الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناهض حتر قاتلا ومقتولا

عندليب الحسبان

2016 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقتول اسمه ناهض حتر وهو كاتب يساري علماني ملحد , و القاتل اسمه رياض عبدالله , وهواسلامي متشدد , والدافع للقتل هو الثأر من القتيل لاساءته للذات الالهية عبر كاريكاتير منشور. وعليه ينقسم الرأي العام الشعبي والنخبوي إلى فرقتين , فرقة أهل القتيل من علمانيين وملحدين وشيوعيين , وفرقة أهل المقتول من اسلاميين ومسلمين , وتجري الأمور في هذا السياق الجنائي والأيديولوجي دون التفات كاف إلى أن الجريمة _ أي جريمة _ هي أصلا ظاهرة اجتماعية , فكيف إذا كانت جريمة قتل كاتب وناشط سياسي يختزل في شخصه جدلا سياسيا اجتماعيا اقتصاديا مكثفا , ومثله القاتل الذي يرمز لفكر سياسي ينتشر , وتيار اجتماعي بدا واضحا حضوره من طبيعة الاصطفاف الشعبي وتفاعله مع القضية
_____________.
الكاتب القتيل والقارئ القاتل , واليساري الملحد واللاسلامي المتشدد , كلاهما ابن وطن واحد , تماما مثل الأخ القاتل والأخت القتيلة في ما يسمى " جريمة الشرف " , كلاهما ابن عائلة واحدة , الدراسات الاجتماعية التي تتناول " جريمة الشرف " لا تعرف الفاعلين بأسمائهم وأنواعهم الجنسية , فرغم أن القتيل على المسرح الجنائي هو دائما امرأة , والقاتل دائما رجل , غير أن الجريمة تتمسرح في العائلة بطريقة مختلفة تماما , فيها الكثير والكثير من التعقيد والتشابك في التفاعل بين الأدوار والمواقع والمكانات التي بناءا عليها يتم الصراع على السلطة وتقاسمها ,وفي خضم التفاعل والتشابك ربمالا تعود تجد خطا فاصلا واضحا بين الجاني والضحية , فقاتل أخته ربته أمٌ كانت أختا , والمقتولة التي لو بقيت على قيد الحياة لصارت أما وربّت قاتلا لأخته .
___________
وعادي جدا أن تجد الأم وهي امرأة تدعم الأخ وهورجل في قتله لأخته بتشجيعه أو بتبريرجريمته , بل وقد تشارك عمليا في اجراءات القتل , ناهيك عن أنها هي ذاتها من يغرس قيم التمايز بين البنت والابن فتمهد لجريمة الشرف واغتيال الفتاة ,
____________
فهل مهد ناهض حتر للقاتل الطريق ليصل إلى رأسه , ويغتال أفكاره الاقصائية سياسيا التي كان آخر ما تمخضت عنه قبل مقتله بأسابيع قليلة " الدعوة إلى تشكيل قائمة سوداء بأسماء المؤيدين لداعش على مواقع التواصل الاجتماعي .. ؟ ليتجاوز ناهض في دعوته هذه الكثير من الاشكاليات الاجتماعية الأردنية مثل اشكالية تعريف " داعش " في مجتمع محافظ دينيا , وملتهب مذهبيا بسبب تقيح الجرح السوري الشقيق . واشكالية تحديد معيار الحكم على الناس بالداعشية , هل هومثلا الموقف السياسي مما يحدث في سورية كما صرح ناهض حتر أكثر من مرة ؟
نعم جرت العادة على أن المتدين هو الذي يقتل الملحد , مثلما جرت على أن الأخ هو الذي يذبح الأخت , ولكن علينا أن نعرف أن هناك أم تقبع جوا تطعم أبناءها القيم ,
والثقافة الاجتماعية اليوم تطعمنا جميعا التطرف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك فريث ثالث
حميد فكري ( 2016 / 10 / 6 - 00:40 )
هل الى هذا الحد زال الاختلاف بين المجرم والضحية ،فصار كل منهما الاحر? انت تتكلم عن بروز فريقين ظهرا على الساحة السياسية والفكرية الاردنية بسبب، اغتيال المفكر ،والناشط السياسي ،التقدمي ناهض حتر ، تموقعا تجاهها ،وكان لكل منهماراي وموقف واضح ،يعبر عن انحياز ه اما الى المجرم او الضحية.لكنك تناسيت فريق ثالت ،كان للاسف يختبئ بينهما كالفار ،فلا هو مع ولا هو ضد .انه محتار تائه ،متردد، خائف ،حربائي انتهازي ، لكن في انتظار اعلان من هو الفائز ،لكي يلحق به. والحق يقال ما اكثر هؤلاء الذين يحتلون مابين المنزلتين ،على حد قول المعزلة.

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah