الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيباري ضحية الثأر السياسي

جواد البياتي

2016 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


زيباري ضحية الثأر السياسي
اختتم المسرح الوطني السياسي لمجلس النواب عرضه الكارتوني بنتائج شبيهة بتلك التي راح ضحيتها المغفور له سياسيا خالد العبيدي وزير الدفاع الذي لم تشفع له شهامته وتضحياته الوطنية في تحرير ثلثي الارض التي كانت تطأها اقدام داعش القذرة ، من التصويت بعدم قناعة عباقرة البرلمان من الاجوبة التي قدمها على اسئلة من تم توريطها لتمثيلهم في العرض المسرحي الهزيل ، ولكنها اتت على وزير المالية هوشيار زيباري هذه المرة ، فكان يوم 21/ ايلول موعدا لأبعاده لذات الاسباب .والفساد في نتائج العرضين هو القاسم المشترك الاعظم .
واذا كانت من ضمن اسباب استبعاد وزير الدفاع ، هو ما أدعي بأنه اهانة لبعض اركان البرلمان والتقليل من شأنهم او محاولة رئاسته تأكيد وجودها على الارض بعد تعرضها للضغط الجماهيري لأكثر من عام عند كشف بعض زوايا فسادهم ومحاولة استغلال نفوذهم النيابي لتمرير بعض المصالح الخاصة حسب ما ورد على لسان الوزير خلال عملية الاستجواب والتي اتخذها منطلقا لكشف المستور، او محاولة رئاسته تأكيد وجودها على الارض بعد تعرضها للضغط الجماهيري لأكثر من عام الامر الذي دعى البقية ان يلتفوا حول زميلتهم خوفا من غضب الشارع او استلام حصصهم من تلك الاتهامات .
نتفق من حيث المبدأ على ان الفساد هو الافة السرطانية التي اتت على جسم الدولة العراقية بشكل تام ، وليس هناك مستثنى ( بإلاّ ) غير اولئك الذين يعدون على عدد الاصابع وكأنهم قابضين على جمرة من نار ، لكثرة اعدائهم والساخطين عليهم ، وهم الآن كجهاز الانعاش لمحاولة بث الحياة بجثة في حالة موت سريري .
وسواء كان ما يجري على العبيدي او الزيباري ، والذي تم تغليفه بسيلوفانالديقراطية اللماع ، لكن هل يمنع ذلك من طرح بعض الاسئلة البريئة لمن يهمه الامر :
من ايقظ المارد البرلماني بعد عامين من الخمول والفخفخة والرخاء السلطاني والعراك المصطنع بي كتله وطوائفه والتي تحت مظلته راح داعش يتوسع ويقضم الارض العراقية بفكي ديناصور وهم عنه غافلون ؟ الم يكن ذلك فسادا يوازي كل اموال الدنيا ، تالله هذا لايقل عن موقف ذلك الاخرق الذي تأكل النار بيته وهو مسترخ بإنتظار فرقة اطفاء حكومية .
ماهي المقاييس والضوابط التي تبنى عليها قناعة النواب المصوتين على عدم القناعة بأجوبة الوزير المستدعى امام البرلمان ؟ مع اننا لم نسمع او نرى اية محاورة او نقاش جرى بين الوزير المساءلمع اي برلماني حتى يتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود من الادعاء ؟
يمكن للوزير السيطرة بشكل نسبي على الفساد في وزارته ان كان يمارس سلطته بإسم السلطان كما فعل سمير الشيخلي عندما استوزر للتعليم العالي والبحث العلمي في النظام السابق ، لكن ديمقراطية السلوفان والتهديد العشائري وكتلوية الاتباع حواجز صلدة لا تسمح في وصول اخبار الفساد المنتشرة في مفاصل المؤسسات الحكومية الى القمة . فهل يؤخذ الوزير بجريرة فساد غيره ؟ علما ان كل قضايا الفساد لا تطفح على السطح الاّ بعد ساعات القسمة .
الوزير محكوم بضوابط قانونية في ممارسة وظيفته ، واذا ما خرج عن ذلك فهو مسؤول عن الفساد الذي ينتج عن ذلك الخلل ، او ان يثبت عليه انه تستر على قضية فساد واضحة .
وربما كانت هناك الكثير من الاسئلة التي تحرج الكثيرين ، لكن ما يدعو لأثبات الخلل وسوء النوايا المبيتة في مثل هذه العروض المخجلة ان الاعداد الكبيرة التي تعلن موقفها بالضد ، فهي لها رأي ايضا واصواتها متقاربة ، ومن يدري ان اكتمل النصاب ماذا ستكون النتيجة ؟ وهل ان العدد الذي يتجاوز المائة والذي يمكن ان يكون له تأثير في نتيجة التصويت قد غاب صدفة ، ام هل كانت هي الصدفة في الاصرار على اجراء التصويت ومعظم الغياب يؤدون فريضة الحج ؟
في كل التخمينات لابد ان يكون فيها هامش من الشك ، اذا ما اخذنا بالاعتبار السجالات السياسية والاقتصادية والادارية وعُقد الاختلاف والملفات المطروحة بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية ومكوناتها سيتبين ان هناك الكثير من متبنيات الثأر التي تنتظر التنفيذ عند سنوح الفرصة ، وهاهو السيد رئيس البرلمان الاكثر خبرة يثأر لسمعة دائرته التي طالها السوء للسنتين السابقتين ويحاول تلميعها الآن .
ولا ننسى ان هناك من النواب من يرغب بالظهور تحت الاضواء مع قرب الانتخابات التشريعية لتجديد بيعته ، فضلا انها اصبحت صرعة برلمانية جديدة تسعى لأبطال عمل الحكومة المركزية من خلال الاتفاق على تسقيط وزرائها ، في هذا الظرف العصيب وتسيير شؤونها بالانابة، وهو ما يتمناه الغارقون في مستنقع النفاق السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاشتراك في الماساة
علي عدنان ( 2016 / 9 / 25 - 16:27 )
اشتركوا جميعا في ماساة وطن وشعب اضاعه سابقا حكما شموليا مجرما استمر 40 عام ونيف
تصدى المتاسلمون والقومجية وبعض ورثة البعث للسلطة واستولوا بالخداع على اصوات الناس اضافة الى تزوير غير مسبوق !!!! فصالوا وجالوا في بلد خرج توا من اتون دكتاتورية بشعة يريد الخلاص فسار ورائهم فاثبتوا عمق الهوة التي يقودون اليها العراق وشعبه وكانت بالحق مغارة مظلمة لانهاية لها ولاطريق للخروج منها الا بانقلاب عسكري!!!!فالتغيير عن طريق الانتخابات مستحيل بوجود المال الفاسد وهو الخداع الذي يغطي اطياف الشعب العراقي !!! اما الامل بانتخابات شفافة وشريفة تاتي بالشرفاء والنزيهين والوطنيين الشيوعيين فهو امل بعيد المنال وشبه مستحيل بوجود الحرب الهوجاء والحمقاء التي يحارب فيها الفساد السياسي والمالي الشيوعيين الشرفاء والوطنيين

اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في