الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء في الذاكرة / 2

صلاح زنكنه

2016 / 10 / 4
الادب والفن


السكرتيرة
...
تسرحت من الجيش منتصف 1989 وفي مطلع 1990 انتخبوني زملائي الأدباء الشباب رئيسا لمنتدى الأدباء الشباب في ديالى وكنت في الثلاثين من عمري أتطلع الى الحياة بفورة من الحماس والتمرد والمغايرة مفعما بالحياة والزهو والكبرياء وفي مساء احد الأيام خرجت من مقر المنتدى في بناية السراي القديم فقابلتني فتاة باهرة الجمال تتعكز على عكازين اثر كسر في الساق وكاد قلبي ان يسقط بين قدمي من هول فتنتها ومرت الأيام والأسابيع واذ بيّ أكتشف أن الفتاة التي رأيتها ذات حسرة تسكن مقابل البناية التي فيها المنتدى وأدمنت الوقوف عند بوابة البناية كل مساء حتى سألني صديق شاعر عن سر وقوفي مثل صنم منذ أيام فصارحته بهيامي بتلك التي تقف خلف الباب الخشبي العتيق فأخبرني أنه يعرف خالها وسيبلغه بحاجة المنتدى الى موظفة وجاءت الموافقة في اليوم الثاني وصدمت حين أطلعت على بطاقتها الشخصية التي تؤكد أن عمرها 18 سنة فقط وفي الحال أصدرت أمرا اداريا بتعينها في المنتدى بصفة سكرتيرة , وماهي الا أيام حتى وصل الخبر الى زوجتي التي قلبت الدنيا ولم تقعدها وعرضت عليها دفع مرتبها الشهري بشرط ترك العمل نهائيا وفي غضون شهر اضطرت أن ترضخ لوعدها ووعيدها .. ومنذ تلك اللحظة بدأت حكاية الغرام والوجد والهيام التي استمرت لأربع سنوات تخللتها مغامرات ومشاكل ومنغصات وصار باب بيتها مزارا بالنسبة لي وحين كنت أسكر في بار البيضاء ليليا كنت أقود سيارتي نحو ذلك الزقاق الشعبي كي أحظى بطلتها خلف الباب الموارب وفي لحظة جنون - جنون الحب- قررت أن أتزوجها وفي يوم الخميس 31 / 4 / 1994 كان العرس باذخا وها هي السكرتيرة أم لأربعة من أولادي .

الباهدلية
...
كان لنا نحن معشر الأدباء والفنانين والصحفيين أيام التسعينات من القرن المنصرم أماكن أثيرة مثل مقهى حسن عجمي وقاعة حوار وكافاتريا مسرح الرشيد ومنتدى المسرح ونادي اتحاد الأدباء وأروقة وزارة الثقافة وشخصيا كنتُ مدمنا بالتواجد في هذه الوزارة العتيدة حيث الأصدقاء القاص المرحوم عبد الستار ناصر والشاعر المرحوم حسين الحسيني والشاعر جواد الحطاب والقاص الروائي وارد بدر السالم صديقي الحميم نخرج سوية من الوزارة بعد انتهاء الدوام نمر بفندق الميليا منصور فالصالحية فمنتدى المسرح حتى نصل الى مقهى حسن عجمي مشيا على الأقدام وقد نكمل السهرة في نادي الاتحاد ومرة ( منتصف عام 2000 ) مع تجمهر موظفات الوزارة في باحة الاستعلامات عرفني صديقي وارد بموظفة من دائرة ثقافة الأطفال وعزمتها على فنجان قهوة في كافتريا المنصور وشيئا فشيئا تطورت العلاقة الى مديات لم أحسب له حسابا وبتنا نلتقي مرة ومرتين وثلاث مرات في الأسبوع وراح الحب يبرعم بين جنباتنا وقد أخبرتها بأنني متزوج من امرأتين فلا تفكري بالزواج مني مستقبلا .
وتقبلت الأمر على مضض , وفي أحدى خلواتنا أخرجت صديقتي الباهدلية كاسيت لرياض أحمد ووضعتها في آلة التسجيل وإذ بالأغنية الأولى تمجد صدام , فسألتها عفويا هل تحبين صدام ؟ قالت وكيف لا أحبه وهو الذي أعدم أخويّ الاثنين الكبير كان طالبا في كلية الهندسة والصغير كان جنديا ! ورأيت الدموع تترقرق في مأقيها ساعتها شعرت بصدمة عنيفة وحزن شديد , نهضت من مكاني وقبلت رأسها مواسيا ولسان حالي يقول سأتزوجكِ رغم كل شيء , ومن المفارقات أن أختها حذرتها مني قائلة لها قد يكون هذا الحبيب شخصا من الأمن واتخذ منك وسيلة ليتجسس علينا ههههههههههههه وبعد ثلاثة أشهر من هذه الواقعة تزوجتها مطلع سنة 2002 وصارت أما لجنوب وسوران وشبيهتها الدلوعة نتاليا التي أحبها بجنون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا


.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية




.. -صباح العربية- يلتقي نجوم الفيلم السعودي -شباب البومب- في عر


.. فنان يرسم صورة مذيعة -صباح العربية- بالفراولة




.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان