الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شغف (Passion) 1982 (جان لوك غودار):اختلاط

بلال سمير الصدّر

2016 / 10 / 22
الادب والفن


شغف (Passion) 1982 (جان لوك غودار):اختلاط
هل هذا طبيعي او حقيقي...هل هذا هو غودار العظيم الذي كنا نتحدث عنه قبل حقبة الثمانينات...؟!
لازال غودار يعمل على تحقيق أفلام اشبه بالمستقلة،بعيدا عن اي سرب أو أي موجة دارجة تقليدية،وحتى حقبة الموجة الجديدة قد ولت وانتهت،وخابت آمال غودار بالشيوعية،والرأسمالية في صعود وازدياد،بينما امريكا اصبحت تخوض في مصطلح جديد لايكسبها سوى القوة(الثقافية قبل ان تكون عسكرية أو اقتصادية) ألا وهو العولمة...وسيظهر فرانسيس فوكاياما لاحقا مع اوائل التسعينات ليبشر بنظرية نهاية التاريخ.
على ان هواجس غودار السينمائية لازالت كما هي،فهو ان كان يكره امريكا-كسلعة سياسية واستهلاكية-فهو هنا يعلن الخوف منها مع شهادته المحبطة بانتصارها،وهو لم يتعب حتى الآن من معاملة السينما بتجريد مطلق وطرح الهموم الشكلية،بحيث بدا يتحدث كثيرا عن انعكاس الصورة أو الرواية على احداث الفيلم،فعبارات على شاكلة:
لايوجد هناك ظلال...انعكاسات فقط
لازالت تكتسب ابعادا مهمة في فن غودار
جيرزي مخرج بولندي يعمل على تحقيق فيلم يواجه فيه مصاعب تقنية جمة،من حيث عدم قدرته على التعبير،وغياب القصة من اساسها،وهو موضوع قريب جدا من فليني وفبلمه الأشهر8.5،كما اننا قلنا بأن شغف هو فيلم عن صناعة فيلم،فربما يكون ايضا النهار من أجل ليلة أو حذر من العاهرة المقدسة،على انه ايضا هناك هم نسوي واضح يتعلق بالكفاح من اجل حقوق العمال،اذا من الممكن ان يكون الفيلم نسوي ايضا،وايضا أذا كان موضوع النقد الرئيسي-اعتقد كمحاولة من قبل النقاد ليس الا لفهم الفيلم-بان الفيلم محرد فيديو فيلمي يحاكي لوحات عظيمة واساطير قديمة،بل واعتبر احد الأفلام المهمة التي تطرح موضوع علاقة السينما باللوحات الفنية الكبيرة،على ان كل ذلك لاينفي ابدا ان فيلم(شغف) –Passion هو فيلم حذفي وغير مكتمل،وهو مع كل القامات الكبيرة في الفيلم من هانا شيغولا الى جان كلود كاريير الذي ساعد في كتابة هذا الفيلم،لايبدو بانه يقول شيء سوى انه مجرد صورة...صورة لايصح أن نقول عنها مكتملة ولاغير مكتملة.
هناك عاملات في مصنع يكافحن من اجل حقوقهن،وتظهر لقطة في الفيلم مألولفة بالنسبة لغودار عن الشخصية التي تطرح المشكلة وتتحدث الى الشاشة في شيء قريب جدا من الوثائقية،والمصنع موضوع الحديث يمتلكه مدير انتاج الفيلم،بينما زوجته هانا تمتلك فندقا فخما يقيم فيه الكادر بقيادة مخرج بولندي -كما قلنا-يدعى جيرزي،والذي سيعيد فتح قصة حب من الماضي سابقة مع هانا.
ومن ثم نعمل على محاولة فهم اشياء على شكل نقاط أو كنمط تقريبي للأحتمالات،فالفيلم تنقصه الحبكة والقصة وهذا شيء متعمد،لأن المخرج يحاول ان يقول شيئا غير تقليدي،واذا افترضنا جزافا أن الفيلم هو عن عكس لوحة فنية لتصبح مشهدا سينمائيا وهو افتراض سيحتل بعدا قويا في الرؤية وطويلا وسيظل يحيط في الفيلم حتى النهاية،وهذا بالتأكيد سيقود الى نظريات عن القصة مثلا...
سيدة(Loucachevsky)...ما هي القصة؟!
أنها ليست كذبة لكنها بالأحرى شيء متخيل،ليست الحقيقة الدقيقة ...ولا مضاد الحقيقة
انها كما تظهر تقف بعيدا عن الواقع...هذا سيقود الى اشياء اخرى,مثلا:
لا تتفحص قالب السكيتش كما فعل رامبرنت فقط...انظر بحذر للكائن البشري...انظر الى عيونهم وشفاهم
هناك انعكاس لصورة فنية كصورة مشهدية سوف تلتقط في فيلم،وهم يشرحون اللوحة من خلال الوقفة الدقيقة الحقيقية لشخصيات تحاكي اللوحة الفنية.
العلاقة بين الصورة السينمائية واللوحة الفنية مقدمة رئيسية وقد يكون غودار نفسه يحاول ان يطرح سؤالا على شاكلة،هل يصلح ذلك،وهو الشيء الوحيد |أو نقطة مركزية النقد؟!
للأسف الشديد،كل هلذا الاختلاط بين المواضيع لن يقود الى شيء جيد ولاحتى حاسم،فالفيلم اقل من المتوسط،متفكك بمعنى وكانه يبدو مختصرا ينتقل بسرعة بين المشاهد،بل هناك احتمالية وجود مشاهد ناقصة لم يضعها غودار كنوع من نوع التشكيل- ضمن نظريات التشكيل التي يمتلكها هو خاصة-وهذا ينطبق على الاحداث التي تبدو ناقصة...بل ناقصة جدا
وبالتالي هذه العودة (الثانية) بعد دريغا فيرتوف للحيز الفيلمي التقليدي تبدو غير موفقة ابدا..
هل لازال غودار-بعد كل هذه السنوات والخبرة-يعود الى نقطة الصفر؟!
ان كان هذا صحيح-على انه يبدو لي بانه صحيح-فالفيلم طموح جدا بالنسبة لفيلم غودار الأول أو الثاني
تقول احد شخصيات الفيلم:لايوجد هناك قواعد لصناعة الفيلم لهذا لازال الناس يحبون الأفلام
ويرد عليه احدهم:هناك قواعد وانت تحتاج الى ملاحقة القصة
الجملة الأولى مطابقة تماما للفيلم،بينما الجملة الثانية مكسورة...
غودار يعمل على تشويه السينما-عذرا-في قصة قلنا عنها بأنها ناقصة...أسماء لامعة كبرى في قصة مختلطة بدون أي داعي عن عالم سينمائي مجازي-كل شيء في الفيلم حتى العلاقات بين الشخصيات نفسها تبدو غير واقعيى باستثناء قصة النسوة العاملات-يلاحق لوحات أو دعونا نقول يحاكي لوحات عظيمة واساطير أوربما عالم ألف ليلة ولكن على الطريقة الايطالية(ديكاميرون)
بعد كل ذلك،فهل ستعنينا هذه الجملة بأي شيء:
الصورة ليست قوية بسسب قسوتها او غرابتها،ولكن بسبب ان التماسك بين الأفكار بعيد فقط
يعلن خوفه من امريكا،والنهاية ان يغادر الكادر الى امريكا أو هوليوود،ولكن مع الحقيقة للفن السينمائي المشوه،ليس من الضير بالنسبة لنا ان نسافر الى هوليوود...فهولييود على الرغم من انتقاداتنا المشتركة لها مع السيد غودار طبعا-ولكنها انتجت تحفا فنية واسماءا من غير الممكن أن تنسى...
بلال سمير الصدّر
26/12/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد