الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضاد الاسلام

صلاح زنكنه

2016 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام اسلامان , اسلام سني بوشاح أسود وخطوط بيضاء , واسلام شيعي بوشاح أبيض وخطوط سوداء , الاسلامان غير بريئين من الخطوط الحمراء التي طغت على بقية الألوان وبات اللون الرمادي هو اللون المميز الذي يمثل هذا الاسلام بشقيه الذيّن مازالا يتخبطان خارج التاريخ ويتوغلان في معمعة الكلام وجعجعة المتكلمين الذين ما عادوا سوى أصنام في متحف الموميائات التي نخرتها ديدان السلف الصالح الذي ما عاد صالحا للاستهلاك الحضاري .
الاسلام السني لا يقبل أي تأويل أو تفسير أو اجتهاد في مراجعة النصوص وتفكيكها والتأكد من صحة صدورها وانتقادها وفق منطق العقل والعقلانية ولحظتها التاريخانية , ويعد كل محاولة من هذا القبيل هي محاولة مشكوك بأمرها غايتها الاساءة وتدنيس قدسيتها , فيما يفتح الاسلام الشيعي كوة في باب الاجتهاد وغربلة بعض المعتقدات بما يناسب توجهاته ويدعم طروحاته ويشكك بكثير من الاحاديث والوقائع ويرجح غيرها ويثبت ما يناقضها ويجزم بصحة اسنادها بالرغم من ان الاثنين ينهلان من المنهل ذاته وينطلقان من منطلق ثابت قار لا يقبل النقاش هو القرآن والسنة النبوية وما يتمحور حولهما لكنهما يختلفان في قراءة معطياتهما ويفترقان في استخلاص العبر والنتائج ويذهبان الى تكفير بعضهما بعضا حد العداوة والاقتتال منذ فجر الاسلام الأول والى يومنا هذا .
وقد صنف الباحث المصري أحمد عباس صالح في كتابه ( اليمين واليسار في الاسلام ) الاسلام السني في خانة اليمين فيما وضع الاسلام الشيعي في خانة اليسار.
هذان الاسلامان المتربصان لبعضهما دون هوادة لم يتصالحا ولم يتهادنا ولم يتفقا على أسس وثوابت تفك اشتباكهما وبقيا يشككان بنوايا الطرف الآخر حتى في بعض المشتركات التي تجمع عقيدة كل طرف من الطرفين في الخلق والالوهية وقيام الساعة وما الى ذلك من المعتقدات ذات الصلة بنواميس هذا الدين ومنهاجه التربوي والاجتماعي والحياتي , وراحا يختلفان في تلاوة الآذان وطريقة الوضوء وطقس الصلاة وفريضة الزكاة والخمس وحتى حج بيت الله ناهيك عن التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي تتخلل المرويات التاريخية لسيرة الاسلام والمسلمين وما بعدهما من وقائع وافرازات وتجليات طالت كل مفاصل الحياة .
وقد يقول قائل ان هناك أكثر من اسلامين , نعم ثمة اسلام أجنبي هجين متداخل مع ثقافات وطقوس الشعوب غير العربية التي اعتنقت الاسلام دينا وهو أكثر انفتاحا وديناميكية مع مستجدات الحياة من الاسلام الرسمي المتزمت , لكن يبقى الاسلام
اسلامين منفصلان لا يجتمعان الا على التضاد يجمعهما القرآن ويقربهما العرفان ويفرقهما البرهان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53