الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل من أجل ألمانيا : إلى أين ؟

إسلام موسى

2016 / 9 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


البديل من أجل ألمانيا هو حزب سياسي ألماني معارض يتم تصنيفه كأحد أحزاب اليمين السياسي، تأسس الحزب في مدينة برلين عام 2013 على يد عدد من الإقتصاديين الألمان المعارضين لمنطقة اليورو الإقتصادية والمطالبين بحلها وعودة كل دولة من دول الإتحاد للتعامل بالعملة النقدية المحلية، ونتيجة لذلك عارض الحزب منذ نشأته خطة الإتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان حيث إعتبرها الحزب عبئاً إقتصادياً على ألمانيا، وإستنزافاً لموارد الخزينة الألمانية.

إتجه الحزب فيما بعد إلى معارضة سياسة المستشارة الألمانية " أنجيلا ميركل " سياسة " الباب المفتوح " التي إعتمدت على الترحيب بجميع اللاجئين من دول الشرق الأوسط كسوريا والعراق وأفغانستان، وإعادة دمجهم إقتصادياً وثقافياً داخل المجتمع الألماني، وإعتبر الحزب هذه السياسية سياسة مضرة بالثقافة الديمقراطية للمجتمع الألماني. كما يعارض الحزب تخصيص كوتة إنتخابية للمسلمين في الإنتخابات المحلية والإنتخابات البرلمانية العامة حيث يعقب " ماركوس فرونماير" رئيس رابطة الشباب في حزب البديل على هذا الطرح قائلاً أن " ألمانيا دولة علمانية وأن حزب البديل يريدها أن تبقى دولة علمانية " ويضيف فرونماير قائلاً " حزبى " الإتحاد المسيحي والخضر" يريدان تخصيص كوتة إنتخابية للمسلمين فى إطار ما يسمى بسياسة التنوع والإندماج، إلا أن حزبه سيقف بقوة ضد هذا المشروع السياسي، وضد أى حصص إنتخابية أخرى من أى نوع".

خاض الحزب إستحقاقه الإنتخابي الأول بعد تأسيسه بفتره وجيزه، في يوليو من عام 2013، حيث خاض إنتخابات البرلمان العامة " البوندستاج"، و حصل على نسبة 4.7% من أصوات الناخبين الألمان، إلا أن تلك النسبة لم تؤهله للحصول على مقاعد داخل البوندستاج الألماني، حيث أن القانون يشترط حصول أى حزب على حد أدنى 5% من أصوات الناخبين لتمثيله داخل البرلمان، وهذا ما لم يستطع حزب البديل تحقيقه. في عام 2014 خاض الحزب الإنتخابات الأوروبية وإستطاع الحصول على 7 مقاعد في البرلمان الأوروبي بعد نجاحه في الحصول على 7 % من أصوات الناخبين الألمان.وفي وقت لاحق من عام 2014 خاض الحزب الإنتخابات المحلية في كلاً من ولاية " براندنبورج " وولاية " تورينجن "، وحصد الحزب في الولاية الأولى 12.2% من الأصوات، بينما حصد في الولاية الثانية 10.7 %.

في عام 2015 شارك الحزب في عدد من الإنتخابات المحلية في عدد من ولايات غرب ألمانيا، كولاية هامبورج التي حصد فيها 6.1%، وولاية بريمن 5.5%، ومكنته تلك النسب من تأمين عدد من المقاعد داخل المجالس المحلية لتلك الولايات. في جولة مارس من هذا العام إستطاع حزب " البديل " تحقيق تقدم واضح من خلال تحقيقه لنتائج إيجابية في عدد من الولايات وهما ولاية " بادين فورتمبورج" والتي حقق فيها نسبة 15 % من الأصوات، وولاية " ساكسون أنهالت " التي حصد خلالها 24.3 %، وولاية " رانيلاند بالتينات " التي جاءت فيها نسبة الأصوات 12.1 %، وبتلك النتيجة تكون النسبة الإجمالية للأصوات التي حصل عليها الحزب في الولايات الثلاث ما يقرب من 20% من جملة الأصوات الإنتخابية وهى نسبة تفوق النسب التي حصلت عليها أحزاب الإئتلاف الحاكم منفردة، حيث تفوق البديل من أجل ألمانيا على كل من حزبى الإئتلاف وهما " حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي "، و " الحزب الديمقراطي الإشتراكي"، وبهذا التفوق الذي حققه " البديل من أجل ألمانيا " في تلك الولايات الثلات يكون قد ألحق الهزيمة الأولى لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

في الخامس من الشهر الجاري خاض حزب " البديل " الإنتخابات المحلية في ولاية " مكلنبورج " الألمانية، حيث حصد الحزب نسبة 21% من جملة الأصوات، و جاء في المرتبة الثانية بعد " الحزب الإشتراكي الديمقراطي " الذي حصد المرتبة الأولى، ومتفوقاً على " حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي" الذي جاء في المرتبة الثالثة، وأخيراً في الثامن عشر من نفس الشهر حقق الحزب نتيجة إيجابية أخرى في الإنتخابات المحلية في العاصمة الألمانية برلين التي تتواجد بها القواعد الإنتخابية للأحزاب الكبيرة، حيث جاء في المرتبة الخامسة بنسبة أصوات 14.2%، وهى نسبة تتقارب مع " حزب اليسار " صاحب المرتبة الثالثة بنسبة 15.6%، و " حزب الخضر " صاحب المرتبة الرابعة بنسبة 15.2 %.

بهذه النسب إستطاع حزب البديل من أجل ألمانيا في فترة وجيزة من تأسيسه أن يتواجد في عشر برلمانات فيدرالية لعشر ولايات من أصل ستة عشر ولاية ألمانية، ويفسر عدد من المحللين السياسيين هذا التقدم الملحوظ لحزب البديل بأنه تحقق على حساب القاعدة التصويتية المؤيدة لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل " حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي "، وذلك من خلال تبنيه لسياسات مناهضة لسياسات المستشارة الألمانية " أنجيلا ميركل " فيما يخص تحديداً السياسات الإقتصادية المتعلقة بمنطقة اليورو، وسياسات الهجرة واللجوء التي يصفها الحزب بأنها تؤدي إلى أسلمة ألمانيا، وزيادة مظاهر العنف داخل المجتمع الألماني كالأحداث التي مرت بها مدينة " كولن " الألمانية " في ليلة رأس السنة الماضية.

التقدم الملحوظ الذي يحققه حزب البديل من أجل ألمانيا لا ينفرد بتحقيقه بمفرده، وإنما هنالك أحزاب صغيرة تحقق صعوداً تدريجيا ملحوظاً هى الأخرى من خلال تحقيق نتائج جيدة في الإنتخابات المحلية كحزبي " الخضر " ، و " اليسار". ويَتوقع المراقبون أن تمثل تلك الأحزاب الثلاث الصغيرة مفاجأة في الإنتخابات البرلمانية العامة " البوندستاج"، حيث يُتوقع أن تُغير تلك الأحزاب الثلاث خريطة التحالفات السياسية في الإنتخابات القادمة، وأن تلعب دورأ هاماً في تشكيل الإئتلاف الحاكم القادم لألمانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر