الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيعٌ - قصص قصيرة جدًا

رائد الحسْن

2016 / 11 / 10
الادب والفن


رَبيعٌ
اختارُوا وجوهًا قبيحةً، جمَّلوها، ركَّبوها على أبدانٍ مَهيبةٍ، روَّجوا لها، درَّبوها على دورِها المَرسومِ وأطلقوها في موسمٍ أرادوهُ ، قطَفُوا كلَّ الزُّهورِ وأحرقُوها بأشواكِهمْ. مازالَ الغوغاءُ يعبثونَ، والمَخدوعونَ يهلِّلونَ.


شَخصيَّتانِ
انتقَتْ ألوانَ زهورِها ولونَ فستانِها و هديَّتَها مِن ذاتِ لونِ الّليلةِ الّتي عادَ منْها مُتأخِّراً(للتّوِّ) مَخمُورًا؛ رآها بكاملِ أنوثتِها وألقِها، ساهِرةً تنتظرُهُ للاحتفالِ معًا. زجَرها بِشدَّةٍ على فعلتِها الشَّنعاءِ مُؤنبًاً إيّاها مُحتَجّاً على عملها الّذي صنّفَهُ ضمنَ العملِ الحرامِ.


تعجُّبٌ
لمَّا تَعارَفا على تلكَ الشَّاشةِ السِّحريّةِ، خفَقَ قلباهما، أُعجِبا ببعضٍ وتبادَلا زهورَ الأماني عبرَ الأثيرِ، سلبَتْ نبضاتِ قلبِهِ ملامِحُها. لكنْ قَبلَ الِّلقاءِ، لمَّحَتْ لهُ بأنَّ الصُّورةَ ليستْ لها... أخيرًا رآها.

عُضْوٌ
ماجَتِ الأرضُ بهِ، مَشى مُختالًا لا يلوي عنقًا، الكبْرياءُ امتَطَتْ رأسَهُ المليْءَ بالأوْهامِ، ادَّعى ما ليسَ لهُ. بَطُلَ عجبُهمْ عندما قرَؤُوا اسمَهُ على صفحةِ مجموعةٍ ثقافيّةٍ مغمورةٍ قبلَتْهُ.

انْدِحارٌ
لمّا بدأتِ المُناظَرةُ، وقفَ النّدّانِ؛ الأبيضُ والأسودُ، كلٌ أدلى بدلوهِ، هوى موقفُ الثّاني أمامَ ضرباتِ كلماتِ الأوّلِ الدَّامِغةِ، صراخُ وتصفيقُ الأيادي السّوداء رسمتِ ابْتسامةً باهِتةً على مُحيّاهُ.

بشريّةٌ
قسّمتْهمُ الرَّغباتُ، فرّقَتْهمُ الأطْماعُ، شرذَمَتْهمُ الأنانيّةُ، شتَّتتْهمُ النّزعاتُ، تفرّقُوا، ابتعدُوا، تخاصمُوا، كرهُوا بعضهمْ بعضًا، سرى الحقدُ في شرايينهمْ ، تأصّلَ الحسَدُ في تجاويفِ قلوبِهمْ.
لم يُعِدْهمْ إلى سابقِ عهدِهمْ، سوى خطرٍ مشْتركٍ عظيمٍ، لوّحَ بغزْوِهمْ مِن خارجِ غلافِ كوكبِهمْ.

تَغييرٌ
قادَهمْ بحَديدٍ حامٍ، ساقَهمْ برَعْدةِ صوتِهِ، خنَعوا حدَّ المَذلّةِ. أخذهمْ(مُكرَهيْنَ) لمآربهِ، ضيّقَ عليهمُ الدُّنيا. أقنعوهمْ ببديلٍ يليقُ بهمْ، كسرُوا يدَهُ وحرقُوا سوطَهُ، خدعوهمْ بالأفضلِ، سرقُوا ما تبقّى مِن فرحتِهمْ، تشابَهتِ الَّليلةُ بالبارحةِ، سِوى نجومِ سلامٍ كانتْ تتلألأ في سماءِ الأمسِ، بدتْ تتهاوى على رؤوسِ الحالمينَ في عزِّ الظَّهرِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما