???!!!!
انها العاطفة اخي الكريم!
انظرايضا لتعقيبي على الاخ الكاتب
تحياتي واحتراماتي الصادقة لكما


39 - العزيزان ملحد و وليد
نضال الربضي ( 2016 / 9 / 19 - 16:13 )
تحية طيبة للأخوين ملحد ووليد،

فهمت ُ طرحك َ جيدا ً يا صديقي و من المرة الأولى، و كان قصدي أن أبرز لك أن القواعد الإنجليزية في اللفظ كثيرة جدَّا ً و استثناءاتها كثيرة و عليه (أرجو أن تنتبه هنا) عندما تكتب جملة ً عربية ً بالحروف الإنجليزية فستستخدم ُ عندها قواعد اللفظ الإنجليزية و بالتالي ستحار ُ في لفظها الصحيح،،،

،،، بالتالي ستحتاج ُ أن تجد قواعد لفظية جديدة (و كأنك تخترع لغة ً جديدة)،

فهمتني الآن؟

من هنا أنا مع اقتراح صديقنا وليد بحسب ما شرحتُ في الأعلى و بحسب باب ِ الهوية الذي منه ينطلق.

أهلا ً بكما!


40 - اخي نضال
ملحد ( 2016 / 9 / 20 - 04:30 )

انصحك بقراءة التجربة التركية الاتاتوركية في هذا المضمار.
فلم تكن عملية التحويل الى الحروف الانكليزية وحدها ! وانما تم الاستعانة بحروف من الالمانية والسويدية ..... كل ذلك ليناسب قواعد النطق للغة التركية نفسها وليس غيرها.

على فكرة, فقد تم في نفس العملية تحويل حروف الكردية(كانت تتخذ شكل الحروف العربية) الى اللاتينية ايضا
هل اثر ذلك على (الهوية)الكردية ?!

تحياتي

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي