الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول اصرار تركيالإعادة علاقاتها مع روسيا الى الوضع الطبيعي

حسن نبو

2016 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اسقاط القوات الجوية التركية الطائرة الروسية (سوخوي 24) فوق جبل التركمان بمحافظة اللاذقية في 24تشرين الثاني 2015 ومقتل احد طياريها بسبب ادعاء الحكومة التركية انتهاك الطائرة الروسية للاجواء التركية وعدم امتثالها للتحذيرات التركية المتكررة . بعد ذلك قطعت هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الروسيةجميع الاتصالات العسكرية مع هيئة الاركان العامة للجيش التركي ، ووضعت الحكومة الروسية الطراد "موسكو " الحامل لصواريخ فورت المضادة للطائرات في ساحل اللاذقية لتعزيز الدفاعات الجوية الروسية في سوريا ، كما نشرت القوات الروسية منظومة اس - 400 الدفاعية المتقدمة المضادة للأهداف الجوية في قاعدة (حميميم ) ، وتراجعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الدولتين بنسبة كبيرة مسببة اضرارا لكلتا الدولتين . فعلى الصعيد التركي تأثر القطاع السياحي سلبا بما حدث ، خاصة وان روسيا هي اول دولة من حيث توافد سواحها الى تركيا بعد المانيا .
وتم تجميد العمل في مشروع خط انابيب البحر الاسود لدعم صادرات الغاز الروسي الى تركيا ، اذ ان تركيا تعتمد على روسيا في تأمين اكثر من نصف كمية الغاز الطبيعي التي تحتاجها . كما ان شركات البناء التركية في روسيا تأثرت سلبا بالازمة التي حدثت بين الدولتين . وانخفضت الصادرات التركية الى روسيا بنسبة كبيرة جدا ، خاصة وان روسيا تعتبر سوقا رئيسيا لشراء الفواكه والخضروات التركية وصناعاتها الغزلية والنسيجية .
وعلى الصعيد الخارجي فقد بدا لتركيا وجود الضعف في موقف "حلف الناتو " الذي تعتبر تركيا عضوا رئيسيا فيه بسبب انقسام اعضاء الحلف وتشكيك بعضهم بالرواية التركية حول اسقاط الطائرة الروسية . وان الحلف غير متحمس للوقوف الى جانب تركيا فيما اذا اندلعت حرب بينها وبين روسيا التي عززت موقفها في سوريا من خلال التحالف مع الولايات المتحدة لمحاربة داعش .
ومن جهة اخرى بدا لتركيا ان خصمها اللدود ( قوات الحماية الشعبية ) التابعة لمنظومة حزب العمال الكردستاني تتمدد في الشمال السوري الملاصق لحدودها الجنوبية وانها غير قادرة على القيام بأي خطوة ضد هذه القوات اذا مابقيت علاقاتها متوترة مع روسيا .
وهناك من يري انه اضافة الى الاسباب المذكورة التي التي حثت تركيا على ضرورة اعادة العلاقات مع روسيا : قيام الكرملين بتحذير الحكومة التركية من وقوع انقلاب عسكري ضدها .
وهنا لابد من التذكير ان اعادة العلاقات بين تركيا وبين روسيا هي التي سمحت المجال لتركيا بالدخول الى الشمال السوري وبسط نفوذها على المنطقة الممتدة من جرابلس الى اعزاز .
واخيرا : فإن اعادة العلاقات بين روسيا وبين تركيا لايعني ان سياسة تركيا اصبحت متطابقة مع سياسة روسيا في الشأن السوري ، الفوارق كثيرة جدا وكبيرة في الكثير من المجالات ، لكن تركيا باتت مقتنعة اكثر من السابق ان روسيا تتحكم ب75% من خيوط الملف السوري وانه لايمكن لأي دولة تخطي روسيا في سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى