الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يشكل البرلمان في المغرب منبرا للدعاية الثورية؟ -2-

ابو منصور حرب

2016 / 9 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


هل يشكل البرلمان في المغرب منبرا للدعاية الثورية ؟
-2-
كيف يريد بعض الماركسيين اليوم " بري " الواقع المغربي لكي يلائم مشاركة البلاشفة في الدوما !
بعدما استحضرنا مجمل الشروط الذاتية والموضوعية التي دفعت البلاشفة الى تبني موقفي المقاطعة أو المشاركة في الدوما فلنحاول رصد الاشكال التالي : هل يشكل البرلمان في المغرب منبرا كم يدعي البعض للدعاية للمشروع الثوري ؟
إن أول شيء وجب لفت الانتباه له هو أن الانتخابات في المغرب تمر في بلد يسوده نظام الاستعمار الجديد تتحكم فيه كتلة طبقية سائدة ترعى مصالح الامبريالية العالمية وليس لها استقلال ولو جزئي في قراراتها الاقتصادية و السياسية . اضافة الى ذلك لا يجب أن ننسى أن في المغرب ازدواجية للمؤسسات فمن جهة نجد مؤسسات " عصرية " كالبرلمان هو عبارة عن غرفة تسجيل للمؤسسة الملكية ومحيطها وانتخابات تمر في جو من الارهاب و الاعتقالات ومصادرة حق المقاطعين في التعبير عن رأيهم . و بالمقابل نجد مؤسسات تقليدية وغير منتخبة وغير خاضعة لأي محاسبة أو مراقبة شعبية أو حكومية موروثة عن القرون الوسطى .
1 – إن مشاركة البلاشفة في دوما ما بعد 1906 كان نتيجة لتنازل القيصرية الشكلي طبعا عن مؤسسة جلبتها ثورة 1905 الفاشلة ، عكس ما وقع في المغرب فمنذ سنة أول وثيقة دستورية لسنة 1908 المقدمة من طرف علماء فاس وممثلي البرجوازية التجارية الناشئة والتي حاولت إقامة نظام ديمقراطي دستوري يستند الى مجلس منتخب يقر بالحريات وعلى رأسها حقوق الانسان والتي تم اجهاضها من طرف الامبريالية الفرنسية بعد تولي السلطان العلوي المولى يوسف ، دخلت العملية الدستورية في صراع بين الحركة الوطنية و القصر المدعوم من طرف فرنسا . وبعد سنة 1956 شكل الصراع حول من يحقق الدستور و من يجلب أول مؤسسة تمثيلة في المغرب بين ثلاث اقطاب اساسية حزب الاستقلال وجيش التحرير الوطني والمؤسسة الملكية ، في ظل غياب حزب ثوري يعبر عن مصالح البروليتاريا المغربية و الفلاح الفقير جاءت الوثيقة الدستورية من طرف القصر والتف على مطالب الشعب المغربي في ما عرف بوثيقة "العهد الملكي" لسنة 1958 وعمقها دستور 1962 الممنوح الذي كرس الحكم المطلق فيما عرف بالدستور وسط الدستور ( الفصل 19) فالبرلمان جاء كتصفية الخواطر بين الحركة الوطنية والقصر في غياب تام عن الطبقة العاملة وممثيلوها الفكريين و السياسيين .
2- إن مشاركة البلاشفة في دوما ما بعد 1906 كان يستند بالدرجة الاولى عن مجالس العمال و الفلاحين ، فهل يعرف ماركسيينا اليوم على ماذا يستند البرلمان في المغرب ؟ إن الخاصية الفريدة التي يتميز بها بلدنا هو الدور الرهيب الذي تلعبه وزارة الداخلية في تنظيمها للانتخابات فهي تخلق الاحزاب ( جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية ) وتفجرها من الداخل وفي ليلة وضحاها يولد حزب يجر أغلبية المقاعد في الانتخابات . اضافة الى أن اللوائح التي تستند عليها الانتخابات هي من احتكار هذه الوزارة ، و يحكمها في تقطيع الدوائر الانتخابية الهاجس الامني بالدرجة الاولى والتحكم في عدد المقاعد المخصصة لكل حزب وهذا ما يتجلى في عجز أي حزب تشكيل ولوحده أغلبية داخل البرلمان ودائما ما نجد حكومة مكونة من محافظ وليبرالي واشتراكي - قولا وشوفيني فعلا- كطبخة خاصة بالمغرب وحده لا شريك له .
3- إن من يحاول أن يوهم نفسه بإمكانية جعل قبة البرلمان للدعاية الثورية – في أيام الجزر كما يقولون لأن أيام المد الجماهيري ستتم المقاطعة على حسب الادعاء- لا يعرف صراحة ما يحاك في داخل هذه المؤسسة وفي ظل غياب مجالس شعبية قادرة على الضغط من الشارع لفرض قرراتها ودعم نوابها في البرلمان ستظل الكتل الرجعية داخل البرلمان هي من يحدد جدول أعمال هذه المؤسسة وسيكتفي "ثوار" الدعاية العمالية بطرح الاسئلة إن هم منحو فرصة لا تتجاوز 30 ثانية في الشهر فيا لهما من دعاية ثورية تبشرون
ابو منصور حرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت