الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدبني ربي .... ليته لم يفعل

منال شوقي

2016 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الأدلة الدامغة علي نبوة محمد أدبه الجم و عظمة أخلاقه و ترفعه عن الصغائر و عقله الراجح و عدم مقابلته الإساءة بمثلها و لما لا و قد أدبه ربه فأحسن تأديبه !
و عن نفسي لا أتصور رجلاً يُسمي نفسه حكيماً لبيباً ينأي بنفسه عن اللغو و الانحدار لمستوي العامة فيرد الإهانة بمثلها و يزيد فيُكّني أعدائه بما يحط من شأنهم لا لشئ سوي ليشفي غليله .
فإن كان الوقور الحكيم يترفع عن هكذا تدني خلق و قلة شأن فما بالنا برجل يدعي أنه المتحدث بلسان الإله علي الأرض !
.

و العجب كل العجب ألا يجد المسلم المعتقد في نبوته حرجاً في وصفه بخير الخلق و سيد ولد أدم و الإسهاب في التغني بمحاسن أخلاقه و سيرته العطرة و التعامي عن وقائع لا تدع مجالاً للشك في أن محمد كان شتاماً لا يملك غضبه فيُطلق العنان للسانه السليط ينال به من أعدائه بغية الإنتقام منهم مما يتنافي قطعاً و أخلاق رجل وقور فما بالنا و نبي !
.
و القصص التي تشهد علي الغل الذي كان يأكل قلب محمد و لا يهدأ إلا بالإنتقام منهم كثيرة و لا يسعني حصرها ، إلا أنني و بادئ ذي بدئ أود أن ألفت إنتباه القارئ إلي مغالطة يبرر بها ضعفاء العقل ما كان يصدر عنه من بذاءات و أفعال إجرامية بأنه كان يدافع عن نفسه أو أن أعداءه كانوا هم البادئين بالعدوان أو السب و السخرية و يتناسون أو يتعمدون إغفال أنهم بهكذا حجة لا قيمة لها يحطون من مفهوم و قيمة النبوة فلا يجعلون فرقاً بين أخلاق كافر مفروض فيها كل مذمة و ذاك الذي أدبه ربه بنفسه ، و نِعمَ التربية !
.
عمرو بن هشام و كنيته أبو الحكم ، أطلقتها عليه قريش لشدة حكمته و اتساع معارفه و رجاحة عقله ، كان أحد أعضاء دار الندوة و التي كانت بمثابة مجلس الشعب في قريش ، رجل ذو بصيرة و وقار لا ينكرهما عليه صغيراً و لا كبيراً .
لم يصدق أبو الحكم ما ادعاه محمد و رفض الإسلام و هذا شأنه ، بل سأذهب أبعد من ذلك و أقول بأنه كان يسخر من محمد أو يتعمد إيذاء أتباعه و هو ما يقبله العقل و لا نجد في تصديقه أو فهمه معضلة فالرجل كافر فمن أين له بالخلق الحميد ، أما الغير مفهوم و اللامبرر أن يتفوق عليه النبي أو حتي يجاريه في الوضاعة و البذاءة فيُكنيه محمد بأبي جهل ضارباً بذلك المثل لكل مسلم في الشرف و الترفع عن الصغائر و حُسن الخلق !
.
إن محمد كان يقول ما لا يفعل أو بالأحري كان يؤلف ما لا يقدر علي فعله لأن القول أسهل كثيراً من الإلتزام بالفعل ، فوقت الغضب تعمي البصيرة و ينكشف القناع و ليس أفضل من لحظة الغضب لتعرف أمام مَنَ تقف و مع مَنَ تتحدث .
فهل يُعقل ألا يملك نبياً غضبه فيُطلق للسانه العنان في للسب و التعريض و التشهير بخصمه فيتدني بنفسه واضعاً إياها علي قدم المساواة مع عدوه الكافر عديم الخلق ؟
فإذا كان الكافر عديم الخلق معذور لجهله فبما قد نعذر نبي !
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ، هذا كلام محمد ، أو كلام ربه الأمر سيان ، فأين كان منه ؟
هل أعرض محمد عن الجاهلين أم كان أجهل منهم ؟
إن كنت رجلاً عادياً لا تُمثل سوي نفسك و تأتي القبيح فعلاً أو قولاً فأنت مسكين أما إن كنت قدوة و مُعلم و نموذج يُحتذي أو هكذا تطلب ثم تجاري السفيه في سفاهته و تتفوق علي سليط اللسان في بذاءته فأنت علي أقل تقدير أفاق مُحتال و كتلة من الشرور .
.
هذا الذي قال عنه ( الله ) و إنك لعلي خلق عظيم ، و قال هو عن نفسه : إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق كان طعاناً فاحشاً سباباً يعميه الغضب فيُزبد و يُرغي بما كانت قريحته النبوية تجود عليه به .
ثبت أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :" يا إخوان القردة والخنازير ، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟" وقد ناداهم بذلك ؛ لكفرهم ونقضهم العهود التي كانت بينهم وبينه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموالاتهم الأحزاب ضدَّه ، ولشتمهم إيَّاه .(الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207) ووردت في ( إمتاع الأسماع ‏صـ 243‏)‏ بنص‏:‏"يا إخوان القردة والخنازير وعبدة الطواغيت ، أتشتمونني؟!" بل ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لآية76 من سورة البقرة نقلاً عن مجاهد قال : قام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يوم قريظة تحت حصونهم فقال:"يا إخوان القردة والخنازير ، يا عبدة الطاغوت".
و نفهم من الأحداث أن اليهود شتموا محمد أو قيل له أنهم شتموه فجن جنونه و رد لهم الصاع صاعين ، و لا أعلم أين ذهبت أخلاق النبوة و حلم الرسول الذي كانت تضع له أم جميل الشوك في طريقه فيترفع مجرد الإعتراض ، أم كان وقتها مجبراً علي إلتزام الأدب لا بطل !
في صحيح مسلم باب قائم بذاته عنوانه ( باب من لعنه النبي ( ص ) أو سبه أو دعا عليه و ليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة و أجراً و رحمة ) و المقصود أن من سبه محمد أو لعنه و كان مظلوماً لا يستحق السب و اللعن كان سب محمد و لعنه له بمثابة زكاة و أجر و رحمة ، و بالطبع فإن من سبه محمد و هو يستحق السب فقد نال جزاءه و حظه الذي يستحق من لسان محمد النبي السَبّاب المبعوث رحمة للعالمين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بشر
أبو سريع ( 2016 / 9 / 28 - 09:06 )
وهل إدعى نبي الاسلام أنه ملاك ..بجناحين؟؟
هو بشر مثلك ومثلي يا مؤدبة


2 - احسنت
حامد حسين ( 2016 / 9 / 28 - 11:06 )
احسنت القول سيده منال لقد وضعت النقاط على الحروف وكشفت الزيف الذي مازال الى اليوم يصعقوننا به من كذب وتزييف للحقيقة قالوا عنه افضل الخلق وحقيقته انه اسوء الخلق فكيف بمن يفاخذ طفلة ويغتصب المتزوجات تحت حكم السبي ويعتاش النهب والسلب ويأمر بقتل امرأة وهي في بيتها يكون سيد البشر وعلى خلق عظيم انهم حرفوا وكذبوا وزيفوا لكن شيء مؤسف ان يستمر الزيف كل هذه القرون


3 - عشر أكذوبات صدقها المغفلين
س . السندي ( 2016 / 9 / 28 - 20:24 )
بداية تحياتي لك ياسيدتي وتعقيبي ؟

1: رؤيته لملك في غار حراء ، والحقيقة من رَآه كان جان ؟

2: أن الدين عند الله الاسلام ، قبله كانت الحنيفية ؟

3: الاسلام دين محبة ورحمة وسلام ، حقيقة يكذبها الواقع والتاريخ والسيرة ؟

4: وكنتم خير أمة أخرجت للناس ، أيضاً حقيقة تكذبها كل الدلائل والوقائع ؟

5:الاسراء والمعراج ، والمصيبة بحيوان خرافي ودون شهود ؟

6: الناسخ والمنسوخ ، وهى مسوخ للروح والعقل ؟

7: فسق ومجون في جنات رب العالمين ، وهو ما لا يرتضيه عقل مسلم سوي في الارض ؟

8: وضع ذنوب المسلمين يوم الحشر على اليهود والنصارى ؟

9: أحفاد القردة والخنازير ، وهى حالة مرضية تعكس الروح المريضة لديه ؟

7: واخيراً ..؟
أدبتي ربي فأحسن تأديبي ، نعمة التربية والتأديب ، سلام ؟


4 - محمد
بلبل ( 2016 / 9 / 28 - 22:44 )
امة الصلعم ترى في سيئاته حسنات وفي مساوئه فضائل فهم يفضلونه حتى على الالاه الذي بعثه فالواحد منهم لا يثور اذا تعرضت الذات الالهية للسب لكنه يقيم الدنيا ولا يقعدها اذا تعلق الامر بمحمد وما الرسومات الا اكبر دليل المسلمون يعبدون محمد ولا يعبدون الله وبالمقابل قال لهم كنتم خير امة اخرجت للناس ويا ليثها ما خرجت


5 - أبو جهل وبني قريظة
عبد الله اغونان ( 2016 / 9 / 28 - 23:26 )
كناه قومه أبا الحكم !!! فماهي مظاهر حكمته ؟ لانعرفها لكن ذكر عن جهله الشيئ الكثير
فاستحق هذا اللقب ولصق به كما لصق الكذاب بمسيلمة والمتنبي بالشاعر المشهور
أما بني قريظة فقد نقضوا العهود وتحالفا جهرا وسرا مع المشركين وحاربوا الله ورسوله والمسلمين
ان الأدب مع المجرمين والكفرة المعتدين ضعف وذل
ومحمد لا ينتظر الى أن يصلبه اليهود والمشركون كي ترضوا عن أدبه
صدق الله ورسوله
وانك لعلى خلق عظيم
أدبني ربي فأحسن تأديبي


6 - امة الجهلاء
حامد حسين ( 2016 / 9 / 29 - 01:35 )
كيف تنهض امة فيها مثل عبدالله اغوتان ..


7 - واصفح الصفح الجميل
سلامة شومان ( 2016 / 9 / 29 - 04:20 )
ابو جهل لانه عرف الحق واعترف به ولكنه خاف على منصبه وعلى زعامته فكان اجهل من الجاهلين
ومع ذلك دعا النبى صلى الله عليه وسلم له ولى عمر بن الخطاب بالهداية وقال اللهم اعز الاسلام باحدى العمرين عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب
اليس هذه صفات الانبياء والاصفياء مع كل ما حدث من ابو جهل ومن تكراره محاولات قتل النبى وايذائه بدون اى ذنب
ومحمد صلى الله عليه وسلم بشر وليس اله بل بشر يحدث له كل ما يحدث لبنى البشر قال تعالى (قل انما انا بشر مثلكم )والفرق هو اننى (يوحى الى) اى اننى مبعوث رب العالمين اليكم

ثم نقول لكاتبة المقال اذكرى لنا ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم عن ابو جهل او الشتيمة التى قالها له ؟ وهل كانت بسبب
والله يقول فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم
وقال ان الله لايحب الجهر بالسوء -الا من ظلم
ولكن اغلب افعال النبى كانت العفو والصفح الجميل وقارنى بين عفوه وصفحه وبين ردود الافعال التى لم تصل الى الشتم كما تدعين

تخيلى استاذة منال ان ابوجهل سب وشتم واذى النبى ثم تعاون على قتله فماذا يكون الحل مع هذا الجاهل ؟
تخيلى انه عفا عن كل قومه وقال اللهم اهدى قومى فانهم لايعلمون


8 - بلاء عظيم
على سالم ( 2016 / 9 / 29 - 06:09 )
انا اعتقد ان الواد صلعم كان فاتحه خراب ودمار وبؤس على البشريه , اهل هو كان يشتم فقط ؟ يا ريت , المنكوب كان قاطع طريق ولص ومجرم وقاتل وكان يدمن اغتصاب النساء وبالذات المتزوجات , هذا المجرم كان يرأس تشكيل عصابى من الصعاليك القتله واللصوص المتوحشين , اريد ان اذكر شئ مهم جدا , لولا عصابه الصعاليك الدمويه واتحاد محمد معهم ماكان للاسلام ابدا ان ينتشر , الصعاليك السبب الاول فى انتشار الاسلام الرهيب


9 - اسئلة موجهة للاخ عبد الله اغونان!!
سمير أل طوق البحرآني ( 2016 / 9 / 29 - 10:03 )
ما هو الدليل على ان محمد هو من قال ادبني ربي فاحسن تاديبي ام هو قول مكذوب عليه فاذا كان هو حقا القآئل فما هو الادب المقصود واذا ادبه ربه اي جعله معصوما من الخطا فاي فضل للمعصوم من الخطا له على غير المعصوم؟؟.فاي شرف لفتى مجبوب لم يقم باي عمل غير اخلاقي لو اختلط بفتيات جميلات لانه فاقد الشهوة؟. وذا كان الادب معرفة الحسن و القيح فهذا ليس مقصورا على احد بل هي رسالة للجميع .اليس القرآن ينفي هذا عندما يقول : قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي او ووجدك ضالا فهدى او عبس فتولى ان جآءه الاعمى او ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر؟؟.هذا يذكرني بعقيدة الشيعة بائمة معصومين عصمة تكوينية ولا ينوب عن المعصوم الا معصوم مثله او من نصبه وهذا يعني ان ولاية الفقيه التي قام بتطبيقها الخميني في ايران لا معنى لها وتنفي الامامة والعصمة جملة وتفصيلا لان من نصب الخميني والخامنيء هو مجلس الخبرآء اي اهل الحل والعقد بالمفهوم الاسلامي لذى ترى 99% من فقهآء الشيعة لا يؤمنون بها ويعتبرونها اجتهآد لانها تهدم ركنا من اركان المذهب.ان تقبل ما يقال في حق المقدسين على السنتهم بدون تمحيص ربما يضرب الايمان في الصميم .