الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادية مراد.. وهذا النبع من الدموع والآهات !

محمد سليم سواري

2016 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قد تَنبت أنواع الزنبق وشقائق النعمان في الأرض القاحلة والبور .. وقد يستخرج الذهب والماس من المناجم في بطون الجبال والصخور .. وقد يَهُب البحر من أعماقه الدرر واللؤلؤ المنثور .. وقد يضيء كوكب دري الظلام الدامس في آفاق السماوات والطور.. ولكن أن تشرق شمس وتتراقص بسمة على شفاه الثكلى ومعذبي الأرض فتلك معجزة .. ولكن أن تقام أعراس الموت ومهرجات الجرح على عتبات الكنائس والأديرة والمساجد ومعبد لالش فتلك ملحمة .. ولكن أن تقام فرائض الصلاة والصدقات والزكاة والقربان في وطن هو مرتع للفساد والمفسدين وقادة المصالح ووعاظ السلاطين فهي الأسطورة .. ولكن أن نبتهل ونصغي للمزامير ومناجاة القوالين وفتاة عذراء تُعمذ بالنيران المقدسة فهي الحقيقة الساطعة !!!
لقد كُتب الكثير عن الإنسانة الضحية ( نادية مراد ) قبل تتويجها السفيرة الأممية للنوايا الحسنة من قبل منظمة الأُمم المتحدة وبعدها والكل عبروا عن مشاعرهم التي فاضت بالوفاء تجاه هذه الإنسانة التي تجلت من خلالها كل سور البراءة وآيات المحبة .. نعم كل الإنسانية عبرت عن إبتهاجها بهذه المبادرة .. نعم كل العراقيين عبروا عن فرحتهم بهذا الموقف الجلل .. نعم كل الكوردستانيين والكورد عبروا عن سرورهم بهذا التكريم الإنساني .. نعم كل الإيزيدين عبروا عن غبطتهم بتسنم إبنتهم هذا المنصب العالمي الرفيع حتى وهم في معسكرات الهجرة ليقفوا وقفة عز ومسرة وهم يرقصون على الجراح لهذه المبادرة التي لن تتكر في التأريخ إلا ما ندر .
فلا غرو أن يفرح كل منهم بطريقته .. وأنا الساكن في ثوب الغربة وشرنقتها وخلف أستار هذا المجهول المتحزم بخيوط من الأمل في عنقاء يرفرف جناحاه على ديار الرافدين وتخوم سنجار فرحت كثيراً لها وترددتُ أكثر في الكتابة عنها لأن المشاعر عندما تنبع بالصدق وتفيض لا يستوعبها تواضع الفكر والكلمات والقلم .. فلا غرابة أن تكون فرحتي من عيار آخر ومبعثه الحقيقي هو .. أنه لم يكن ترشيح نادية مراد لهذا المنصب مكرمة المحاصصة اللعينة التي كانت السبب في مصيبتها وكارثة شعبها وبني قومها .. أنه لم يكن ترشيحها بسبب إنتسابها للعائلة والعشيرة الفلانية .. أنه لم يكن ترشيحها وتزكيتها من قبل حزب معين أو طائفة معروفة أو لون محدد ! فرحت والقلب يبكي قبل العين لأن آلامها ومعاناتها ودموعها وبرائتها هي من رشحتها وأهَلَتها وزكتها لهذا المنصب الرفيع والنزيه وستكون الفرح أكبر عندما تنال جائزة نوبل .
وتباً لكل الأيادي النجسة التي نالت من نادية وعائلتها وبني قومها .. تباً لكل مَن كان له ضلع أو كان السبب في هذه النكبة الإنسانية والإبادة البشرية.. تباً لكل من تاجر ويتاجر بآلام الآخرين عن وعي ومن غير وعي .. تباً لكل الذين قَتلوا وأرهبوا وهَجروا وعَذبوا الأبرياء من الناس بإسم الإسلام .. ألا يشعر كل أولئك بالخجل حيث سيركعون جميعاً أمام براءة ورِقة نادية مراد .. وسوف لن تكون هذة الوقفة هي الأولى ولن تكون الأخيرة هي حيث المظلوم ينتصر على الظالم بصبره وجَلَده وتجشمه لتكون دولة الظلم ساعة ودولة المظلوم إلى أن تقوم الساعة ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا