الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا انخفضت شعبية الرئيس السيسي؟

اسلام احمد

2016 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كشف المركز المصرى لبحوث الرأى العام (بصيرة) في اخر استطلاع أجراه عن تراجع شعبية الرئيس السيسي إذ أن نسبة الموافقين على أداء الرئيس انخفضت إلى ٨٢% مقارنة بنحو ٩١% فى نهاية عامه الثانى

وأزعم أن تلك حقيقة يجسدها الواقع المصري وقد عبر عنها مؤخرا فيديو سائق التوك توك الشهير الذي خرج عن شعوره وانتقد بشدة الأوضاع في مصر , صحيح أنه ردد كلاما سبق أن قلناه وكتبناه على مدار السنوات الماضية ولكن الجديد هو انتقاده الصريح للأوضاع بتلك الجرأة والشجاعة وبانفعال شديد عكس حجم الغضب الكامن في نفوس كثير من المصريين نتيجة تردي الأوضاع على كل المستويات , ولأن تلك المداخلة كانت في برنامج ذائع الصيت لاعلامي متميز هو عمرو الليثي فقد حاز الفيديو على نسبة مشاهدة عالية بلغت عشرة ملايين مشاهد بعد ساعات قليلة من بثه , وهو رقم كبير يعكس أيضا حجم التجاوب مع الصرخة الاحتجاجية التي أطلقها هذا المواطن البسيط

فلماذا اذن تراجعت شعبية الرئيس السيسي؟ , للاجابة على هذا السؤال يكفي أن نستمع الى الكلمة التي ألقاها الرئيس في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالا بعيد السادس من أكتوبر فقد صرح قائلا : " أن استقلال القرار الوطني لابد أن يكون له تبعات , وبالتالي ما ينفعش نعمل مشكلة عشان شوية زيت وسكر" , في اشارة لتحقير الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر

وقد استفزني تصريح الرئيس الذي لا يعكس فقط تحقيرا للأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها مصر ولكن يعبر أيضا عن عدم ادراك للمعاناة الشديدة التي يعاني منها غالبية الشعب المصري , وقد نسى الرئيس أن الأخير لا يهمه السياسة الخارجية والعلاقات الدولية بقدر ما يهمه قوت يومه الذي لا يجده مع العلم بأن ثلث الشعب المصري تحت خط الفقر كما نسى سيادته أنه لهذا السبب تحديدا قام المصريون بثورة 25 يناير التي كان على رأس شعارها (عيش حرية عدالة اجتماعية)

أدري أن خطاب الرئيس الأخير أريد به طمأنة المصريين على مستقبلهم لاسيما بعد قرار المملكة العربية السعودية وقف امدادات الوقود لمصر ولكن الواقع أن هناك أزمة اقتصادية خطيرة في مصر تتمثل في ارتفاع الدين العام الداخلي والخارجي , وتراجع احتياطي النقد الأجنبي فضلا عن العجز الكبير في الموازنة العامة للدولة وتراجع معدلات السياحة والاستثمار , ناهيك عن ارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل انخفاض قيمة الجنيه المصري ما أدى الى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني , ومع زيادة معدل التضخم وبالنظر الى نسبة فقر تصل الى ثلث المجتمع ونسبة بطالة تصل الى 20% فقد كان من الطبيعي أن يعاني الشعب المصري بشكل لم يحدث من قبل على مدار تاريخه

أضف الى ذلك الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد في ظل حالة الانقسام المجتمعي وانسداد الأفق السياسي فضلا عن تراجع الحقوق والحريات وغياب سبل الحوار والمشاركة السياسية نتيجة قوانين قمعية مخالفة للقانون والدستور على رأسها قانون التظاهر وقانون الارهاب اللذين أتاحا للحكومة القبض على كثير من الشباب بدون حسيب أو رقيب حتى وصل عدد المعتقلين في مصر الى عشرات الالاف حسب تقديرات مراكز حقوق الانسان

هذا غيض من فيض ولن أتطرق الى اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية فالمسألة مازالت منظورة أمام القضاء

في سياق كهذا كان من الطبيعي أن تتراجع شعبية الرئيس السيسي بشكل كبير وأن يدعو البعض الى ثورة ثالثة ضد النظام يوم الحادي عشر من نوفمبر القادم لذا أتمنى أن يراجع النظام حساباته ويعيد النظر في سياساته التي أدت بنا للأزمة الراهنة قبل فوات الأوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة