الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدًا/ وفاء

رائد الحسْن

2016 / 11 / 5
الادب والفن


وفاءٌ
وهبَها عيْنيهِ، مَنحتْهُ قدميْها، حينما ربطَهُما القدرُ بوثاقِ الحُبِّ، قرَّرا تكمِلةَ مشوارِ العمرِ معًا بعاهتيْهما. عندما غيّبَ الموتُ أحدَهما؛ لمْ يتأخّرِ الثّاني.

مُقابَلةٌ
خَرجَتْ وهي بكاملِ أنوثتِها وأناقتِها، يرنُّ بينَ أنامِلها أحدثُ نقّالٍ، وسيّارةٌ فارهةٌ تنْتظرُها، فتحُوا لها الأبوابَ المؤطَّرةَ بباقاتِ الزِّهورِ، الصَّمتُ يسودُ المكانَ تهيّبًا للقادِمةِ. ردُّها على سؤالٍ بسيط،ٍ قلبَ كلَّ شيءٍ... وتقهقرٌ غيرُ مسبوقٍ لصورتِها.

مُفاجأةٌ
تمنَّى رؤْيتهنَّ خارجَ العالمِ الافْتراضيِّ، ثلاثتهنَّ ضرَبْنَ لهُ ذاتَ المَوعدِ ونفسَ المكانِ، لدغاتُ عقاربِ الوقْتِ المُتحرِّكةِ تزايدَتْ معَ مشاعرِ القلقِ والحيرةِ.
أولاهنَّ ظهَرَتْ، بَحْلقةُ عينيْها ليستْ بالغريبةِ عليهِ؛ لمّا انجَلَتِ الأمورُ، أدْرَكَ هَوْلَها.

قُبلَةٌ
تَطايرَتْ شراراتُ عينيْهِ صوبَهما، وضْعُهما المُريبُ زادَ مِن فضولِهِ، مِمَّا عجَّلَ في سريانِ نارِ التَّطفّلِ في أوصالِ جسدِهِ؛ فهرعَ قافِزًا لعبورِ النَّهرِ.
اقترَبَ منْهما أكثرَ، رأى فمَهُ مُطبِقًا على فمِها؛ لكنَّ شعرَها المُبلّلَ بالماءِ، فنّدَ كلَّ ظنونِهِ.

إعْدادٌ
دخَلَ فجْأةً؛ فوجدَها مُنهمِكةً، والدَّمعُ يتلألأُ في مآقيْها، وبينَ يدِيْها سكّينًا، يحملُ لونًا أحمرَ. اشتمَّ رائحتَها، دنا منها طالبًا مِنها الإسراعَ؛ أومأتْ إليهِ بالابْتعادِ والانتظارِ قليلًا لإكمالِ السَلَطَةِ.


شرودٌ
نظراتُ عينيهِ مَشْدودةٌ إلى شفتيْها وهيَ تتحدَّثُ، فرِحَتْ لاندماجِهِ مع أحداثِ قصَّتِها المُؤثِّرةِ، تحرّكَ بشَكلٍ أوْحى بتفاعلِهِ الشَّديدِ، دمعَتْ عيناهُ؛ لمْ يحتملْ، استأذنَ منْها.

وهمٌ
بَعدَ أنْ صَفَّى مُعارضيْهِ، وأرهبَ مُناوئيْهِ وأمَسَكَ السَّيفَ بِيدٍ والعَطايا بالأخْرى. اصْطفُّوا لِرُؤْيتِهِ. جمّلوا لَونَ دِماءِ ضَحاياهُ، زَوَّرُوا تاريخَهُ، عَطّرُوا نتانَتَهِ، أنْسَنُوا حَيونَتَهِ، حتّى عينهُ الوَحيدة، كحَّلوها وتَنتظِرُ مَنْ يُفْقَؤها، ومازالوا يتبعُونَهُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با