الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مستقبل داعش وتشظي الإرهاب
رفقة رعد
2016 / 10 / 26الارهاب, الحرب والسلام
كما هو معروف فإن الحرب على الإرهاب لن تقضي عليه بالضرورة، فالإرهاب يكاد يصبح منظمة عالمية، وإذا ما انتهى العراقُ من داعش فلن ينتهي منه العالم بالمقابل.
لا يخفى أن التعبئة الثقافية السابقة لداعش، والتي هيأ لها التنظيم بشكل كبير خلال فترة سيطرته على الموصل والرقة ودير الزور، تُنبئ أن لا نهاية قريبة يمكن توقعها لهذا التنظيم، من حيث انحساره ونهايته تماما، حيث يمكن أن يتحول إلى خلايا نائمة تتوزع على عموم العالم تحقق أهدافاً مختلفة في أماكن مختلفة في زمن واحد. ولمواكبة المرحلة الجديدة في عصر الإرهاب، يمكن أن تبدأ بعض المفاهيم الإرهابية بالتغيُر من خلال استحداث مفاهيم جديدة تخدم مرحلتهم المقبلة.
فكما هو معلوم فإن مفهوم الجهاد لدى داعش قائم على مبدأ "فرض عين" (أي واجب على الجميع)، ومعنى هذا أن داعش أخذ هذا المفهوم بالتحول من كونه كفاية إلى الواجب المقدس الذي يريد من الجميع السعي إلى تطبيقه، وهو منهج السلفية الجهادية في قتال الأعداء، سواء من الغرب أو العرب، في محاولة لنشر المنهج القويم حسب وجهة نظرهم، لكن ما يمكن ان يطرأ على هذا المفهوم من استحداث يناسب المرحلة الراهنة، والتي يمكن أن نسميها مرحلة التشظي الإرهابي، هو طريقة استخدامه؛ فالجهاد والجهاديين واقعين ضمن مؤسسة شبه عسكرية نظامية لها شروطها وقواعدها، ويمارس وفق ما تأويلهم للنص القرآني، وفتاوى الخليفة ومعاونيه، لكن مرحلة ما بعد داعش ستجعل منه، مع اختفاء تلك المركزية في شتات الجماعات الإرهابية، فعلاً ذاتياً خاصاً يمكن لأي انسان متعصب تكفيري أن يمارسه في أي مكان من العالم.
والذي أريد أن أشير له هو أن مفهوم "جهادي"، هو ليس المنتمي إلى الجهاد بل هو من ينتمي الجهاد له: أي أن الجهادي هو من يتبنى الجهاد بشكل ذاتي، بمعنى أن أي شخص ممكن أن يتحول إلى جهادي من دون أن يكون ضمن المنظومة الإرهابية العامة ومن دون حاجة إلى فتوى أو موافقة لممارسة الجهاد، وذلك ضمن تكاليف بسيطة ممكن الحصول عليها بسهولة كأن يكون سلاح خفيف أو السلاح الأبيض، ومن كان متابعاً لإذاعات الدواعش وإعلامهم يعرف تركيزهم الكبير على توجيه نداءات متواصلة إلى كل من يمكن أن يُستمال إلى أفكارهم ومبادئهم في أن "يجاهد في سبيل الله وفي سبيل الدولة الإسلامية" سواء بالالتحاق بالتنظيم في مناطق سيطرته أو تنفيذ عمليات في مكان تواجدهم. إن خصوصية هذا النوع من الجهاد هو ما يخدم المرحلة الإرهابية القادمة، أي مرحلة التشظي والشتات.
يقول وزير الخارجية الأميركية الأسبق، هنري كيسنجر، إن "قرار العدو بشأن ما إذا كان يجب عليه مواصلة القتال لا يعكس فقط علاقات القوى، ولكن أيضاً العلاقة بين تكلفة استمرار المقاومة والأهداف المتنازع عليها. إن القوة العسكرية تقرر الصراع المادي ولكن الأهداف السياسية تحدد الثمن الواجب دفعه وحدّة الصراع"، علينا أن نفهم هنا أن تجريد داعش من الأقاليم التي تسيطر عليها وقوتها المادية لن يشكل طريقة ناجحة وناجعة في ضمان عدم استمرارهم لأن هدفهم الأصولي السلفي الديني التاريخي أعم وأشمل، ولا تشكل المادة أو جغرافية المكان عذرا أو سبباً في توقف السير نحو تحقيقه، وهو الأمر الذي سيضمن لهم استمرار العمليات الإرهابية إلى أمد بعيد.
ما يمكن توقعه في الفترة القادمة هو انتقال نشاط داعش إلى حالة تمرد بعد انحسارهم وخسارتهم لمناطق سيطرتهم في سورية وهو الأمر الذي قد يعرض العالم إلى موجة من التفجيرات والعنف المختلفة بشكل عشوائي، في أزمان وأماكن مختلفة وبصور متنوعة، كما حدث بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وانحسار سيطرتهم ولجوئهم إلى مغارات في الجبال، وأدى بهم إلى اللجوء لاتباع سياسة حرب عصابات وتمرد طال القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي. وبالتالي ستكون عملية التحشيد مختلفة، تحت اسم ربما يكون مختلفاً أيضاً، لتبدأ السياسة الإرهابية مرحلة جديدة إذا لم يتهيأ لها مكان جديد.
وهذا ما سيمكن في المقابل المرأة الداعشية من أن يكون لها دور أكبر في هذا المرحلة بعد إعدادها في المرحلة السابقة من تنظيم داعش لتكون أكثر فعالية في مرحلة التشظي، لسهولة تحركها ولدورها الكبير داخل التنظيم من إعداد أجيال تكفيرية تسهم في حفظ النوع الإرهابي من جهة، والتحشيد الذي تقوم به من خلال المواقع الإلكترونية، والتلقين المباشر في القرى والنواحي المختلفة لجذب الجهاديين والجهاديات من جهة أخرى.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري