الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .

صالح حمّاية

2016 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أرى مدنا تعلق عاشقيها /
وبناتها / ومهندسيها/ فوق أغصان الحديد،
وتصدر الشهداء كي تستورد الويسكي
و احدث منجزات الجنس و التعذيب .
( درويش ) .

من الغريب حقا كيف أنه لا يزال هناك من له القدرة على التفاجئ ، كلما سمع خبرا عن تفجير يقوم بها المسلمون هنا ، أو مذبحة يقومون بها هناك ، فهل كل هذا التاريخ الطويل من المذابح الذي ارتكبها المسلمون بحق الآخرين ، وبحق أنفسهم لا يكفي لنعلم ؟ ، ثم هل هذا الذي نراه اليوم على الأقل في العشر سنوات الأخيرة لا يكفي لنعرف أنه ليس لدى المسلمين حالي سوى الإرهاب و العنف و القتل إتجاه المخالفين و إتجاه الآخرين ، فهل مثلا حين تم قتل الجعد بن درهم ، أو صلب الحلاج ، او قتل الجهم بن صفوان ، أو تقطيع أوصال ابن المقفع لم يكن هؤلاء هم المسلمون ، و الامر نفسه بالنسبة لليوم فهل من قتل فرج فودة ، او الذي إغتال الطاهر جاووت ، أو الذي طعن الأديب الكبير نجيب محفوظ لم يكن مسلما ؟ فهل هؤلاء قتلوا على يد بوذيين ، ام قتلوا على أيدي المسلمين ؟ .إن كل الدلائل تشير في الواقع إلى أن الثقافة الإسلامية ثقافة إرهابية ، و أن المسلمين بالعموم إذا هم لم يعلنوا التأييد الصريح للإرهاب ، فهم يصمتون عليه ويقبلون به برضى صامت ، و هنا طبعا لا فرق بين المسلم ، و بين دولته التي بناها ، فكما المسلمون إرهابيون ، فدولهم أيضا إرهابية ، فإذا كنا سنفاجئ بسبب عملية الإغتيال التي تطال المثقفين كالجريمة بحق ناهض حتر التي حصلت أخيرا ، فماذا عن الدول التي تقر بعقوبة القتل لأمثال ناهض ، فعلى سبيل المثال دولة كموريتانيا ، هي دولة ستقتل ناهض حتر لو كان مواطننا فيها ، وهذا ما تفعله الآن من الصحفي سجين الحق في حرية التعبير المدون " ولد مخيطر" ، فولد مخيطر حكم عليه بالإعدام بذريعة إزدراء الدين وهناك دولة عديدة إسلامية تحكم بالقتل على أمثال ناهض حتر و ليس موريتانيا فقط ، كالسعودية و السودان الخ ، وبما خص باقي الدول التي تدعي فقط أنها تحاكم على جريمة إزدراء الدين ، و أنها لا تقل ، فهذا إدعاء كاذب ، لأن الحكم على شخص بأنه إزدرى الدين ، هو كصدور فتوى رسمية بإهدار دمه ، وطبعا هنا إذا كان هذا الشخص وفيا لبلاده ولم يفر كما يفعل أغلب المعاقبين بها خوفا على حياته ، فستطبق عليه عقوبة الإعدام من جحافل الإرهابيين الذين لا تفعل الأجهزة الأمنية لهم أي شيء ، و هكذا فالأمر كله تبادل أدوار بين الدولة التي تحاول الظهور بمظهر المتمدن أمام الغرب ، وجحافل المتطرفين الذين يحكمون الشوارع ، و ابرز صورة على هذا الوضع ، هو حال الملك الأردني الذي سبق له و أن مشى مع رؤساء بعض الدول في فرنسا تضامنا مع ضحايا حرية التعبير من صحفيي "شارلي هيبدو" ليظهر بمظهر الملك المستنير الرافض للإرهاب و مصادرة الحريات ، فيما هو في دولته يحاكم كاتبا صحفيا ، على كاريكاتير ساخر نشره على صفحته في فايسبوك ، وفي النهاية يسلمه لأحد الإرهابيين لإغتياله أمام دار العدالة ، و إن لم يكن لهذه الصورة معنى ،فأي الصورة التي لديها معنى إتجاه علاقة الدولة الإسلامية بإرهاب الشوارع ؟ .

حقيقة إن الصورة التي لدينا للمسلمين الآن ، لا تشي سوى بأننا أمام امة من المتطرفين و الإرهابيين ، أو في أحسن الأحول المنبطحين للإرهاب ، و لأتصور أي فرد يمكن رد هذا الكلام لما لدينا عليه من دليل ، لهذا لمن يريد حقا أن يدافع عن هؤلاء ، فليكن صريح في إخبارهم بعللهم ، فالفكرة أن ندعي الصدمة من الحوادث الإجرامية ، و أن نزعم أن هذا لا يمثل الإسلام و المسلمين لنفصل بين المسلمين والإرهاب ، كله تضليل في تضليل ، فالإرهاب صنيعة المسلمين ، و الإرهاب منتوجهم الوحيد و الأبرز ، وهم و للأسف لا يحاولون حتى أن يغيروا من حالهم لنعذرهم ، فمن يسعون لهذا منهم كفرج فودة و طاهر جاووت و إسلام بحيري وغيره ، يكون مصيرهم السجن أو القتل ، لهذا فعن أي دفاع و تسامح مع هؤلاء و الواقع يقول أنهم أمة إرهابية ، و متمسكة بإرهابها ، بل وفخورة به ، ولمن يريد أن يتأكد فليذهب ليرى تعليقات المسلمين عقب الحادثة ، وهنا نحن لن نتكلم عن من قد يوصفون بالمتطرفين ، بل سنتلكم عن مواطنين عاديين صفحاتهم الشخصية على الأقل ، مليئة بالأمور التي تعتبر محرمات دينية ، ولكن مع هذا ، فهم وفي دواخلهم يتحولون سريعا إلى مبررين للإجرام والقتل ، بل وحتى التشفي والسخرية ، و لهذا فلا يمكن بتصوري التعويل على ديانة تغرس في أفرادها حتى الأقل إلتزاما ذلك الحقد الدفين ، فما بال عتاة المتطرفين و الإرهابيين ، فأمه كهذه لا تستحق التعاطف ، و عموما فيكفي إن لم يجدي كل ذلك للإقناع أن نلتفت لداعش لنرى حال المجتمع المسلم على حقيقته ، فداعش هي التمثيل الحي لواقع المجتمع المسلم إذا تركت له الحرية ، فهناك حقا تطبق شرائع الإسلام كما هي تدرس في المدارس الإسلامية ، أما المجتمعات التي لدينا الآن ، فهي فقط ولكون هناك شروط دولية تفرض عليها ، فهي تظهر لنا بشكل ما أنها تحوز بعض التمدن ، و لكن واقع الحال و الصورة الداخلية تقول لنا أنه تمدن مغشوش ، و تمدن ميال للزوال عند أي لحظة لإنهيار سلطة الدولة ، بل اليوم حتى هذه الدولة لم تستطع أن تبقى تمثل شكل الدولة الحديثة ، فبضغط المتطرفين أصبحت الدولة هي نفسها تمارس الإرهاب لكي تخفف من شعور الإحتقان الذي لدى مواطنيها الإرهابيين عليها ، و قوانين إزدراء الأديان ، و تجريم حرية الفكر ، و سن القوانين التي تميز ضد المرأة ، و ضد الحريات الجنسية ، كلها تدخل في هذا الإطار ، وهو إطار أرضاء جمهور الإرهاب في الدولة ، في المقابل طبعا يمارس الجمهور إكمال ما بقي من هوامش منسية لكي يكتمل المشهد ، فجرائم الشرف حدث و لا حرج ، و الاعتداءات بحق المخالفين حدث ولا حرج ، فمرة هجوم على كنسية ، ومرة هجوم حانة ، ومرة على ملهى ليلي ، وفي النهاية كله راجع لأنه المتوقع و البديهي من المسلمين ، فماذا لدى أمة كل تراثها الفكري الذي يحضا بالاحترام ، هو تراث الدم و الإرهاب و القتل و السحل ، و كل تاريخها مع المثقفين و المفكرين و الأحرار ، هو تاريخ القمع و الإرهاب و الإحراق الكتب ، لهذا فماذا سنتوقع من أمة هذا هو تاريخها ، وهذا هو معتقدها ؟ .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمازيغي ملحد وإغتيال مسلم لعروبي 1
ماسنسن ( 2016 / 9 / 30 - 19:53 )
أتفق معك في كل حرف دونتَه لكن (وآه من لكن ههه) أضيف ما أراه أهم : تعليقي همسة في أذن عزيزي صالح وفي أذن كل أمازيغي إكتشف حقيقة وهم الإسلام وعروبته : الإثنان وجهان لنفس العملة : الإستعمار وهما السببان الرئيسيان لكل مصائبنا كشمال أفارقة!إظافة إلى قضية فلسطين التي تحتل وجدان شعوبنا المغيبة وهي قطعا ليست قضية وطنية للشمال أفارقة:الإسلام خرافة العروبة خرافة: فلسطين ليست قضية الأمازيغ!

قال رفاق حتر في مقال عنه في هذا الموقع أنه (عروبيّ مستنير) (المناضل الشهيد) (كان مناضلاً وطنيّاً عروبياً أمميّاً رفع لواء التنوير في وجه الظلامية والتكفير... رفع لواء النضال في سبيل حقوق الأمة جمعاء... وقف في وجه الصهيونية وكلّ المشاريع الإمبرياليّة والرجعيّة المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية... وقف إلى جانب العراق وسورية واليمن في وجه الحرب الظالمة عليهما... وقف إلى جانب كل عربيّ وكلّ أردنيّ مضام) : الكلام واضح لا يستحق تعليقا!

طيب : إذا فهمتَ جيدا يا عزيزي العاقل ستخرج بشيء واحدٍ فقط : مسلم قتل عروبي في دولة إسلامو - عروبية ! أذكرك أن المسلم والعروبي هما الذان يستعمران بلداننا اليوم! وأذكرك أيضا


2 - أمازيغي ملحد وإغتيال مسلم لعروبي 2
ماسنسن ( 2016 / 9 / 30 - 19:55 )
أن العروبي هو الذي يدّعي أنه عربي ويفرض علينا بالإرهاب أن شعوبنا عربية ولا هو عربي ولا نحن عرب ومن يعترض يكون مصيره أسود وفيه أيضا الرصاص ! من قتل معطوب الوناس مثلا يا سادة ؟!؟ وغيره الآلاف المؤلفة أم نسيتم ؟!

موقفنا يكون فقط رفض مبدأ الرصاص ضد الكلمة لاغير! أعيد : الرفض كمبدأ فقط لاغير! نرفض القتل فقط ! وإلا فالفكر الإسلامي والفكر العروبي مكانهما المزبلة بالنسبة للشمال أفارقة عندما يستيقظون من أوهامهم!

يا إلهي سخروس إني قد بلغت علّ هذا العالم المُغيَّب يفيق من سباته !


3 - المغدور ناهض حتّر
شاكر شكور ( 2016 / 9 / 30 - 21:01 )
بين فترة وأخرى يقدم الإسلاميون ضحية لأطعام التنين الإسلامي ، الكاريكاتير الذي نقله ونشره المغدور ناهض حتّر كان عبارة عن ترجمة صورية وتخيلية تطابق نصوص آيات حور العين في الجنة وقد سميّ الإله الظاهر في الكاريكاتير (إله الدواعش) ، فهل شعر الإسلاميون بأن إله الدواعش هو نفسه إلإله الذي يعبدونه لذلك اصابهم الهيجان لحد الصرع ؟ وإن كان الكاريكاتير هو حقيقة قرآنية وهدف يتمناه كل مسلم ، فلماذا شعر الإسلاميون بالحرج عند كشف الحقيقة صوريا ؟ الا يعني هذا بأن الإسلاميين يعيشون الآن في حالة احباط ويأس ويريدون الدفاع عن كذبة الحوريات بتحويل القضية الى قضية إهانة الذات الإلهية كأنتقام ليشفوا صدورهم المريضة ؟ وهل يوجد إهانة للذات اإلإلهيه اكثر مما فعله محمد بجعل ربه كسمسار للجنس يرقع البكارات في الجنه وسماه بأبشع تسمية وهي خير الماكرين ؟ سيظل عار هذا الإلة الذي صنعه محمد بالفكر البدوي يلاحق الإسلاميين وستظل آيات حور العين محل نقد وسخرية على مر الزمن وستكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير لأنها آيات تكشف عن مدى الأستهتار بالعقول بطريقة ساذجة للنصب على البسطاء ، تحياتي استاذ صالح


4 - كاميرا خفية
شيخ صفوك ( 2016 / 9 / 30 - 22:35 )
الذي يحدث من القتل و الاٍرهاب وقطع الرؤوس ما هو كاميرا خفية
وليس للمسلمين يد فيه


5 - هو الإسلام ..فلما العَجَب يا أَخا العَرَب؟!
بارباروسا آكيم ( 2016 / 10 / 1 - 00:07 )
المجد والخلود لشهيد الكلمة حَتَّر والعار والشنار للهمج الحاقدين

أَما بعد ..

كُل إِنسان مُطَّلع على الحد الأَدنى من المعلومات التي يُسَوقها أَي خطيب جمعة أَو إمام مسجد أَو حتى معلم أَو مُدَرِس مادة التربية الدينية يعلم أَنَّ الإسلام عقيدة وُجدت وماتزال وستبقى - إن منحت الفرصة - بالسيف وحده لا شريك له

بل أَي أُمي أَعمى لا يُجيد القراءة ويسمع (مجرد سماع) من والده أَو حتى من إذاعة القرآن في الراديو يعرف أَن الإسلام دين قِتال ..

ماهو عبد الحميد كشك ملهم الإرهاب في الثمانينات كان شيخ خَرِف أَعمى البصر والبصيرة ومع هذا فقد سَوَّد تاريخ الشرق الأَوسط وشمال افريقيا بكل الخطب السوداوية الدموية

أَحمد ياسين كان شيخ عاجز مكحكح مشلول صوته الأنثوي بالكاد يخرج ومع هذا فالرجل يُعَد صاحب براءة إختراع القنبلة البشرية الفلسطينية .. وقد قتل أيضاً بشكل مأساوي

يعني سواء كان المُتَلَقي أَعمى ..أَطرش ..أَحول ..أَهبل , سيبقى فهم الإسلام هو هذا : إِرهـــــاب

تحياتي للسيد الكاتب ، باركتك الآلهة ياصاح


6 - السبب والحل
على سالم ( 2016 / 10 / 1 - 02:04 )
الاسلام سرطان خبيث وقاتل , الواجب الخلاص منه وقطعه من الجذور