الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد بيان : من الدعوة للمقاطعة الى البحث عن الشماعات !

ابو منصور حرب

2016 / 10 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أحمد بيان : من الدعوة للمقاطعة الى البحث عن الشماعات !
في الوقت الذي يتعرض له مناضلي ومناضلات النهج الديمقراطي الى حملة مسعورة من المطاردات والاعتقالات ومحاولات الاغتيال ( كما وقع مع الرفيق الحسين الهناوي بأحد الاحياء الشعبية بمدينة سلا) بسبب تجسيد موقفهم المبدئي مع الجماهير الشعبية ، موقف مقاطعة انتخابات دولة المخزن التي يراد منها تزيين الواجهة الاستبدادية و الديكتاتورية لنظام الحكم المطلق بالمغرب والمزيد من كسب الوقت لديمقراطية " العهد الجديد" و " دولة الحق و القانون والمؤسسات " .
وفي الوقت الذي كنا ننتظر ممن يدعي انحيازه الى جانب الطبقات الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء الى تجسيد الموقف المبدئي – حسب الامكانيات- والظروف الذاتية فيجب أن لا ننسى أن " كل ما يحرك الناس ينبغي أن يمر بالضرورة برؤوسهم ، و لكن الشكل الذي يأخذه في هذه الرؤوس يتعلق لدرجة كبيرة جدا بالظروف" (انجلز: فيورباخ و نهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية،) وكأضعف الايمان التنديد بمصادرة الحق في العمل السياسي و الحق في التعبير عن الرأي .
في هذا الوقت بالضبط يطل علينا بعض المناضلين بمواقف صراحة لم نكن ننتظرها على الاقل في هذه الظرفية وبهذا الشكل وعلى قاعدة الموقف من محطة سياسية كالمقاطعة التي تعتبر حجر الزاوية في تشويه وعي الجماهير بامكانية تغيير واقعها عبر نشر الاوهام الدستورية ...فهل الامر متعلق بأحقاد شخصية ؟ أكيد قد يعرفها القاصي و الداني ، وهل الامر متعلق بالمبارزة السياسية حول من هو ممثل للطبقة العاملة وللماركسية ووو؟ أكيد أيضا فواقع الحركة الشيوعية المغربية اليوم بما تعانيه من تشثت وبلبلة يؤكد الطبعة الخاصة التي تميز الثوريين و الثوريات المغاربة دون غيرهم أي الاستعداد لكل شيء وإن استدعى الامر الجهر بالحماقات وممارسة الفظاعات مقابل الطهرانية السياسية و العذرية الفكرية .
لكن ما يهمنا نحن الان وما يهم قضايا الطبقة العاملة وممثليها الفكريين و السياسيين هو السؤال التالي : ما هي الخبرات الثورية التي سنجني من هكذا ممارسات ومواقف ضد ووسط الشيوعيين - ات المغاربة ؟ فأن ينشر احدهم على صفحات التواصل الاجتماعي " أن يقاطع حزب النهج الشرعي الانتخابات الرجعية ليس مبررا للتضامن مع حملته؛ فسواء قاطع أو شارك لا شيء سينفي عنه كونه حزب بورجوازي لا يعبر عن المصالح الجذرية للطبقة العاملة " و يضيف كذلك أن " أكبر أعداء الثورة هي هاته الحفنة التي تسوق لمشروع بورجوازي باسم الاشتراكية و باسم الثورة السلسة، لهذا فقط يجب أخذ الحيطة خصوصا في وقت الإضطرابات لا يجب التماهي معهم و إنما تعريتهم أمام الجماهير.
مقاطعة الإنتخابات ليست مبررا للتحالف أو التضامن مع أي كان و إنما المضمون الإديولوجي؟ أقتلوا الخونة و الجبناء وسطكم، فالجبان عندما تشتد وطيس الحرب تكون طعنته غادرة في الخاصر أشد من حراب الأعداء.."
فخارج النصيحة البلهاء التي يريد أن يقنعنا بها بأن " التحالفات " تقوم على اساس ايديولوجي هو أيضا يفتي بأنه وجب على (!) أن " يعري " المقاطعين أمام الجماهير ، لكن لم يكمل جميله ويكشف لنا عن طريقة " تعرية " المقاطعين ومن سيقوم بتعريتهم ! فإلى حدود اللحظة الوحيد الذي يعري مناضلي النهج وهم يجسدون قرار المقاطعة هو البوليس و البلطجية ! وأمام الجماهير كذلك . إن ما يحرك بعض المناضلين في حقيقة الامر ليس السعي الى " تعرية " الانتهازية و التحريفية أمام الجماهير – وما احوجنا الى من ينزل الى الجماهير ويقوم بالدعاية و التحريض في صفوفها وتلك اللحظة " يعري كيما عجبو " – لكن المحرك للأسف هي النزعة التبريرية النابعة من العجز عن أي محاولة للالتحام بهموم الكادحين – ولو في اطار حملة المقاطعة كما عبر العديد من الشرفاء في مدينة بني ملال وانزكان و الدار البيضاء الذي خرجوا الى جانب النهج الديمقراطي يدعون الى المقاطعة بأعلامهم الواضحة كمعطلين- ات وباعة متجولين وشباب 20 فبراير. فياله من وضع بئيس وضع فيه نفسه هذا المتحذلق .
وبعيدا عن " التعرية " التي يدعو لها صاحبنا ، هناك كذلك مواقف لا تختلف كثيرا من حيث الشكل غير أن مضمونها واحد ، وهو الموقف الذي عبر عنه الرفيق احمد بيان ومن خلاله تيار البديل الجذري الذي دعا الى مقاطعة انتخابات 7 اكتوبر 2016 ، غير أنه عوض طرح بدائل واليات للعمل مع باقي القوى التي تحمل نفس الموقف كما جاء في بيان التيار نفسه الذي أكد على " الانخراط في كل المبادرات النضالية التي تنسجم وموقفنا في تيار البديل الجذري المغربي " راح السيد بيان يحصي لنا العديد من المبررات " المشاركة في اللعبة " وأن موقف المقاطعة " يعبر عنه قبل وبعد وليس خلال الفترة " المسموح" بها " رغم أن تيار البديل الجذري نفسه عبر عن موقفه من الانتخابات خلال " الفترة المسموح بها " عندما اصدر البيان ! ويتباكى على الاخرين لماذا هم " احترموا " نفس الفترة ، وهذا له تفسير واحد حسب فهم السيد بيان هو " العمل الشرعي القانوني " وبذلك الاعتراف بالمقدسات ! وانهى السيد بيان سلسلة مقالات حول النهج بالبكاء و التظلم من قيادي النهج الذي " جرموا " المناضلين الشرفاء كما يعتقد ويريد ان يوهم القارئ المتتبع!
إن أكبر خاصية تميز المناضل- ة الشيوعي والتيار الذي يبني أو يسعى الى بنائه عن باقي التعبيرات السياسية البرجوازية هي مدى رغبته بالاعتراف بنقاط ضعفه و بأخطائه والاستعداد النفسي قبل كل شيء الى محاولة تجاوزها ، وأن لا يحاول اخفائها تحت أي مبرر كان ، ومنطلق ذلك هو السعي الى بناء تنظيم تسوده الاخلاق الشيوعية والنقد و النقد الذاتي وتبني خط الجماهير و بناء مشروع مجتمعي جذري مخالف تماما لما هو موجود الان .
أن لا يتمكن تيار معين أو مناضل من تصريف مواقفه سواء تحت طائلة الضعف التنظيمي أو السياسي أو عدم القدرة على التجذر وسط الجماهير، لا يعني ذلك أن يظل ينكش في أنفه ويلعن السماء و الارض ويطلق الرصاص في كل الاتجاهات بغرض اخفاء نقاط ضعفه أو اخطائه فهذه الممارسة المنافية بصفة جذرية للمبادئ الشيوعية لا تقدم أية خبرة ثورية في هذا المجال بل هي تؤسس لنمو ثقافة نسعى جاهدين الى محاربتها وهي ثقافة البرجوازي الصغير الذي ان طلبت منه الكشف عن اخطائه سيفضل الانتحار عوض ذلك .
فوراء شعارات القانونية و الشرعية و المقدسات و هلمجر مما جرد لنا الرفيق احمد بيان يختبأ العجز عن تصريف موقف المقاطعة ، فليس العيب أن يصدر تيار البديل الجذري لبيان المقاطعة وألا يصرفه بشكل يومي أو منظم أو في مناطق مختلفة كما تفعل تيارات اخرى ، فتيار التحرر الديمقراطي اصدر بيانا في الموضوع دون الهجوم - حتى لا نقول انتقاد - على تيار اخر وكذلك تيار الماركسيين اللينينين الماويين بالمغرب في شتنبر 2015 اصدر موقف المقاطعة ودعى الى إعطاء هاته المقاطعة بعدها السياسي الواعي دون أن يتهجم على أحد .
لكن الرفاق في البديل الجذري والرفيق احمد بيان لهم رأي اخر فعوض اصدار الموقف وكفى المسلمون شر القتال ذهبوا لكي لا يقال عنهم – ومن يهتم – أنهم لا يجسدون هذه الموقف بشكل منظم الى الهجوم على حزب النهج ومحاولة تغطية العجز بشعارات فضفاضة لا مجال لنقاشها في الظرف الراهن – مع استعداد لتخصيص عمل كامل لها - من قبيل " القانونية و الشرعية و المقدسات" .
إن الاساس المادي لهذا النوع من الممارسات يجد تعبيره في حركية الصراع الطبقي المحتد
فالهجوم الذي قادته الكتلة الطبقية السائدة على الشعب المغربي دفع بفئات وطبقات كثيرة من هذا الشعب الى الانضمام الى النضال الجماهيري ، وقد اصبح الصراع بين الطبقات في المغرب اكثر سفورا وعلنية وبهذا تنوعت طبيعة المطالب السياسية و الاقتصادية والاجتماعية التي حملتها هذه الطبقات ، ومن هنا تطرح ضرورة تقديم الاجابات النظرية و السياسية و الاقتصادية من طرف ممثلي المشروع الثوري المعبرين الطبقيين عن مصالح الطبقة العاملة و عموم الكادحين . إن هذه الحركية التي تنعكس في أدمغة المناضلين بطرق مختلفة فـ"ينبغي النظر إلى كل اختلاف في مفاهيم الإنسان على انه انعكاس لتناقض موضوعي. إن التناقضات الموضوعية تنعكس في التفكير الذاتي " ماو ، دفعت بكثير من المناضلين عوض " تكسير" الادمغة للتقدم في بناء حزب الطبقة العاملة وتقديم اجابات على تطور هذه الحركية ، يعدون العدة للهجوم على اي مبادرة سياسية تهدف الى تطوير هذه الحركية لأن الانخراط في هذه المبادرات و في الصراع العام – الانخراط المنظم – بالنسبة لهم سيكشف واقع التشردم لديهم وفي احسن الاحوال ومن أجل " تحصين " الذات تجدهم حائرين ويوزعون التحريفية هنا وهنا والانتهازية الاصلاحية هناك .
إنه واقع بئيس
يا احمد هنا هيردوس .... فلنقفز هنا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة


.. شهيد وجرحى بقصف استهدف ملعب بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. الخارجية الأمريكية: حماس غيرت نهجها في مفاوضات الرهائن مع إس