الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفهم (قصة قصيرة)

احمد الباسوسي

2016 / 10 / 9
الادب والفن


قررت أن أفهم، أغلقت جهاز التلفاز، نزلت الى الشارع، غلالة المساء كانت تحط بهدوء، أضواء المقهى البلدي الباهتة انسكبت ببطء فوق الرؤوس المنشغلة بتحريك قواشيط الطاولة، ومتابعة مباراة في الدوري الانجليزي أمام شاشة التلفاز الجديدة. أصوات مكبرات الصوت تزعق بقوة تنادي الناس لصلاة المغرب، وامرأة شابة ضرب البؤس بشرتها وثيابها، منكوشة الشعر، طفقت تصيح وتستغيث هالعة من ملاحقة رجل ضخم الجثة يشهر سكينا كبيرا ويتوعدها بصوت قوي. وشاب أنيق جدا، شارك في الثورتين، قادم لتوه من لقاءه مع خطيبته التي شاركت في الثورتين أيضا وقد ركب الوجوم والاحباط تفاصيل خلايا جسده، سحب مقعدا، انضم الى المتفرجين الذين يتابعون مباراة كرة القدم، رمقتني عينيه، أخبرتني إن حائطا كبيرا تم اقامته بعناية، يحجب المقدرة على الدهشة والفهم. الشارع يفتح شهيته للبؤساء والبلطجية واولئك الذي يسعون لفهم أحشائه، لكني جفلت بسرعة عن امرأة مسنة حاولت توقيفي لتعرض مشكلتها أملا في المساعدة، وأخرى على الجانب الآخر كانت ترقبني وهمت بتوقيفي طمعا في المساعدة ايضا. عجلت الخطى مجازفة ورغم ذلك انزلقت قدمي في حفرة من حفر الشارع وتجندلت على الأرض، هرع ثلاثة من الشباب نحوى، ردوا لي استقامتى فوق الأرض مصحوبة ببعض الخبطات والاحتكاكات التي اعتبرتها بريئة لتنظيف ملابسي من الغبار والروث الذي علق بها. قفلت بسرعة عائدا الى المنزل لكي اخفي نفسي في الماء تحت الدش. اكتشف انني عدت من دون هاتفي النقال، وحافظة نقودي المحشوة باوراق هويتي الشخصية لكن ليس بها نقود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح


.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار




.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض