الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسخة جديدة من فتوى المرجعية الدينية سنة 1959 سيئة الصيت في العراق

عبد الحسن حسين يوسف

2016 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



في سنة 1959 واثناء احتدام الصراع بين القوى الرجعية ممثلة بحزب البعث وكل التيارات الرجعية المؤيدة له بما فيها الحوزة الدينية التي يقودها في ذلك الوقت محسن الحكيم من جهة والحركة التقدمية العراقية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي من جهة اخرى وبعد ان تحولت الجماهير الكادحة في المدن والفلاحين في عموم ارياف العراق الى صف الحزب الشيوعي العراقي وكثر المنتمين للحزب وافلاس القوى الرجعية وعجزها في ايقاف المد الثوري للشعب العراقي نشرت مجلة الحضارة المؤيدة للحزب الشيوعي العراقي قصة للاطفال بعنوان (الحمار الحكيم )قامت القوى المعادية للشيوعية باقناع المرجع الديني محسن الحكيم ان القصة التي نشرتها المجلة الشيوعية هي تستهدفه شخصيا وهدفها الاستهانة به وتشبيهه بالحمار وقد اعترف (طالب الرفاعي )من مؤسسي حزب الدعوة الاسلامية بعد سقوط نظام صدام حسين في كتاب رشيد الخيون المعنون (امالي طالب الرفاعي )انه هو ومهدي الحكيم ابن محسن الحكيم وآخرين هم من قام باقناع محسن الحكيم بذلك وكان هدفهم من ذلك ان يوحوا ان الصراع بين التيار التقدمي وبينهم هو ان التيار التقدمي لا يعرف غير ((الشتائم والكلمات البذيئة)) وفي واقعة اخرى وهي ايضا باعتراف طالب الرفاعي في الكتاب المذكور سابقا انهم اتصلوا بمحسن الحكيم وتكلموا عن ((افعال الشيوعيين ))في العراق وضرورة التصدي لهم وعلى السيد ان يصدر فتوى ضدهم ولكنه قال لهم انه سبق وان سؤل نفس هذا السؤال من قبل احد باعة الاقمشة في مدينة النعمانية عن مسألة خاصة فقال له ( ان الشيوعية كفر والحاد) وانه لاداعي لاصدار فتوى اخرى ويقول طالب الرفاعي اننا ذهبنا الى النعمانية واستطعنا الوصول الى بائع الا قمشة واستطعنا الحصول على الفتوى وقمنا بتعميمها في صحفنا وصحف المعاديين للشيوعية وقام أئمة المساجد وقراء التعازي بنشرها في كل الاوساط واستطعنا تأليب الناس على الشيوعية من خلال قصة مجلة الحضارة والفتوى التي حصل عليها تاجر الاقمشة في النعمانية وتم تتويج عمل هذه القوى بانقلاب 8شباط 1963 وتم تطوير هذه الفتوى الى الحد الذي اعلن فيه الضابط الطائفي (عبد الغني الراوي )احد قادة الانقلابيين اننا هيئنا انفسنا لاعدام آلاف الشيوعيين المعتقلين في قبور جماعية ولكن انقلاب عبد السلام عارف على حلفائه في 18 تشرين 1964 والخلاف داخل القوى الرجعية انقذ آلاف الشيوعيين من الفن الجماعي .
المرحلة التي نمر بها الان تكاد تكون متشابهة مع ما حدث في ستينيات القرن الماضي فقد وصل التيار الاسلامي الحاكم الان الى مراحله النهائية وانفض من حوله اغلب الجماهير المؤيدة له واصبح عمل رجاله الحاكمين مثار للسخرية والتذمر من خلال تحولهم الى سراق للمال العام والاستهتار بكل القيم النبيلة وتحول الشعب ((بفضل ))عملهم الى وضع سيء لا يحسد عليه وحتى القوى الحاكمةبدأت بالتشرذم الى الحد الذي جعلها تكشف غسيلهم الوسخ فيما بينهم .
حاولت السلطة الحاكمة بعد شعورها ان الشعب العراقي الذي هو علماني بطبيعته وان توجهاته الدينية الان هي حالة طارئة لن يستمر بها طويلا باختراع حالة جديدة لمخاطبته واثارة من لا يزال غير مقتنع قناعة مطلقة ان هذه السلطة غير مؤهلة للاستمرار وحكم العراق بخلق مشكلة لا مبرر لها وخصوصا ان معركة تحرير الموصل من داعش وصلت الى قمتها القتالية فحركوا احد اقزامهم المدعو محمود الحسن وكان الامر يخصه وحده وبدون توجيه من احد الى دمج قانون الظرائب البلديه ورفض فرض ضرائب على المشروبات الروحية لانها تتنافى مع واردات الدولة ((الاسلامية ))واستبدلوا فقرة فرض الضريبة عليها الى منع استيرادها وبيعها وانتاجها وشربها محاولة خبيثة من الاسلام السياسي بخلط الاوراق وتحويل المعركة بينه وبين التيار العلماني الذي بدأ عوده يقوى ويشتد بفعل التراث العلماني للشعب العراقي اولا وبفعل الاعمال اللا اخلاقية التي يمارسها الاسلام السياسي في قيادته للدولة بالسرقات والتزوير والخضوع للاجنبي حفاظا على مكاسبه اللامشروعة الى تحويل الانظار عن كل جرائمه واعتبار المعركة بينه وبين التيار العلماني السريع النمو الى صراع على شرب ((العرق ))وان الخلاف بينه وبين العلمانيين هو ان العلمانيين لا يفكرون الا بشرب (العرق )وانه ليس لديهم اي برنامج بديل غير ((التسكع والشرب والعربدة )) ومحاربة الحجاب ((الاسلامي )) وعلى الشعب العراقي ان يلتف حولهم لانهم معادون لهذه التوجهات التي تتنافى مع الدين والاخلاق وان هدفهم حماية الشعب من هذه التصرفات .ولو رجعنا الى بداية الصراع المباشر بين الاسلام السياسي والعلمانيين الى سنة 1959واستغلال قصة للاطفال بعنوان (الحمار الحكيم ) اصدرتها صحيفة شيوعية ليحولها الاسلام السياسي على انها تستهدف رمز الاسلام السياسي محسن الحكيم ويصدر فتواه سيئة الصيت (الشيوعية كفر والاحاد ) نجد ان الاسلوب الجديد مشابه للاسلوب القديم ولكن للاسف الشديد ان التيار العلماني وبالذات التيار اليساري لحد الان لم يستوعب القضية وكل فصيل ينظر للقضية بمفرده في حين ان الخطر سيصل للجميع وان الهجمة الرجعية بداها الاسلام السياسي ودفع بالقزم محمود الحسن الى ان يكون هو البادئ بالهجوم .اتمنى من كل قوى اليسار والعلمانية ان تشد الصفوف وتتجاوز خلافاتها الثانوية وان لا تستكين للتيار الرجعي الحاكم حتى لو ان هذا القانون يرفضه رئيس الجمهورية او المحكمة الاتحاديه فان هذه القوى ستجد مبرر آخر لها وسوف تكون اكثر شراسة ودمويه اذا اقتنعت ان حيلها وجرائمها اصبحت مكشوفة ولم تجد اي مبرر لها ..نتمنى لليسار ان يستوعب الدرس الجديد وان لا ينسى تجارب الاسلام السياسي وحيله الماضيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدستور العراقي مصدر البلاء
طلال الربيعي ( 2016 / 10 / 30 - 02:21 )
الزميل العزيز عبد الحسن حسين يوسف المحترم!
شكرا على مقالك واستحضارك للتاريخ الذي يبدو للاسف ان البعض لا يتعلم منه قيد شعرة.
لكننا لا نحتاج الآن الحكيم او فتوته. فها هو هتلر العراق الصغير نوري المالكي يقول بعظمة لسانه في تصريح له عام 2013 التالي:
-هذه هي الأرضية التي نشأنا فيها، كذلك بعض أعمامنا كانوا أيضا مراجع في النجف.
وفي الجانب الثاني المحفز، ساد في العراق الفكر الشيوعي الإلحادي، واستفز مشاعر الحوزات العلمية، وتحول العراق إلى المد الأحمر، وبحكم النشأة، لا يمكن أن نقبل الإلحاد ولا الشيوعية، وهذا ما انعكس على الحوزة العلمية في زمن السيد محمد باقر الصدر، الذي استشهد على يد صدام حسين، فقام بمبادرته في مواجهة المد الأحمر والتيار الشيوعي، وهذه المبادرة باركها الله وكبرت ونمت,وكتب لها كتابين يعتبران منهجنا في ذاك الوقت لمواجهة الشيوعية: «اقتصادنا» و«فلسفتنا»، ولعلهما أفضل ما كتب ودرس في كثير من دول العالم.-
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&article=716568&issueno=12492#.WA-zNuCLS00
يتبع


2 - الدستور العراقي مصدر البلاء
طلال الربيعي ( 2016 / 10 / 30 - 02:29 )
وسفارة العراق في السعودية تضع هذا التصريح في صدر صفحتها رغم مرور بضع سنوات على اجراء المقابلة !
http://mofamission.gov.iq/ab/KSARyad&article=663
فهل هذا صدفة ام مغازلة صريحة للمملكة الوهابية؟
و اقتصاد الصدر, كما نرى, قد احال العراق الى دولة ريعية فاشلة وتابعا قميئا لقوى النيوليبرالية ومؤسساتها الجهنمية.
والبعض من هؤلاء الذين يسمون انفسهم شيوعيين ليسوا فقط لا يأخذون كلام المالكي محمل الجد. بل بالعكس, ان البعض منهم يخاطب الناس بقوله:
-لا تتركوا المالكي وحده!-
http://al-nnas.com/ARTICLE/JHalwaie/6malki.htm
وهؤلاء هم نفسهم الذين صادقوا على مصدر البلاء, الدستور العراقي الذي ينص على ان الاسلام مصدر الدستور ولا يجوز تشريع قوانين تخالف الشريعة الاسلامية. وهم نفسهم الذين يذرفون الآن دموع التماسيح على اسلمة العراق وتحوله الى دولة فاشية بالفعل.
والسيستاني عمل ما هو افضع, فقد سهل الاحتلال الامبريالي للعراق باصداره فتوى بمنع مقاومته بل والتعاون مع قواته وقت غزو العراق, كما يؤكد ذلك بروفسور
Hani Fakhouri
من جامعة مشيكَان في الولايات المتحدة,
يتبع


3 - الدستور العراقي مصدر البلاء
طلال الربيعي ( 2016 / 10 / 30 - 02:31 )
استنادا الى مذكرات وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد.
US Government Bribe to Ayatollah Sistani
http://mid-east-today.blogspot.co.at/2011/08/us-government-bribe-to-ayatollah.html
مع وافر تحياتي


4 - التقليد والديموقراطية لا يتفقان
سمير أل طوق البحرآني ( 2016 / 10 / 30 - 05:05 )
اخي الكريم بعد التحية.ان اطلاق كلمة ديموقراطية على دول تدين بالاسلام وتتخذه مصدرا رئيسيا للتشريع هو تظليل واضح وفاضح الا ان يقصد بالجمهورية هو التعريف الاسلامي وليس التعريف الحقيقي لمعنى جمهورية. هل حقا ان ايران جمهورية وحكمها جمهوري بالمعنى الفعلي للجموهورية ام انه تطبيق للآية ( وشاورهم في الامر واذا عزمت فتوكل على الله) وهذا يعني ان الولي الفقيه هو الحاكم الفعلي والذي يملك السلطات الثلاث لانه الممثل الفعلي للامام الغآئب وما تلك الانتخآبات الا ذر الرماد في العيون وتطييب الخواطر. اما حكم العرأق فهو نسخة معدلة جزئيا من نسخة الحكم في ايرآن الى ان يحين الوقت المناسب عن الاعلان عن ولاية الفقيه المطلقة وتكوين حكم فيدرالي بين ايران والعراق. كيف لمقلد في جميع شئونه من اتفهها الى اهمها حتى فيما يخص الدولة ان يبدي اعتراضا على تشريعات البرلمان وان انتهكت تلك التشريعات حقوق الاقليات كـ المسيحيين والايزيديين والصآيئة. ان الحكم الجمهوري يجب ان يحترم حقوق الاقليات والحريات حتى للمسلم الغير ملتزم وليكن القآنون هو الملزم للجميع. كل انسان مسؤول امام الدولة وامام ربه فيما يعتقد والايمان لا يفرض بالقوة


5 - الفتوى واسبابها الاقتصاديه
فريد جلَو ( 2016 / 10 / 30 - 08:03 )
لن قانون الااصلاح الزراعي جعل االملاك الكبار والاقطاعيون يتوقفون عن دفع الخمس لانقطاع موااردهم وكذلك تجار الشورجه الذين كسرة شوكة احتكارهم للمواد الغذائيه بالذات من فبل الحكومه مظاف لهم كل الرجعين الذين تضرروا من الثوره شكلو لوبي ضغط لاصدار تلك الفتوى والكل كان يعلم ان وراء الثوره واصلاحاتها الشيوعيون والقوى الوطنيه ولكن الشيوعيون رأس الحربه وكان ذلك بديات الاسلام السياسي الذي شجعته بريطانيا وامريكا كما شجعت ودعمت القوميون الشوفينيون كقوى كانت يمكن ها مجابهة المد اليساري والشيوعي كما صدرت فتاوى اخرى لم تعرها الجماهير اهميه مثل حرمة الاراضي التي يوزعها الاصلاح الزراعي وكذلك الاراضي التي وزعت على المواطنين لاغراض السكن ----------- اما قصة حمار الحكيم فاعتقد كانت القشه التي قصمة


6 - اساتذتي الاعزاء تحياتي
عبد الحسن حسين يوسف ( 2016 / 11 / 1 - 12:59 )
الاساتذة الاعزاء طلال الربيعي وسمير ال طوق البحراني وفريد جلو تحياتي لكم واشكركم جدا على تعقيباتكم السديدة التي اضافة لمقالتي ثلاث مقالات ونورتني ونورت القراء
الكرام ايضا اعزائي اني كتبت المقالة وكان هدفي فقط المقارنة بين سنة 1959 وبين ما يحدث اليوم لاقول ان الاسلام السياسي لم يكن من الذكاء الى الحد الذي يتصوره العلمانيين بدليل انه كرر نسخته القديمه في محاربة الافكار التقدميه مخاطبا العقل الجمعي الجاهل بالتاريخ ليقنعه ان العلمانية هي فقط (السكر والمشروبات ) كما حاول سابقا ان العلمانية هي التهجم على الدين والبذائة والقصص المسيئة لرموزه اعزائي لقد كتبت كتابا في سنة 2015 بعنوان (محطات من حياة عامل شيوعي عراقي )وهو من 400 صفحة وفيه فصل كامل عن احداث 1959 ومنها تحريم الحوزة الدينية الصلاة في ارض الاصلاح الزراعي وايضا كيف سوق البعث الفاشي افكار محمد باقر الصدر مثل كتابه فلسفتنا واقتصادنا ليثقف الجهلة بمحاربة الشيوعية وقام بطبعه باكثر من طبعة وتوزيعه شبه المجاني على المكتبات ومراكز حزبه تحياتي لكم واشكركم مرة اخرى ل

اخر الافلام

.. عبد الله الغانم .. كيف تحول حلم بسيط الى حقيقة؟


.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز




.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود


.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991




.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع