الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد مايسمى بالاسلام المعتدل ؟

حسن نبو

2016 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



درج الكثير من الكتاب المسلمين وغير المسلمين على تقسيم الإسلام إلى إسلاميين : إسلام سياسي وإسلام غير سياسي ، أو بكلام آخر : إسلام يسعى إلى إقامة دولة وفقا للنصوص الدينية التي يقول احداها {ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون } والتي تعتهبر في نظر المسلمين بمثابة الدستور الالهي الناظم للدولة ومؤسساتها ، وإسلام آخر يسعى إلى التبشير بالخير والنهي عن المنكر ، أي النظر الى الدين الاسلامي على انه موجه للإنسان على المستويين الأخلاقي والضميري لا اكثر .
أعتقد أن مثل هذا التقسيم بعيد عن الحقيقة إلى حد كبير، فالإسلام هوإسلام واحد خرج من رحم الدولة – السياسة . فبالرجوع إلى بدايات الديانة الإسلامية نجد أن نبي الإسلام لم يتمكن في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية التي استمرت ثلاثة عشر عاما سوى جذب عدد قليل من الناس إلى دعوته من أهل مكة من خلال الحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة الناس بالتي هي أحسن . وكانت الدائرة تضيق عليه مع مرور الوقت من الملأ المكي ( أصحاب الثروة والنفوذ والجاه ) . وعندما لم يتمكن النبي من نشر الدين الذي يبشربه في مكة بالكلمة والموعظة الحسنة …عقد العزم على الهجرة إلى المدينة مع نفر من أصحابه كأبي بكر وعلي وعمر وغيرهم بعد أن لقي تأييدا قويا لدعوته من قبيلتي الاوس والخزرج في المدينة . وفي المدينة تغير اسلوب النبي في نشر الدعوة ، فبدلا من ان يستمر في دعوة الناس الى اعتناق الدين الجديد بالحكمة والموعظة الحسنة وبمجادلتهم بالتي هي أحسن وحدها ، اصبح يستعمل السيف ايضا في مواجهة كل من ينكر دعوته ولايؤمن بها ، وقد تمكن من خلال السيف فرض الدين الجديد على قبائل عديدة في الجزيرة العربية . ولم يكن استخدام القوة ممكنا الا في ظل سيطرته على المدينة وجعلها مركزا للانطلاق منها لغزو كل القبائل التي تعمل على افشال دعوته ، وبهذا المعنى تحولت المدينة الى اول نموذج لدولة اسلامية يترأسها النبي ويطبق فيها كل التعاليم الاسلامية وأصبح النبي قائدا عسكريا إضافة إلى كونه نبيا . كل هذا بالتزامن مع خطاب جديد للآيات والأحاديث النبوية التي أصبحت في معظمها تدورحول كيفية تأمين الموارد للدولة من خلال ( الغنيمة والجزية والفيء ) وتحض على مقاتلة المشركين وسلب قتلاهم وكيفية التعامل مع العبيد والجواري الذين كثر عددهم وعددهن مع توسع رقعة الأمصار المحتلة أو المفتوحة من قبل الجبوش الإسلامية ، الخ . ولهذا لايمكن فصل الدين الإسلامي عن الدولة – السياسة .
وبعد وفاة النبي إستمر أصحابه في الحفاظ على الدولة التي أسسها الرسول وطوروها مع مرور الزمن . لأن الدولة من خلال القوة التي تتبع لها هي التي مكنت المسلمين من إحتلال أوفتح البلدان المجاورة للجزيرة العربيه وكذلك البعيدة عنها وتحويل شعوبها إلى شعوب مسلمة . وقد استمر وجود الدولة الإسلامية حتى سنة 1258 ميلادية ، وهو التاريخ الذي سقطت فيه الدولة – الخلافة العباسية بعد اجتياح المغول لبغداد وقتلهم لآخر خلفاء بني العباس ( المستعصم بالله ) . وإذا مااعتبرنا أن السلطنة العثمانية جزء من الدولة الإسلامية نستطيع القول أن الدولة كانت أهم عامل من عوامل قوة الإسلام عبر التاريخ .
بالتمعن في برامج وأهداف الحركات والجماعات الدينية المعاصرة – سنية كانت أو شيعية – نجد أن جميعها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية التي تعني الحكم بما أنزل الله ، أو الحاكمية لله وحده لدى أهل السنة . وحكم الولي الفقيه لدى المذهب الشيعي .
وقد باءت بالفشل جميع المحاولات التي كانت تهدف إلى فصل الدين الإسلامي عن الدولة ، واتهم بعض المطالبين بهذا الفصل بالكفر أوالإرتداد أوالزندقة ، لأن إقامة الدولة وفقا لتعاليم القرآن والسنة النبوية هي هدف أساسي من أهداف الديانة الإسلامية بفرعيها السني والشيعي .
المشكلة ان الدولة التي تسعى الحركات الاسلامية المختلفة الى انشاءها لاتنسجم وروح العصر بتاتا لأنها باعتمادها على النصوص الشرعية وحدها ستكون في مواجهة كل القوانين الوضعية التي لايعترف بها المسلمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد