الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتور بلا دولة .. جنوب كوردستان نموذجاً

دانا جلال

2016 / 9 / 29
القضية الكردية


نتيجة لحروب (دولية، اقليمية، داخلية )، أو بجهد دكتاتور قومي استغل الظرف الموضوعي نشأت الدول القومية كقاعدة تحمل استثناءاتها. جوهر الدولة القومية وعبر التاريخ يؤكد بانها الأكثر انتاجاً للحروب العبثية، ولدكتاتورٍ بزي عسكري، او عباءة دينية، أو زي القبلية القومي.
نتيجة لغياب الدولة القومية لدى الكورد فان دكتاتورية القائد الحزبي ضمن سلطة الحزب ومناطق نفوذه كانت هي الشائعة في الحياة السياسية الكوردستانية وعلى وجه الخصوص جنوب كوردستان التي تشهد الان مرحلة الانتقال من حالة اللادولة الى واقع الدولة القومية.
صناعة الدكتاتور في الحالة الكوردية (جنوب كوردستان) تمثل خاص الخاص على صعيد سلطة الدكتاتور القومي الذي لا يملك الدولة المعترف بها رغم توفر اجهزتها ومؤسساتها وان كانت بصيغتها المشوهة.
الدكتاتور الحزبي في جنوب كوردستان (البارزاني نموذجاً) يضع المشروع القومي لواقع شبيه الدولة في اطار خلايا وهياكل ومصالح حزبه الذي خرج من خيمة القبيلة التي انتجت شيوخ السياسة والادارة.
الدكتاتور الحزبي بخطاب رئاسة منتهية الصلاحيات يعمل على توظيف الاشكال الجنينية لمؤسسات الدولة لمأسسة دكتاتورية الفرد المؤلَّه، لحزبه القائد، وقبيلته المُقدسة في محراب مجتمع مُدَجن وحلم دولة لا تعرف الطريق.
معادلة ( القبيلة – البارزانية) (الحزب - الديمقراطي الكوردستاني) (الثورة - ثورة11 أيلول 1961) (الدولة - اقليم كوردستان) هي معادلة باتجاهين. "التاريخي" الذي انتج فيه القبيلة حزبه السياسي وقاد ثورة قومية ليتسلط ومن خلال اقنيم ( دكتاتورية الفرد – القبيلة السياسية- حزب القبيلة) على السلطة في كوردستان، والاتجاه الاخر للمعادلة حيث تعمل اجهزة الدولة ومن خلال القمع وبأبشع صوره المتخلفة على تضخيم سلطة الحزب القائد ومن ثم سلطة القبيلة برموزها التاريخية ومحيط تحالفاتها القبلية والسياسية.
رئيس الاقليم المنتهية ولايته السيد مسعود البارزاني وحزبه الديمقراطي الكوردستاني، وعلى خلاف المنطق السياسي نسف كل مستلزمات اعلان الدولة الديمقراطية في كوردستان، وذلك من خلال منع رئيس البرلمان عن حركة التغيير بالدخول الى العاصمة اربيل في عملية اشبه بخلع قبلي يمارسه زعيم قبيلة. عملية الخلع نتجت عنها شلل في الحياة البرلمانية والهدف منه هو مصادرة صوت ممثلي الشعب الذي كان بصدد تحديد صلاحيات الرئيس ومناقشة آلية تجديد رئاسة الاقليم و مشروع الدستور الدائم للإقليم.
الازمة الاقتصادية في الاقليم، شلل البرلمان، طرد وزراء حركة التغيير من حكومة السيد نيشيرفان البارزاني من جهة، والعلاقات المتوترة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع كافة الاحزاب في جنوب كوردستان، ومع حزب العمال الكوردستاني في شمال كوردستان والاتحاد الديمقراطي الذي اعلن الادارة الذاتية في غرب كوردستان من جهة اخرى ووفق المنطق السياسي يجعل من خطاب السيد البارزاني بإعلان الدولة الكوردية اقرب الى الخطاب الدونكيشوتي منه الى الخطاب السياسي.
السؤال الذي يطرح نفسه في كوردستان هو، هل سيعلن البارزاني الدولة الكوردية في محافظتي دهوك واربيل حيث سلطة حزب القبيلة و قمعه المطلق الذي تجسد قبل ايام باعتقال اب وطفلته بعمر 6 سنوات اثر رفعهما لوريقة كتب عليها وهما في البيت مطلب صرف رواتب المدرسين؟
ان سلطات اربيل التي تمارس عملها بعقلية نائب عريف بعثي في الجيش العراقي، وذلك بحلقها لرؤوس المعارضين لسلطة حزب البارزاني كما حدث مع احد البيشمركة القدامى في اربيل، وعلى خلاف السائد والمنطقي بان مستلزمات اعلان الدولة غير متوفرة، فان حزب القبيلة سيعلن الدولة الكوردية في محافظتي اربيل ودهوك مراهنين بذلك على انضمام المحافظات الاخرى ومن خلال بقية الاحزاب في جنوب كوردستان الى الدولة المعلنة، لان سحر الدولة القومية لشعب تم مصادرة حقه بإعلان دولته القومية لا يقاوم.
الدولة الكوردية إن اعلنت في ظل غياب البرلمان والتوافق السياسي في كوردستان ستكون على شاكلة المملكة العربية السعودية التي أُسست على يد آل سعود ودورهم التخريبي والتخلفي في المنطقة.
جمهورية كوردستان البارزانية في الطريق، فهل سينضم احزاب الجنوب الكوردستاني لحزب القبيلة وجمهوريتها المُعلنة؟ هذا ما يراهن عليه البارزاني رغم عزلته في جنوب كوردستان وبقية الاجزاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر




.. كاريس بشار: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض..


.. مشاهد لاعتقال العشرات من اعتصام تضامني مع غزة بجامعة نيويورك




.. قانون ترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا لرواندا ينتظر مصادقة ال