الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة إلى زمن الجمع والالتقاط

حسين عبد المعبود

2016 / 11 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


عودة إلى زمن الجمع والالتقاط
اعتمد الإنسان القديم في الحصول على غذائه على الجمع والالتقاط عصرا طويلا طويلا قبل أن يعرف الزراعة ، ومع الزراعة كانت التجمعات البشرية ، فتكونت القرى والمدن ، ثم الأقاليم والدول وخلال تلك العصور والأزمنة كان اكتشاف النار فعرف الإنسان طهي الطعام ، وصهر المعادن ، فتحسنت حالته وتغير نمط حياته ، وكان اختراع العجلة نقلة حضارية أخرى مكنته من نقل الأشياء الذي لا يستطيع حملها من مكان إلى أخر فشيد العمارة ، ثم كان اكتشاف قوة البخار والثورة الصناعية وعصر النهضة في كل مناحي الحياة ، ثم عصر الكهرباء وعصر الذرة ، ومع كل اكتشاف أو اختراع تتطور حياة الإنسان إلى الأفضل ويزداد تحضرا وتمدنا ورقيا ، كل ذلك تطور طبيعي ، ومنتج بشري لرجال لا هم أعضاء في حكومات أو ممثلين عنها ، ولا لهم أية سلطات ، ولا دور نهائيا للحكومات : يمينية أو يسارية ، ديقراطية أو مستبدة ، وكل دور السلطات تبني الأفكار والرؤى ، وتنظيم العلاقات بما يحافظ على تماسك المجتمع وقوته وتمدنه ورقيه ، هذا ما حدث ويحدث في كل الدول والمجتمعات ، إلا في مجتمعنا وما شابهه بسبب حكومات غير رشيدة أتت بها سلطة مستبدة لا ترى حقا لإنسان في سكن أو ملبس ، أو طعام مناسب ، ولن نتكلم عن الحرية المسلوبة والكرامه المهانة .
فها هو كبيرهم يطلق إشارته لللإعلامجية والمنافقين وكدابي الزفة ليخرجوا علينا بزفة يدعون فيها أن الجو بديع والدنيا ربيع : فهذا يطالبنا بعدم شرب الشاي لأن من يشرب كوبين من الشاي يستهلك عشرة ملاعق سكر ، وهذا إسراف ، وهذه تحرم على الأطفال أكل الحلوى والعسلية .. لتكون مصر قوية ، والمستشار يقول : أن الفرد يكقيه رفاهة أن يكون دخله الشهري 322.5 من الجنيهات المصرية ، وبكري يقول : أن النبي ( ص ) كان لا يوقد في بيته نار لهلال وهلالين ، واللواء يقول : فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، وكأنهم وحدهم من يعرفون الله ، وصلاحهم يقول : لن نقبل يد الدولة إياها ولن نقبل يد أمريكا صونا لكرامتنا ، نجوع نجوع وتحيا مصر ، متناسيا مع شركائه أنه لا كرامة لجائع أو محتاج .
ولأن رؤيتهم مفقودة فبدلا من وضع الخطط واتخاذ الإجراءات التي من شأنها حل الأزمات والسيطرة على الأسعار يحملون الشعب المسئولية ، ومادام الشعب بسلوكياته هو المسئول عن الاحتكار ، وتخزين السلع ، وارتفاع الأسعار ، فلماذا هم موجودون إذن ؟ فلا رؤية لهم ، ولا خطط لديهم ، ولا هم قادرون على ضبط السلوك فليرحلوا ويتركوننا وشأننا ، ننظم أنفسنا بأنفسنا ، وندبر أحوالنا بمعرفتنا ، لكنها شهوة السلطة .
لم أعرف في حياتي نظاما ( مهما كان رأيك فيه ) يهدف إلى العودة بشعبه إلى الخلف إلا نظامنا ، فبدلا من أن يعترف بالفشل ويترك الأمر لأصحابه من أبناء الشعب ، يسعى إلى العودة بنا إلى زمن الجمع والالتقاط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز