الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوجي حامل .. ! ! / قصة قصيرة

عبد المجيد طعام

2016 / 9 / 28
الادب والفن


طمأنت الطبيبة الزوجة بعد أن تفحصت التحاليل بكل دقة ،لكنها لاحظت قلقا جاثما على عيني رحمة فقالت لها بنبرة يقينية هادئة :" لا تقلقي سيدتي..التحاليل تؤكد أن زوجك… عفوا ذكريني باسمه.." ردت الزوجة على الفور :" أيوب..أيوب..يا سيدتي.."

" جميل..اسم يوحي بالصبر.. كنت أقـــــول..آه تذكرت …كل المؤشرات تؤكد أن زوجك…سي أيوب سيلد بشكل طبيعي..يعني ..أننا لن نجري له عملية قيصرية..فقط يجب أن يتحلى بقسط قليل من صبر أيوب…أقصد النبي أيوب.."

لم تتمكن رحمة من طرد كل سحب القلق التي استبدت بجسدها… لكنها تشجعت شجاعة النساء و قررت أن ترافق أيوب إلى غرفة الولادة…هناك ابتسمت في وجهه و وضعت قبلة دافئة على شفتيه وقالت له :" لا تقلق يا حبيبي … يكفيك شيء من الصبر…الطبيبة طمأنتني… لن أفارقك ..سأبقى بجانبك إلى أن تلد.."

أحكم قبضته على يدها و لم تحاول سحبها رغم إحساسها بالألم بل استمرت تمطره بابتساماتها المشجعة.. ما هي إلا دقائق معدودات حتى أحس أيوب بالجسد الصغير يندفع نحو الأسفل معلنا عن أوان خروج الرأس..تعالت الأصوات المحفزة و المشجعة داخل غرفة الولادة بينما اختلط في فم رحمة الضحك بالبكاء و تراوح جسدها بين الفرح و الخوف ..

رغم الألم الشديد الذي كان يتدفق شلالا من كل أحشائه حرص أيوب على أن يتحكم في نبرة صراخه قدر المستطاع و كان يستمد المزيد من القوة بإحكام قبضته أكثر فأكثر على يد رحمة…كان ينظر إليها نظرات امتزج فيها الحب و التوسل لتبقى بجانبه حتى يخرج مولودهما الأول إلى الحياة….

بعد ساعة قاسية …فقد أثناءها الوعي لمرات عديدة ، استيقظ أيوب فجأة من غيبوبته و عيناه تتقاطران ذعرا …تلمس بيديه المرتعشتين صدره فلم يجد ثدييه الكبيرين الذين كانت زوجته تتلذذ كثيرا حينما تشدهما بعنف…ثم تلمس بطنه فوجده فارغا..عاديا..طبيعيا ،تساءل في صمت:" أين هو الجنين ؟؟" و استطرد :"لا شك أنني وضعت عندما فقدت الوعي من شدة الألم…"

حدق في وجه زوجته النائمة بجانبه أيقظها و سألها بحدة :"هل وضعت ذكرا أم أنثى؟؟..و أين هو المولود؟؟.." نظرت إليه رحمة باستغراب مبهم وقالت له:" بسم الله الرحمن الرحيم..ما بك يا حبيبي…عن أي مولود تتكلم؟؟..أنا لا زلت في شهري السادس…نم يا حبيبي ..أنا جد متعبة …أشغال البيت كثيرة لا تنتهي إضافة إلى هذا الحمل..أنا فعلا منهكة…نم يا حبيبي..غدا لديك عمل.."

تفحص أيوب جسد رحمة و كأنه يتعرف على تضاريسه لأول مرة و قبل أن تغمض عينيها الذابلتين قال مخاطبا نفسه:"ما أصعب أن يكون الإنسان امرأة….الحمد لله على نعمة الذكورة… " أحكم أيوب قبضته على عضوه التناسلي و أغمض عينيه في إغفاءة حذرة….

انتهت

27/09 /2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني