الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية النظام السوري تجاه الثورة .

حسن نبو

2016 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اتبع النظام في سوريا نهجا مختلفا الى حد كبير عن الاستراتيجية التي اتبعتها الانظمة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن تجاه الثورات التي قامت ضدها .
تتلخص هذه الاستراتيجية في العمل على تحقيق شيئين اثنين اولهما : تشجيع ظهور الجماعات الاسلامية الراديكالية المتطرفة في المناطق التي تشهد الاضطرابات والقلاقل ضد النظام وذلك على حساب الفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة . وثانيهما نشر القتل والدمار والخراب في تلك المدن عبر قصفها المستمر بمختلف انواع الاسلحة وعبر دفع الجماعات المتطرفة في تلك المناطق الى اقتتال بعضها البعض .
كان النظام يهدف من وراء النقطتين المذكورتين الى تحقيق عدة اهداف او غايات ومنها على سبيل المثال : اقناع المجتمع الدولي ان القائمين بالثورة عليه ليسو سوى جماعات اسلامية ارهابية على شاكلة تنظيم القاعدة . ومن جهة اخرى اقناع السكان في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة ان بديل النظام هو جماعات اسلامية متطرفة لامعنى لاحياة في ظلها وان عودة النظام الى مناطقهم هو الخيار الافضل لهم من بين كل الخيارات .
من الواضح ان النظام كان يدرك جيدا ولأسباب عديدة ومنها مساندة دولة عظمى مثل روسيا الاتحادية له ان الدول الكبرى التي ترحب بسقوطه كالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا لن تلجأ الى اسقاطه بالقوة كما فعل مع النظام الليبي .
وبالفعل افسح النظام المجال للجماعات السورية التكفيرية الجهادية بالانتشار في المناطق التي ثار سكانها ضد وجود النظام فيها الى ان كبر حجم هذه الجماعات المتطرفة واصبحت تخيف المجتمع الدولي بشكل جدي . ومن جهة اخرى لجأ النظام الى قصف تلك المناطق وتشجيع الاقتتال بين الميليشيات المختلفة في تلك المناطق لتتحول الحياة فيها الى جحيم في ظل صمت المجتمع الدولي .
هذه الاستراتيجية التي مارسها النظام تجاه الثائرين عليه ادت الى ابقاء النظام حتى هذا اليوم على حساب على حساب مئات الالوف من الضحايا وتدمير مساحات كبيرة جدا من العمران وملايين المشرديين وتمزيق سوريا كبااد موحدة .
المجتمع الدولي لم يعد يطالب برحيل النظام او برحيل رأس النظام او لنقل خف صوته كثيرا في هذا المجال بل اصبح همه الاول والاخير هو محاربة ارهاب الجماعات الاسلامية المتطرفة وبشكل خاص ارهاب تنظيم داعش الذي اصبح يشكل خطرا بتجاوز حدود سوريا .
وليس هناك اي نية او ارادة دولية لاخراج البلاد من الوضع الكارثي الذي وصلت اليه . وحتى اذا اراد المجتمع الدولي القيام بخطوات في هذا المجال فإن الأمر سيستغرق سنوات طويلة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!