الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


keep you right up1987(جان لوك غودار):لملمة أفكار-الانسان في حالة تساؤلاته

بلال سمير الصدّر

2016 / 11 / 5
الادب والفن


keep you right up1987(جان لوك غودار):لملمة أفكار-الانسان في حالة تساؤلاته
غودار يعمد الى سردية مختلفة،سردية تذكر بالصينية أو الفيلم الغريب الذي يليه(Sympathy For The Devil (1968،والنتيجة هي فيلم متحرر من كل اسلوب،وليس هناك وثائقية تأكيدية ولاسرد بالمعنى الحرفي المعروف التطبيقي للكلمة،بل يبدو برمته كمحاضرة فلسفية عن اشياء معينة خالدة مكررة الطرح في الموضوع الفلسفي الغوداري.
الشخصيات في الفيلم-منهم غودار نفسه-تبدو كنماذج بشرية توضيحية للفكرة الفلسفية مع التكرار اللغوي الذي يطرح الموضوع الفلسفي كتعليق على المشهد أو الصورة البشرية.
اذا الفيلم خارج السرب السينمائي اطلاقا،اطروحة فلسفية تتعلق بعدة مواضيع...مثلا ثنائية(الجنس والموت)،على انها ليست ثنائية على نمط ثنائية (باتاي-اوشيما)،وان كان لابد من الحديث عن فكرة مركزية فستكون الموت بايعاد سوف نشرحها ونتحدث عنها لاحقا،وان كان هناك شخصية مركزية في هذه الفوضى الفكرية غير المرتبة ,فهي شخصية من الممكن دعوتها بالنموذج(Pattern)،على ان كل الشخصيات غير مترابطة في اي حبكة ولا في اي حدث،سوى انها نماذج توضيحية أو كضرب مثال لشرح الراوي الفكري.
من الجدير ذكره ان الفيلم اطلق في الولايات المتحدة بعد اربعة عشر عاما من اطلاقه للمرة الأولى في باريس،وفي حين اعتبره النقاد فيلم أخرق متحرر من الاسلوب،فمن الممكن ايضا اعتباره فيلما تجريبيا من الممكن صناعة في مدرسة للأفلام وبالتأكيد سوف يلاقي الفيلم فشلا ذريعا على شباك التذاكر.
السؤال الذي يطرح نفسه...هل وصل غودار الى مرحلة الافلاس...؟
هل حقبته الأخيرة تكرار لنفسه؟
يكرر باستخدام البيان التجريبي السينمائي من دون ان يعتقد بانه وصل الى مرحلة انتهت فيها البدعة التجريبية للسينما، والأشكال الأخرى للسينما اصبحت عبارة عن تيارات تذكر بالمحافل وتعد أحيانا من النصب التذكاري.
هل يعتقد غودار ان هذا التشويش الواضح والمربك في الاسلوب والطرح من الممكن ان يحقق فيلما جيدا؟
بالرغم من كل ذلك...نحن لا ننعت غودار بالأفلاس ايضا
منذ البداية يطرح غودار الثيمة الاساسية للفيلم...الموت
ومن ثم يعرج على هذه الجملة:
الانسان لازا منتظرا منذ اجيال،وهو يتساءل اذا كان هناك فرق بين الابله والفردية...
لاحقا سوف نشاهد غودار يقرأ الابله للديستيوفسكي بل ويقتبس منها
هل هذا انتقاد مبطن للفردية وبالتالي الرأسمالية؟!
ولكن علينا الحذر،فالموضوع فلسفي وليس سياسي وهذه هي طبيعة الفيلم برمته
مجرد أفكار،أو لملمة أفكار في موقف مشوش ومضطرب،والاحالة الى اجابات دائما ما سوف تكون غامضة.
الشخصية التي قلنا عنها سابقا بأنها النموذج المركزي المتصف بالعمق...وهذا نعتبره أيضا احالة الى الرواية
من الممكن ان تكون الانسان بتساؤلاته،أو الانسان –المقصود بالانسان الجنس البشري برمته-في حالة تساؤلاته.
لنتابع ما يقول الراوي الذي هو بالتأكيد غودار:
لذلك هو قرر بأن لايضع(عدم الضحك-عدم البكاء)
الجملة الاخيرة تعود بنا الى اللغة المستخدمة عند غودار،والتعبير الذي يساهم في الفلسفة أو في التفلسف أكثر،وغودار مختلف عن اي سينمائي متفلسف آخر لأنه يعتمد على النص الفسفي أكثر من الحدث |أو الحبكة أو الصورة السينمائية،وهو يعمد الى عمل ذلك في شيء يدعوه بالفيلم،ولذلك وببساطة من الممكن نعت أفلام غودار أحيانا بالكتاب،وهذا الوصف ينقص من القيمة الفنية الجمالية لأفلام غودار.
بالنسبة للجملة الأخيرة:لذلك هو قرر أن لايضع(عدم الضحك-عدم البكاء)
لمذا اضاف كلمة عدم...لماذا لم يقل مثلا:ضحك وبكاء
كلتا الجملتين سوف تؤدي الى معنى واحد...
يتابع...لذلك غادرت الفردية...
أنا استطيع الاعتراف بأن البشر من الممكن ان يتواصلوا...ويتاجروا بالأشياء مثل الزوج والزوجة...يتاجران العناق أو تذكرة القطار...يظهر نموذج الانسان في خضم تساؤلاته مقتولة مطعونة بسكين
الموقف يوحي ان غودار في تحليل سيسولوجي،يؤكد سيادة الفردية مع وجود العوامل التي ساعدت على تسيدها،والموقف مبطن منتقد للفكر الفردي...اي انتقاد وسيلة الاتصال الرأسمالية من جانب اجتماعي.
ثم يعرج غودار على موضوع الموت...ما الذي قاله غوته قبل ان يموت...؟!
|نحن وحيدين موجودين خارج الروح...لذلك في بعض الأحيان احدنا سوف يصبح ملاكا
الموت هنا عبارة عن فكر وجودي تأملي يبدو خاصا جدا،غير مرتبط بفيلسوف أو مفكر معين،وكأن غودار يقتبس من نفسه،فهنا تلميح-حتى لو استفاد غودار من غوته-عن الطبيعة البشرية،وعن الثنائية الخالدة،على انه ايضا يبدو كتلميح عن غلبة الشر في الشق الثاني للطبيعة البشرية.
غودار سوف يظهر على متن طائرة ليحقق فيلما معينا وكل الذي يحدث،يحدث على خلفية لبروفة فرقة تسعى الى تحقيق اغنية معينة...كل هذا غير مهم...المهم هو لملمة الافكار
الفيلم يشرح مفهوم معين مع استخدام النموذج....تكرار لغوي على نمط غودار
الطيار يمسك كتابا...كيف تنتحر؟!
الانتحار هنا ليس ثيمة بحد ذاته....غودار يركز على المنطقة الوسطى بين الحياة والموت...على النقطة التي من الممكن ان تسمى بالانتقال.
في الانتحار،الانسان لايفكر بالانتقال بقدر ما يفكر بالتخلص أو التحرر من براثن الحياة الدنيوية،ولكن اذا كان الموت-كما يعبر عنه غودار-مجرد نقطة انتقال،فالموت هنا موت وجودي،والموت الوجودي لايشكل نقطة حاسمة لأن الجميع سيصل الى النقطة الحاسمة(كاليغولا).
هل تعرف ماذا قال غوته قبل ان يموت..؟
الاله قد مات...الاله سوف يظل ميتا...نحن قتلناه
GOD DEAD…..GOD WILL STAY DEAD…WE KILLED HIM
الموت يحيط حتى الإله...فكرة الموت كفلسفة وليست فعل مؤدي أو مؤدى اليه في خضم فوضى الطائرة(فوضى معرفية).
على العموم فهذا العمق الفلسفي كان مشوشا جدا في التعبير،وهذه هي النقطة الحاسمة في افلام الحقبة الأخيرة لغودار التي بدأت مع اوائل الثمانينات ولازالت مستمرة حتى الآن.
النموذج البشري،أو نموذج الانسان في خضم تساؤلاته:
شكل النموذج:يستخدم غودار نموذجا بريئا ويبدو احمقأ...النموذج يعبر عن الحمق البشري،واذا كان تحليلنا صحيحا،فالنموذج عرضي وكأنه يظهر في لقطات لاعلاقة لها بالموضوع،ولكن هذا خاطئ لأن الهدف توضيحي كما قلنا في السابق....
لنتابع الجمل التالية....عن الثيمة المركزية للفيلم...عن الموت:
الانسان ولد من اجل الموت
هو يستطيع ان يبتلى به اذا كان يرغب بذلك...ولكن في قبل الحضارة(Non Civilizations)
هل اختار الانسان موته...ختى الآن الاختيار (Not to be Born is Not enough)
الموقف وجودي حاسم اتجاه قضية الموت...القضية تفضي بالتأكيد الى انعدام الخيارات...
ومن ثم الانعكاس السياسي للحقبة الستينية:
مايو 1968 لم يثبت شيئا...اليوم الفردية هي ناتج فشل مايوم1968
لنكتب الجملة التالية كتكرار لغوي ونتيجة على لسان غودار وهو يقرأ برواية(الاحمق):
الفعل الاكثر وضاعة للحب او للبطولة لم يكن اقل من غموض أكثر منه تغريب
لماا يستخدم غودار الزمن الماضي(Was)...هل هذه الجمل تدل على الماضي فقط...تكرار
اذا هي حقيقة ليست ثابتة....الموضوع اذا اصبح يتعلق بلغة غودار ليست الفيلمية ولكن المضمنة داخل شكل فني:
الاحمق كاستعارة للعنوان(الرواية)
الاحمق هو استعارة للتعبير عن البشرية
النموذج التعبيري المستخدم هو الاستعارة بحد ذاته
عن الصمت:هذا الصمت اصبح ماضي(ماهية الانتظار)
This silence became The essence Of waiting
الاكثر قوة من خلال وجوده الأكيد
الموت هو الفكرة المركزية للفيلم...الحل(فارغ)...جوهر الانتظار متبوع بالصمت
من الممكن-ربما-ان تكون كل شخصيات الفيلم مجرد نماذج توضيحية بشرية...ولكن ماذا توضح؟
انها انعكاس للأنا الجمعية،او من الممكن القول (الانا البشرية كنموذج انعكاس تام لكلمة البشرية...
وهذه النماذج من الممكن ان تحكم على الأشياء...على هذه المعضلة الفلسفية ومن الممكن ان تتوصل الى نتائج،هل لازال الشر موجودا؟!
فيلم غودار هذا يطرح اسئلة ويجيب عليها،وطبيعة الاسئلة مكررة مألوفة بالنسبة للموضوع الفلسفي،على ان غودار عبر عنها واجاب عنها بطريقة مختلفة من خلال نص الذي احكم صورة كنموذج للتوضيح،وبالتأكيد هذه القصيدة الفكرية سوف تواجه فشلا ذريعا ومن كل النواحي...
بلال سمير الصدّر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا