الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لإشهار شركة مساهمة وطنية فى أسوان

هويدا احمد الملاخ

2016 / 9 / 26
الادارة و الاقتصاد


إن الاقتصاد المصري يواجه تحديات داخلية تتمثل في قلة الإنتاج الوطني وضعف عام في الأداء و البيروقراطية كل ذلك يجعله لا ينمو بشكل كاف ، وفى نفس الوقت يواجه الاقتصاد المصري تحديات خارجية تتمثل أداء اقتصادي عالمي دون المستوى ؛ فضلا عن التوترات السياسية التي تحيط بالمنقطة العربية وانخفاض سعر البترول .
رغم كل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الاقتصاد المصري إلا انه قادر على تخطى التحديات والأزمات بالإمكانيات الواعدة التي يمتلكها ، من أسواق ضخمة ومستويات استهلاك مرتفعة مقارنة بالدول الأخرى ؛ إضافة إلى ذلك قوة بشرية متوفرة وموقع استراتيجي متميز لتسويق المنتجات ، مع هذه المميزات يمكن للاقتصاد المصري أن ينطلق بقوة خاصة مع وجود خطة مدروسة تتبنى الحكومة تنفيذها بمساعدة المواطنين .
من هذا المنطلق تمتلك محافظة أسوان موارد وثروات طبيعة ضخمة تعد بيئة خصبة للاستثمار، وتساعد بشكل كبير في دفع حركة التنمية للاقتصاد المصري بشكل عام وإنعاش محافظة أسوان بكل مراكزها بشكل خاص ؛ ولكن ينقصها التمويل لكي تؤتى أكلها ؛ لكن تتحطم آمال الاستفادة من الموارد على صخرة التمويل .
آن الأوان للاعتماد الذاتي في استثمار مواردنا المهدرة في أسوان ، من خلال إشهار " شركة مساهمة وطنية في أسوان " لتمويل كل المشروعات المعطلة ، وفى مقدمتها مشروعات الفوسفات في مركز ادفو ، خاصة بعد تأكيد خبراء الثروة العدنية والجيولوجيا بان الفوسفات هو بترول مصر القادم مطالبين بعدم تصدير أكثر من 20 % من خام الفوسفات الموجود لعدم إهدار الثروات القومية ، لقد تفهمت الدولة أهمية المعدن و صدر قرار جمهورى في عام 2014 بتخصيص 5100 فدان بمنطقة نجع هلال لإنشاء 10 مصانع كبرى لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، لكن قرار التنفيذ على ارض الواقع تعثر بسبب التمويل .
إن الدعوة لإشهار " شركة مساهمة وطنية في أسوان " ليست بجديدة ولكن سبقنا إليها أبو الاقتصاد المصري طلعت باشا حرب الذي أسس الكثير من الشركات العملاقة التي تحمل جميعها اسم مصر ، كخطوة أولى نحو تمصير الاقتصاد المصري ، مثل شركة مصر للغزل والنسيج ، ومصر للطيران ، ومصر للتامين ، ومصر للمناجم والمحاجر ، ومصر لصناعة وتكرير البترول وغيرها ، من خلال مساهمات المصريين بكافة شرائحهم في إنشاء هذه الشركات ذات أنشطة اقتصادية فعاله ؛ عادت بالازدهار على المجتمع في ذلك الوقت ، كما لاقت دعوته قبولا شعبيا جامحا بين المصريين آن ذاك والتف حوله الكثير ، في الوقت الذي استحواذ الأجانب فيه على كافة المناصب والأعمال الاقتصادية والتجارية ، وثم عانى المواطن المصري اشد المعاناة جراء تلك السياسية الاستعمارية المستبدة ، كما نجح طلعت حرب باشا في تأسيس بنك مصر 1920 م برأسمال مصري خالص من خلال الاكتتاب ، ساهمت فكرة تأسيس البنك في إذكاء الروح الوطنية وتشجيع وتحفيز المصريين على الادخار لدى البنك حتى زادت ودائع البنك مقارنة بكل البنوك الأجنبية العاملة في مصر ، و ساهم إنشاء المشاريع من خلال شركات المساهمة على تشجيع المواطنين على شراء منتجات الشركات والاستغناء عن المنتجات الأجنبية ، وانضم قطاع المثقفين لحملة تمصير الاقتصاد المصري وتم تأسيس " جماعة المصري للمصري " لتشجيع المواطنين والتجار والمصانع للتعامل مع الشركات المصرية ،كما وقفت حكومة النقراشى إلى جانب الشركات المصرية و أنشأت شركة بيـع المصنوعات 1932 م وأصبح لها فـروع فـي كل أنحاء الدولة المصرية لعرض وترويج منتجات الشركات .
إن فكرة إنشاء " شركة مساهمة وطنية في أسوان " تبنى على قيام الشباب والقبائل والمحافظة والجيش ومنظمات المجتمع المدني بالمساهمة في إنشاء هذه الشركة بشرائهم عدد من الأسهم حسب قدراتهم المالية لإتاحة الفرصة لمشاركة اكبر عدد ممكن جميع المشاركين وسوف يكون من حق كل من يساهم في الشركة الحصول على عمل مناسب في هذه الشركة حسب مؤهله وخبراته وحسب حاجة سوق العمل ، وآلية إنشاء وتأسيس هذه الشركة يحتاج إلى إرادة للدولة ؛ حيث تساهم في عملية تأسيس الشركة ثم عرضها للاكتتاب .
ولقد نجحت محافظة كفر الشيخ في أتمام إشهار الشركة الوطنية بمشروع " الرمال السوداء " بالبرلس ، حيث وصل رأسمال الشركة إلى 2 مليار جنية وتهدف إلى استغلال ثروات الرمال ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة وقد تم عقد أول اجتماع للشركة بالقاهرة وشاركت محافظة كفر الشيخ كشريك بنسبة 10 % والقوات المسلحة بنسبة 61 % واحد البنوك بنسبة 14 % وهيئه الطاقة النووية بنسبة 15 % وضم مجلس إدارة الشركة كل ممثلي الجهات المساهمة وتم توصيل كافة المرافق من المياه والكهرباء وشيكة الطرق للبدء في المشروع الوطني العملاق .
لاشك بان التجمعات القبيلة في أسوان لها دور حيوي في إشهار وتدشين " شركة مساهمة وطنية في أسوان " من خلال تعزيز آليات التواصل فيما بينها عن طرق إنشاء "مجلس حكماء " يكون لكل قبيلة ممثل فيه ، تتلخص مهمة مجلس الحكماء في فهم قدرات القبائل و يوظف قدراتها البشرية والمالية من خلال ورش عمل وحوار عصري ، يكون في سياق يسهم في تنمية المجتمع اقتصاديا ويساعد في تدشين الشركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج


.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة


.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا




.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و