الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نوبل في الأدب توسع آفاقها
طالب عبد الأمير
2016 / 10 / 14الادب والفن
بمنحها جائزة نوبل في الأدب هذا العام للموسيقي الشهير بوب ديلان، خطت الأكاديمية السويدية خطوة أخرى بإتجاه فهم جديد لشرط ما أطلق عليه في وصية نوبل بـ" الأدب المثالي". الخطوة الأولى في كسر القاعدة التقليدية لمفهوم الأدب، بدأت العام الماضي، حين منحت الأكاديمية جائزة نوبل الى الصحفية البيلورسية سفيتلانا الكسييفتش، التي لا تملك كتاباتها مقومات السرد الروائي والحبكة، وإنما هي شهادات توثيقية تجمع بين التقرير الصحفي التوثيقي والسرد، الذي يحمل لوناً جديداً في الأدب، تجتمع فيه نبرات وإيقاعات مختلفة، ومشاعر وأحاسيس بشر تحدثوا للكاتبة، ونقلت همومهم ومعاناتهم. وقد وصفت الأكاديمة أعمال سفيتلانا الكسييفيتش بـ"المتعددة التناغم، والتي تمثل نصباً تذكارياً للمعاناة والشجاعة في زماننا".
وهاهي الأكاديمية السويدية تمنح جائزة هذا العام الى موسيقي ومغني يكتب القصيدة الغنائية، "بإبتكار تعابير شاعرية جديدة داخل الغناء الأمريكي الكبير" كما ذكرت الأمينة العامة للأكاديمية سارا دانيوس في سياق تعليقها على منح جائزة نوبل في الأدب للعام 2016 الى الموسيقي المغني الأمريكي بوب ديلان، الذي تمتلك قصائده التي يكتبها وشعره الغنائي روح التجديد وقوة المعني، الذي لا يخضع لزمن محدد. كما عبر أحد الشعراء السويديين.
قرار الأكاديمية لهذا العام أثار، مجدداً، إنتقادات كثيرة، داخل السويد وخارجها، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، بلد الحائز على جائزة نوبل في الأدب هذا العام، لأول مرة من 23 عاماً، عندما نالتها الكاتبة توني موريسون العام 1993. رغم أن الإنتقاد لم ينصب بسبب شخص بوب ديلان، الذي يتمتع بشهرة واسعة كونه موسيقي، مغني وعازف كبير على مدى خمسة عقود، أُعتبر خلالها رمزا للدفاع عن المهمشين ومناهضة العنصرية والظلم الإجتماعي، وإنما كانت التوقعات أن يحصل على الجائزة كاتب، او كاتبة، في مجال الأدب التقليدي، كالرواية أو الشعر وما شابه.
لكن قرار الأكاديمية السويدية حظي أيضا بترحاب الكثيرين، لهذا الإختيار، الذي وصف بالجرئ والملائم لروح العصر. وحين خرجت الأمينة العامة للأكاديمة السويدية سارا دانيوس من غرفة الإجتماعات الى قاعة البورصة العريقة، مبنى الأكاديمية السويدية حالياً في المدينة القديمة، في ستوكهولم، في الواحدة تماماً بتوقيت السويد، ضجت القاعة التي، أحتشدنا فيها، صحفيون من السويد ومن بلدان آخرى، بالتصفيق، لكن هناك من عبّر عن دهشته، أيضاً، وآخر عن وجومه لهذا القرار الذي فاق التوقعات.
والسؤال المطروح الآن. هل ستواصل الأكاديمية السويدية هذا النهج الجديد في توسيع نظرتها الى مفهوم الأدب ودفع جدرانه ليشمل فضاءات آخرى، تمنح على أساسها جائزة نوبل؟ أعتقد أن الجواب: نعم، فالتفكير بهذا المنحى ليس حديث الولادة، إذ سبق و أشار اليه هوراس هينغدال، الذي كان يشغل منصب السكرتير الدائم الاسبق للاكاديمية، قبل سنوات، في لقاء اجريته معه العام 2008 والذي أشار فيه الى بروز ظاهرة تنمو في عصرنا الراهن، تتمثل في ظهور كتّاب ينقلون تجارب واقع معاش، يبدعون في عرضه بإستخدام أدوات أدبية. وهذا اللون من الأدب باتت له أهمية كبيرة. وكان الحديث، حينها، يجري عن أدب السيرة الذاتية، فالقواعد التي نصت عليها وصية نوبل في توزيع جائزته في الأدب موجودة وثابته ولكنها يجب أن تفسر بشكل معاصر. وهذه الأشكال الكتابية الجديدة في الأدب تقع أيضا في دائرته ويجب علينا الإهتمام بها. فمفهوم الأدب يتغير عبر الزمن وتطور الأشياء. مما يحتم على الاكاديمية ولجنة نوبل متابعته، قال هوراس اينغدال السكرتير الدائم للاكاديمية السويدي، مواصلاً:.
"يجب علينا نحن في لجنة نوبل متابعة هذا التطور ولايمكن أن نظل منشدون الى أدب مثالي عمره مائة عام، مؤطر بالشعر المقفى والرواية حول أشخاص من صنع خيال الكاتب. وأن الشعر يجب أن يكون مفهوماً، بل علينا أن ننظر الى الأدب كما يُنظر له في الواقع اليوم هنا وفي بقية انحاء العالم".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح