الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة

مسعود محمد

2016 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة السورية جعلت من السوري سلعة للبيع والشراء في سوق النخاسة، وجعلت منه اداة لابتزاز الحكومات المحيطة بسوريا لدول الغرب، لتتسول ما يمكن من الميزانيات المرصودة منها لعلاج أزمة اللاجئين، أحدث صور التسول على حساب السوري، هو ما برز في نيويورك من قبل رئيس الحكومة اللبنانية، دولة الرئيس تمام سلام ووزير خارجيته جبران باسيل. ففي خطابه ومن على منبر الأمم المتحدة قال الرئيس سلام أنّ "العالم يشهد أسوأ أزمة نزوح قسري في التاريخ، مع كل ما يعانيه ذلك من معاناة وبؤس وجريمة وانتهاك حقوق الانسان وكرامته، وتدمير مصائر شعوب بأكمله"، وتابع: "في لبنان، بات النازحون السوريون يشكلون ما يوازي ثلث عدد السكان". وأضاف: "تفيد احصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان اكثر من مئة الف طفل سوري ولدوا في لبنان منذ بدء الأزمة في العام 2011، اكثر من خمسين في المئة منهم رأوا النور في الأشهر الثمانية عشرة الماضية. بكلام آخر، يفوق عدد الولادات السورية في لبنان عدد السوريين الذين يتم ترحيلهم واستقبالهم في دول أخرى، بما يعني ان عدد النازحين مستمر في الازدياد". ليكمل الرئيس تمام سلام يجمل تشبه دويها دوي الصواعق مستخفاً بعقول المجتمع الدولي، مراهناً على " فهلوية اللبناني"، المعروف باللغة العامية للبنان " إنه لعيب كشاتبين"، يلعب بالبيضة والحجر، ليقول " ما فعله اللبنانيون باستضافة مليون ونصف مليون نازح سوري عمل غير مسبوق. ما فعله اللبنانيون بانفاق خمسة عشر مليار دولار- لا يملكونها- في غضون ثلاث سنوات لإغاثة النازحين السوريين هو أيضاً عمل غير مسبوق. ما فعله اللبنانين عبر حفظ الاستقرار والانتظام العام والأمن بوسائل ضعيفة هو عمل غير مسبوق. ما فعله اللبنانيون لتأمين التعليم لأكبر عدد ممكن من أولاد النازحين السوريين غير مسبوق. ما فعله اللبنانيون الذين حرموا أحيانا أسرّة في المستشفيات بسبب إشغالها من قبل النازحي السوريين غير مسبوق. ما فعله اللبنانيون عبر الحدّ من تهريب البشر الى الشواطئ الاوروبية كذلك غير مسبوق. فمتى يا سعادة الأمين العام سيفعل العالم شيئاً من اجل لبنان؟".
من يسمع رئيس وزراء لبنان يتكلم عن 15 مليار سيظن للوهلة الأولى انه قد حجز الفنادق الراقية في وسط بيروت لاستضافة السوريين، وانه قد فتح الجامعة الأميركية لتعليم أولادهم، وحجز كل مستشفيات لبنان، وجندها لخدمة السوري.
ما لا يعلمه او ربما يعلمه ويتجاهله أمين عام الأمم المتحدة بان كيمون هو أن أفضل ما قدمه لبنان للسوري، هو موجة من العداء، والعنصرية، والكراهية، وآخرفصول تلك الموجة هو ما خرج به وزير خارجية لبنان جبران باسيل الذي أكد أنه ليس مع منح المرأة اللبنانية المتزوجة من سوري أو فلسطيني حق إعطاء جنسيتها اللبنانية لأولادها.
وقال في تغريدات نشرها في موقعه على تويتر : "أنا مع إقرار قانون منح المرأة الجنسية لأولادها لكن مع استثناء السوريين والفلسطينيين للحفاظ على أرضنا".
"نحن ضد دمج النازحين السوريين في لبنان، وهم يصرون على ذلك (لم يوضح من هم) فهذا يهدد لبناننا ونحن هنا في نيويورك لأجل هذا الهدف".
وزير خارجية لبنان، ليس اول ولا آخر لبناني يستخف بالسوري فمن المعروف ان اللبناني اذا أراد أن يستخف بقدر أحد وبعدم مجاراته البرستيج يناديه "بالحوراني"، والحوارنة هم العمال السوريين من منطقة حوران الذين كانوا يعملون بالبناء.
سجلت في العام 2014 في حي الاشرفية ذات الأكثرية المسيحية شعارات تقول " على كل سوري حقير ان يرحل" ومعروف عن ذلك الحي انه اشتهر إبان الحرب الأهلية بشعار عنصري شهير خلال الحرب الاهلية ” ادفع دولارا تقتل فلسطينيا".
وظهرت شعارات عنصرية في احياء اخرى ، ففي احدى القرى ظهر شعار ” روم مش للسوريين ” وذكر احدهم في وسائل التواصل الاجتماعي ان اطفالا سوريين اجبروا على الركوع امام العلم اللبناني. وتفيد احصاءات متداولة على النت ان 60 سوريا تعرضوا للضرب والطعن، بعد الهجمات الانتحارية التي وقعت في بلدة القاع المسيحية.
واستخدمت شخصيات من التيار الوطني الحر، عبارات مهينة في وصف اللاجئين السوريين، اضف الى ذلك تطبيق نظام الكفالة في سوق العمل اي تحول اللبناني الى ضامن لوجود السوري وبالتالي وصيا عليه، حتى بتنا نسمع من بعض العمال السوريين ان رب العمل لا يحترم القانون فيلزم العامل السوري بساعات عمل اضافية مجانية. وتطبق قرى وبلدات عديدة قانون منع التجول من الثامنة او التاسعة ليلا وحتى السادسة صباحا لللاجئين السوريين.
هذا غيض من فيض مما يتعرض له السوري وما يسهل عملية ابتزازه واستغلاله والتعامل معه بعنصرية هو قرارات الحكومة اللبنانية وتحديداً تلك المتعلقة بدخول السوريين إلى لبنان والإقامة فيه، بالإضافة إلى التضييق على اللاجئين السوريين الذين يقيمون بمخيمات أو مجمعات لجوء.
يتعرض السوريون في لبنان إلى ابتزازات عنصرية من عدة فئات من الشعب اللبناني ولا يقتصر ممارسة هذه الانتهاكات بحق السوريين على أفراد بل يطال حتى جهات رسمية كالأمن العام والجيش اللبناني، فالسوري يتعرض في الأمن العام لكافة أشكال الإذلال حتى يجدد إقامته، وهو يتعرض للملاحقة والمضايقات من قبل مخابرات الجيش بحجة حفظ الأمن.
رغم كل ما سبق يقول رئيس وزراء لبنان بكل ثقة ان حكومته صرفت في ثلاث سنوات ما قيمته 15 مليار دولار على النازحين السوريين وتعليمهم، وكأنه يوحي أن السوري اللاجىء يسكن في فنادق الخمس نجوم في وسط بيروت، ومن ضمن وجباته الرئيسية " الكافيار"، وكل لاجىء منهم مخول بعلبة سيجار كوبي، وملزم بإرسال أولاده الى مدارس تحرص ان تعلمه بالحد الأدنى ثلاث لغات "عربي، فرنسي، إنكليزي".
حل أزمة السوريين في لبنان سهلة جداً وهي ان يقنع دولة الرئيس تمام سلام أحد أهم مكونات حكومته حزب الله بالكف عن قتل الشعب السوري والانسحاب من سوريا وتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وان يتوسط حليف النظام السوري وزير خارجية لبنان، جبران باسيل وعمه ميشال عون، لدى النظام السوري لكي يوقف قتله للشعب السوري ويفتح الحدود لعودة أهل القصير وحمص وحلب وبقية المناطق السورية، حينها تحل أزمة اللجوء السوري نهائياً ويحفظ لبنان من الشر المستطير الذي يحذر منه سلام.
دولة الرئيس ليس من اللائق بك ان " تطير فيوله"، كما يقول المثل الدارج اي ان تقول ما لم يحصل، 15 مليار نكتة سمجة لا يمكن لسامعها الا وأن يضحك عليك وعلى البلد، بئس الوزير الذي أجلسته على يمينك في أهم محفل دولي، فهل أصبحت انت وهو وجهان لعملة عنصرية واحدة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية