الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسمها الأول كارمن1983(جان لوك غودار): غودار يغيب تماما في حيز غير مدرك على الاطلاق...

بلال سمير الصدّر

2016 / 10 / 24
الادب والفن


اسمها الأول كارمن1983(جان لوك غودار): غودار يغيب تماما في حيز غير مدرك على الاطلاق...
غودار في الفيلم نصف مجنون،يقيم في مستشفى وعندما يحاولون طرده،يعدهم بان ستصيبه الحمى الأسبوع المقبل...تحضر فجأة قريبته كارمن التي تطلب منه شقة يملكها لتقيم فيلما عليها وهذا بحد ذاته يعتبر طلب اشكالي كبير بالنسبة لراعي فن المضمون والثائر على النزعة الفيلمية التقليدية جان لوك غودار.
ولكن هل هذا كان كافيا ليحقق الفيلم جائزة الأسد الذهبي عام 1983 لمهرجان فينيسيا...؟!
ربما مقدمة الفيلم التي كانت على لسان الشابة كارمن قد توحي بشيء ما:
أنه في أنا وفيك انت...ما يفعل موجات تسبب مشكلة
أنا لا أعرف الكثير،ولكني اعرف بأن البريئيين لايتحكمون بهذا العالم...
هذه المقدمة قد توحي بشيء ما...قد تقدم شيئا عن احترافية سيناريو لفيلم حقق باعتباطية كبيرة لايقيم اي اعتبار للتناسق الروائي تقاطع مشاهده دائما فرقة تتدرب على العزف الموسيقي موضوعها بيتهوفن،الذي يستخدمها غودار كخلفية موسيقية للفيلم،وكمقاطعات مؤكدة للحظات حاسمة في الفيلم....هذا التركيب-فقط لاغير-جعل من بعض النقاد ينعتون الفيلم بالفيلم العظيم.
أن تكتب سيناريو كبير مليء بالتلميحات التي تشد الانتباه من دون الخوض في مواضيع هذا التلميح العميق على شاكلة الجملة الأولى في المقدمة(أنا الفتاة التي لم يكن يجب ان تدعى بكارمن)،والتي نفهم منها لاحقا بأن كارمن شخص لم يكن يرغب بالوجود اصلا،على ان غودار يكتفي بالتلميح فقط من دون الخوض في هذه العلل الكبرى،فقوة السيناريو رافقه القطع الموسيقي وظهور غودار نفسه الذي لم يخفي انتقاداته الواضحة لجيل الشباب في قصة (يقال) عنها انها اعادة رواية لأوبرا كلاسيكية تدعى كارمن،ولكنها ليست سوى قصة مليئة بالثغرات والقطع غير المكتمل-الميزة الواضحة لغودار في فترته الأخيرة التي تمتد حتى الآن-من الممكن ان تنعت بسهولة –وهذا احيانا وليس دوما-بالابتذال والتعري الفائض المجاني من دون اي داعي...
لنعود الى كلمة تركيب
التركيب بحد ذاته عبقري لخلق نص وقطع موسيقي لمثل هذه القصة
اثناء محاولة للسطو على بنك،تقع كارمن بحب جوزيف بطريقة غير مقنعة واعتباطية اطلاقا سوى مشهد تعبيري عن برودة القرن العشرين،أو برودة المشاعر البشرية بشكل عام،فمع محاولة السطو على انغام بيتهوفن وكل هذه الفوضى والاعتباطية ستقود الى قصة حب عرضية وغير مصدقة وحتى غير مقبولة في تفاصيلها،هناك رجل يقرأ بهدوء،وهناك من تمسح دماء القتلى بكل برود بينما جثث القتلى مسجية أمامها على الأرض.
الطبيعة الباردة...لم تعد مشاهد القتل تخلق فينا أي شعور خاص مثل الأسى مثلا
ومن ثم ينتقل غودار الى موضوع آخر،أو دعونا نقول حيز آخر من القصة،فعندما يقع جوزيف في غرام كارمن تبدأ هي بالعمل على اهماله مقصوده اشعاره بالغيرة...
ولكن حتى هذا الموضوع لم يكن مكتملا ايضا...
اعتباطية واضحة في تصوير هذه القصة،مع مقاطعات موسيقية كاسلوب مقنع وجميل للتركيب|،وحوارات جميلة تحقق المطلوب منها شكليا لى انماط التلميح من دون الخوض بالمضمون للجملة....على شاكلة
كارمن:ما الذي يأتي قبل الأسم...؟!
كارمن أنا لا اعني ذلك...اعني قبل ان تكنى بأي اسم
وبذلك يكون فيلم (الاسم الأول كارمن 1983) فيلم كبير ولكن ليس من كل النواحي وليس من ذلك النوعية من الأفلام الذي يرسخ في الذاكرة لمدة طويلة...
غودار يغيب تماما في حيز غير مدرك على الاطلاق...
بلال سمير الصدّر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في