الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربعون عام على رحيل القائد الوطني والاممي فؤاد نصار

نعيم الأشهب

2016 / 9 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


يصادف الثلاثون من أيلول الجاري ذكرى رحيل القائد الوطني واﻷممي الكبير، فؤاد نصار. ومنذ رحيله جرى التعرض للعديد من خصاله كقائد متميز، مارس العمل المسلح والسياسي والنقابي، بشجاعة نادرة، ولقدراته على اتخاذ القرار في أصعب وأعقد القضايا، ولصفاته في التواضع والزهد والتضحية، في سبيل الوطن والشعب، هذه الصفات التي نفتقر الى الكثير منها هذه اﻷيام. لكن يبدو أن ما كتب عن أبي خالد، حتى اﻵن، لم يأت على واحدة من أبرز، إن لم تكن أبرز خصاله الثورية وأشدها تعبيرا عن روح التضحية التي كان يتحلّى بها في سبيل قضية الشعب والوطن، وهو اختياره، عن وعي كامل، ﻷ---شد ساحات معركة الشعب الفلسطيني، خلال النكبة وبعدها، صعوبة ووعورة للعمل والنضال.

من المعروف أن معظم قادة عصبة التحرر الوطني، وبخاصة من الصف اﻷول، أمثال إميل توما وتوفيق طوبي وإميل حبيبي ، واصلوا البقاء في المناطق التي أصبحت إسرائيلية؛ وذلك في إطار السعي للبقاء في أرض الوطن وفي مجال التصدي لمشروع التطهير العرقي الصهيوني . وكان فؤاد، ابن الناصرة ، أولى من البعض للبقاء هناك. لكنه أدرك أهمية وضرورة الوجود في بقية اﻷرض الفلسطينية التي وقعت تحت سيطرة النظامين اﻷردني والمصري.

وإذا كانت الشيوعية أو أكثر تحديدا، الفكر الماركسي، سلاح الطبقة العاملة اﻷيديولوجي ، حالة موضوعية في المجتمات المعاصرة ، تفرض نفسها وتظهر، إن عاجلا أو آجلا، فإن اختيار فؤاد نصار للبقاء في المنطقة التي أصبحت تدعى بالضفة الغربية، شكل عاملا حاسما في استمرار الوجود والنشاط الشيوعي في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ودون توقف ؛ بينما توقف واختفى نشاط ووجود بقية التنظيمات واﻷحزاب الفلسطينية اﻷخرى، بالرغم من أن حربة اﻻرهاب والمطاردة ، في المنطقتين - الضفة والقطاع - كانت موجهة ضد الشيوعيين دون سواهم، ﻹ---دراكهم طبيعة المؤامرة على الشعب الفلسطيني وفضحهم لدور النظام الرجعي العربي فيها.

وفي إطار الحرص على تأمين مقومات هذا النشاط واستمراره ، حرص أبو خالد، منذ البدء، على نقل مطبعة الحزب ، التي كانت تطبع صحيفة اﻹتحاد ، من يافا الى بيت لحم ، ووضعها في قبو بيت الشيوعي المخضرم عبد الله البندك، ومن بعد ذلك الى بيت سري في بيت جاﻻ--- ، قبل أن تستقر في عمان، عقب تشكل الحزب الشيوعي اﻷردني في أيار 1951.

وعلى هذه المطبعة جرت طباعة المنشور اﻷول للعصبة في حزيران 1948، الذي يفضح طبيعة المؤامرة على الشعب الفلسطيني ودور الرجعية العربية فيها ، ودور جيوشها ، التي دخلت أراضي فلسطين ، ﻻ لتحريرها، وانما لمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة، ولو بموجب قرار التقسيم ؛ هذا المنشور الذي جرى توزيعه ، حينها، توزيعا ثوريا ، بما في ذلك ، في بعض خنادق الجيش المصري، في ظروف مطاردة وحشية.

وبينما عمل أبو خالد على هذا المسار، فقد قام ، في الوقت ذاته، برحلته الجريئة ، تسللا، الى غزة ، حيث كان يعتزم ، بالتعاون مع مؤسسات موالية هناك ،اعلان الدولة الفلسطينية الديموقراطية المستقلة ، وفقا لقرار التقسيم ، كمحاولة اعتراضية على مسار المؤامرة التي تتوجت بالنكبة. لكن محاولته هذه أجهضها دخول الجيش المصري الى القطاع ، منذ الخامس عشر من أيار 1948، ومباشرته على الفور حلّ تلك المؤسسات الديموقراطية وتعيين بدائل لها من اتباعه، يدا بيد مع مباشرة عملية مطاردة شرسة للشيوعيين وعلى راسهم أبو خالد بالذات.

وفي كانون أول 1948 انعقد في أراضي سلفيت اجتماع ، بمشاركة الرفاق فؤاد نصار وفهمي السلفيتي ورشدي شاهين، كنواة قيادية لفرع عصبة التحرر الوطني في الضفة والقطاع ، وانضم الى هذه النواة القيادية، وﻷول مرة الرفيق فائق وراد. وفي هذا اﻹ---جتماع تقرر إصدار صحيفة الحزب السرية: "المقاومة الشعبية"، اعتبارا من اﻷول من كانون ثاني/يناير1949 في ظروف من المطاردة الشرسة للشيوعيين، وبخاصة فؤاد، وأخطار تصفيته جسديا، مما استلزم حمايته المسلحة، التي توﻻها حينها، الرفيق الشاعر الشعبي المعروف ، راحج السلفيتي . ولم يكن من النادر،آنذاك، أن ينام أبو خالد في الكهوف والمغاور، بصحبة فقر مدقع . لكنه التحدي الثوري الذي ﻻ يعرف المستحيل.

وقد بقيت " المقاومة الشعبية" صحيفة العصبة في الضفة والقطاع، يجري تهريب أعداد منها، حين تسمح الظروف التي كانت في منتهى الصعوبة والتعقيد الى الرفاق في قطاع غزة، حتى أيار 1951 لدى قيام الحزب الشيوعي اﻷ---ردني ، والذي ما كان لفرع العصبة في قطاع غزة أن يكون جزءا منه.

كان فهمي السلفيتي هو القائد الثاني للحزب بعد فؤاد نصار. وقد قاد الحزب لسنوات عديدة ، خلال غياب فؤاد في السجن ثم في الخارج، بسبب المطاردة البوليسية الشرسة. وقد قاد فهمي، بكفاءة عالية ، معركة حلف بغداد المظفرة، خريف 1955 ومع ذلك، فإنه بعد خروجه من السجن، أواخر العام 1950 حيث فرضت عليه اﻹقامة الجبرية، وراح يداوم في حانوت والده في القدس، تردد، في البدء ، في اﻻستجابة لطلب فؤاد بالعودة الى اﻹ ختفاء ، لمواصلة العمل الحزبي، في ظروف الارهاب المتصاعد وانغلاق اﻷفق السياسي في البلاد، آنذاك. وتردده شعور انساني يمكن فهمه. لكن فؤاد كان يمثل، بعناد ﻻ يلين، اﻹ -ستمرارية التي ﻻ تعرف التردد في المعركة ، مهما كانت الصعاب ، واليه شخصيا يعود الفضل في عدم توقف نشاط الشيوعيين يوما، بخاصة في الفترة العصيبة التي رافقت النكبة وأعقبتها مباشرة.

هذا هو فؤاد نصار الذي ننحني ، اليوم، إجلاﻻ أمام ذكراه الملهمة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فؤاد نصار
فاخر فاخر ( 2016 / 9 / 25 - 05:26 )
شكراً نعيم على هذه الإضاءة الهامة
أشاركك الانحناء لذكرى القائد الشيوعي فؤاد نصار
وأنا أزوه في القبر كلما سنحت لي الفرصة وانحنى هناك إجلالاً لهذا القائد الشيوعي الإستثنائي

اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي


.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن




.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح