الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندم لا ينتهي

أحمد صبحي النبعوني

2016 / 11 / 10
سيرة ذاتية


ندم لا ينتهي
الكتاب معبّر عن مدى تقدّم الإنسان ورقيّه، فالإنسان الذي يعتمد كثيرًا على الكتب في مجال عمله وحياته هو إنسان يسعى للتّقدم والتّطور بلا شك.ومع الكتاب كان لي صراع داخلي خاص وهنا كانت البداية .....
كان لي جولات متعددة والتي أصبحت من أحدى طقوس روتين حياتي في أحياء دمشق وأنا أبحث عن أمهات الكتب العربية والمترجمة لأشتريها والتهم محتوياتها بنهم وجشع ..أثناء دراستي الجامعية .علما أن مصروف معيشتي لم يكن يكفي أساسا للطعام والشراب والدخان وغير ذلك من متتطلبات أندفاعة وأنطلاق شاب في مقتبل العمر في مدينة جميلة كدمشق ....حتى انني أذكر في أيام الأمتحانات حيث يصل القلق والخوف حينها لدي جميع الطلاب إلى ذروته ....كنت في نهاية دراستي للمادة أضع الكتاب الجامعي جانبا لأمسك ما هو أغلا على قلبي منه والذي قد يكون كتابا في الأدب أو السياسة او التاريخ ...وأستمتع بالقراءة وكأنها فاصل منشط للعقل والقلب معا ....حتى أذكر جيدا أنني في السنة الثالثة لم أترفع نتيجة أهمالي للكتاب الجامعي وأنشغالي بقراءة وتحليل رواية الحرب والسلام للمؤلف الروسي ليون تولستوي وترجمة سامي الدروبي والتي تتألف من أربع مجلدات ضخمة وكل مجلد لا يقل عن ثمانمئة صفحة ....وكل كتاب كنت أقتنيه لنفسي أقوم بتجليده آليا بمبلغ عشرين ليرة سورية في مكتبات نفق الآداب على طريق المزة اوتستراد ....وبعدها أنهيت دراستي الجامعية وأنهيت الخدمة العسكرية أيضا وعدت أدراجي إلى حيث ولدت في مدينتي الريفية البسيطة عامودة في محافظة الحسكة ...وأصبح لدي كتب كثيرة لدرجة أصبحت أجد صعوبة في أيجاد مكان مناسب لها في البيت وأخذت أفكر في أمرها وخاصة كنت أجد كتب والدي الصحفي كيف ان أوراقها أصبحت صفراء وأصبحت تعاني من الغبار المتراكم عليها ومن الرطوبة.... لذلك أتخذت قراري المتسرع وحزمت أمري وخاصة بعد أمتلاكي لجهاز حاسوب والذي أخذت أتعلم على أستخدامه وعلى كيفية فتح شبكة الأنترنت وكيف أستطيع تحميل أي كتاب أو مجلة أو صحيفة أو على الأقل مطالعتها ...دون الحاجة لشراء كتاب ووضعه زينة في مكتبة البيت حتى يعلم الضيوف أنني مثقف .قراري كان هو العودة بكتبي إلى موطنها الأصلي دمشق في أحدى زياراتي ...حيث وضعتها جميعا في كراتين مغلفة وقمت ببيعها كاملة تحت جسر الرئيس في البرامكة وطبعا بمبلغ لا يذكر ....ومع ذلك.... الآن ...أشعر ببعض الندم لأنني أحيانا أحن لتلك الكتب لأن لكل صفحة فيها ذكرى وحكايات ....وفي نفس الوقت أشعر بالرضى لهذا العمل وأقول ربما هناك شاب أخر لا يمتلك المال الكافي ليشتري الكتب من المكتبات التجارية وهو في مقتبل العمر ....فيشتري كتبي من ذلك التاجر على الرصيف بمبلغ بسيط ويستفيد منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية